العدد 171 من مجلة ميكي بتاريخ يوليو 1964
العدد 171 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 30 يوليو 1964 م
مع العدد : استمارة المسابقة .. عدد بغلاف ميكي في اليمن
مع العدد : استمارة المسابقة .. عدد بغلاف ميكي في اليمن
ثمن العدد عند الصدور فقط ثلاثون مليماً من اعداد مجلة ميكي الستينات
العدد بصيغة CBR & PDF
سيتم ادراج رابط للتحميل بصيغة PDF
للتحميل اضغط هنا
القصص في العدد :
عثمان أحمد عثمان
مبادئ وكفاح
سمعت عنه الكثير، ولفت نظري أن الصحف والمجلات تكتب اسمه كثيرًا، فحاولت أن أقدمه إليك، وأن أقدم إليك الرجل العصامي الذي كون نفسه بنفسه، وبدأ سلم الكفاح من أوله، بدأه بخطوات الشرف والأمانة، ونجح نجاحًا غير عادي، وأصبح الآن يقوم بتنفيذ آلاف المشروعات في الوطن العربي كله.
وفي هذا الأسبوع جاءت الفرصة، وفي فيلته الأنيقة كان لقاؤنا، والتف حولنا أولاده "محمود" و "هادية" و"إبراهيم" و"أحمد" و"محمد"، والآن يا صديقي سأترك المهندس "عثمان أحمد عثمان" يتكلم معك..
اسمي عثمان أحمد عثمان، من مواليد الإسماعيلية عام 1917، مارست منذ طفولتي الألعاب الرياضية كلها، ولم يعطلني ذلك عن دراستي فقد كنت من الأوائل دائمًا، حصلت على بكالوريوس الهندسة عام 1940، ولنشأتي في الإسماعيلية أثر كبير في حياتي، فالإسماعيلية تختلف عن بلاد جمهوريتنا في الطابع وحركة العمل والحياة، فقد كانت تعتمد في الماضي على وجود الجيش الإنجليزي وعلى شركة القناة، واعتمد المحتلون على الأجانب في جميع أعمالهم، وتركوا للمصرين أعمال اخدمة والأعمال البسيطة، وكانوا يدفعون لهم مرتبات خيالية، وهدفهم من ذلك جعل أهالي الإسماعيلية لا يهتمون بالتعليم لأنه ضد مصلحة الاستعمار، فخريج الجامعة مرتبه عشرون جنيهًا مثلًا، ولهذا تفتقر الإسماعيلية إلى أبنائها المؤهلين، ورغم أن والدي قد توفى وعمري ثلاث سنوات إلا أن أخي الأكبر المرحوم "إبراهيم" أصر على أن نتعلم جميعًا.
متى بدأت علاقتك بالمقاولات؟
من صغري، فقد كان أخوالي مقاولين، يأخذون من هيئة القناة الأعمالي التي لا تعطيها للمقاولين أو المهندسين الأجانب، وكنا نشعر بالخوف من الآلات الهندسية التي يستعملها المهندسون الأجانبـ ونعتبرها غاية في التعقيد، ودخل أخي "إبراهيم" الهندسة وتخرج، وأصبحنا نضجك من هؤلاء المهندسين الذين كاتوتا يستغلون بلادنا بإطالة وقت العمل أكثر من اللازم، وتخرجت أنا في الهندسة ورفضت أن أعمل بالحكومة وبدأت فعلًا في تكوين شركة للمقاولات، شركة منتظمة ومرتبة، تعمل من أجل احتياجات الوطن، للأجيال المستقبلة، وبدأت في الإسماعيلية بأول عملية تبلغ تكاليفها خمسون جنيهًا، ثم عملية بمائة وستة جنيهات كسبت منها ستة جنيهات، وكنت أمتلك من الأدوات التي احتاجها سن عروق ولوح واحدًا، وكنت أعدها أكثر من مرة في اليوم الواحد.
