-------------------------
قراءه العدد اون لاين :
من صفحات العدد :
حكاية
الجنيهات و الملاليم
عندما تريد شراء قطعة شيكولاته بقرشين و تقدم للبائع ورقة مالية بعشرة قروش , يرد لك البائع الباقي و هو ثمانية قروش , وقد يكون من بينها قطعة فضية أو ورقية بخمسة قروش , و الباقي من القروش النيكل أو البرونز .
ولكن ماذا كان يحدث بين البائع و المشتري منذ آلاف السنين , عندما لم تكن هناك نقود من أي شكل ؟ لا قروش , ولا (( تعريفات )) ولا حتى ملاليم ؟
في هذا الزمان القديم كان الناس يعيشون في كهوف خوفا من الوحوش , وكان بعضهم يخرج لصيد الحيوانات أو الطيور أو السمك , بينما البعض الآخر يبقى في الكهوف لصنع الحراب و السهام و الفئوس و الأواني الفخارية .
و عندما كان الصيادون يعودون من الصيد كانوا يقدمون لهؤلاء الصناع جزءا من صيدهم ويأخذون بدلا منه حرابا أو فئوسا أو أواني فخارية , وهكذا بدأت هذه العملية التجارية البسيطة التي عرفت باسم المبادلة أو المقايضة .
أول نقود
و مرت الأيام وكثر ما يصيده الصيادون من الحيوانات .
وهنا خطرت لأحد أهل زمان فكرة رائعة !
هذه الفكرة هي استخدام الفراء كثمن للأواني الفخارية و الاسلحة و الطعام , فإذا احتاج شخص إلى آنية مثلا . قدم بدلا منها قطعة فرو أو قطعتين حسب الاتفاق , و هكذا أصبحت الجلود أول عملية مالية .
الحيوانات : عملة صعبة
ثم تعلم الإنسان كيف يزرع , و يجني المحاصيل المختلفة , و تعلم كيف يربي الأغنام و الماشية ليستخدمها ,وأصبحت ثروة الإنسان تقدر بعدد ما يملكه من رءوس الأغنام و الماشية فيقال أن هذا الشخص غني لأن عنده 500 رأس من الأغنام و الماشية , كما نقول الآن :
أن هذا الشخص غني لأن عنده 10 آلاف جنيه مثلا , وهكذا أصبحت الأغنام و الماشية تقوم مقام الفراء و الجلود .
و لكن هذه (( العملة )) الجديدة لم يكن من السهل التعامل بها , فمثلا إذا أراد شخص شراء آنية من الفخار , وقدم لبائع الأواني ثورا فأنه ينتظر أن يرد له البائع فرق الثمن , لأن الثور طبعا أغلى من الآنية بكثير , وكان الحل الذي توصلوا إليه هو تقدير قيمة الثور بالنسبة للأغنام , فأصبح الثور يساوي 10 أغنام , ومن هنا عرفت (( الفكة )) .
ولكن هذه العملة الجديدة كانت لها مشكلة أخرى , فقد يحدث أن تموت أغنام الشخص أو ماشيته , فيصبح بين يوم وليلة فقيرا دون سبب جناه , وهكذا فكروا في البحث عن عملة أخرى لا تكون عرضة للموت كالماشية و الأغنام .
عملة النحاس
و حدث أن اكتشف الناس منجما في جزيرة (( قبرص )) وهي أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط وتقع قرب (( اليونان )9 . واتضح للناس أن النحاس لا يموت , ولا يبلى بسهولة وهكذا صنعوا منه أواني و استعملوا الأواني بدلا من الماشية , لتقوم مقامها في المعاملات , ولكن ظهرت مشكلة أخرى . هي ضخامة حجم هذه العملة الجديدة , فعندما كانت ربة البيت تذهب لشراء لوازم البيت من السوق , كانت لاستعمال حمار ليحمل لها النقود الكافية و هكذا اتفقوا الناس على أن يصنعوا من النحاس قطعا صغيرة ينفقون على قيمتها للتعامل , ثم تدخلت الحكومات فوضعت قيمة كل قطعة عليها و ختمتها بخاتمها حتى لا يغش بعضهم بعضا .
النقود الحالية
وكان الناس قد انقسموا إلى مجتمعات كبيرة تحكمها الحكومات , واكتشف الإنسان معادن أخرى كالحديد و الفضة و الذهب , واختارت كل حكومة شكلا معينا لنقودها من هذه المعادن كتبت عليها قيمتها و تاريخ صنعها , ثم وجد أن حمل النقود الذهبية أو الفضية بكميات كبيرة صعب , وهكذا بدأ استعمال النقود الورقية التي نستعملها اليوم .
و الحقيقة أن الإنسان لم يستخدم الجلود و النحاس فقط بدلا من النقود , فقد استخدم أشياء كثير مثل الملح و الحبوب , و الخشب و الأصداف , حتى ذيل الفيل استخدم كنقود وما تزال بعض القبائل المتأخرة تستعمل أنواعا من هذه الأشياء بدلا من العملة التي تستعملها الدول المتحضرة و المكونة من الذهب , و الورق و الفضة , والنيكل و البرونز .
