جلس ثلاثة اصدقاء افريقيون صغار في القلوب متخاصمين .. فقد أراد أولهم ان يذهبوا بالقارب الى جهة المنبع ، فاعترض ثانيهم بأنه يريد أن يذهب الى جهة المصب ، و احتج ثالثهم بانه يريد ان يصبر الشهر الى الضفة المقابلة .
و حسما للنزاع اقترح أحدهم ان يتعاونوا في صنع ثلاثة قوارب صغيرة من جذوع الشجر ، حتى يكون لكل واحد منهم قاربه الخاص يذهب به اينما شاء ، فوافق الاثنان الاخران ، و مضت ايام و ايام ، و الثلاثه يعملون في همه و نشاط حتى تم صنع القوارب ، قفز كل منهم في واحد .. و اتجهه اولهم الى جهة المنبع ، فرأى على الشاطئ سلاحف كثيرة تنام تحت اشعة الشمس ، فهمس قائلا : (( كل واحد يمسك واحده )) فلما لم يتلق اي رد تذكر انه وحيد فرجع بقاربه ..
و ذهب الثاني الى المصب فرأى الاسماك الملونة تقفز حوله في الماء فأمسك بثلاث منها و قال : (( سنأكل أكله لذيذه )) .. فلما لم يرد عليه احد لم يعد يشعر برغبة في الطعام ، فألقى بالسمك في الماء و رجع بقاربه .
اما الثالث فقد عبر النهر الى الضفة الاخرى ، فشاهد القردة و النسانيس و هي تتأرجح فوق فروع الاشجار ، فأخذ يضحك و هو يقول : اوه .. انظروا ! .. و لكنه لم يجد احد يشاركه سروره ، فرجع هو الاخر بقاربه .
و وصل الاصدقاء الثلاثة في نفس الوقت الى المكان الذي بدأو منه ، و نظروا الى بعضهم البعض برهه ، ثم انفجروا ضاحكين و هم يقولون : (( لن نختلف بعد الان .. ان الشئ الذي يفعله احدنا بمفرده يبدو بلا بهجة و لا قيمة و لا معنى ))
علوم
الخزف ( السيراميك ) !
خذ قطعة من الصلصال و اعجنها ثم اعطها مثلا شكل القدر ، و بعد ذلك احرقها في فرن شديد الحرارة ، فتصبح صلبه لا تنفذ منها السوائل ، و تظل محتفظه بالشكل الذي اعطيته لها ، و بذلك يكون لديك قدر (( زهرية )) جميل احمر اللون ..
اذا استعملت عجلة صانع الاواني فسيكون عملك اكثر اتقانا ..ما فعلته هو ما كان يفعله انسان ما قبل التاريخ ، و عندما صنع اول آنية من الفخار و حولها من الطين الاخضر الى آنية صلبة حمراء . اعتقد انه ساحر .
تأمل هذه الاواني الزخفية : آنية الزهور ، بلاط الاسقف ، القنينة المعوجة للغازات ، كلها اواني لا يعلوها الطلاء اللامع ، و لكنها نافعة جدا .. و اشهر انواع الخزف هو الصيني ، لقد انتشر هذا النوع من الاواني الخزفية في بلاد الصين منذ القرن الثاني قبل الميلاد ، و هي تصنع من صلصال نقي جدا ، و (( الكاولين )) و الحجر المطحون .
و اهتم الكيميائيون الاوروبين بالمسألة ، فاكتشفوا ان في تربة اوروبا انواع طيبة من الصلصال تعطي انواعا من القيشاني (( الخزف )) تماثل في صلابتها القيشاني المصنوع في بلاد الصين ، و اذا كنت قد سمعت عن اواني (( سيقر )) الشهيرة .. فاعلم انها من مدينة (( سيقر )) و يرجع الفضل فيها الى رجل فرنسي اسمه (( ماكبر )) عاش في القرن الثامن عشر .
