العدد 237 مجلة ميكي نوفمبر 1965
العدد 237 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 4 نوفمبر 1965 م
عزيزي القارئ
اعتدنا أن نقدم لك في كل عدد شيئًا جديدًا، ولكنك ستجد في هذا العدد أكثر من موضوع جديد.
أبطال الروايات الخالدة، فعلى مر العصور يكتب الأدباء روياتهم وقصصهم، ولكن قليلًا من هذه القصص يكتب لها الخلود، وبعدها تصبح شخصياتها خالدة مشهورة، وتبقى مهما مر عليها من الزمن في عقول الناس وقلوبهم لتعبر عن شيء خالد في الحياة.
تذكرة إلى مكان غريب، سينتقل بك "ميكي" إلى مكان لا يتكرر، كل ما فيه جديد، أما باب "هوايات جديدة" هو المفاجأة التي نعدها لك قريبًا جدًا لكي تصبح لك هواياتك المفضلة، التي تحبها وتتعلق بها، وقد تكون جزءً من شخصيتك يحدد لك مستقبلك، ورواياتنا العربية الكبيرة، التي يكتبها كتاب عرب كبار معاصرون، أنها جزء هام من ثقافتك الخاصة يجب أن تعرفها و "توفيق الحكيم" يعتبر من أهم كتابنا هذه الأيام، وإبتداءً من هذا العدد سنقدم لك رواياته العظيمة، "يوميات نائب في الأرياف" وفيها يسجل ذكرياته عندما كان وكيلًا للنائب العام، ويرسم فيها شخصيات حية ستبقى خالدة دائمًا في أدبنا المعاصر.
وعلى هاتين الصفحتين سنقدم لك أنواعًا من القصة والفن والثقافة والابتسام، في كل عدد، وأخيرًا، سنقدم لك اخر شياكة، الباب الذي يساعد الصبيان والبنات على أن يكونوا دائمًا اخر شياكة.
وإلى اللقاء مع مفاجآت أخرى كثيرة لا زالت في الطريق.
عفت ناصر
* ما من رجل ضل وهو يسير في طريق مستقيم"
"بابيست"
أخبار .. اليوم
* اليوم يصل الرئيس جمال عبد الناصر إلى الجزيرة لحضور المؤتمر الأسيوي الأفريقي
* اليوم عيد الطيران
* نبدأ اليوم دورة الصداقة الرياضية بين الجمهورية العربية المتحدة ويوغوسلافيا
للتحميل اضغط هنا
ميكي في عصر سميراميس
عريس بالقوة
قصص قصيرة
صفحات الرياضة
معرض نيويورك الدولي
يوميات نائب في الارياف
انا عندي زغطة
زورو - المبارزة
اقرأ اون لاين من قصص و مواضيع العدد
أبطال روايات خالدة
" دون كيشوت "
"دون كيشوت" من أقوى أبطال القصص الإيطالية، وأخلدها، خلق هذه الشخصية الكاتب الإسباني الشهير "ميجيل سير فانتس".
و "دون كيشوت" وخادمه "سانشو بانزا" يختلفان كل الاختلاف، فالأول طويل ورفيع، له شارب كبير ولحية مدببة، ووجهه نحيف شاحب حزين، ويتصرف تصرفات خيالية مضحكة، ولكنه كريم وطيب وساذج ولا يقصد من تصرفاته إلا الخير.. كل الخير!
و "سانشو بانزا" على عكسه، قصير وبدين ووجهه السمين دائم الابتسام، ولكنه رجل رزين وعاقل!
