العدد 218 من مجلة ميكي بتاريخ يونيو 1965

العدد 218 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ :  24 يونيو 1965 م

عدد جديد من مجلة ميكي | تحياتنا لشعوب اسيا و افريقيا 


العدد بصيغة CBR & PDF


ميكي الاسيوي و ميكي الافريقي يلتقون و يرفعون التحية و شعار السلام بينهم رسمة جميله تصميم لطيف و ظريف

جاري تحضير رابط التحميل PDF عاود الزيارة لاحقاً

للتحميل اضغط هنا

محتويات العدد :

شس

 

 

جولة فنية في القارة السمراء  


الفن الأفريقي جزء لا يتجزأ من حياة الأفريقي اليومية، بل أنع داخل في تركيب الوجود نفسه، لذلك لا يمكن أن تعرف شيئًا عن الأفريقين دون أن تعرف فنهم وتتذوقه.  

الفنان الأفريقي  

الفن الأفريقي لا يهتم بالتفاصيل  بقدر ما يهتم بالمعنى البعيد وراء الصورة أو التمثال، وفي الخيام المزركشة تلتقي بالمثال الأفريقي، وسترى أنه يصنع تماثيله من الحجارة أو خشب الأشجار، وعندما يشكل الفنان الأفريقي تمثالًا فأنه يبرز فيه ما يراه مميزًا لهذا الشيء من غيره، بمعنى أنه سيبرز في تمثال الملك، التاج الذي يضعه فوق رأسه، وفي تمثال الفلاح آلة يمسك بها في يده، وفي تمثال الغزال رأسه والقرنين الذين يمثلانه، وقد أثر الفن والأسلوب الأفريقي في ممارسة الفن التشكيلي في أوروبا، مثل مدرسة "بيكاسو" الذي يقال أنه متأثر إلى حد بالأسلوب الأفريقي في النحت والرسم.  

كل شيء جميل  

ويميل الأفريقيون إلى الزخرفة، وهم يستعملون الألوان الصريحة مثل الأحمر والأزرق، والأصفر والأبيض في تزيين جدران منازلهم أو خيامهم، ويتفنن الأفريقيون في زخرفة الأواني الفخارية وهم يستعملون الخرز الملون في الزينة، وحتى أدوات الصيد مثل: الرماح، والأقواس، والخناجر المصنوعة من المعادن تحلى بزخارف حول الأيدي.  

قصة الطبلة  

عندما نتذكر أفريقيا لا نستطيع أن ننسى صوت دقات الطبول، فالموسيقى الأفريقية تعتمد أساسًا عل  الطبلة، وتتميز بالتكرار الدائم لقطعة متناسقة النغم، وترتبط الموسيقى بالدين، فدقات الطبول هي الدعاء الذي يتجه به الأفريقيون إلى السماء من أجل أن يسقط المطر، والنجاح في الصيد، وإطالة العمر، وتصنع الطبلة من الخشب الخالص بتفريغ كتلة من الداخل، أو تصنع من الخشب وجلد الحيوان، وأذن الفيل من أحسن الجلود لهذا الغرض.  

وفي قديم الزمان بدأ استعمال الطبول كوسيلة لطرد الأرواح الشريرة بعيدًا، والطبول في أفريقيا تعتبر لغة يستخدمها الأفريقيون في نقل رسائلهم وأخبارهم، عن طريق دقات معينة يؤدونها بسرعة، ودقات الطبول الأفريقية تسمع على مسافات بعيدة قد تصل إلى سبعة أو ثمانية أميال.. 

مهنتك من رقصتك  

وعلى صوت الطبول المتكلمة التي تنادي الشجرة التي صنعت منها، وتنادي "الله" خالق الوجود، وتنادي الحيوانات الصغيرة، وتنادي الراقصين، يبدأ الرقص الذي هو الشيء الأساسي في حياة الأفريقي، ففي أفريقيا يرقصون من أجل كل شيء، فعندما يولد طفل يرقصون، وعندنا ينزل المطر يرقصون، ولكن أغرب رقصات أفريقيا هي الموت، فبعض القبائل تؤمن أنه حين يموت شخص فمن واجب الأحياء أن يفرحوا أو يعلنوا عن فرحتهم بالرقص، وكلما استمر الرقص دل هذا على اهتمام الراقصين بالميت، وقد حدث مرة أن استمر الرقص شهرين ونصف شهر في روديسيا لأن الميت كان رئيس القبيلة، وفي افريقيا يستطيع الراقص الذي يتفوق على غيره أن يختار الزوجة التي يشاء  دون أن يضطر إلى دفع المهر، وفي قبائل "أوروندي" ترقص الفتيات معلنات موافقتهن على الزواج، وهناك أيضًا ترقص الحرف، فكل مهنة لها رقصائها، وفي "بنين" بنيجريا عندما يشاهدون راقصًا يستطيعون أن يعرفوا مهنته والمدة التي مرت عليه وهو في العمل، ومدى كفاءته، يعرفون ذلك عن طريق رقصته.  

فن الأقنعة  

وعندما يرقص الأفريقي فهو يرتدي قناعًا، قد يكون من الأبنوس أو العاج أو الذهب، وهناك أقنعة تعبر عن الأحياء، وأقنعة تعبر عن الموتى، وأقنعة للقتال، وأقنعة للصيد، ويتسخدم القناع ليميز شخصية الراقص، والمهم في القناع أن يعبر عن الروح التي تتجسد فيه، روح الأجداد أو الأحباب أو الألهة، ولا يختار الفنانون لنحت الأقنعة طبقًا لمواصفات فنية أو مواهب معينة، وإنما يرثون هذه المهنة أبًا عن جد.  

وقد يستمر العمل في قناع واحد شهورًا طويلة، ومع ذلك لا يظهر القناع إلا مرة واحدة أثناء الاحتفال، وبعدها يلقى في النار ليحرق، وفي معظم أنحاء أفريقيا يحتفظون بالأقنعة في مكان سري لا يعرفه إلا زعيم القبيلة، ولا تظهر الأقنعة إلا مرة واحدة في السنة. 

وهناك قناع في "داهومي" لا يظهر إلا مرة كل ستين عامًا، ويظل طوال الأعوام الستين سرًا لا يعلم بوجوده أحد.  

وهناك الأقنعة التي يجد فيها الأفريقي احساسه الداخلي، ويعبر عن معتقداته التي هي أقنعة ذات الأشكال الغريبة التي تعرضها الدول الأوروبية، والتي تجذب ملايين الأوروبين لدقة صنعها وجمال ألوانها.  

غنيم عبده 


إرسال تعليق

0 تعليقات