العدد 240 من مجلة ميكي بتاريخ نوفمبر 1965

العدد 240 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ :  25 نوفمبر 1965 م

قصة قصيرة جدًا  
أصدقاء جدد!  

بقلم: رجاء عبد الناصر 

انتقلت أسرة "علاء" المكونة من والديه وأخته الصغيرة "سمية" إلى مسكنهم الجديد بمصر الجديدة، ولكن "علاء" كان يبدو حزينًا بعد انتقالهم للمسكن الجديد، ولاحظت الأم ذلك فاحتضنته وقالت له:  

- مالك يا "علاء" من يوم حضورنا البيت الجديد وأنت مش عاجبني، إيه الحكاية يا حبيبي 

فرد "علاء" وصوته مختنق بالبكاء:  

"فيه يا ماما انتقلنا من الجيزة وتركت اصحابي حبايبي، أنا مش لاقي صديق ألعب معاه هنا".  

فردت عليه والدته وقالت:  

" يا "علاء"  احنا قبل ما نيجي هنا عرفنا أن الشارع والعمارة فيهم أولاد  وتقريبًا الأولاد دول في مثل سنك، حاول تكلمهم وتلعب معاهم".  

فقال "علاء":  

" لكن ليه يا ماما هم ماطلبوش مني ألعب معاهم!! أنا مكسوف اتدخل في لعبهم"  

قالت الوالدة:  

" على العموم بكره العيد والجنينة ح تبقى مليانة بأولاد الجيران فحاول تهنيهم بالعيد ودي فرصة جميلة للتعارف." . 

وبعد أن قام "علاء" في صباح يوم العيد وارتدى ملابس العيد، ذهب إلى والديه وقال لهما: "كل سنة وأنتم طيبين"، ثم خرج مسرعًا إلى الحديقة وبادر الأولاد بقوله "كل سنة وأنتم طيبين"، فردوا عليه "وأنت طيب"، ودعوه ليلعب معهم وأخذوا يسألونه عن مدرسته وعمل والده وهل له أخوة أم لا!  

سعد "علاء" كثيرًا بهذا التعارف ودعاهم ليعرفهم على والديه، ورحب الوالدان بأصدقاء "علاء" وهنأهم بالعيد، وعندما نزل الأصدقاء كانت السعادة تبدو واضحة على وجه "علاء"، وازدادت سعاداه عندما قال له والده:  

" بكره إن شاء الله ستذهب إلى الجيزة علشان تزور أصحابك هناك ونعيد عليهم أيضًا"، وهكذا تعلم "علاء" كيف يكسب أصدقاء جدد.  


- الإنسان يخرج الخير من قلبه لا من جيبه -


العدد بصيغة CBR & PDF



سيتم اضافة رابط تحميل PDF قريبا

للتحميل اضغط هنا

اقرا اون لاين من محتويات العدد :

 

حكاية عبد الرسول والغول والماكوك  

للشاعر عبد الرحمن الأبنودي  

كان فيه في بلدنا راجل    فقير ، لكن أمير  

وشه طيب، وقلبه        أطرى من الحرير  

كنا، صغيرين           لكن مش أشقيا 

نقف قدام عتبته        أنا، ويحيا، وضيا  

ينده لنا، ويقول         أنا، عبد الرسول  

مين اللي شاف ماكوك    يجري جوه الغول  

نقعد جنبه، يغني 

يجري الماكوك بتاعه  

نلاقي صلابة تانية  

طالعة من بين صباعه  

عبد الرسول أمير    يقوللي قول لأخوك  

الدنيا غول، كبير     واحنا زي الماكوك 

 
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
 

لمعلوماتك 

* لا شك أن المخدر "البنج" الذي يستعمل في العمليات الجراحية هو نعمة كبيرة من نعم العصر الحالي، ففي القرون الماضية لم يكن الجراحون يعرفون "البنج" فكان المرضى يقاسون أشد أنواع العذاب عند إجراء العمليات الجراحية، على أن قدماء المصريين كانوا يتخذون طريقة عجيبة لتخدير المريض قبل العملية الجراحية، إذ كانوا يضربونه على رأسه ضربة تفقده وعيه دون أن تكون خطرة على حياته.  