بدأ "دون كيشوت" يقرأ بعض الكتب من القرون الوسطى، القرون المليئة بالفرسان والفروسية، وتأثر بقراءة الكتب حتى اعتقد أنه هو نفسه فارس من الفرسات المتجولين، وأنه مبعوث السماء ليساعد الضعفاء والمعوزين، وينقذ الناس من العمالقة والسحرة والأشرار، وبعد أن جاوز الخمسين من عمره قرر أن يبدأ حياة الفرسان الحقيقية، فأخذ يبحث عن المغامرات ليحقق مبادئه، وينشر العدل ويقضي على الظلم، بدأ بأن يبحث بين أسلحة أجداده القديمة عن سيف قديم، ليكون سلاحه في مغامراته، وكما جرت العادة بين الفرسان أخذ "دون كيشوت" يبحث عن سيدة جميلة وفاضلة، لكي تكرمه على أمجاده المقبلة، فاختار فلاحة شابة من المنطقة، ولكنها لم تعلم أبدًا بالدور الذي رسمه لها، وكان يطلق عليها لقب "سيدة أحلامي وملكة فؤادي"
ولما كان الفارس لا يمكن أن يسير بغير سائس، فقد اختار جاره الفلاح الطيب القلب "سانشو بانزا" وقال له في جدية تامة:
"سانشو بانزا".. أنني أعينك سائسًا!
ورحل الرجلان يبحثان عن المجد في الأراضي الأسبانية الواسعة، وكان الفارس "دون كيشوت" يركب حصانًا، بينما "سانشو بانزا" يركب حمارًا يسير وراءه، ولم تنقصهما المغامران أبدًا، فقد كان "دون كيشوت" يرى في أشياء كثيرة أعداء له.
وفي أحد الأيام رأى "دون كيشوت" الطواحين الهوائية على هضبة مرتفعة، فتصور أنها جيش من العمالقة، وصاح فيه "سانشو بانزا":
- سيدي، إن أمامك طواحين هوائية!
فصرخ "دون كيشوت" صرخة الحرب:
-إنك خائف يا "سانشو"، لا تخف احتم ورائي!، أما أنتم أيها العمالقة الجبناء، فأهربوا قبل أن أطعنكم بسيفي.
وفي هذه اللحظة بدأت الطواحين في الدوران، فأسرع إليها مصوبًا رمحه إلى الأمام فاصطدم بها.
وفي لحظات كان "دون كيشوت" على الأرض وعلى وجهه التعبير الذي يلازمه تعبير "الفارس ذي الوجه الحزين"!
ولكن الفارس الحزين لم يعترف بهزيمته، وقال: "أنني أعرف أنه الساحر "فريستون" عدو الفرسان، لقد حولهم إلى طواحين لكي تسقطني من فوق الحصان"
ومرة أخرى وقع حلاق مسكين فريسة لخيال "دون كيشوت" وكان هذا الحلاق يركب حماره في هدوء، وهو يضع على رأسه الطبق الذي يستعمله في الحلاقة لكي يحميه من الشمس المحرقة، فصرح فيه "دون كيشوت" وهو يهدده بحريته:
- قف عندك أيها الفارس الغريب!
ففزع الرجل عند رؤية هذا الشبح وهرب تاركًا طبقه الذي وقع منه، فقال "دون كيشوت" لسائسه:
- احتفظ بهذه الخوذة الذهبية يا "سانشو" أنها تذكار لهذا النصر، ضعها فوق رأسي، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الطبق الذهبي خوذة تحمي رأس "دون كيشوت" في معاركه المجيدة، وما أكثر عددها، وفي يوم انكشف الحجاب الذي كان قد وضعه خياله الواسع أمام عينيه، وأدرك أنه كان يتصور أشياء لا وجود لها:
فبدأ يرى الأشياء كما هي، فكره الحياة ولازم الفراش منتظرًا أن يأتيه الموت، وقال له "سانشو" وهو يبكي:
- لا تمت يا سيدي! فأجابه:
- يا عزيزي "سانشو" أن الأشياء لا تتكرر أبدًا، فأنا أعلم الآن أنه لا يوجد في عصرنا فرسان متجولون، أن أخرهم سيدفن معي، لقد خلطت في ذهني الحقيقة بالخيال، فلا يوجد على الأرض عمالقة ولا أشباح ولا سحرة! لكنه سيوجد عليها دائمًا ضغفاء ومضطهدون يريدون من يصمد بجانبهمم.
وأني أريد أن تنقل قصتي عبر الأجيال لكي تقتل نزواتي الآخرين، ويجب على الأجيال المقبلة أن تحارب الأشرار وتدافع عن الفقراء دائمًا، دائمًا!