إيه المبادئ اللي اعتمدت عليها في حياتك وكفاحك؟
الثقة الكبيرة في الله، والثقة في النفس، ومراعاة الله في جميع الأعمال والمعاملات ما كان منها ظاهرًا للناس، وما خفى عن الناس، والصبر والكفاح ولو أن هذا فيه تعب ويتطلب بعض الوقت، وبهذا يصل الإنسان إلى هدفه، وأهم شيء أن يؤمن الفرد ببلده إيمانًا كإيمانه بالله، وأن يؤمن بالنظام القائم والمجتمع المتحرر، والقائد الذي يعمل لمصلحة شعبه، وأريد أن أقول لأبنائي : "ليس العيب أن يخطئ الإنسان إنما العيب أن يستمر في الخطأ، ويجب أن يستفيد من خبرات الغير، وأن يمارسوا الحياة العملية".
مافكرتش في طفولتك في عمل غير المقاولات؟
في حياتي كلها لم أتمن غير هذا، ولم أفكر في مهنة أخرى.
أنت بتسافر كتير فإيه ألطف موقف حصل لك أثناء سفرك؟
في مطار زبورخ جلست داخل حجرة الانتظار بالمطار، ووضعت البالطو بجواري، وأتى شخص أجنبي ليجلس بجواري، وحان موعد قيامي، ومددت يدي لأخذ البالطو، وفوجئت بالرجل يشد مني البالطو بقوة، وأخذ ينظر إلى من فوق لتحت، وفهمت أن الرجل يظن أنني لص، وتركت له البالطو، وأخذ الرجل ينظر يمينًا ويسارًا دليلًا على الاستغراب، ووقع نظره على البطالو الخاص به، كان من نفس النوع واللون والمحل أيضًا، وأحس الرجل بالكسوف وظل يعتذر فترة طويلة من الوقت.
وماذا عن شقاوة الطفولة؟
واحنا صغيرين أردنا الذهاب إلى بحيرة التمساح بالإسماعيلية لصيد السمك، وكانت والدتي تمنعني حوفًا علي، وكان الحل الوحيد أن استيقظ قبل والدتي، وفكرت وأتى الحل، وربطت دوبارة في إحدى أصابع قدمي وتتدلى من الشباك إلى الشارع، وفي الصباح الباكر يأتي أحد زملائي الذين استيقظوا ويشد الدوبارة فاستيقظ ونسرع إلى البحيرة، واكتشفت والدتي هذه الطريقة فكانت تنتظر حتى أنام ثم تفك الدوبارة.
وكانت هناك الكثير من الأسئلة التي كنت أود أن أوجهها إلى المهندس الكبير "عثمان أحمد عثمان" ولكن اليوم كان يوم أجازته، بل لعله يوم الأجازة الوحيد الذي حصل عليه منذ فترة طويلة ومن حق أولاده أن يقضوا معه هذا اليوم، وصافحته لا تقل لأبنائه قراء "ميكي" هذا الحديث.
الهدايا الثلاثة
كان لأحد الخياطين ثلاثة أناء كسالى , فطالبهم لأن يبحث كل منهم عن حرفة يرتزق منها , فالتحق أكبرهم بالعمل عند نجار في بلدة بعيدة , وبعد مدة قرر أن يزور أباه , فأهدى له النجار مائدة صغيرة مسحورة إذا قال لها (( أعدي الطعام )) وجدها في الحال مملوءة بأشهى أنواع المأكولات . وشكره الفتى وسار قاصدا بيت الأسرة , ومر بفندق ريفي رأى أن يبيت فيه , فلما دخل وضع مائدته في وسط المكان وقال لها (( أعدي الطعام )) فامتلأت بالأطباق الشهية , ودعا أليها جميع نزلاء الفندق.
وأنتهز صاحب الفندق فرصة نوم الفتى واستبدل المائدة بأخرى تشبهها .