وفي القرون الوسطى كان الأطباء أحيانًا يستغلون السموم والمخدرات العادية لهذا الغرض. 

 * اخترع الأمريكي "مارتن شرر" بولاية أوهيو من زمن، ساعة تدق وتتكلم وتغني، وقد أمضى في صنعها عشر سنوات، وهي مكونة من خمسة آلاف قطعة خشبية عدا الأسلاك الكهربائية الكثيرة، وتقدر قيمتها في ذلك الوقت بمبلغ عشرة آلاف جنيه، وهي تدل علة الوقت في ٢٧ مدينة من المدن الكبرى في العالم. 

 

ابتسم  

سأل المدرس المصور الذي يتعلم في مدارس محو الأمية:  

المدرس: ٦×٩ بكام؟  

المصور" ب ١٥ قرش وتستلمهم بعد أسبوع. 


 طرائف

دخل اللصوص بيت "جحا" فخاف وأختبأ في صندوق، وبحث عنه اللصوص طويلًا، ولكنهم لم يجدوا شيئًا يستحق السرقة، ووقعت عين أحدهم على الصندوق ففكر أنه لابد مليء بالجواهر، اقترب من الصندوق  وفتحه فوجد "جحا" بداخله.  

فقال اللص "لجحا" 

- ما الذي أدخلك الصندوق؟  

قال "جحا":  

- الخجل، أنا مكسوف لأنكم لم تجدوا في بيتي ما يستحق السرقة. 

 
 -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-


أبطال روايات خالدة  

"هانز" عازف الناي  


هذه القصة التي تتميز بجمالها وسذاجتها من أشهر الأقاصيص الشعبية الألمانية التي كتبها "الأخوان جريم" اللذان عاشا في أواخر القرن الثامن عشر .  

كانت الأيام تمر سريعًا على سكان مدينة "هاملين" دون أن تأتي لهم بجديد، فكانت حياتهم تمضي هادئة لا تتغير عبر السنين، وكانت لهم شهرة بعيدة الأمد بسبب حبهم للأكل، إذ كانوا يبتلعون طول النهار، بل وأحيانًا طول الليل، كميات هائلة من المأكولات والحلوى، ولم يكن أحد يتوقع ما حدث لهم.  

ففي ذات يوم فزع عمدة البلدة وهو يستيقظ من نومه عندما رأى فأرًا يصعد إليه في الفراش، فصرخ وقفز خارج الفراش ليصرخ صرخة أقوى من الأولى، لقد وضع قدمه على فأر أخر، ولم يكن الرجل قد أفاق من فزعه بعد، حين سمع صراخًا يدوي من الحجرة المجاورة، وكم كانت دهشته عندما رأى خادمته تحتمي فوق كرسي صغير بينما كانت عشرات الفئرات تعدو حولها.  

وفي هذه اللحظة، توالت الصرخات من المنازل المجاورة، فعلم الرجل المسكين أنه لم يستقبل وحده هؤلاء الزوار غير المرغوبين فخرج إلى الشرفة ليرى مشهدًا وقف شعر رأسه، ففي الطريق، كانت آلاف الفئران تتزاحم وكأنها نهر فائض تتدفق مياهه فتجرف كل ما يقابلها، وتسلل جيش الفئران في كل مكان، واقتحم الجميع الأماكن التي تحفظ فيها المأكولات، فلم تمر أربعة وعشرون ساعة حتى نفذ كل تموين المدينة، فتحولوا إلى الكتب والملابس، وحتى السم التهموه، ولم يؤثر فيهم قط!  

وأذاع عمدة المدينة أنه سيعطي جنيهًا ذهبًا لمن يخلصهم من هذه الفئران، فأتاه رجل طويل، رفيع، يرتدي حرملة حمراء، وحذاء وقبعة مدببين، ولم يكن أحد يعرفه فسأله:  

- من أنت؟  

فأجابه:  

- اسمي "هانز"  

- وماذا تريد؟  

- لقد جئتكم لأخلصكم من الفئران وآخذ المكافأة التي وعدت بها.  