قصة قصيرة جدًا
الصياد الطماع
بقلم فتحي أبو رفيعة
كان هناك رجل صياد اسمه "فيلو"، وكان "فيلو" يملك قاربًا كبيرًا، وشبكة قوية تصيد الأسماك من أي مكان من البحر، لكنه كان طماعًا إلى درجة كبيرة، فقد كان يذهب إلى البحر ويصيد معظم الأسماك الموجودة هناك، بينما يكون هناك بعض الصيادون الفقراء الذين لا يملكون القوارب الكبيرة ولا الشباك القوية فلا يستطيعون صيد الكثير من الأسماك مثله
وذات يوم قال له أحد الصيادين: "أنني لم أحصل اليوم على أي شيء، أرجوك أن تعطيني سمكتين كي أكلهما أنا وزوجتي".
ولكن "فيلو" نظر إليه متكبرًا وقال: "أنني لن أعطيك شيئًا" وذات يوم خرج "فيلو في قاربه".
وكان هناك كثير من الصيادين خرجوا للصيد في ذلك اليوم، ولكن فيلو ترك لهم المكان وذهب إلى مكان اخر، وهو يقول لنفسه: "لابد أن أحصل على أكبر كمية من الأسماك الكبيرة"، وفعلًا أمتلأت الشبكة بالأسماك، وبدأ "فيلو" يجلبها خارج المياه، لقد كانت ثقيلة جدًا، وراح يجذب حتى أن الأسماك راحت تقطع الشبكة، وتخرج منها واحدة بعد الأخرى، وخرجت الشبكة من الماء فارغة، وقد أصبحت تالفة لا تصلح للاستعمال.
وعاد "فيلو" إلى منزله حزينًا، وقابلته زوجته فقال لها:
- إنني لم أحصل على أي شيء اليوم، ولقد فقدت شبكتي أيضًا، سننام اليوم بلا طعام، وبينما هما كذلك دخل أحد الصيادين وبيده سمكتين صغيرتين وأعطاهما للصياد وقال له:
"هاتان السمكتان لك ولزوجتك، لقد أسفنا لأن شبكتك قد تلفت، لكننا سنساعدك في إصلاحها غدًا".
وتأثر الصياد وزوجته تأثرًا كبيرًا بهذه المعاملة النبيلة، وقال الصياد للرجل الذي أحضر له السمكتين:
- لقد أثبتم أنكم رجالًا طيبين، أما أنا فلقد كنت طماعًا وأحمق.
ومن يومها والصياد يعمل مع أخوته ويتعاون معهم ويقتسمون بين أنفسهم ما يحصلون عليه من أسماك وعاشوا جميعًا في وفاق ووئام.
فتحي أبو رفيعة
واحة سيوة
كتاب جديد
"واحة سيوة" بقلم "عبد اللطيف واكد" من سلسلة مكتبة الصحراء للنشئ العربي.
كتاب ينقلك إلى رحلة شيقة، إلى واحة سيوة، أكبر الواحات المصرية، التي تقع في قلب الصحراء الغربية إلى أقصى الجنوب، يأخذك الكتاب مع بعض من النشئ في رحلة من مرسى مطروح إلى هذه الواحة، ويصف الطريق إليها في ارتفاعه وانخفاضه، والأبار التي تمر بك حتى تصل إلى الواحة، ثم يصف لك الواحة نفسها وصفًا كاملًا، أحياءها، ودوربها، طرقها، بيوتها، زراعاتها، عيونها، أبارها، بحارها وجبالها.
ويحدثك الكاتب بصفة خاصة عن نخيل الواحة، وحيواناتها، والعادات والتقاليد التي تميز أهلها دون غيرهم، ثم لغتهم السيوبة، وطرق معيشتهم، وحياتهم، والكتاتيب والمدارس التي توجد بالواحة.
ستحس عندما تقرأ الكتاب إنك في رحلة فعلًا ترى وتشاهد كل ما يصفه لك الكتاب.
