العدد 83 من مجلة ميكي بتاريخ نوفمبر 1962

العدد 83 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 22 نوفمبر 1962 م

العدد بصيغة CBR





للتحميل اضغط هنا

القصص الواردة في هذا العدد : 

ستتم الأضافة قريباً 


انتقل الي العدد التالي :

العودة الي العدد السابق :


للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا 

العدد 83 – 22 نوفمبر 1962 

فكرة ! 

لما سافرت لأول مرة إلي « أوربا » ، رست الباخرة عند ميناء « مارسيليا » . و أردت أن أشاهد المدينة ، فركبت عربة ترام تدور حول كل شوارعها . 

و كانت العرية خالية من الركاب ! و كان الطريق طويلاً ! و كنت متعباً من طول الرحلة فوضعت ساقي على المقعد الذي امامی . و جاء کمساری الترام الفرنسي  

و قال لي : 

۔ ارجوك أن تحترم الراكب الذي أمامك ! و أغرقت في الضحك فلم يكن في الترام غيري ! و لكن كمساری الترام عاد يقول لي : 

- احترمه في غيابه ! إنه سيأتي بعد فترة و يجلس مکان حذائك ! 

و عاش حديث الكمساری فی ذاکرتی عشرات السنين ! فقد علمني هذا الكمساری درساً لن انساه و هو أن أحترم الناس في غيابهم أيضاً ! 

و حدث بعد ذلك أن سافرت بالقطار لمدة 24 ساعة من ميناء « براندیزی » ، بجنوب ايطاليا إلى لندن ، و كنت جالساً وحدي في صالون القطار ، 

و مع ذلك لم أضع ساقي على المقعد إلا بعد أن خلعت حذائی ۔ و كان حذائی نظيفاً و مع ذلك احسست أن من واجبي أن أحترم الراكب القادم في غيابه ، و لا أضع  

حذائي في المكان الذی سیجلس عليه . 

و احترام الغائبين ليس قاصراً على المقاعد التي يجلسون عليها . انما أيضاً احترام سمعتهم و عدم رواية الحكايات و الاشاعات أثناء غيابهم . فان الطين الذي تلوثهم  

به أخطر من الطين الذى تتر که أحذيتنا على المقاعد و الكراسي ! 

أحترم الناس في غيبتهم ، حتى لو لم يحترموا غيبتك ! فان الشاب المهذب لا يعامل الناس كما يعاملوه ، و أنما كما يجب أن يعاملوه ! 

على امين 

ميكى  

مجلة أسبوعية تصد عن مؤسسة دار الهلال  

رئيسة التحرير ناديا نشأت  

مديرة التحرير عفت ناصر 

أبطال الكرة  

" رأفت  " 

جوکرالكرة 

ضيفنا هذا الاسبوع ، هو اللاعب الذي يملك القدرة على اللعب في أي مركز ، في الهجوم  و في الدفاع .. أنه البطل المعروف « رأفت » 

مثل مصر في أغلب المباريات الدولية ، و كان دائماً من أبرز اللاعبين فيها ... و « رأفت » لاعب قديم محبوب ، رأيته في تمرين « نادي الزمالك » يوم الأربعاء 

فلمست مدى حبه للكرة في اقباله على التدريبات العنيفة التي يمارسها و يحرص على الاشتراك فيها ، و هو محتفظ دائماً بلياقته البدنية ... 

و قال لي « رأفت » :  

- أنه يريد أن يعيش في الملاعب أطول فترة ممكنة ، و لهذا فهو منتظم في تدريبه .. 

و سألته : 

- ما هو أحسن فريق للكرة في رأيك ؟ 

- ريال مدريد . 

- من هو احسن « حارس مرمی » تطمئن اليه أثناء اللعب ؟  

- قبل الأن کان « براسکوس » و الآن « الدو » ... 

- هل تمارس لعبة اخرى؟ 

- نعم .. كرة السلة ! 

- ما هي أحرج مباراة مرت بك ؟ 

- حدث عام 1954 أثناء مباراة « الاتحاد و الترام » و كنت وقتها العب في فريق « الاتحاد » قبل ان انضم الى نادي « الزمالك » في الدور قبل النهائي 

ان كنا مهزومين « 1-  صفر » ، ثم احتسبت لنا ضربة جراء و وثبت الكرة و انتظرنا ، و لكن لم يتقدم أي لاعب ليقذفها ، و إذا « بالديبة » يشدني و يضع 

الكرة امامی و مرت بضع ثوان كان الجمهور حلالها صامتاً اللاعبون في صمت أشد رهبة .. أن ضياع هذا الهدف معناه الهزيمة لنا ... و قلت لنفسي : « شوط يا  

رأفت .. يا جت يا راحت ! » و الذي حدث أنها « جت » في الصميم ! و يومها لم تكتف بالتعادل فقط أنما هزمنا الترام « 2-1 » 

- هل معنى هذا أنك تؤمن بالحظ ؟ 

-  نعم .. إلى جانب اللعب الحسن ! 

