العدد 236 مجلة ميكي اكتوبر 1965

العدد 236 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ :  28 اكتوبر 1965 م

عزيزي القارئ  

في مثل هذه الأيام، من تسع سنوات مضت، حدث العدوان الثلاثي على مصر، وباتت البلاد في فزع، ورعب وظلام، ولكن الشعب القوي العظيم لم يستسلم للفزع، فقام وتكاتف وصمد، وانتصر.  

ومنذ ذلك اليوم حتى الآن مرت تسع سنوات، انظر حولك يا صديقي القارئ، كم  من مصنع أقيم، وكم من مشروع نفذ، كم مدرسة، كم مدرسة، وكم مستشفى وكم مصنع،  قالوا أننا لن نستطيع أن ننهض بعد هذه الحرب إلا بعد سنين طويلة، وإننا سنظل نعاني منها عمرًا مديدًا، ولكن الذي حدث لا يتصوره عقل،  بنينا السد، وسارت القناة كأحسن  ما تكون، وامتلأت البلاد بإنتاجنا بأيد مصرية، ومصانع مصرية، وإنتاج مصري صميم، أنهم لا يعلمون أن الإرادة تصنع المستحيل، ونحن نملك الإرادة، والأمل، والإيمان، ونملك أكثر من كل ذلك، الحق فقد كان الحق لنا، وكنا أصحابه  ولذلك انتصرنا، وانتصرت ثورتنا، وستستمر وتعيش  أبد الدهر، كما ستنتصر كل الثورات التي تقوم بها الشعوب التي تملك الحق. 

وستظل انتصاراتنا تتوالى مع السنين، وستظل  نبني ونبني ونبني، وننادي كما كنا  دائمًا، بحق الشعوب كلها في السلام، والحرية، وسيكون سلاحنا دائمًا، الإيمان والإرادة والبناء   

عفت ناصر 

العدد بصيغة CBR & PDF


بندق يركب حصان غلاف العدد من مجلة ميكي تحميل اون لاين مجانا بندق وميكي

سيتم اضافة رابط تحميل مباشر PDF

للتحميل اضغط هنا

القصص في العدد :

صفحات ضحكات
الصيدة اللؤلؤية
رجل الكهف 
مزرعة للبيع
صفحات الرياضة
دموع زيزي
قصة العدد سر ابي
زورو المزيف 
 

قصة قصيرة جدًا  

الجريح  

بقلم رجاء عبدالله 

كانت الدنيا ظلامًا، تمامًا في مثل هذه الأيام، ظلام الليل، وظلام الاعتداء الثلاثي الغاشم على بورسعيد، وران الصمت على المدينة الباسلة، صمتت طلقات الرصاص والمدافع، وساد السكون والهدوء وفجأة سمعت هذه الأم الصغيرة صوت طرقات خفيفة على بابها، واقتربت بهدوء -وابنها يجري وراءها- من الباب وفتحت جزءً صغيرًا، وعلى الباب وجدته، جنديًا من الأعداء، ولكنه لم يكن شاهرًا سلاحه، وإنما كان ملقى على الأرض، جريحًا، وفي عينيه نظرة بائسة، ويتمتم بين شفتيه، يطلب بعض الماء.  

وفتحت الأم الباب ولم تتردد، أدخلت الجريح، واسعفته ببعض الاسعافات الأولية، وسقته الماء الذي طلبه، ثم اتصلت بجمعية الاسعاف التي أسرعت عربيتها بسرعة لتنقله إلى المشفى، وليعتبر أسير حرب، وتحول الابن إلى الأم يسألها: أمي أنه عدونا، لماذا لا ننتقم منه!!  

وربتت الأم على رأس ابنها، وقالت له:  

- يا بني، إننا عندما نكون قادرين، لا يجب علينا أن ننتقم من الضعفاء، وتذكر أننا لسنا معتديين وإنما نحن من شعب ندافع عن حريتنا ولا نبدأ بالعدوان.  