كم اتمنى
لو أستطيع أن أخفف عن المريض آلامه، لو أستطيع أن أحقق للطموح كل الأحلام، لو أستطيع أن أزيل شكوى الشاكي، وأن أجفف دموع الحزين الباكي، لو أستطيع أن أحقق لليائس أملًا، وأن أجد للشخص العاطل أشرف عمل، لو أستطيع أن أقول للبخيل لا تكنز الكنوز وساعد بأموالك هذا الفقير العجوز، لو أستطيع أن أقول للتلميذ البليد استذكر جيدًا منذ بدء العام الجديد، لو أستطيع أن أجعل الحياة كالبستان وأن أرى العصفور يغرد على الأغصان.
تقديم مصطفى محمود
لمعلوماتك
* تصنع إيطاليا الصوف من التبن
* مخترع الغواصات المعروف باسم "سنوركل" استوحى فكرته من أحد الفيلة الذي رآه ذات يوم رافعًا خرطومه بينما أخذ يغطس تحت سطح الماء جاعلًا خرطومه فوق سطح الماء كي يستطيع التنفس.
* توصلت "البرازيل" أخيرًا إلى الاستفادة من فائض انتاجها من البن بدلًا من حرقه أو القائه في البحر، وذلك بإضافة مواد كيماوية إلى البن وصنع نوع من البلاستيك يسمى "الباغة".
* في كاليفورنيا بأمريكا شجرة كبيرة تعتبر أضخم شجرة في العالم، ويخترق هذه الشجرة طريق مرصوف يسع مرور سياراتين في وقت واحد، ولا يوجد لهذه الشجرة مثيل في العالم.
الرياضة تقديم ممدوح أبو زيد
الدورة الثانية.. للصداقة العربية اليوغوسلافية !
اليوم، تصل إلى القاهرة طائرة خاصة تحمل في جوفها ١٠٠ رسول للسلام ١٠٠ رياضي يوغوسلافي، جاءوا ليلقوا شبابنا الرياضي، في تاني دورة للصداقة العربية اليوغوسلافية.
الدورة العربية ودورة الصداقة اليوغوسلافية يمهدان لنجاحنا في الإعداد لدورة "الجانيفو"!
والمعروف أن دورة الصداقة الأولى أقيمت عام ٦٢ ببلغراد، وليس معنى هذا أن دورة الصداقة تقام كل سنتين، فأنه حتى الآن لم تحدد لهذه الدورة مواعيدها الثابتة خلال هذه الدورة.
يتم تنافس الرياضيين في هذه الدورة في خمس لعبات هي ألعاب القوى- المصارعة- الملاكمة- الجمباز- السباحة وكرة الماء، وتقام هذه الألعاب في الأندية التالية، على ملاعب نادي الجزيرة وفي الملعب رقم ١ تدر مباريات الملاكمة، وفي الملعب رقم ٢ يلعب الجمباز، كما تقام المصارعة على بساط نادي الشبان المسلمين، وفي مضمار النادي الأهلي يلتقي المتسابقون في ألعاب القوى، أما السباحة وكرة الماء فتتم بحمام وزارة التربية والتعليم وربما أقيمت بعض مسابقات السباحة بحمام نادي هليوبوليس بمصر الجديدة والذي سيقام فيه غدًا حفل استقبال البعثة الذي يحضره اللاعبون العرب للتعارف مع أخواتهم رياضي يوسوغلافيا، وتتم هذه اللقاءات الرياضية حتى يوم ٨ نوفمبر حيث يقام حفل اختتام الدورة بنادي الجزيرة، بعدها يلتقي الشباب في سهرة جميلة ساحرة في صحاري.
يهنئون بعضهم البعض ثم يودعون بعضهم البعض إلى لقاء آخر قريب في بلغراد، في دورة أخرى للصداقة العربية اليوغوسلافية.
بقى شيء واحد، وهو أن دورة الصداقة هذه هي مقياس لفرقتنا، مقياس لإداريينا وحكامنا ومنظمينا، على مدى قدرتنا واستعدادنا لإعداد دورة الجانيفو، وأنا على يقين تام أننا سوف ننجح إلى أقصى حد ممكن خاصة بعد التجارب التي خرجنا بها في الدورة العربية، لننجح في دورة الصداقة ثم ليكتمل نجاحنا في الدورة الكبرى، دورة الجانيفو عام ١٩٦٧.