ابطال روايات خالدة
وليم تل
(( وليم تل )) .. شخصية خالدة في تاريخ الادب العالمي ..و قد تردد القول بانها شخصية حقيقية .. و قال أخرون : انها من صنع الخيال .. و لكن هذه الاسطورة الرائعة الهمت الكاتب الالماني الكبير (( شيللر )) قصة من أروع مؤلفاته .. هي القصة التالية ..
في صباح يوم السوق الاسبوعي في مدينة (( التدورف )) السويسرية .. و قد امتلأت المدينة بالناس ، و في الميدان الكبير ، ارتفع صوت جهوري يقول : ))كل من يمر بالميدان ، يجب أن ينحني ، و يرفع قبعته امام قبعة الامير ، و كل من يخالف هذا الامر سوف يعدم في الحال )) .و نظر الناس ، و كان هناك (( صاري )) كبير في الميدان ، علقت بأعلاه قبعة محلاة بالريش و عليها تاج الامير النمسوي الذي احتل البلد و طغى على الشعب .
و دفع الخوف النساء و الرجال الى الانحناء و الكشف عن رءوسهم ..بينما في الحقيقة كانوا يمتلئون غضبا و حقدا .. و لكن ها هو رجل رجل يقترب و يحدق النظر في القبعة دون ان ينحني او يكشف عن رأسه . أنه رجل أشقر طويل القامة ، بشرته سمراء من كثرة تعرضها للشمس ، و عيناه زرواقتان صافيتان جريئتان ، و كان يمسك فتى صغيرا .
والتف حوله جمع كبير . و بدا الغرور و الخوف معا في أعين السويسريين ، انهم يعرفونه ، و الكل يحب (( وليم تل )) الرجل العادل الحكيم ، الذي يعيش على شاطئ البحيرة ، انه أمهر الرماة في البلد .
و بينما كان ينظر بلا تأثر الى القبعة الحمراء ، كان يداعب في حنان رأس ابنه (( والتر )) .
و أفسح رجل يركب جواده طريقه بعنف و سط الجمع . انه (( جسلر )) نائب الامير ، الذي ترهبه كل المنطقة !
يا (( تل )) ، أرى انك لا تحيي تاج أميرك !
هل تحتقره ؟
لست احتقره ، لكنه لايعني أي شئ بالنسبة لي . فأنا رجل حر . و هذا البلد بلد حر !
هل تعلم انك تستحق الموت ؟
انني اعلم ان في امكانكم ان تعدموني ، لكنني لست اخشى الموت ! و شحب وجه (( جسلر )) .فانه اذا أمر باعدامه ، فسوف تحدث ثورة كبيرة ، ولكن الافضل ان يلجأ الى الحيلة ..
فقال له بصوت أرق :
انك رجل شجاع ، و أنا أعلم انك من أمهر الرماة ، فلست أريد ان احرم البلد من رجل في مثل شجاعتك ، سأهبك الحياة بالرغم من الجريمة التي ارتكبتها ...
و خرجت تنهيدة ارتياح من كل الصدور .
... لكن في مقابل ذلك ، أرنا أن في امكانك كما سمعت أن تصيب تفاحة بالسهم على مسافة مائة و خمسين خطوة !
سأحاول عن طيب خاطر يا سيدي !
و لكي يكون المشهد مشوقا للغاية .. سوف تضع التفاحة على رأس ابنك !
و عند سماع هذه الكلمات ، تملك الفزع من الحاضرين ، و اصبح وجه (( وليم تل )) في شحوبة الشمع . و كانت شفتاه ترتعشان .
انك تريد ان تختبرني يا سيدي ! فلن يحتمل قلب أب مثل هذا العذاب !
أني أمرك بذلك !
و أنا افضل الموت !
و اذا ب (( والتر )) الصغير يقول لابيه : - لا ترفض ما يطلبونه منه . لقد قلت لي عندما كنت تعلمني كيف اصوب السهم : (( يا (( والتر )) ان رامي السهم لا يتردد ابدا )) .
فلا تردد اذن يا ابي .. انا لست خائفا .