- اتفقنا! ولكن كيف ستتصرف؟  

فلم يجبه "هانز" وأخرج من جيبه "نايا" وأخذ يعزف عليه، وكانت الأنغام التي تنبعث منه غريبة ومؤثرة، ومن العجيب أن الفئران بدأت تخرج من مخابئها مجموعات وتتجمع حوله، وكأن الأنغام تجذبها بسحر مجهول، فبدأ "هانز" يمشي ببطء نحو النهر، فسارات وراءه، ولما وصل عند الكوبري، عزف أنغامًا سريعة وحادة فبدت الفئران وكأن جنونًا قد أصابها، وأخذت تقفز في النهر حيث بدأ التيار يجزفها بعيدًا عن المدينة، وعاد "هانز" إلى العمدة يطالبه بالمبلغ فلم يعطه إلا جنيهًا بدلًا من الخمسين التي وعده بها، وحز نكران الجميل في قلب "هانز" فعاد في اليوم التالي وأخذ يعزف أنغامًا بديعة ساحرة جمعت حوله كل أطفال المدينة الذين أخذوا يرقصون حوله، وكان يستمعون إليه وهم في غاية السعادة، يضحكون، ويمرحون، ولما ابتعد ساروا وراءه وكأن شيئًا غامضًا يجذبهم، وسار "هانز" بعيدًا خارج المدينة حتى وصل إلى جبل "كوبنبرج"، واصطحب معه الأطفال إلى مغامرة لا يعرف مكانها أحد غيره، ويقال أن الأطفال ما زالوا فيها، حتى إنك إذا وضعت أذنك عند جدار هذا الجبل وأصغيت جيدًا فستسمعهم وهم يغنون ويرقصون على أنغام الناي السحري. 

 
 -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-


الرياضة تقديم ممدوح أبو زيد  

حول العالم 

استعدادًا لدورة المكسيك  

مع مجموعة السباحين الأمريكين الذين يقومون برحلة تدريبية حول العالم استعدادًا لدورة المكسيك ومع مدربيهم الذين يقومون بالإشراف التدريبي عليهم، التقت مجلة "ميكي" بهم، والذي يعنينا في أمر هذه المقابلة هو السر في تقدم السباحين الأمريكين في مجال السباحة القصيرة تقدمًا كبيرًا لا مثيل له.  

كان اللقاء الأول مع مدربهم "روبرت الكسندر"، و "روبرت" هذا يبلغ من العمر ٦١ سنة، وقد قام بتدريب ٢٩٠٠ سباح منذ أن بدأ عمله كمدرب عام ١٩٢٣ وهو يقوم حاليًا بالتدريب في نادي "كينكربوكر" بنيويورك ودارت بيننا هذه المناقشة:  

* ما رأيك في السباحيين المصريين وما هي النصائح التي يمكن أن تزودهم بها؟  

- سباحوكم ممتازون، وقد سرني جدًا شغفهم لتعلم كل ما هو جديد في عالم السباحة وحبهم لسماع الإرشادات ولكنني ألاحظ أن السباح إذا نزل إلى الماء لا يتفذ الإرشادات بل يعوم تلقائيًا إلى طريقته القديمة، لذلك فأنا أنصح جدًا بالعناية بالأشبال وخاصة السباحين احمد رزق ومحسن عبد القوي، كما يجب الاستعانة بمدرب لظهر هو تشجيع الناشئين على ممارسته لأهمية هذا النوع من مسابقات التتابع والفردي المتنوع، وأحمد رزق، يمكنه أن يكون سباحًا عالميًا وهو لا يحتاج إلا إلى إصلاح طريقة السباحة التي يعوم بها، وهو قد وصل إلى رقمه الحالي بقوته فقط بدون مساعدة الناحية الميكانيكية وهذا أمر خطير، وأنا اعتقد أن مدربي النادي الأهلي مستواهم الفني مرتفع ويتضح هذا من طريقة سباحة سباحيهم وخاصة محسن وسحر  

* مستر "روبوت"، هل فاز أحد سباحيك بأي بطولة في أي سباق عالمي؟   

قمت بإعداد اثنين من السباحين وسباحة واحدة اشتركت بهم في دورة طوكيو وقد فاز السباحان بميدالتين ذهبيتين هما "حيثجريفز" بطل ال ٢٠٠ متر ظهرًا و "توش مان" عضو فريق التتابع المتنوع الفائز بالمركز الأول.  