وفي اليوم التالي أستأنف الفتى سفره , فلما وصل قص على أبيه أخباره , وطلب منه أن يدعو أصدقاءه حتى يشبعهم من مائدته المسحورة . فلما اجتمعوا حولها قال لها (( أعدي الطعام )) فبقيت المائدة خالية , ويخر منه الجميع . في ذلك الوقت كان الابن الأوسط يعمل عند طحان , وفي يوم قرر أن يزور أباه , فأهدى له الطحان حمارا عجيبا إذا فرد تحته قطعة قماش وقال له (( فلوس )) أعطاه كل ما أراد من نقود .
وأخذ الفتى هديته ومر في طريقه بنفس الفندق , فأدخل حماره في الحظيرة وفرد تحته قطعة قماش وقال له (( فلوس )) فغطت النقود قطعة القماش , فلما دخل لينام أستبدل صاحب الفندق الحمار بأخر يشبهه .
وفي اليوم التالي أستأنف الفتى سيره , فلما وصل إلى أبيه قص عليه أخباره وطلب منه أن يدعو أصدقاءه حتى يأخذوا ما يشاءوا من نقود حماره العجيب . فلما اجتمعوا فرد تحته قطعة قماش وقال للحما (( فلوس )) فلم يحدث شيء , فرجعوا إلى بيوتهم ساخرين منه !
أما الابن الأصغر فقد عمل عند صانع فخار فأرسل له أخواه أخبارهما وروي له ما حدث لهم من صاحب الفندق , وعندما حان وقت زيارته لأبيه أهدى له صاحب المحل عصا غليظة داخل كيس إذا قال لها (( أخرجي ) خرجت من الكيس , وإذا قال لها (( أدخلي )) دخلت ثانية .
وذهب الفتى إلى الفندق و تعمد أن يقول أمام صاحبه أنه يمك كنزا كبيرا في كيسه .
ثم دخل إلى حجرته وتظاهر بالنوم , وتسلل صاحب الفندق إلى الحجرة وسرق الكيس , فقال الفتى (( أخرجي )) فخرجت العصا وظلت تضرب الرجل بعنف حتى أخذ يستغيث ويطلب المغفرة , فأمره الفتى أن يسلمه المائدة المسحورة و الحمار العجيب , وطلب من العصا أن تدخل في الكيس .
وذهب الفتى بالهدايا الثلاث إلى بيت الأسرة , ودعا جميع الأصدقاء , وفي هذه المرة أكلوا وامتلأت جيوبهم من نقود الجمار العجيب و عاشوا في عناء وسرور.
ترجمة عالية توفيق
اليمن السعيد
في اليمن أقدم سد بناه الإنسان
أدم أبو البشر عاش في اليمن
يرجع علماء الأجناس أن أدم الذي يمثل الإنسان الأول عاش في اليمن , واليمن ذات حضارة قديمة , وشهدت أمجادا عظيمة , ومن آثارها الخالدة ((سد مآرب)) الذي لا تزال آثاره باقية إلي الآن , وهو أول سد بناه الإنسان , فقد بني في القرن الثامن قبل الميلاد !
اليمن السعيد
يطلق علي السمن أسم ((اليمن السعيد)) لأنه الجزء الخصيب الذي يزرع في شبه الجزيرة العربية في الوقت الذي كانت فيه الأراضي الحجازية صحراء جرداء .
وترجع خصوبة اليمن إلي الأمطار الموسمية التي تسقط بغزارة في شهري يوليو وأغسطس . وهذه الأمطار هي التي تجري الأنهار والسيول والغيول في اليمن . وأنهار اليمن هي الأنهار الوحيدة التي تجري في الجزيرة العربية , وأهم هذه الأنهار : نهر مور , ونهر ورذان , ونهر سرود , ونهر رماع , ونهر شوابة .
وفي موسم الأمطار تنتشر السيول والغيول التي يعتمد عليها اليمنيون في زراعة محاصيلهم . والفرق بين السيل والغيل هو أن الغيل ينزل من الجبال وينحدر انحدارها شديدا وله مجري يسير فيه , أما السيل فهو أقل عمقا من الغيل ولا مجري له .
الزراعة في اليمن
تزرع في اليمن محاصيل كثيرة منها الفاكهة والخضروات والحبوب والقطن , وتشتهر اليمن علي الخصوص بالبن .