و بعد سماع كلمات ابنه ، قال (( وليم تل )) للطاغية بحزم : - سأنفذ أوامرك !
و تأثر أحد الرماة النمسويين من تلك الشجاعة ، فبحث عن أكبر تفاحة في صندوق البائع ووضعها على رأس الطفل بعد ان قيده في الصاري ، ثم أتى بالنشاب الى الاب الاكبر و تركه يختار أجود سهم . و أمر نائب الامير بقياس المسافة .
و حددت المائة و خمسون خطوة ، فأخذ الحاضرون يتابعون ما يحدث في جمود .
و رفع (( وليم تل )) السرج الى كتفه . و كانت يداه ترتعشان . فوضع السلاح ، وجفف العرق البارد عن جبينه . و مرة اخرى رفع النشاب الى كتفه بحزم .و خيرا ، أطلق السهم في حركة ثابته . فدوى صفير حاد و فرقعة الحبل و هو يعود الى مكانه . و اخترق السهم الهواء في خط مستقيم نحو الهدف و شق التفاحة نصفين ثم رسخ في الصاري محدثا دويا هائلا .
و شاع السرور بين الحاضرين فبدأوا يهتفون و يرقصون و يقبل بعضهم بعضا .
و حاول نائب الامير ان يكتم غيظه : - انني أهنئك على انتصارك !
و لم يكن (( وليم تل )) يستمع اليه ، فكان يحتضن ابنه (( والتر )) بين ذراعية ويستعد للانصراف .
مهلا يا (( وليم تل )) . كما و عدتك ، سأهبك الحياة برغم من جريمتك ، لكنك ارتكبت جريمة اخرى قبل هذه الجريمة . لقد ساعدت علي الهروب رجلا كان قد اعتدى على جنودي ، يجب ان تعاقب على جريمة التمرد : يها الجنود ! اصطحبوا هذا المجرم الى .. و لم يتمكن (( جسلر )) من تكملة هذا الامر .
لقد خرج سهم من بين الجمع و أصابه في جبينه فأسكنه الى الابد . و حاول الرماة النمسويون عبثا ان يأخذوا بثأر قائدهم . لقد تقهقروا أمام هذا الجمع الكبير ثم هربوا ، ان البعض يؤكد أن (( وليم تل )) عاقب الطاغية ((جسلر )) بنفسه . و البعض الاخر يزعم أنه رأى (( والتر )) و هو يطلق هذا السهم المميت . لكن الكل يؤكد ان شجاعة (( وليم تل )) و ابنه هي التي حثت الشعب السويسري على استرداد حريته .
من روائع الادب العربي
يوميات نائب في الارياف
للكاتب الكبير توفيق الحكيم
ملخص ما نشر
أطلق مجهول عيارا ناريا على (( قمر الدولة علوان )) و علم وكيل النيابة بالحادث فأنتقل الى مكانه و بسؤال المجني عليه من الفاعل لم ينطق الا بأسم (( ريم )) شقيقة زوجته فتم القبض عليها و أودعت سجن المركز حتى يتم التحقيق ، و فجأة هربت مع الشيخ (( عصفور ))
و انقطعت أخبار المأمور ، و لم يدر أحد اين مقره ، كل ما عرفوه عنه انه خرج في (( البوكس فورد )) مع المعاون و لم يعد
فمشيت الى المركز فلم افز بطائل ، و قال لي قائل : لعله عرج على النادي فهذا موعد جلوسه فيه ، و توجهت الى النادي فأستقبلني أعضاؤه و هرعوا يقدمون الي الكرسي (( السليم )) الوحيد في تلك الحجرة .
فسألت عن المأمور فقالوا انهم لم يروه ، فنهضت في الحال وانصرفت .
