العدد 829 مجلة ميكي مارس 1977
العدد 829 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 3 مارس 1977م
مع العدد هدية // بطاقات معايدة
مع العدد هدية // بطاقات معايدة
ثمن العدد عند الصدور فقط ، خمسون مليماً
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
ميكي و بندق في لغز المدينة المفقودة
بطوط و النعامة
من السيرة النبوية - عن كتاب عبدالحميد جودة السحار
طفولة الرسول
وجاء اليوم السايع من مولده ؛ فذيح عبدالمطلب عنه الذبائح , واقام وليمة دعا اليها القبائل القرشية .. و دبت الحياة فى شعب بنى هاشم .. وفى اليوم الثامن لمولد محمد جاء إلى مكة عشر نسوة من بني .سعد يلتمسن الرضعاء ٠٠ وكانت فيهن « حليمة » بنت ذؤيب ..
كان معها صبى صغير , وناقة ما فيها قطرة لبن وبجوارها يسير زوجها الحارث .. وقد قضوا ليلتهم فى الطريق , لم يذوقوا فيها طعم النوم ء من صبيهما من بكائه من الجوع ؛ لا تجد فى تديها ما يغذيه ؛ ولا فى ناقتها ما يفذيه ٠٠ لكنها كانت ترجو الفرج من الله ٠
وجاء عبد المطلب ؛ ومن خلفه ه بركة ء جارية عبد الله , وعلى يديها محمد بن عيد الله + ولم يمض على مولده الا ثمانية آيام ٠٠
وعرض عبد المطلب حفيده على المرضعات جميعا فأبين أن يأخذنه ٠٠ كانت « آمنة » ترقب الموقف ٠٠ فأطرقت برأسها , وسارت فى خطى حزينة ٠٠ والاسى. يعصن قلبها ولو أصفت الى الوجود لسمعت آاذناها صوت السيد المسيح وهو يقول :
« الحجر الذى رفضه البناءون ٠٠ سار حجر الزاوية » ٠*
. وراحت « حليمة » السعدية تتلفت حولها , فرات أنه لم يبق من صاحباتها امرأة الا وأخذت رضيعا ٠٠ وانصرفت المرضعات , بما أخذن من اطفال ٠٠ ألا هي فذهبت الى زوجها « الحارث » ٠٠ وقالت له : والله اني لاكره أن أرجع ليس معى رضيع ؛ ساذهب الى ذلك اليتيم وآخذثه ٠٠
فرد عليها زوجها « الحارث » : اذهبى ٠٠ فعسى ان يجعل الله لنا فيه بركة ٠*٠ وعادت « حليمة » بمحمد ٠٠ واعطته ثديها ؛ فاذا به يجود باللبن ..
التفثت الى زوجها فى عينيها دهشة وفرح ٠٠ وشرب محمد حتى روى ٠٠ واعطت ثديها لابنها شرب حتى روى
وجاء الليل ٠٠ ونام الصبى ونامت « حليمة » “وزوجها الحارث ملء جفونهما ٠٠ فباتوا بخير ليلة ٠٠
فلما أصبح الصباح قام الحارث منشرح الصدر ، و ألقى نظرة على محمد فوجده هادئا ساكنا .. و أحس ان قلبه قد تفتح لذلك الصبي .. فالتفت الى (( حليمة )) و قال : (( و الله اني لأراك قد اخذت نسمة مباركة .. )) و عادت حليمة تنظر الى محمد .. مشرقة الوجه .. متفتحة النفس .
جاء الليل .. و نام عبدالله بن حليمة السعدية ، مرضعة محمد .. و بكى محمد فحملته ، و خرجت به من دارها الى الخلاء .. و كانت السماء صافية ، و النجوم تتلألأ في قبتها الزرقاء .. و ما أن رأى محمد جلال ما حوله حتى كف عن البكاء .. و راح ينظر الى مصابيح السماء . . و سرعان ما غمرته سعادة ، كانما روحه تمتص حقيقة الوجود .
