العدد 15 من مجلة ميكي بتاريخ مارس 1960

العدد 15 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : مارس 1960 م

اطلب هدية العدد { نشافة }


العدد بصيغة CBR & PDF



سيتم توفير رابط تحميل PDF قريباً


قراءة العدد اون لاين : 


       


انتقل الي العدد التالي : العدد 16

العودة الي العدد السابق : العدد 14

من صفحات العدد : 

حتى الوجوه لها مودة 

نحن جميعا نعرف أن كلا منا يولد له وجه من شكل معين . ولكن مهما كان شكل هذا الوجه فأنه يتكون من رأس و عينين و حاجبين وأنف وفم وأسنان وذقن و بشرة ! ولكن قليلا من الناس من يعلم أن الوجوه لها (( مودة )) تماما (( كمودة )) الثياب و السيارات , وأن هذه (( المودة 99 تتغير من جيل ومن عام إلى عام . 

ومودة الوجوه ليست وليدة العصر الحاضر , إن ساكن الكهوف القديم مثلا كان يعجب بالوجه الخشن المليء بالشعر , و الرومان كانوا يعتبرون الصلع من مميزات الأرستقراطية  أما المصريون القدماء فكانوا يستعملون أدوات الزينة وهي تشبه الأدوات التي نستعملها اليوم . 

ومن الحقائق التي ثبتت بالإحصاء , أن الشخص العادي , يقضي كل سنة حوالي 9 ايام و 17 ساعة و 35 دقيقة . أمام المرآة ! 

ولكن الحقيقة الأهم هي أنه ليس للجمال قواعد ثابتة . فالوجه الذي يعجبك , قد لا يعجب غيرك . وهذا من حسن الحظ , لأنه لو اتفقت أمزجة الناس , لوجدنا أن كل شخص سيحاول أن يكون شبه الآخر ! 

ولكنن الأهم من (( ده و ده )) أننا لنا وجه ممكن أن نتصرف فيه كما نشاء ولكن المهم أن نجعله مبتسما دائما ! 

________________________________________ 

كان قدماء المصريين يهتمون بحلق زقونهم ورءوسهم و يستخدمون الشعر المستعار , وكانوا يستخدمون للتجميل نفس الأدوات التي نستعملها نحن الآن .  

والرجال دائما يحبون التغيير , فهم في وقت يربون السوالف ويطلقون الشوارب و اللحى ويبالغون في أشكالها و أحجامها . .  

ثم تأتي فترة أخرى تكون المودة فيها هي الوجه الحليق , وهكذا تتغير مودة الوجوه بين جيل و جيل , وبين عام و آخر .  

ربما كان أول إنسان حلق ذقنه , هو رجل من سكان الكهوف , أراد أن يبدو جميلا أمام زوجته , 

أو ربما كان إنسانا محبا للاستطلاع وحين رأى شعر لحيته الكثيف منعكسا على صفحة الماء , أراد أن يرى ما تحته , ولا شك أن عملية حلق الذقن بحجر حاد كانت مشكلة صعبة بالنسبة له , ولكن في سبيل الجمال يهون كل صعب ! 

من أيام (( يوليوس قيصر )) ( منذ 2000 سنة تقريبا ) إلى أيام " نابليون " ( منذ حوالي 160 سنة ) , كان الرجال يهتمون بتغطية رءوسهم بشعر مستعار طويل يصل إلى الأكناف , و كان الحلاقون يتفننون في تسريح هذا الشعر و إغراقه بالزيت و البودرة , وأحيانا تكون النتيجة هي " لخبطة " وجه الزبون بدلا من تجميله . . . 

______________________________________________ 

لقاء  

بقلم رجاء عبد الله  

حاول الجندي أن يعرف أسم الطفلة الصغيرة التي وجدها تبكي في الظلام و البرد بصوت مرتفع . ولكنه لم يستطع أن يعرف منها أسمها ولم يجد بدا من أن يأخذها إلى مركز الشرطة ككل الأطفال الذين يضلون الطريق . 

وهناك حاول مرة أخرى أن يجعلها تتكلم ولكنها استمرت في البكاء بشدة , وكانت أجابتها الوحيدة : 

_ أنا أسمي (( سوسن )) ومعرفش حاجة تانية . 

ولم يجد الجندي حلا لهذه المشكلة إلا أن يترك الصغيرة تنام حتى الصباح , و في الصباح الباكر دخل الضابط و أيقظها فجأة صائحا . 

_ (( سوسن ))) ! أنت ساكنة فين ؟  

و استيقظت (( سوسن )) منزعجة وقالت بدون وعي :  

_ 17 شارع النور . 