اغني بلد في المعادن
يعتبر اليمن من أغني بلاد الشرق الأوسط في الثروة المعدنية , ففيه البترول والحديد والفحم الحجري والذهب والنحاس , وبعض الأحجار الكريمة مثل الماس والزمرد والفيروز .
القبائل في اليمن
تنتشر القبائل في جميع جهات اليمن , ويقدر عددها بنحو 168 قبيلة أهمها : قبيلتا ((ماشد)) و ((بكيل)) .
ويعيش قليل من رجال القبائل في اليمن في الخيام وأكثرهم يعيش في القرى . وبيوت القرية تبني باللبن ((الطوب الأخضر)) , أما بيوت الزعماء فتبني بالحجر , وهو يكاد يشبه الحصن ونوافذه ضيقة .
واللواء يقابل المحافظة عندنا , وكل لواء تتبعه عدة قضاءات , والقضاء يشبه المركز , وكل قضاء ينقسم إلي عدة نواح , والناحية تقابل القرية , والناحية تسكنها عدة قبائل ولكل قبيلة شيخ .
أهم المدن :
صنعاء : وهي العاصمة الأولي القديمة منذ فجر التاريخ , ويبلغ عدد سكانها 80000 نسمة , وجوها معتدل طول العام .
نعز : وهي العاصمة الثانية , وعدد سكانها 20000 نسمة .
وجوها معتدل صيفا وشتاء .
الحديدة : أشهر موانئ اليمن , وأكبر مدينة يمنية تجارية علي البحر الأحمر , وعدد سكانها 40000 نسمة .
وإلي جانب هذه المدن المشهورة توجد مدن أقل شهرة , منها : صعدة , وحجة , والزيدية , وبيت النفين .
المدينة اليمنية
والمدينة اليمنية , تحاط بأسوار قوية لها بوابات تغلق عند مغيب الشمس , ولا تفتح إلا في الصباح . وبيوت المدينة اليمنية تتميز بزخارفها الجميلة , ولكل بيت حديقة يستقبل فيها صاحب البيت ضيوفه . وإذا لم يكن للبيت حديقة بني صاحبه حجره في أعلاه لاستقبال الضيوف تسمي ((المفرجة)) أو ((المنظر)) ..
عادات .. وتقاليد
لليمنيين عادات وتقاليد يتميزون بها , ومن عادتهم اطلاق الألقاب , لكل أسم لقب خاص به , فالذي أسمه ((علي)) يلقبونه ((بالجمالي)) . ومن يكون أسمه ((حسن)) يلقبونه ((بالشرقي)) و ((عبد الله)) ((بالفخري)) , ولقب ((أحمد)) هو ((الصفي)) .
وهم يرتدون الملابس الحريرية الفضفاضة الزاهية الألوان . والجوخ المقصب من أحب الملابس إلي الأغنياء , ويتميزون بحمل الخنجر المثبت في الحزام ويسمونه ((الجنبية)) وتختلف الأحزمة والخناجر في أثمانها وزخرفتها حسب ثراء صاحبها .
ومن عادتهم في الزيارة أنك إذا زرت أحدهم قدم لك التحية من قهوة أو شاي . وقبل قيامك يأتي بالمبخرة ويبخرك بها . ثم يأتي باناء خاص فيه ماء ورد فيرش عليك منه , فإذا هممت بالخروج وضع عليك شيئا من العطر ذي الرائحة الذكية فلا تخرج من البيت إلا وأنت مبخر ومعطر ورائحتك ذكية .
ومن عادتهم في الزواج أن المدعوين يتقاسمون نفقات حفل الزواج تعاونا مع العريس .
والطرب والغناء يكون في الأفراح فقط , ((والنشادة)) هي التي تحيي الحفلات للنساء فقط وهي تنشد المدائح النبوية .. أمل حفلات الرجال فيحيها ((النشاد)) أو المغني , وهو ينشد دون أن تصاحبه آلات موسيقية .
إرسال تعليق
0 تعليقات