ومرت الأيام، والأيام، وانتهت حرب السويس وعاد المعتدون إلى بلادهم، وفي يوم هادئ، وصل الأم خطاب بالبريد، من الخارج، كانت رسالة من الجندي الجريح، يشكر فيها الأم ويقول:  

لقد كنت بين يديك، وكنا نحن المعتدين ولكنك كنت أمًا رائعة، لم تنتقمي ولم تنتهزي فرصة ضعفي، لقد اقسمت منذ هذا اليوم ألا أمسك السلاح أبدًا، وأن أؤيد قضية السلام والحرية في كل مكان وفي بلادي من أمثالي الكثيرون، سنؤيدكم، ونؤيد كل البلاد التي تحتاج إلى تأييدنا!  

وأمسكت الرسالة بيدها، وقرأتها لابنها الصغير، وقالت: "هل رأيت يا بني؟ لقد استطعنا أن نصنع نصرًا كبيرًا، لقد كسبنا قلب العدو!" 

 


الرياضة تقديم ممدوح أبو زيد  

خواطر  

كان الفريق كله في حالة انسجام تام، وكانت النتيجة لصالحه، ومع هذا فقد كانت الجماهير تهتف دائمًا ضد أحد أفراد الفريق لأنه تائه في الملعب لا يستقر في مركزه حيث يلعب جناحًا أيمن، بل كان دائم الدخول إلى الوسط بدون الكرة ثم يعود إلى مركزه في الجناح وهكذا، وانتهت المباراة والكل فرح بالنتيجة، لكنهم كانوا يقولون: "لو أن فلانًا لعب هو الآخر لأحرزنا اصابات أخرى.  

وفلان هذا، جناح أيمن الفريق شاهدته بعد اللعب وهو يتكلم مع مدربه ويقول له: "كده كويس؟ أهه كل الناس بتصرخ في وشي"، ووضع الدرب يده على كتف اللاعب ثم ابتسم له قائلًا: "اسمع يا عزيزي، بفضل هذا الذي أحزن الناس، كسبنا، المباراة بهذا العدد الوفير من الأهداف، المهم إنك تلعب حسب الخطة التي ارسمها لك، وثق تمامًا بأن المشاهد سوف يفهم هذه الطريقة وسوف يفهم ما تقصده يهذا اللعب.  

إلى هنا انتهت قصة هذه اللاعب ومدربه وبقى شيء واحد وهو الجمهور، ليكن في علمه أن اللاعب لا يعتمد أبدًا أن يلعب بشكل ارتجال أو بحالة سيئة، لكن ربما حدثت أحداث فجائية قد لا نعلمها إلا مؤخرًا أو لا نعلمها فكثير منهم يلعب ليزيدك سرورًا وهو يتألم في داخله، ولربما كانت هناك خطة مطلوب منه أن ينفذها حرفيًا، المهم أنه يجب أن نبحث أعذار لاعيبتنا قبل أن نهاجمهم، ولا إيه؟! 


وفاء الإسماعيلية  

ما زالت مدينة الإسماعيلية تبكي ابنها البار، فقيد الكرة "رضا"، وأكثر من مشروع بدىء في تنفيذه تخليدًا للاعب العظيم، فقد قرر رئيس النادي الإسماعيلي المهندس عثمان أحمد عثمان توسيع النادي لإقامة صالة ألعاب وحمام سباحة باسم "رضا"، كما اتفق على إقامة تمثال نصفي "لرضا" في مدخل النادي.  

كما تقرر إهداء كأسين باسم "رضا"، الأول ليلعب عليه النادي الإسماعيلي مع بطل الدوري، والثاني ليلعب عليه مع بطل الكأس.  

كما قررت المحافظة أن تطلق اسمه على الشارع الموصل للنادي، وأما اللاعبون فيحاولون استرداد ثقتهم،  ويفوقوا من أحزانهم، تعاهدوا جميعًا على تحقيق أمل "رضا" العظيم، في الفوز بالدوري، ،ومن يدري! 