و بلغ محمد من العمر سنتين .. فاذا به يجئ ، و يروح في القبيلة .. و قد تفتحت له القلوب ، و ألقى اليه الناس أسماعهم ، وهم في عجب من آمره .. فقد كان يتحدث حديثا فصيحا .. يدهش القلوب ، و الاسماع .. و ذات ليلة خيم على دار حليمة حزن ثقيل .. لقد آن أوان فطام محمد ، و غدا ستنطلق به مع زوجها الى مكة ، لتعيده الى امه (( آمنه )) ، و جاء وقت الرحيل ، فركبت حليمة حمارتها ، و حملته معها ، و سارت و (( الحارث )) بجوارها ، و هو مطرق يتمنى لو يعود بالطفل الذي احبه و تعلق به كل أهل بيته ..
وراح يسأل نفسه : ترى أتقبل امه ان تدعه فينا سنتين أخريين ؟ !
و عند الصفا .. حيث دور بني هاشم ، و قف الجميع امام دار عبدالله بن عبد المطلب ، و نزلت حليمة ، قم حملت محمدا ، و تقدم الحارث يطرق باب الدار ، و ما لبث ان انفتح عن (( بركة )) الحبشية جارية عبدالله .. فلما رأت محمدا اشرق وجهها بالفرح ، و أخذته في لهفة ، وراحت تمطره بقبلاتها ..
و مس صوتها اذني (( آمنه )) و سرت البشرى فيها تملؤها بالنشوة و الفرح .. رأته بقلبها قبل ان تراه بعينيها .. و ما ان مدت بصرها اليه حتى احست انها قد ملكت زينة الدنيا و بهجتها ..
و لف محمد ذراعه حول عنق امه ، و هو سعيد ، و استراح للعواطف الفياضة التي غمرته بها آمنه .
لكنه ما لبث ان قضى بين احضان امه يوما ، لو بعض يوم .. حتى تحايلت عليها حليمة السعدية ، لتعود بمحمد لسنتيين اخريين .. كان الامر شديدا ، و عظيما على امه أن يعود ابنها مرة اخرى ، و يتركها .. و قبل ان تفتح فاها لتعتذر قالت حليمة : فأني أخشى عليه و باء مكة ..
– وباء مكة .. نعم .. و خافت (( آمنه )) على ابنها الحبيب من ذلك الوباء .. و قالت في صوت خافت مستسلم : خذيه !!
رجعت حليمة بمحمد ، و قلبها يرقص طربا .. لما لمسته من بركة .. فقد صار التوفيق حليفهم في كل امورهم .. و أغدق عليهم بالخير الكثير ..
و راح محمد يجئ و يروح في بني سعد يرحب به الناس .. فقد ألقيت محبته في قلوبهم ، و كان الصبيان يفرحون به اذا شاركهم رمي السهام .. فهو يتجنبهم في لعبهم ، و يفضل ان يقلب وجهه في السماء .. و ما كان يسارع اليهم الا اذا ما شدوا الاقواس ليرموا السهام .. فقد كانت الرماية لعبته المفضلة .
و ذات يوم خرج يبحث عن اخوته من الرضاع .. فلم يجد منهم احدا ، فعاد الى حليمة و قال : يا اماه .. مالي لا ارى اخوتي بالنهار ؟ ..
فابتسمت و قالت له في حب : انهم يرعون غنما لنا ، و لا يجيئون الا ليلا .. فقال لها في رجاء : ابعثيني معهم ..
فلما أصبح الصباح .. خرج مع ابناء (( الحارث )) لرعي الغنم .. خرج مسرورا ، يحنوا على الخراف .. و يمرر يده في حنان على الماعز فتحرك مشاعر الحب في قلبه .. و يمد بصره الى المراعي الخضراء .. و يجري في فرح الى عيون الابار .. فيمتلئ فؤاده بكنوز المحبة ، و تقوى روحه و تشتد لتسمو الى ما وراء الطبيعة .. و الى ما فوق السماوات .
و ظل محمد يرعى الغنم ، و يخرج مسرورا ، و يعود مسرورا ، ينزل في قلبه الحب ، و الرحمة ، و الحنان ، و يتعلم الارتباط بالوجود على مر الايام .. فقد هيأ له ربه تلك الفرصة ليتدرب على رعاية الناس .. فراعي الغنم سيصبح عما قريب راعي الشعوب ، و رحمة للبشر .
في العدد القادم .. (( محمد اليتيم ))
انتقل الي العدد التالي : العدد 829
العودة الي العدد السابق : العدد 827
الهند الصينية .. !