_____________________________________________________
لماذا تتكلم الببغاوات ؟
أسطورة فرعونية
لعلكم يا أصدقائي تتساءلون (( كيف تتكلم الببغاوات ؟ ))
الحقيقة أن الببغاوات تكرر ما تسمعه دون أن تفهمه , ولهذا فأن الببغاء التي تتكلم إنما هي ببغاء أسمعها صاحبها الكلام مرات كثيرة حتى بدأت تردده , ولكن قدماء المصريين كان لهم تفسير طريف لكلام الببغاوات ترويه هذه الأسطورة الجميلة
كان النيل قديما _ قبل الجندل الثاني _ محاطا بغابة كبيرة من شجر البردي . وكان الفلاحون لكي يزرعوا الأرض يضطرون إلى حرق مساحات كبيرة من هذه النباتات .
و في وسط هذه الغابة , كانت تنبت شجرة عظيمة , فريدة في نوعها , وكانوا يسمونها (( تاكي )) وكانت هذه الشجرة غليظة بحيث يمكن لفيل أن يختبئ ورائها , وعالية جدا بحيث لا يمكن لإنسان أن يميز شكل أوراقها . و كانت تتخلل أغصانها ثمار لم تكن تسقط أبدا وكانت هذه الثمار عجيبة الشكل و متعددة الألوان , منها الأبيض العاجي و الأصفر الليموني , و الأزرق السماوي وكان بينها الأحمر و الأخضر و الأسود . وكان الفلاحون يحضرون كل يوم ليترقبوا سقوط ثمرة من هذه الثمار بفعل الرياح الليلية الشديدة و لكن الثمار لم تكن تسقط أبدا .
وكانوا في أثناء انتظارهم سقوط ثمرة من الشجرة يراقبون في نفس الوقت جبال الحبشة فحينما يتكاثف السحاب على قممها يهرعون إلى السهول ليحتموا في فيضان النيل الذي يقترب . وبعد مرور فترة الفيضان يعودون إلى حقولهم فيفلحون الأرض ويزرعونها ثانية و ينتظرون المحصول . و كان سكان هذه المنطقة يحصدون أرضهم عشر مرات في السنة .
ولكن هذا الرخاء لم يكن يشغل الأهالي عن الشجرة الضخمة وثمارها المجهولة .
وفي يوم من الأيام , وبعد أن فرغوا من الحصاد السابع لتلك السنة قال فلاح يدعى (( راما تيب )) لأصدقائه أن أحسن طريقة لرؤية هذه الثمار العجيبة هي أن نتسلق الشجرة .
فرد عليهم أحدهم قائلا :
_ لقد فكرنا في ذلك أيضا . . و لكن الجذع ناعم جدا و لن نستطيع الصعود .
فقال (( راماتيب )) :
_ نقطع الشجرة إذن .
وفعلا ذهب الجميع و أحضروا فئوسهم وبدئوا العمل . . ولكنهم لم يجنوا شيئا غير التعب المضني وتكسير الفئوس ولم تصب الشجرة بأي خدش .
فصاح (( راماتيب )) وهو يلهث من التعب و الغيظ :
_ هذه الشجرة جامدة كالحديد ولن نستطيع قطعها فلنبن سلما إلى أغصانها .
و وافق الجميع على هذا الاقتراح وأخذوا يعملون في بناء السلم درجة درجة , من الخيزران و الحبال . و كان العمل يتقدم في بطء نظرا لطول الشجرة الهائل , ثم فوجئ الفلاحون أثناء عملهم بالسحب تنتشر و تتجمع فوق الجبال و علموا أن الفيضان سيهلكهم لو استمروا في مكانهم فتركوا السلم و هرعوا إلى السهول يحتمون بها و من مكانهم رأوا حقولهم و منازلهم وقد أغرقتها المياه المتدفقة ولم يبق شامخا غير شجرة (( التاكي )) العظيمة . . فلمعت في ذهن (( راماتيب )) فكرة جديدة للوصول إلى الثمار العجيبة وقال :
_ نبني مركبا كبيرا و نوثقه بجزع الشجرة و عندما يأتي الفيضان القادم ترفع المياه المركب فنتمكن من قطف الثمار .
وهذا ما فعلوه . . . ومر عام وأخذوا ينتظرون تجمع السحب على قمم الجبال . . ثم هطلت الأمطار . . و أخذ المركب يصعد شيئا فشيئا فقفز الفلاحون على أغصان الشجرة مثل القرود و وجدوا الثمار . .
و كم كانت دهشتهم كبيرة عندما وجدوا أن هذه الثمار كانت من الذهب و الفضة و الماس و الياقوت و الزمرد و الزبرجد . . وضاق المركب بهم ولم يتحمل ثقل هذه الكنوز فأخذ يهتز يمينا و يسارا , فلما نزل آخر فلاح إليه اهتز المركب بشدة وغرق بمن فيه . . ولم ينج غير (( راماتيب )) الذي استطاع أن يتعلق بغصن الشجرة .
ثم انحدرت مياه النهر . وظل (( راماتيب )) معلقا في أعلى الشجرة . ولما كان من المستحيل أن يعيش إنسان على شجرة فقد تحول إلى طائر جميل , جمع ريشه كل لون من ألوان ثمار الشجرة التي طالما أشتهاها و تمنى الوصول إليها . و هكذا ولد أول ببغاء , و هذا هو السبب الذي من أجله تتكلم الببغاوات .
إرسال تعليق
0 تعليقات