هذا الناشئ في  
الطريق إلى بطولة العالم  


استرعى انتباهي بكمال جسمه، الذي كان يتفوق في روعته، وسألته عن الزمن الذي استغرقه حتى استطاع أن يقوى وينسق جسمه بهذه الروعة، وكانت دهشتي بالغة حين علمت أن البطل الناشىء "محمد حمدي" بدأ تدريبه في دراسة كمال الإجسام، تدريبه في رياضة كمال الإجسام منذ عام واحد فقط. 

"محمد"، طالب بمعهد الخدمة الاجتماعية بالقاهرة، بدأ "محمد" يلعب الجمباز بمدرسته، وفي نفس العام الذي لعب فيه، اخر بطولة الدرجة الأولى مدارس، وحصل على المركز الاول في الترتيب العام على الأجهزة كلها، والأول أيضًا في بطولة التوازن، وفي عام ٦٥/٦٤ 

أي منذ عام بدأ النجم "محمد حمدي" يتحول من لعبة الجمباز إلى لعبة كمال الأجسام، وكما حصل على بطولة الجمباز في نفس العام الذي تدرب فيه حصل أيضًا على بطولة القاهرة ناشئين على الطولين المختلفين، وفي نفس العام أحرز "محمد" بطولة القاهرة في الدرجة الثانية وحصل على المركز الأول للطولين، وفي نفس العام أيضًا أحرز بطولة القاهرة درجة أولى وحصل على المركز الأول في الطول الأول، والمركز الثالث في الترتيب العام، وأيضًا أحرز المركز الأول في بطولة الجمهورية ناشئين للبطولتين. 

هذه هي قصة البطل الناشئ الكبير "محمد حمدي" الذي شق طريقه بأسرع ما يمكن، وبطلنا متقدم في دراسته، وقد نجح هذا العام بتقدير جيد جدًا، وهذه هي قصة البطل الذي رشحه الاتحاد العربي ليمثل شباب جمهوريتنا في بطولة العالم لهذا العام، أما قصة الألم التي تعتصر الجزء الأكبر من وقته فهي قصة الذل والحرمان، فالأسرة قد انتقلت بكامل أفرادها لتحيا عند خال لهم، وهذا الخال موظف بسيط، متزوج وله أربعة أولاد ويسكن في شقته ذات الغرفتين، أي أن أحد عشر فردًا يقتسمون الغرفتين، وكل أمل "محمد" أن ترعاه الدولة برحمتها، وبشقة سكنية تسكن بها أمه وإخواته الثلاثة ومجلة "ميكي" تهدي هذه القصة إلى وزير الدولة للشباب ليرعى بما عرف عنه هذا البطل الناشئ.  

تحية إلى البطل الذي ترشحه "ميكي" بطلًا للعالم رغم أنه لا يأكل سوى الفول والبيض. 


ما هي أول مباراة دولية لعبها فريق مصري  


في يوم ٢٨ نوفمبر سنة ١٩١٤ أقيمت مباراة بين منتخب مصر- ومنتخب بريطانيا العسكري، وذلك على أرض نادي السكة الحديد، وفاز فيها منتخب مصر ١/٣ ونجحت المباراة، وكان دخلها لمصلحة جمعيتي الهلال والصليب الأحمر ثم أقيمت ثلاث مباريات أخرى بين المنتخبين، وفاز معسكر بريطانيا المباراة الأولى وفاز المنتخب المصري في المباراتين الأخريبن ٢/٤ ثم ١/ صفر، وكانت هذه المباراة أشبه بالدولية لأن المنتخب البريطاني كان من العسكريين الموجودين بمصر حينئذ، أما أول فريق حضر إلى مصر فكان نادي الهاكوا النمساوي وكان وقتها بطل أندية أوروبا وأوسعها شهرة.  