للهند الصينية شبه جزيرة ضخمة واقعه بين الهند و الصين و هي تشمل تايلاند و فيتنام و الاتحاد الماليزي ، و هذه المنطقة الطبيعية المغطاة بالغابات و الاحراش تسكنها شعوب من الجنس الاصفر أقامت في دلتا الانهار الكبير مزارع ارز خصبة . ان الهند الصينية هي مخزن الارز بالنسبة للشرق الاقصى ، و بدونها قد يتعرض اليابنيون و الهنود و الصينيون للمجاعة كل عام .
أما تايلاند ، و كان اسمها القديم سيام حتى عام 1939 فهي حاليا جمهورية بعد ان كانت مملكة مزدهرة . و قد تقدم اخر ملوكها الى الانتخابات و اصبح اول رئيس جمهورية .
و تكتمل شبه جزيرة الهند الصينية بدولتي لأوس و كمبوديا اللتين كانتا – مع فيتنام – جزءا من الاتحاد الفرنسي .
و يشتغل الفيتناميون بزراعة الارز و الصيد و استخراج المعادن العديدة . و الناس هناك محافظون على القبعة المخروضية التي تحميهم من الشمس و من المطر . و هم يحملون البضائع بل و الاطفال الصغار بواسطة استخدام العربات الصغيرة في وحل مزارع الارز .
و الاسماك و فيرة ، و هم يصطادون في كل مكان بواسطة شباك كبيرة مربعة تشبه شباكا ضخمة لصيد الطيور ، و بحيرة تونلي ساب عامرة بالاسماك بصورة خاصة ، و لذلك يسميها الفيتناميون (( خزانة الطعام )) .
و فد ساد الموديون القدامى ، جميع انحاء الهند الصينية و قد بقيت من حضارتهم انقاض عديدة مبعثرة في قلب الغابات ، و لقد تم ترميمها و صيانتها و هي تدهش من يراها بجمالها و عظمة عمارتها الفخمة .
جزيرة ملقا ، التي يبلغ طولها 1800 كيلو متر و عند طرف هذا اللسان تجمعت تسع سلطنات و كونت دولة تحمل اسم الاتحاد الماليزي . و تمتاز بانها اول منتج للقصدير في العالم في حين انه منذ مائة عام كان الجهل و الؤس متفشيين فيها ، و كانت تجد صعوبة في اعاشة سكانها القيلين الغير منظمين .
و بورما اكبر من فرنسا و لكن لا يزيد عدد سكانها عن 20 مليونا ، و هي بلاد جميلة تخترقها وديان عميقة . و تسير الانهار و مجاري المياة في اتجاه واحد من الشمال الى الجنوب . و علي سفوح الجبال و في الوديان ، تمتد الغابة العذراء التي تغطي تسعة اعشار البلد . و هذه الغابة تعتبر ثروة فهم يستغلون أشجارها الثمينة مثل اشجار الساج ذي الالياف التي لا تتعفن و الذي يستخدم خشبه في بناء السفن ، و مثل شجرة الحياة ، تلك الشجرة العملاقة التي يزيد طولها عن خمسين مترا ، و مثل الكافور الذي تستخرج منه مادة لاصقة ثمينة ، كل هذه الاشجار ، بعد ان تقطع بالمنشار ، توضع فوق مياة الانهار التي تتولى نقلها بصورة رخيصة حتى المواني البحرية مثل ميناء رانجون العاصمة .
و تمتد مزارع الارز الهائلة في دلتا نهر ايراوادي الضخمة ، و هو النهر الذي يخترق مدينة مندلاي التي يوجد بها اربعمائة معبد بوذي ، فبورما بلد يوذي .
و في جنوب الهند توجد جزيرة سيرلانكا الضخمة و هي دولة مستقلة ، اما عاصمتها كولمبو فهي مدينة كبيرة بها مرفأ كبير هام . و في قلب الجزيرة يوجد جبل مرتفع هذا الجبل يطل على غابة متشابكة كثيفة ، ولا عجب في ذلك فخط الاستواء غير بعيد . ان جميع انواع الحيوانات تتجاوز و تتقابل في هذه الجزيرة التي لا تعرف فصل الشتاء : ففيها التماسيح و الثعابين و الابقار المحدبة الظهر . و الحشرات و الطنانة و الطيور الملونة و أضخم النمور و النسور المفترسة . و سيريلانكا هي ايضا بلد الافيال التي تستأنس ليستفيد أهل البلاد من قوتها.
