العدد 89 من مجلة ميكي بتاريخ يناير 1963

العدد 89 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 3 يناير 1963 م

هدية هذا العدد // صورة ملونة للنجم الرياضي علي محسن

العدد بصيغة CBR & PDF





للتحميل اضغط هنا

القصص الواردة في هذا العدد : 

ستتم الأضافة قريباً 


انتقل الي العدد التالي : العدد 90

العودة الي العدد السابق : العدد 88


للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا 

فكرة!  


كان يشتغل بنقل البضائع بين أفريقيا وأمريكا، كان يملك مركبًا صغيرة، وكانت المركب كل ما يملكه في الدنيا.  

وفي أحد الأيام وصلت المركب إلى ميناء "نيويورك" وهي تحمل شحنة من الدخان والعسل الأسود بعد أن قطعت في البحار أربعة أشهر كاملة.  

وفجأة شبت النيران في المركب قبل تفريقها، وتكسرت أواني العسل فوق الدخان، ففسد الدخان وضاع العسل!  

وجلس صاحب المركب وحيدًا يندب حظه على الضربة التي أصابه بها القدر! فهو لم يؤمن على بضاعته، وهو مضطر أن يبيع مركبه ليسد ثمن الدخان والعسل!  

وخطر له أن يدخن السيجارة! فأخذ بعض الدخان المخلوط بالعسل، ولفه في ورقة، وراح يدخنه!  

وأعجبه طعم السيجارة!  

وفكر أن يصنع سجائر من الدخان الذي رفض أصحابه استلامه لأنه مخلوط بالعسل!  

وأطلق على السيجارة اسم: "الضربة السعيدة"  Lucky strike، فلولا حادث احتراق المركب وانكسار أواني العسل فوق أكوام الدخان، ورفض التجار استلام البضاعة، لما خطر له أن يخلط العسل بالدخان ويبيعه في سيجارة!  

ونجحت السيجارة وأصبح المراكبي السيء الحظ من أغنى رجال العالم!  

وقد علمتني هذه الحادثة ألا أضيع الوقت في البكاء على مصائب الزمن!  

فأن في استطاعة الإنسان إذا احتفظ بأعصابه في الأزمات، أن يحول الفشل إلى نجاح، وخرائب الحياة إلى عمارات! 

والسماء عادة تبارك كل الذين يحتفظون بأعصابهم في المصائب، وتأخذ بأيديهم وهم يحاولون أن يبدأوا من جديد!  

علي آمين 

 

علي محسن يحب العصيدة ! 

عاد أخيرًا من لندن لاعب "الزمالك" علي محسن بعد أن شفي من أثر العملية التي أجريت له في ركبته عقب إصابته في مباراة "الزمالك" ضد "الترسانة" منذ عام تقريبًا، وهو الآن يواصل تدريبه لاستعادة لياقته البدنية، بدأت حديثي معه قائلًا:  

* أزي صحتك يا كابتن ؟  

-الحمدلله بخير، وأرجو أن أنزل إلى الملعب قريبًا.  

* سمعنا أنك تدربت في "لندن".. يا ترى إيه الفرق بين التدريب هنا وهناك؟  

- فارق كبير، اللاعب في "إنجلترا" يتدرب خمس ساعات يوميًا، جزء منها في الصباح والباقي في المساء، وذلك لأن نظام الاحتراف يطبق هناك تمامًا، فاللاعب لا عمل له إلا الكرة، أما هنا فنحن لم نأخذ بنظام الاحتراف الكامل، لهذا نجد اللاعب عندنا لا يتدرب إلا مرتين في الأسبوع، كل مرة لا تزيد عن ساعتين، ومن هنا نلاحظ عدم توافر اللياقة البدنية الكاملة.  

* ما هي مشروعاتك بعد عودتك إلى "اليمن"؟  

- أنني لا زالت طالبًا بالسنة الثانية بكلية الشرطة.  

وعندما اتخرج سوف أعود وأبدأ البحث في فرق "اليمن" المختلفة واختار العناصر الصالحة لتكوين فريق يمثل "اليمن"، ويوصل صوتها إلى العالم عن طريق الرياضة كما يصل عن طريق ثورتها الحرة وانتصاراتها السياسية.  

* ما هي أبرز صفة فيك كلاعب؟  

- أنني أجيد اللعب بقدمي اليسرى وهي نفس القدم التي أصبت فيها، وقد تندهش إذا قلت لك أنني بعد إصابتي لم أخرج من الملعب، إنا أكملت المباراة بل وسجلت هدفًا لصالح فريقنا!  

* وبعدين؟  

- وبعدين بدأ الألم يسري في قدمي، ثم سافرت إلى "لندن" للعلاج على نفقة "الجمهورية العربية المتحدة"، وهناك مكثت ٩٠ يومًا، والحمد لله أنا الآن بحالة جيدة كما تراني، وكما يراني قراء "ميكي" في الصورة.. 