بيليه نجم الكرة البرازيلي يتلتقي بقراء ميكي!
من أجل قراء مجلة "ميكي" طار خطاب من القاهرة، من صفحتكم الرياضية إلى نجم الكرة العالمي "بيليه" وعبر سطورنا وسطور خطابه التقى "ميكي" بالنجم الكبير، وكانت هذه هي الأسئلة التي أجاب عنها الفنان الكروي والتي بدأ رسالته بهذه السطور
"حقيقة فإنني مشغول جدًا، ولكن إزاء اصراركم على إرضاء قرائكم فإنني أجد لزامًا علي أن اقتطع من وقتي ما يكفيني للرد عن أسئلتكم، وكانت هذه هي الأسئلة والإجابة عنها.
* ما هو أحسن ناد قابلته في حياتك ومن هم أعظم لاعبين في نظرك ؟
- أحسن فريق ناد قابلناه كان فريق نادي "ولس" الذي قام بجولة في البرازيل قبل كأس العالم، أما أحسن لاعبين شاهدتهم فهم "جون تشارلز" "وكريف جونز" لاعبا نادي "ويلس" الإنجليزي وسبب إعجابي بهما أنهما يلعبان بطريقتنا، أي أنه لا يلعبان حسب التكيتك الموضوع لهما، كذلك يعجبني "جريفز وهاينز، وشارلتون، وهتنز"
* ما رأيك في جارنيشيا ؟
"جارنيشيا" الآن في فورمة عال، أنه رجل ظريف، لا يقلقه شيء، أننا جميعًا نقرأ كل شيء تقع عليه أيدينا حول مبارياتنا القادمة، إلا "جارينشا" فهو لا يعلم أبدًا مع من سيلعب حتى في يوم اللعب نفسه.
* حضرت إلى الجمهورية العربية المتحدة قبل ذلك.. هل تود أن تعود مرة أخرى لتلعب عليها ؟
- يقولون أن من شرب من ماء النيل فلابد من أن يعود.
* من أحسن لاعبينا العرب الذين أعجبوك عندنا ؟
- أنا لا أتذكر الأسماء الآن، ولكن إذا أرسلت لي صورهم سوف أدلك عليهم.
* ما هي أخر أخبارك ؟
- معروض علي الآن أن أقوم ببطولة فيلم "وراء كل نجم إمرأة" وهو فيلم أبطالي وسيكون أمامي النجمة الإيطالية "صوفيا لورين".
* هل تعتقد أنكم ستفوزون مرة ثالثة ببطولة العالم لكرة القدم ؟
سيتوقف حصولنا على الكأس على شيء واحد، وهذا الشيء هو أن تكون دول أوروبا ما زالت مصممة على أن تلعب حسب التكتيك الذي يوضع لها، حينئذ سنفوز مرة ثالثة بكأس العالم.
* هل تود أن توجة كلمة إلى قراء ميكي ؟
- أنا فخور بالتقائي معكم وسأنتظر بلهفة أن تصلني نسخة من مجلتكم حتى احتفظ بها مع تذكاراتي الثمينة.
من روائع الأدب العربي
يوميات نائب في الأرياف
للكاتب الكبير توفيق الحكيم
أويت إلى فراشي البارحة مبكرًا، فلقد شعرت بالتهاب الحلق، وهو مرض يزورني الآن من حين إلى حين، فعصبت على رقبتي خرقة من الصوف، وعمرت بقطع من الجبن العتيق مصايد الفئران الثلاثة ونصبتها حول سريري كما تنصب الالغام الواقية حول سفينة من سفن الصليب الأحمر، وأطفأت مصباح النفط وأغمضت عيني وأنا أسأل الله أن ينيم الغرائز البشرية في هذا "المركز" بضع ساعات، فلا تحدث جناية تستوجب قيامي ليلًا وأنا على هذه الحال، فلم أكد أضع رأسي على المخدة حتى كنت حجرًا ملقى، إلى أن حركني صوت الخفير يضرب الباب ضربًا شديدًا.