و هذه الحيوانات الثقيلة الوديعة تتحرك برقة حين تمسك حارسها بخرطومها لتنزله الى الارض بين قدميها الهائلتين و هي تنقل في يسر ، حتى الانهار ، جذوع الاشجار الثقيلة الضخمة ، و عند النهر تترك الافيال الخشب فوق الماء ثم تندفع لتأخذ حماسها بفرح طفولي .
شقاوة سمسم
تحكيها العرايس للصغار .. و الكبار !
العرائس احب الاشياء عند الاطفال ، لانها قريبة جدا الى نفوسهم ، و خاصة عندما يرونها تتكلم ، و تتحرك ، و تلعب ، فيشعرون معها ببهجة العالم من حولهم بما فيه من مرح و حب و جمال .و استخدام العرائس في عرض أفكار للاطفال ، و رسم صور و تقديم مشاهد و مواقف ، و احداث تشد انتباههم و تثقفهم و تسليهم في نفس الوقت لا شك انه فن رفيع يحتاج الى مواهب و مهارات خاصة .
و العمل الفني الجديد الذي يقدمه الان (( مسرح القاهرة للعرايس )) باسم (( شقاوة سمسم )) من تأليف و اخراج محمد شاكر يحكي مغامرات الطفل (( سمسم )) الذي يوجه كل و قته للعب و للشقاوة ، مهملا استذكار دروسه و واجباته ، و لا يقبل نصيحة والده للاهتمام بمذاكرته حتى يحقق لنفسه النجاح ، و لكن (( سمسم )) لا يسمح النصيحة و لشدة اعجابه و شغفه بكرة القدم يشترك مع مجموعة من اصحابه للعب بالكرة في اماكن مزدحمة بالناس ، و في اوقات غير مناسبة مما يعرضه هو و رملاؤه للخطر . و في يوم من الايام و فجأة تجري الكرة و يحاول (( سمسم )) اللحاق بها مما يعرضه الى الوقوع تحت عجلة احدى السيارات التي يتصادف مرورها و يلتف الناس حول (( سمسم )) محاولين انقاذه و يستدعون له الطبيب الذي يعتذر عن سرعة اسعاف سمسم و ذلك بسبب تعرض نظارته الطبية للكسر بسبب الكرة . و بعد محاولات كثيرة من جانب اهل الحي يعالج (( سمسم )) و يعود الى منزله ، و هناك يستقبله والده و ينصحه والده مرة اخرى بالابتعاد عن لعب الكرة و الشقاوة مع اصحابه ، و يعده والده بانه سيذهب به في رحلة الى حديقة الحيوانات اذا حقق النجاح في نهاية العام ليشاهد العرض الشيق للحيوانت هناك .
و يذهب (( سمسم )) بعد ذلك الى فراشه وفي اذنه ترن كلمات والده و وعده له بزيارة حديقة الحيوانت ، و يستغرق سمسم في نوم عميق يحلم خلاله بانه نجح في الامتحان و انه توجه بصحبة والده لزيارة حديقة الحيوانات التي كانت تستعد في نفس الوقت للاحتفال بعيد ميلاد ملك الغابة (( الاسد )) ، و يفرح (( سمسم )) لذلك و يشارك الزرافة ، و القرد ، و البجعة ، و سيد قشطة ، و الحمار الوحشي ، و البط احتفالهم بعيد ميلاد الاسد ، و فجأة يستيقظ (( سمسم )) من نومه و علامات الفرح و السرور باديه على وجهه لانه حقق حلم والده بنجاحه وحلمه هو بزيارة حديقة الحيوانات و حين يأتي أصحاب (( سمسم )) لزيارته و الاتفاق معه للعب بالكرة يعتذر لهم و يخبرهم بانه سوف يخصص وقته كله للمذاكرة و اداء الامتحان حتى يحقق النجاح و يحقق امل والده في ان يراه رجلا ناجحا و سعيدا .
للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي
إرسال تعليق
0 تعليقات