* كم ساعة تدرب فيها السباح؟  

- ليس كثيرًا، ففي الشتاء أقوم بتدريب الصباح ٦ ساعات في الأسبوع وفي الصيف ١٠ ساعات. 

 

أحمد رزق  

- عمره الآن ١٦ سنة  

- بدأت حكايته مع السباحة وهو في العاشرة. 

- دربه "عبد الباقي حسنين" ليدخل بعد عدة أشهر بطولة القاهرة تحت سن ١٢ سنة ويحصل على المركز الرابع.  

- تقدم بسرعة ليحرز المركز الأول في بطولة الجمهورية للناشئين بعد عام واحد من تدريبه.  

- في سنة ١٩٦٣ وعمره ١٤ سنة فاز بالمركز الرابع في دورة الصداقة بداكار.  

- في سنة ١٩٦٤ اختير للسفر إلى أمريكا، وعاد بعد شهرين ليفوز ببطولة الجمهورية لسباقي ٤٠٠ متر و٢٠٠ متر حرة. 

- "أحمد رزق" حصل على ٤ ميداليات ذهبية في الدورة العربية وفاز من قبل بثلاث ميداليات ذهبية في الدورة الأفريقية.  

لم يشترك في دورة طوكيو بسبب قرار منع اللاعبين المشتركين في دورو الجانيفو من الاشتراك في طوكيو، ولكن أرقامه أفضل من أبطال طوكيو. 

- يستعد لدورة المكسيك. 

أهم مباريات الغد  

غدًا تقام مباراة الزمالك والإسماعيلي وذلك على أرض النادي الأول ، ويمثل هذا اللقاء أحلى كرة قد تلعب في ملاعبنا هذا الموسم، وفريق الإسماعيلي يلعب الكرة في شبه وحدة سيمفونية جميلة بقيادة فنان الكرة "العربي"، أما فريق الزمالك فهو بحق يعتبر رائد الكرة في بلادنا باعتباره مازال أول الدوري هذا العام وبطله في العام الماضي، وقد التقى الفريقان من قبل وكانت بينهما معارك موسيقى حلوة، وفاز الإسماعيلي في بعض هذه اللقاءات وفاز الزمالك في البعض الأخر، وغدًا بعد أن ينتهي سوف نرى أي القطع الموسيقية ستفوز. 

 
 -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

 
من روائع الأدب العربي  

يوميات نائب في الأرياف للكاتب الكبير توفيق الحكيم  

ملخص ما نشر:  

وصلت إشارة إلى وكيل النايب العام بأن المدعو "قمر الدولة علوان" ضرب في الليل، ونقل إلى المستشفى وقبض وكيل النيابة على "ريم" أخت زوجة المضروب، ولكنها هربت مع الشيخ "عصفور".  


رأيت أن الطريق الوحيد بعد ذلك -للبحث عن ضارب المدعو "قمر الدولة علوان" أن أبحث عن ذلك "الخطيب" الذي كان قد تقدم للبنت "ريم" ولكن كيف نستدل عليه ونحن ولا نعرف حتى اسمه، فلنطلب أذن إلى المركز أن يأتي إلينا بأحد الجيران لعله يعرف ذلك "الخطيب"، وليكن الجار أمرأة، فما من جارة لا تعرف أسماء الخاطبين والمخطوبات في الحارة!  

واستطعنا اخر الأمر أن نظفر بحضور الجارة التي تكلمت كلامًا كثيرًا لم أخرج منه إلا بأن الفتى الخاطب يدعي "حسين" وهو ليس من أهالي البلدة بل من بلدة مجاورة.  

- اسمه "حسين، إيه؟ فيه ألف "حسين" في البلد، لقبه إيه؟  

- ما اعرفش لقبه يا سيدي البنت قالت اسمه "حسين" وأنا مالي بقى أسأله عن أصله وفصله. 

- يعني لو عرضنا عليك الولد تعرفيه؟  

- أعرفه يا سيدي، يا ندامة! وأنا بقى خلاص اتعميت، أنا كنت.. 

- كفاية!  