ودخل على خادمي يفرك عينيه بيد، ويقدم إلي بالأخرى "إشارة تليفونية" فأدنيت الورقة من الضوء، وقرأت:
"الليلة الساعة ٨ مساء بينما كان المدعو قمر الدولة "علوان" ماشيًا على البحر بالقرب من داير الناحية، أطلق عليه عيار ناري من زراعة قصب والفاعل مجهول، وبسؤال المصاب لم يعط منطقًا وحالته سيئة، لزم الاخطار العمدة، قلت في نفسي: "لا بأس تلك الحادثة بسيطة تستغرق مشي على الأكثر ساعتين"، فالضارب مجهول، والمضروب لا يتكلم ولا يثرثر، والشهود ولا ريب: الخفير النظامي الذي سمع صوت العيار فذهب إليه خائفًا متباطئًا، فلم بجد بالطبع أحد بانتظاره، والعمدة الذي سيزعم لي حالفًا بالطلاق أن الجاني ليس من أهل الناحية، ثم أهل المجني عليه الذين سيكتمون عني كل شيء ليثأروا لأنفسهم بأيديهم، فسألت خادمي عن الساعة، وكتبت في ذيل الورقة، وردت الساعة العاشرة، وقائمون لضبط الواقعة.
وقمت من فوري إلى ثيابي فارتديتها، وأرسلت في طلب كاتب التحقيق وسيارة النيابة، وأوفدت من يوقظ مساعدي الجديد، ولم ألبث أن سمعت ببابي بوق سيارة المركز "البوكس فورد" وبها المأمور، ومعاون الإدارة، وبعض الجنود وركبنا جميعًا السيارة وانطلقنا.
ولم يلبث الفتور أن دب في أعضائي، فاستندت رأسي إلى ركن السيارة، وقلت لمن معي: "محل الحادث على بعد ثلاثين كيلو مترًا، فلا بأس من أن أنعس مسافة الطريق".
وأغمضت عيني، وما كدنا نخرج إلى الطريق الزراعي حتى سمعنا صوت غناء في جوف الليل، فأخرج المأمور رأسه من النافذة في الحال وصاح: يا حضرة المعاون نسينا الشيخ "عصفور"، ووقفت القافلة، وإذا الصوت يخرج واضحًا من زراعة "بوص" على حافة غيط ورمش عين الحبيبة يفرش على فدان.
فظهر ذلك الرجل العجيب الذي يهيم على وجه الليل والنهار، لا يعرف النوم يغني عين الأغنية، ويلفظ كلمات ويلقي بتنبؤات يصغي إليها الناس، ذلك الرجل الذي لا يفرحه شيء مثل خروجه إلى الحوادث مع النيابة والبوليس، فهو يسمع عن بعد بوق "البوكس فورد" ويتبعه أينما ذهب كالكلب الذي يتبع سيده إلى الصيد، لماذا كل هذا؟ طالما سألت نفسي، ألا يكون لهذا الرجل سر؟
وتنبهت على وقوف السيارة بعد زمن ليس بالقصير، وفتحت عيني فإذا نحن أمام ترعة، وإذا "المعدية" في انتظارنا لتنقلنا إلى الضفة الأخرى، فنزلنا جميعًا وامتلأ بنا القارب كأننا غرقى في زورق النجاة، أو "أزيار" من "الفخار" في مركب بالصعيد، وسارت بنا المعدية حتى بلغت الشاطئ الآخر، وإذا أمامنا "الركايب من خيول نقطة البوليس" وحمير العمدة مهيأة لتحملنا إلى مكان الحادث واه من الخيول، لقد تقدم إلي أحد الجنود بجواد مطهم إجلالًا لقدري، وأسلمت أمري لله.