 طرائف رياضية  

* في إحدى المرات شاهد شريف الفار لاعب الزمتلك "روث" لاعب الترسانة، يسير في عابدين وكان مجروح الأنف، لذلك رفع أنفه إلى أعلى حتى لا يسقط منه دم، وكان الزمالك قد هزم الترسانة في هذا اليوم فعلق "شريف الفار" وقال: "يا سلام يا أخي، غلبناهم وبرضه حاطط مناخيره في السما". 

 
 

قصة العدد  

سر أبي  


أنا من المدينة الباسلة، من بورسعيد، وكبرت وأنا أسمع من أفواه الناس، كل الناس، قصص بطولتنا وعظمتنا، ولكن لم أدر أبدًا السر في أن زملائي كانوا يبتعدون عني، وعندما دخلنا المدرسة لأول مرة، اقترب تلميذ صغير يسكن بجوارنا من تلميد آخر وهمس له بكلمات، وهمس الآخر إلى غيره، وبعد قليل، وجدتهم جميعًا، يبتعدون عني وعدت إلى البيت حزينًا، ولم أستطع أن أكلم أبي أساله السبب، فقد كان أبي دائمًا صامتًا وكأنه يحمل سرًا كبيرًا في قلبه.. 

ومرت الأيام، واكتفيت بصداقة أخوتي، حتى كان هذا اليوم الذي أخبرني فيه أبي أنه سيتأخر طول النهار، فلديه عمل كبير يريد أن يؤديه، وظل يتأخر دائمًا كل يوم، ويصحو من الفجر.  

وكنت متشوقًا بأن أعرف سر أبي، وسر ابتعاد الناس عنا، وفي ليلة، وسمعنا أنه قد قبض عليه وأخذ أسيرًا، ثم لم نسمع عنه شيئًا آخر حتى الآن، وأشاع الناس أن والدنا هو الذي سلمه للأعداء، فقد كان آخر بيت زاره هو بيتنا، وانتشرت الإشاعة، وأصبحنا مكروهين، ولم يحاول أبي أن يدافع عن نفسه أبدًا، ولست أدري السبب، أما لماذا يختفي كثيرًا هذه الأيام، فهذا سر آخر أبي يريد أن يصنع شيئًا، ومرت الأيام أكثر حزنًا وانتهى أبي من إقامة مدرسته الفاخرة، وأعلن عنها، ولكن، للأسف، لم يتقدم أحد، أبدًا ولا تلميذ واحد، كنت التلميذ الوحيد بها، حتى كات هذا اليوم المشهود جلسنا صامتين في المنزل، وفجأة ارتفعت طرقات عالية، وأسرعت افتح الباب، واندفع رجل، طويل، مهيب، اندفع داخل البيت، وسمعت صيحة وأسرعت ألحق به، لأجده يحتضن أبي وأخي ورأيت لأول مرة، دموع أبي.  

كان هذا الصديق هو الفدائي الذي اختفى، عاد، وكان أول من عاد إليه هو أبي، فلم يكن أبي خائنًا، بل وطنيًا كبيرًا، فقد كان يعلم السر، ولم يفشه أبدًا، كان صديقه الفدائي ينوي دخول أرض الأعداء ليقوم باتصالات  وتنظيمات داخل أرض العدو، ولم يجد وسيلة أفضل من الدخول إلى إسرائيل إلا أن يكون أسير حرب، وهناك هرب، وقام بمهمته خير قيام، وكان أبي يعلم كل هذا، ولم يتكلم، ولم ينطق حتى للدفاع عن نفسه كان أبي وطنيًا عظيمًا، وفي لحظات كان الحي كله بل المدينة كلها تعرف القصة الحقيقية 


تابع القصة و المزيد من المواضيع علي صفحات العدد من خلال تحميله بالرابط بالأعلي ، لتحميل المزيد من الاعداد انتقل الي فهرس اعداد مجلة ميكي من هنا 

إرسال تعليق

0 تعليقات