سرت في طريقي الى منزلي افكر . و لقد تمهلت في خطاي ! رأسي مشغول بغياب المأمور ، أتراه قد وجد (( ريم )) ؟ (( و الشيخ عصفور )) ماذا جرى له ؟ العجيب في الامر ان يستطيع هذا العصفور ان يختطف هذه الزنبقة و نحن عنه غافلون ! و (( ريم )) ما الذي يدعوها الى الهرب ؟ أهي مجرمة ؟ أهذا الجمال الرائع يجرم ؟ أم نحن المجرمون اذ نظن السوء بالجمال ؟ و لكن المصاب (( قمر الدولة )) عندما سأل عن الضارب فاه بكلمة واحدة ما زال جرسها الباهت يرد في أذني : (( ريم )) و لكن ما بال الفتاة التي صرخت و ذهلت اذ علمت بالجناية أول مرة ؟ أهو تصنع و تمثيل ؟
و الهمتني هذه الخواطر و حملتني قدماي الى المستشفى ، واذا بي المح تحت الجدار (( الشيخ عصفور )) جالسا في الارض و هو مطرق ، و بجواره الفتاة و قد اسندت رأسها الى الحائط تعبا و اعياء . و فهمت كل شئ ، انها جاءت الى المستشفى تسأل عن حال المريض . و انها اتخذت من (( الشيخ عصفور )) دليلا ، و لكن مالعمل الان ؟ اني بمفردي ، لابد اذن من الذهاب الى المركز لابعت أحد العساكر يأتي بهما ، و أسرعت في السير و أنا أقول لنفسي : لاشك ان (( الشيخ عصفور )) يعلم الان كل أسرار القضية ، و لكن هلى يفضي هذا الشيخ الينا بشئ ؟ انه هو نفسه سر مغلق ، و كنت قد بلغت المركز ، و رأيت ببابه (( البوكس فورد )) فعلمت أن المأمور قد عاد ، فأسرعت و اقتحمت عليه حجرته ، و قد خلع طربوشه و أمسك بالقلة الفخار يجرع منها ، فلم يكن يراني حتى صاح : - المسألة و حياتك فيها شغل سحر ! لابد أن الشيخ الكلب سحر البنت . لو كانوا انقلبوا طير على الشجر أو سمك في البحر كنا وجدناهم .
فما تمالكت ان قاطعته : - طير أيه و سمك ايه ! الرجل و البنت قدام باب المستشفى من ساعتها .
المستشفى الاميري ؟
قم يا شيخ قل لواحد عسكري يروح يناديهم من هناك بلاش أمور .
و لم اتم بقية عبارتي ، فقد نهض المأمور و صاح بصوت جلجل في صحن المركز يا شاويش (( عبد النبي )) ...
فجاء من ناحية الاسطبلات رجل عملاق في قميص و سراويل بيضاء ، و رفع يده بالسلام و قال : أفندم سعادة اليك ؟
و تركت المأمور يفهم مرءوسية ما يتبع . و انصرفت الى مكتبي بعد أن أوصيت المأمور ان يلحق بي مع المقبوض عليهما : و دخل ورائي المأمور و جلس و هو يقول : أنه أرسل من يأتي بهما . و اذا بجلبة ترتفع في الردهه ، و طرق الباب علينا الشاويش (( عبد النبي )) ثم ألقى بيننا (( الشيخ عصفور )) وحده مكبل اليدين و خلفه الباشجاويش يحمل له عوده الطويل فوقع في نفسي قلق ، و شعرت بوقع مثله في نفس المأمور ، فقد أبتدر الباشجاويش صائحا : - و البنت ؟
وجدنا الرجل وحده فقبضنا عليه يا أفندم .
و خرج المأمور من طوره و صرخ في وجه (( الشيخ عصفور )) قائلا :
البنت ؟!
فلم يبد الرجل حراكا .
و أجاب في هدوء رصين : - بنت مين !
و أراد أن يلكمه بقبضته القوية فمنعته من ذلك ، و أمرت الشيخ أن يدنو مني فدنا فسألته في رفق : - (( ريم )) كانت معك ؟ فاجابني الرجل من غير تردد – ابدا.
و صحت فيه من فوري قائلا : - تعال يا رجل : من انت ؟ فقال عصفور : أنا عصفور ، التقط الحب من فوق التراب و أعبد الرب من تحت التراب .