وسرت في المقدمة قائدًا مترنحًا من الخوف والتعب إلى أن ظفر النوم بجفوني، وفجأة وجدت جسم قد طار من فوق الجواد ووقع على عنقه، فقد قفز الحصان في قناة ماء قفزة شديدة خلعني من فوق ظهره خلعًا، فقلت "ما حسبناه لقيناه" وصحت بالخفير الملحق بركابي "الحصان يا خفير! "الحصان" فوقف المركب واختل النظام، وأوسع المأمور رجاله شتمًا وصفعًا- وأعاداني إلى ظهر الحصان وأنا أقول لأداري خجلي
"يظهر أن الحصان نام وهو ماشي" وامسك الخفير باللجام ومشيا بي رويدًا رويدًا مشية هادئة متزنة أعادت إلى نفسي هدوءها فلم أصح إلا مكان الواقعة.
وأبصرت ضوء المصابيح والمشاعل في أيدي الأهالي المجتمعين حول المصاب، وأسرعت في النزول، وشققت طريقي بين الناس الذين هتفوا في صوت خافت "النيابة حضرت" ودنوت من ذلك الجسم الممدد على الأرض، وحدقت في ذلك الوجه المعفر بالتراب- وباشرنا التحقيق مفتتحين بمحضر النيابة، فامسك الكاتب ورقة وقلمًا، ودنا مني فأمليت عليه الديباجة المعروفة نحن فلان وكيل النيابة، وإلخ.
وعندما انتهينا من المعاينة وذهبنا إلى دوار العمدة حيث كانت في انتظارنا القهوة، وجلسنا في المنضرة على فرش من قطيفة ذهب وبرها ولونها، ووضع الكاتب أوراقه على خوان أعرج تعلوه رخامة مكسورة، ونشر المحضر "تحت" مصباح كبير له دوى وطنين قد جمع حوله هوام الليل، فصاح المأمور لصياحي، اجمع الشهود يا حضرة المعاون، وارتمى على مقعد رحب في ركن الحجرة ارتماءة ادركت معها أن ليس بعدها غير نعاس وغطيط.
ومضى التحقيق في شعاب مظلمة لا أمل معها في الوصول إلى شيء، فما من أحد يعرف الجاني، وما من احد يتهم احدًا وما من أهل للمضروب في هذا البلد غير أم عجوز مريضة كسيحة صعيفة البصر، وغير زوجة ماتت منذ عامين وتركت طفلًا صغيرًا لا يصلح للوقوف أمامنا موقف السؤال، وجاءت نوبة العمدة في الشهادة وحلف اليمين، وبدأنا نلقي بتلك الأسئلة التي لا تقدم ولا تؤخر، إذا بغطيط يعلو من ركن الحجرة ويغطي على التحقيق فالتفت فإذا المأمور قد كوع على الكنبة، ورأى العمدة هذه الالتفاتة مني، فأستأذني واتجه إلى المأمور وأيقظه في لطف:
- اتفضل يا بك على السرير في القاعة.
وقاده في أدب ولطف إلى حجرة داخلية، ثم عاد أمامي يدلي بما عنده من أقوال رسمية "تجارية" ألفاظها وعباراتها لا تتغير من عمدة لأخر، ولم يكن حضرة العمدة يوقع بإمضائه الذي يضاهي نبش الدجاج تحت أقواله، حتى فتح باب الحجرة الداخلية وظهر المأمور وهو يحك جسمه بأظافره ويلتقط بأصبعه أشياؤ من ملابسه ينفضها عنه وهو يرغي ويزيد.
- سرير! أعوذ بالله؟ أنت، عمدة أنت؟
فعلمت ما حدث بالتمام، وضحكت في نفسي، وفجأة نهض المأمور من مكانه كأنما قد تذكر مفتاح السر وصاخ، يا شيخ عصفور.
فبرز رأس الرجل العجيب من خلف كرسي من القش في ركن مظلم من أركان القاعة، وإذا صوته يرتفع منشدًا:
فتش عن النسوان، تعرف سبب الأحزان، ورمش عين الحبيبة، يفرش على فدان.
لم أغضب على الشيخ الذي امتهن حرمة التحقيق بهذا الغنا، ولكني فكرت في مغزى كلامه، فإني لم أر قضية خلت من السيدات مثل قضيتنا هذه، لكن مهلًا، أن للمجني عليه طفلًا، فهل أمه القعدة المريضة هي التي تعني بشأنه؟ تعال يا عمدة، والقيت على العمدة هذا السؤال فأجاب في براءة الطفل، وسذاجة الأبله:
- البنت، أخت المرحومة امراته.