واطمأن الضابط , فقد عرف بيتها أخيرا , و لكنها عندما أفاقت إلى نفسها صرخت باكية , و رفضت أن تعود إلى البيت , وأخذ الضابط يحاول تهدئتها , ليعرف أسباب رفضها العودة إلى البيت .  

وفي نفس اللحظة اندفع إلى الداخل رجل يبدو عليه الانزعاج الشديد , وقبل أن يتكلم الرجل وجد (( سوسن )) أمامه فصرخ : 

_ (( سوسن )) بنتي ! ! واندفعت (( سوسن )) إلى أحضانه تتعلق به و تبكي وجلس الرجل وقد استعاد هدوءه يقص القصة على الضابط المندهش : 

_ (( منذ سنوات مضت كنا نعيش , أنا وزوجتي وطفلتي الرضيعة في فلسطين نعيش في هدوء حتى قامت الحرب , و خرجنا من بيوتنا إلى البلاد العربية نبحث عن مأوى و عن رزق . و في يوم لن أنساه . . كان الزحام شديدا على القطارات التي تحمل اللاجئين منا . . . و في هذا اليوم فقدت ابنتي و أمها . و حاولت عبثا أن أعثر عليهما فقد كان من المستحيل أن أجدهما وسط ألوف اللاجئين و ظننت أنني فقدتهما إلى الأبد . 

و في شدة حزني . وجدت طفلة صغيرة وحيدة تبكي في محطة السكة الحديد لم تكن تعرف أسمها ولا اسم أهلها , فأخذتها إلى بيتي , وقد آمنت أن الله أرسلها لي بدل (( سوسن )) ابنتي . وأسميتها (( سوسن )) . 

و ظللت أحتفل بعيد ميلادها كل عام في نفس يوم عيد ميلاد ابنتي الحقيقية . 

و أمس كان عيد ميلاد (( سوسن )) السابع فاشتريت لها كل اللعب التي تتمناها . 

السكرة الجلدية الكسيرة . و (( العروسة )) التي تغمض عينيها و تفتحها , و الثانية التي تقول في صوت موسيقي : (( ماما بابا )) و قطع الحلوى الكثيرة أعددتها على المائدة , و جلست مع (( سوسن )) نحتفل بعيد ميلادها . 

و في هذه اللحظة طرق الباب , و قمت لأفتحه . وعلى باب البيت وجدت . . وجدت زوجتي و ابنتي المفقودتين . .  

وكانت لحظات لا تنسي ونحن نقف يتأمل بعضنا بعضا بعد سنوات الغياب . ولم استطع  ألا أن أحتضن ابنتي المفقودة وأقبلها آلاف القبل .  

وعدت إلى داخل البيت و (( سوسن )) تنظر أليهما مندهشة , وتقدمت زوجتي إلى المائدة و عيناها تلمعان بالدموع وهي تقول : 

_ أنك لم تنس عيد ميلاد سوسن ! 

و أسرعت (( سوسن )) ابنتي الحقيقية , إلى اللعب تحتضنها وهي سعيدة , وفي هذه السعادة كلها لم تحس بـ (( سوسن )) وكانت هي قد استطاعت أن تفهم الموقف من الاسم المشترك و من سعادتي بابنتي و زوجتي أنها ليست أبنه حقيقية لي . فقامت و انسحبت إلى حجرتها واعتقدت أنها نامت . ولكني عندما قمت للبحث عنها وجدت أنها قد تسللت إلى خارج البيت . 

وجننت فأنا أحب (( سوسن )) أنها أعز من ابنتي , لقد عاشت معي في الايام السعيدة و الأيام الشقية ولا أستطيع أن أفقدها أبدا  

وأكملت (( سوسن )) القصة فقال : 

(( عندما رأيت السيدة و الصغيرة يدخلان البيت فهمت من الاسم و تاريخ الميلاد , أنني لست أبنة بابا , أحسست بالسعادة لأنه وجد عائلته أخيرا . ولكني أحسست كذلك أنه لم يعد لي مكان , فقد . ظهرت عائلته العزيزة الحقيقية ووجدتني مرة أخرى أفكر في الظلام و البرد و التجول في الطرقات , وقمت , وذهبت إلى الخارج حتى لا أتعب والدي الحبيب و أقلل من سعادته . )) 

وقامت مع والدها وهو يقول لها : 

_ هيا يا (( سوسن ))  أن في البيت تنتظرنا والدتك و أختك . . هيا قبل أن يشتد القلق بهما عليك )) .  

وخرجت (( سوسن ))  سعيدة , فقد أصبح لها الآن أب و أم وشقيقة . . أصبح لها عائلة .

إرسال تعليق

0 تعليقات