16 أكتوبر
لم نستطع أن نعرف شيئا من (( الشيخ عصفور )) ، و لم نستطع كذلك ان نقبض عليه ، فهو لم يرتكب أمرا يقع تحت نصوص القانون فأطلقناه : وانصرف بعد ذلك كل منا الى شأنه ، المأمور الى ناديه ، و أنا الى منزلي ، و نمت في تلك الليلة بعد العشاء بقليل فان في اليوم التالي جلسة قاض سريع ، و جاء الصباح و ذهبت الى المحكمة ، و لم يلبث القاضي ان جاء في القطار القادم من القاهرة و خلفه (( شعبان )) الحاجب و هما يشتدان في الخطى ، و القاضي يخرج من جيبه نقودا يناوله للحاجب و يقول له : - اللحم يكون فلاحي من قشرة باب اللوح ! و أًصح للبيض يا (( شعبان )) أفندي ، و الزبدة و الجبنة في عهدتك ، و أوضع الحاجه في السلة كويس و انتظرني بها على المحطة في قطر 11 كالمعتاد .
و انصرف الحاجب سريعا ، و دخل علينا القاضي و سلم في عجله قائلا : - أظن ندخل الجلسة . و أقبل الفراش بالقهوة فشربها القاضي و هو واقف في جرعتين و هجم على قاعة الجلسة ، و نحن في أعقابه ، و صاح المحضر – محكمة .
و نظر القاضي في (( الرول )) و قال : - قضايا المخالفات : محمد عبد الرحيم ، لم ينق دودة القطن .. غيابي خمسين قرش
تهامي السيد عنبه ، لم يقدم ابنه للتطعيم .. غيابي خمسين ، وانطلق القاضي في الاحكام كالسهم لا يوقفه شئ و انتهت المخالفات في مثل لمح البصر و جاء دور قضايا الجنح و فيها سماع شهود و مرافعة محامين ، فأخرج القاضي ساعته ووضعها أمامه و صاح المحضر :
سالم عبد المجيد
فحضر رجل هرم مقوس الظهر فابتدره القاضي : بددت القمح المحجوز عليه ؟
القمح قمحي يا سعادة القاضي أكلته أنا و العيال
معترف . حضوري . حبس شهر مع الشغل ، نادي على القضية الثانيه و هكذا حتى انتهت الجلسة أخر الامر .
ووثب القاضي ناهضا ، فلم يبق على قطار العودة غير سبع دقائق ، و لكن القاضي تعود الركوب في اخر لحظه و تناول معطفه و سلم علينا و انصرف في شبه ركض ، و اذا كاتب النيابة يدخل مسرعا و خلفه عسكري يسحب مسجونا و الكاتب يصيح : - القاضي مشي ، عندنا معارضه في أمر حبس معروضه على حضرة القاضي . فقلت له في الحال .
الحق القاضي على المحطة .
فصاح الكاتب في العسكري : - هات المسجون يا جاويش و اطلع عالمحطة .
و هرول الجميع : الكاتب و الجاويش و المسجون في ذيل حارسه مربوطا في السلسلة كأي كلب . و جروا كلهم خلف القاضي ، و هذا منظر مألوف لاهل البلدة بوم الجلسة ، فان المعارضات تنظر و تحضر في بوفيه المحطة قبل ثيام القطار بدقيقتين ، و يتحرك القطار و قدم القاضي مازالت على الرصيف و الاخرى في العربة الاخيرة و هو يقول : - رقض المعارضة واستمرار حبس المتهم .
و الحاجب يصيح بأعلى صوته – اللحم يا (( بك )) من بيت اللوح وبيت الكلاوي
خلوت اخيرا في مكتبي ، و اتصلت تليفونيا بالمركز فقيل لي ان المأمور ركب و مضى الى اجتماع خطير معقود في المديرية برياسة المدير . و حضر على الفور المعاون يقول : - سعادتك اطلعت طبعا على جرائد المساء ؟
ابدا !