فنظرت إلى المعاون وأمرته أن يحضر هذه البنت في الحال، ولم يمض قليل حتى بدت غادة في السادسة عشر من عمرها لم تر عيناي منذ وجودي في الريف أجمل منها ولا أرشق قدا، فقلت لصاحبة الجمال:
- اسمك؟
- مريم.
وعلمت منها العجب العجاب أنها حتى الآن لا تعلم ما جرى للمجني عليه، فقد ايقظوها من النوم للساعة، وجاءوا بها أمامي دون أن يذكروا لها شيئًا.
سألتها "ألم يخطبها خاطب؟ فكان الجواب: نعم! أخر من تقدم لها فتى لم ترفضه، ولكن زوج أختها تردد في قبول الأيدي الكثيرة التي تقدمت لها، ونظرت إلى المأمور: الأحسن نكمل التحقيق الصبح.
فأشار إلى النافذة، فإذا النهار يدخل منها، فاستويت على قدمي إذ ذكرت للفور أن جلسة الجنح اليوم، فلا مفر من العودة العاجلة حتى أحضر الجلسة في الميعاد.
- يا حضرة المعاون هات البنت في "البوكس"، واقفلنا المحضر على أن نستأنف التحقيق بعد الجلسة في دار النيابة.
تقديم: رجاء عبدالله
البقية في العدد القادم
تمتد حول الكرة الأرضية - رمز المعرض- بحيرة جميلة ترتفع فيها النافورات التي انعكس عليها الأضواء الكاشفة الملونة في الماء فتزيدها جمالًا وروعة، والبحيرة مستطيلة طولها ٣١٠ أقدام، وعلى جانبيها أعمدة تحمل أعلام الدول المشتركة في المعرض.
تذكرة إلى معرض نيويورك الدولي
تعال معي إلى مكان كبير، مدهش، فريد، إلى معرض نيويورك الدولي، بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقام كل عام، وسيفتح أبوابه العام القادم في مدينة مونتريال بكندا..
والمعرض مقام على مساحة ٦٠٠ فدان، وبه ١٣٥ جناحًا من بينها ٦٠ جناحًا تمثل دول العالم المختلفة، من بينها الدول العربية، وجناح رائع للجمهورية العربية المتحدة فاز بميدالية أفضل جناح من ثمانية أجنحة أخرى، وقد بلغت تكاليف إقامة الجناح نحو مليون دولار وبيعت كل المعروضات الموجودة به.
أهم ما يميز جناح الأردن هو تلك اللوحة الكبيرة التي رسمت عليها صورة بعض الأطفال العرب اللاجئين، ومعها قصيدة تشرح قضية فلسطين، وتنادي العالم الإنساني الحر ليساعدهم على تحقيق أملهم في العودة إلى وطنهم.
اشتركت جمهورية السودان في هذا المعرض الدولي، وصممت حناحها على طريقة المباني السودانية المعروفة.
يتوسط المعرض برج للمراقبة، ويمكن صعوده بمصعد كهربائي، ومن قمته يمكنك أن تشاهد أرض المعرض كلها بوضوح تام، وهي في الحقيقة رؤية ممتعة جدًا، لا تفوت أي زائر!
تستولى الكرة الأرضية على انتباه كل من يدخل المعرض فهي تتصدر واجهته، وترتفع ١٤٠ قدمًا عن الأرض، وسط بحيرة رائعة الجمال، وتعبر عن روح المعرض وغرضه، وهو تحقيق السلام للعالم عن طريق العلم والتفاهم.
شركة رويال لإطارات السيارات، صممت جناحها على هيئة إطار فخم جدًا، ويمكنك أن تشاهد المعرض كله عن طريق الكراسي الدائرة المعلقة في الإطار، والتي تدور حول العجلة كما ترى في الصورة.
جناح شركة "كريزلز" للسيارات، صمم على هيئة عربية، وهي في الحقيقة أكبر سيارة في العالم.
إرسال تعليق
0 تعليقات