وناديت الحاجب، وكلفته بمخابرة البلدة التي فيها الفتي ليحضروا الفتيان الذين يسمون فيها باسم "حسين" وجلست أنظر وأنا أفكر في قيمة هذا العرض "القانوني"، أني لا أثق كثيرًا فيه، ومازلت أذكر "عرض قانوني" قمت به في قضية تزوير، وكان المتهم "أفنديا" وقد وضعته بين أشخاص مطربشين، وجئت بالمجني عليه الفلاح وأمرته بإخراج "غريمه" من بين هؤلاء، فنظر في الوجوه لحظة ثم ترك الصف بأكمله ووقف تجاهي أنا وكيل النيابة المحقق وأطال النظر في وجهي وقد بدت في عينيه علامات الشك الذي سيتبعه اليقين أنه وقع أخيرًا على المجرم الحقيقي، وكان حاضرًا عندي أحد كبار مفتشي النيابات زائرًا وقد أراد أن يشهد عملية العرض، فهالني أن يطيل الرجل شكه في أنا فيبدو للمفتش رأي لا أرضاه، فانتهرت الفلاح وأمرته أن ينظر إلى الصف ويخرج منه المتهم، فكان اللعين يمر بالصف سريعًا ويعود فيلقي بصره علي ويفحصني من رأسي حتى أخمص قدمي فحص المشتبه المستريب، ولن انسى اضطرابي يومئذ، وقلت لنفسي: "الله يكون في عون المعروضين" ولم أجد عند ذاك مندوحا من أن أنهي عملية العرض في الحال قائلًا في سرعة: "لم يستعرف المجني عليه على أحد" 

فخرج الرجل وهو ما زال يختلس النظر، وحضر المطلوبون ووقفناهم في صف طويل وادخلنا المرأة فتقدمت وهي تقول:  

- بسم الله الرحمن الرحيم. 

ودنت من أقرب الفتيان إليها ونظرت إليه 

- أنت "يا ولدي" مش اسمك حسين؟  

فقلت لها في شدة:  

- كل الجدعان اللي قدامك اسمهم"حسين". 

فاتجهت إلى التالي وسألته:  

- أنت منين يا جدع أنت؟  

فلم أتمالك نفسي أن صحت:  

- اخرجي، ضيعت وقتنا نهار بحاله من التأثر، وكنت أنا أشد حزنًا على انطفاء، حياة هذا الشيء الجميل بهذه السرعة.  

واطرقت قليلًا أفكر في سوء حظنا، لا من حيث العمل، ولا لأن "ريم" مفتاح من مفاتيح القضية، بل لأنها كانت صورة بديعة، هزت نفوسنا، ومخلوقًا حلوًا منحنا أويقات حلوة، وما كدت أمسك القلم لأصرح بالدفن حتى سمعنا صياحًا في الطريق، فقمنا إلى النافذة، فإذا بنا نرى "الشيخ عصفور" يجري في الطريق عاري الرأس وهو يصيح كالمجنون:  

ورمش عينها يا ناس يفرش على الميه.  

وصار يردد ذلك بصوت تارة كالعويل، وتارة كالزئير، وهو يمشي أحيانًا ويرقص أحيانًا ويجري في كل جهة حتى اختفى عن أنظارنا، فلبثنا عند النافذة صامتين مأخوذين ثم عدنا حيث كنا من الحجرة وأنا أقول:  

- أنا نفسي اتصدت عن القضية. 

استيقظت اليوم متأخرًا، فقد سهرت أكثر الليل في التهام الأوراق المتأخرة، إذ بعد أسبوع نبدأ السنة القضائية الجديدة، ومعنى هذا أنه لا ينبغي أن تبقى عندي قضية واحدة لم يتم التصرف فيها من قضايا العام الماضي.  

ومضيت أعمل وأنا أقول: "خذ من التل يختل".  

وأجريت القلم على الأوراق، ودخل علي "عبد المقصود أفندي" يحمل ملفات ضخمة فقلت مرتاعًا:  

- إيه كل ده؟  

- الجنح الباقية على التصرف. 

ثم التفت خلفه ونادى الحاجب:  

هات الجنايات يا جدع، ونظر قائلًا:  

- ح نعمل إيه في الجنايات الباقية.. 

ووضع أمامي ملفات قرأت على غلاف أحدها قضية "قمر الدولة علوان" فتذكرت أن الفاعل لم يعرف، طبعًا لم يعرف ولن يعرف، وكيف يراد منا أن نعرف منهما في قضية 

إرسال تعليق

0 تعليقات