أحمد الإبراشی 

رأفت فى سطور 

اسمه بالكامل « رأفت حلمي عطية »  

من مواليد الشرقية عام 1934  

ملازم اول بالقوات الجوية  

متزوج وعنده ولد و بنت : « عبدالحکیم ، و سحر » 

من نادي « الزمالك » 

التحق بنادي « الزمالك » منذ عام ۱۹5۷ 

عرفته الملاعب منذ عام 1954  

يلعب في جميع المراكز ، فأطلق عليه الجمهور اسم « الجوكر » و أفضل مكان له قلب دفاع . 

يجيد اللعب بالقدمين و هداف ممتاز 

الحرب الصغيرة  

في عصر كل يوم خميس كان الميدان الصغير الذي يلتقي فيه أولاد البيوت المتجاورة في هذا الحي ، يضج بصيحاتهم و ضحكاتهم ، حينما يجتمعون تحت ظل 

الأشجار المتناثرة ليمارسوا العابهم .. و في هذا اليوم كانت اللعبة المختارة هي : « الحرب . الحب بين فريق العساکر و فریق الحرامية » و تكتل الحرامية 

و راء كشك قديم بينما وقف العساکر على مسافة منهم متأهبين للهجوم .. و كالمعتاد ، كان « أکمل » هو القائد الذي ينظم عمليات الهجوم و الدفاع ، 

لأنه كان أكثر الأولاد جرأة و خيالاً و فجأة و في اللحظة التي أطلق فيها الحرامية صرخة الحرب صاح « أكمل » : - وقف المناورات انت و هو و أتقدموا كلكم ..  

فيه « جاسوس » . و أشار القائد بأصبعه إلى صبى في مثل سنه ، كان يسير على الرصيف المقابل 

كان هذا الصبي هو «علاء » الطفل السابع لأسرة فقيرة ، و بحكم وضعه كأصغر ولد في الأسرة كان يلبس ملابس اخوته الأكبر منه ، و لكنه كان دائماً نظيفاً ،  

رقيقاً ، مؤدباً . و في الحال أطاعت الفرقة قائدها و اندفعت إلى الرصيف الآخر ، و لما رآهم « علاء » مقبلين عليه التصق بالحائط و هو يرتجف من الخوف .  

و قال له « أکمل » ، وهو يشير باصبعه إلى شئ منتفخ في ملابسه : 

-  إيه إللى انت مخبية تحت « البلوفر » ؟ 

و لم يرد «علاء » فاندفع « أکمل » نحوه بحركة سريعة و اخرج من تحت « البلوفر » علبة صغيرة من الكرتون ثم القاها على الأرض و سحقها بقدمه ..  

و عندئذ .. إنخرط «علاء » المسكين في بكاء شديد ! و دهش « أکمل » ، و توقف عن سحق العلبة ، و ذهل الفريق كله امام هذا السيل من الدموع الحارة ،  

و بحركة آلية ، أنحنی « أکمل » على الأرض و بحث بين أنقاض الكرتون الممزق ، و البلاستيك المكسور عن بقايا الشيء الذي كانت تحويه العلبة ، فوجد 

عجلة عربية صغيرة من البلاستك . هل هذا اذن هو کنز « علاء » ؟ أكانت هذه العربة البلاستيك هي الثروة التي يحرص عليها و يخفيها تحت ملابسه ؟ و كان :  

«علاء »  مستمراً في بكائه ، و هز حزنه المفاجيء قلوب الصغار الذين شعروا فجأة بتأنيب الضمير . فخفضوا رءوسهم  و هم يشعرون بالخجل و تقدم « أکمل »  

من «علاء » و قال له : 

- أنا آسف يا «علاء » انا اتصرفت بدون تفكير سلیم ! 

و أشرقت ابتسامة «علاء » الحزينة من خلال دموعه ، مما جعل الأولاد يشعرون اکثر بفعلتهم التي لم يقدموا عليها بدافع الشر و لكن بعدم تقدیر او مبالاة . 

و أحاط « أکمل » کتفی «علاء »   بذراعيه و قدم له مسدسه البلاستيك الصغير قائلاً :  

- خده  يا «علاء » و تعال ألعب معانا .. أنت القائد الجديد ! و لم يصدق «علاء » اذنيه و لم يجرؤ أن يمد يده ، فأصر « أکمل » قائلاً : 

- خده يا «علاء » ده علشانك ! 

و أخذ «علاء » المسدس و عيناه تومضان ببريق الفرح . و قال « اكمل » : 

- ياللا ياجماعة المعركة لسه ما انتهتش ، و لازم تطيعوا أوامر القائد الجديد ! 

و مر «علاء » بفخر و سعادة أمام الجميع ، و بعد لحظات عاد الميدان الفسيح يرد صياح الأولاد و ضحكاتهم السعيدة ؟ 

تقديم : افتتان ممتاز 

إرسال تعليق

0 تعليقات