في البلد ازمة وزارية !
فأدركت في الحال سر اجتماع المديرية ، و علمت ان رجال الادارة منذ الساعة لن يكون لهم عقل و لا فكر الا في تم هوى الوزارة الجديدة حتى يعدوا أنفسهم للميل معا كما مالوا مع غيرهم ، ولم ابد ملاحظة للمعاون فأنا رجل قضاء لا ينبغي لي الكلام في السياسة و مهما تغيرت الوزارات و الاحزاب فان القانون هو القانون
تقديم رجاء عبدالله
البقية العدد القادم
نذكرة الي ..
مدينة السحر و الجمال
تعالى معي الى مدينة (( ديزني لاند )) المدينة الوحيدة من نوعها في العالم التي تجمع بين الماضي و الحاضر و المستقبل ، و التي صنعت ليتمتع بها الاطفال و الشباب و كل من يحس بالشباب في قلبه مهما كان عمره .
و هي مدينة عجيبة ، قسمت الى اقسام عديدة .. في قسم منها ترى أمريكا القديمة .. بهنودها الحمر ، و تقاليدها التي تكاد تندثر ، ثم ارض الاحلام .. و فيها كل القصور و القصص و الحياة الخيالية التي يحياها أبطال القصص .. و كل ما كان يحلم به (( والت ديزني )) في طفولته .. لقد تخيل في صغره احلاما عديدة .. جميلة و خيالية .. فحققها ، و بناها .. و أقامها في مدينته العجيبه . ليسعد بها قلوب الاطفال .
و هناك أرض الغد .. المكان الذي يمثل كيف ستكون الحياة في المستقبل ، فانت ترى هناك كل اختراع حديث .. حتى الذي لم ينفذ بعد ، نفذه ووضعه في مدينته .. لتعيش عندما تتجول فيها .. تعيش في دنيا الغد .
و الجزء الرابع .. هو أرض المغامرات .. الارض التي تجدها مليئة بالادغال و الحيوانات ، و التي تعيش فيها الساعات التي تتجولها في جو من الرهبة .. و المغامرات .. و الاثارة .. و ذلك عندما يهجم عليك فجأة أسد أو فيل .. و لكن لا تخف ، انها ليست حقيقة .. انها من الكاوتشوك ولكنها مصنوعة بطريقة لا تكاد تفرق فيها بين الحقيقة و الصناعة .
و في المدينة .. كلها .. مئات من الالعاب المسلية التي لا تنتهي و كلها جديدة و مثيرة ..
ان (( ديزني لاند )) جنة لا يكفي شهر كامل لتشاهد كل ما فيها أنها الحلم الذي حلم به صاحبها .. و كرس كل حياته ليحقق أحلامه ، فكانت (( ديزني لاند )) !
اذا هاجمك سيد قشطة فجأة في أرض المغامرات .. فلا تخف ، انه ليس حقيقيا .. انه مجرد كاوتشوك متحرك !
قلعة (( الاميرة النائمة )) في القصة الرائعة التي تحمل هذا الاسم .. في أرض الاحلام تجد كل قصص الاطفال الحقيقيه موجودة .
قطار الغد في دنيا الغد ، انه القطار الذي ستركله في المستقبل القريب !
تستطيع ان تشاهد المدينة كاملة بعجائبها .. و مباهجها و ان تركب العربة المعلقة (( التليفريك )) الذي يدور في سماء (( ديزني لاند )) !
من أنواع التسلية التي تعجب الاولاد دائما سيارات (( ديزني لاند )) السريعة الجميلة .
هذا بيت المبني فوق شجرة .. انه بيت في احدى القصص الكبيرة قصة (( توم سوير ))
اذا اردت ان تشاهد عجائب البحار ، فاركب الغواصة التي تنزل بك في اعماق المياة .. و قد صممت الغواصة على احدث طراز !
ستحضر حفلة الشاي المجنونة في ارض الاحلام .. و انت تجلس في كوب شاي ..
و
إرسال تعليق
0 تعليقات