* ما هي الأكلة اليمنية التي تحن إليها دائمًا؟  

- آه، العصيدة بالمرق!  

* بتتعمل ازاي؟  

- كله إلا دي! أنا أعرف أكلها كويس وبس 

* وأحب أكلة مصرية؟  

- أقولك بس تعزمني عليها، أنا من هواة الملوخية بالأرانب، يا سلام!  

أحمد الأبراشي 

علي محسن في سطور 

* اسمه بالكامل "علي محسن المريسي" الشهير "باليمني" 

* من قبيلة المريسي بلوا "أبب" باليمن 

* من مواليد "عدن" في ٢٦ سبتمبر ١٩٤١  

* بدأ اللعب بنادي "الغزال" بعدن عام ١٩٥٤  

 * جاء إلى مصر عام ١٩٥٦ ليلتحق بمدرسة قصر النيل الإعدادية.  

* حصل على كأس أحسن لاعب في دوري الجمهورية للمدارس الثانوية عام ١٩٥٨ 

* بدأ يلعب للزمالك من ١٩٥٩ 

* طالب بكلية الشرطة بالسنة الثانية 

----------------------------------------

وفاء  


لم يكد "حسام" ينتهي من إعادة العساكر الخشبية إلى أماكنها في صندوق ألعابه، حتى صفر بفمه مناديًا على صديقه المخلص "ميدو"، ولكن والدة "حسام" قطعت صفيره قائلة:  

- يا حبيبي خلاص "ميدو" مش ح يدخل غرفتك بعد النهارده! 

ولمعت الدموع في عيني "حسام" وهو يغادر الغرفة في احتجاج صامت، ولكنه توقف عندما سمع والده يقول لوالدته:  

- بس ده الطبيب البطري قال أن "ميدو" مرضه مش معدي! 

وردت الأم قائلة:  

- أنت نسيت أن معظم الأمراض الجلدية بتنقل العدوى وخصوصًا أمراض الكلاب  وعلى كل حال "ميدو" بقى كبير خالص، وكمان أنا ما عنديش وقت أعتني به! 

وتنهد الوالد في حزن وهو يقول: 

- كده، طيب بكره أخده ورا سور الحديقة وأضربه بالنار!  

ولم يستطع "حسام" أن يتحمل سماع شيء بعد هذا فاندفع إلى فراشه وهو يبكي من كل قلبه، فما معنى الحياة بدون "ميدو"! و "ميدو" كلبه الوفي رفيق طفولته، عندما بدأ يتعلم المشي كان يستند إلى "ميدو" ويمسك بذيله! وعندما كان يخرج للتنزه كان "ميدو" حارسه الأمين! وعندما كان يتعلم السباحة كان "ميدو" يلازمه كظله!  

والآن كبر "ميدو" وأصبح ضعيفًا، ثم مرض فأخذه والد "حسام" إلى الطبيب البطري الذي نصح بأن يعمل له دهان معين وحمام يومي، ولكن "ماما" لا تريد مزيدًا من الأعمال فوق مشاغلها الكثيرة في البيت، ويبدو أنها نسيت خدمات "ميدو" الكثيرة، نسيت أنه كان السبب في اكتشاف حريق الحديقة في العام الماضي! نسيت أنه هو الذي نبه سكان البيت إلى لصوص الدجاج! نسيت كل شيء، مسكين "ميدو"! 

وفي صباح يوم الجمعة، حمل الوالد بندقيته ونادى على "ميدو" فسار الكلب الوفي بجانبه يهز ذيله في ضعف ليعبر عن فرحته، وترك "حسام" افطاره على المائدة وجلس صامتًا وفجأة سمع الجميع أصوات طلقات نارية، فانطلق "حسام" إلى الخارج، وانطلقت أمه وراءه، وعندما وصلا إلى حيث يقف والد "حسام" شاهدًا "ميدو" يقف بجواره سليمًا لم يصبه شيء، وامتلأ قلب "حسام" بفرحة غامرة، بينما قال والده وهو يبتسم: "ما قدرتش أموته، ضربت الطلقات كلها في الهوا!" 

ثم التفت إلى زوجته وقال لها بلطف: "اسمعي يا عزيزتي، أنا اللي ح اعتني ب "ميدو" أدهن له المرهم وأعمل له حمام كل يوم! إيه رأيك؟" 

ولم تتمالك الأم مشاعرها، فترقرقت دموعها وقالت:  

"متأسفة! يظهر إني بالغت شوية في مخافي! لكن، خلاص! أنا اللي ح اعتني ب "ميدو" لحد ما يشفى!" 

وأسرع "حسام" ليربت برفق وحنان على ظهر "ميدو" الذي كانت تتألق في عينيه نظرة وفاء وعرفان بالجميل! 

ترجمة افتتان ممتاز 

إرسال تعليق

0 تعليقات