العدد 830 مجلة ميكي مارس 1977

العدد 830 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 17 مارس 1977م

عدد خاص عن عيد الام ، كل سنة وانت طيبة يا ماما

العدد بصيغة CBR & PDF


عدد ميكي الخاص عيد الام زيزي و عربية الاطفال


سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا


القصص الواردة في هذا العدد : 

بطوط في العاصفة
المعجزة الحقيقية - قصة بقلم رجاء عبدالله
موضوع هديتك من صنع يديك
بلوتو ينقذ المجوهرات
بريد القراء


انتقل الي العدد التالي العدد 831

العودة الي العدد السابق العدد 829


للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي 


من مواضيع العدد 


من السيرة النبوية محمد اليتيم عن كتاب عبد الحميد جودة السحار 

كان (( محمد )) في السادسة من عمره , ولكن بدا في عيني أمه رجلا , على استعداد لأن يحمل على كتفيه أكبر المسئوليات .. وراحت أمه (( آمنة )) تقص عليه قصة هاشم بن عبد مناف , وذهابه إلى (( يثرب )) .. ومولد جده عبد المطلب بن هاشم عند أخواله بني النجار .. ثم استمرت تروي له قصتها قبل موت أبيه (( عبد الله )) هناك , لتوطيد العلاقات الطيبة بينه وبين أخوال جده من بني النجار .. فقد يقفوا إلى جواره يوما لينصروه , ويساندوه , كمل فعلوا مع جده عبد المطلب من قبل . 

جهزت (( آمنة )) راحلتين .. راحلة اعتنت بهودجها أشد العناية , الذي صنع من أغصان الشجر , لتحمي (( محمدا )) الحبيب من قسوة الشمس في الصحراء , وهبوب الرياح .. فسيكون الحبيب في رعايتها على ظهر تلك الراحلة , يؤنسها طوال الطريق , ويملأ جفاف حياتها نورا وأملا .. والراحلة الأخرى (( لبركة )) الجارية , وما يحتاجون إليه من زاد طوال الرحلة .. سارت القافلة في الصحراء و (( محمد )) ينظر إلى نجوم السماء في الليل , ويبتهج قلبه لشروق الشمس , وتتهلل نفسه بالفرح وهو يرقب الغروب .. أنه يشعر بتعاطف غريب بينه , وبين كل ما يعد عليه عينيه من رمال , وصخور , ونخيل و آبار , وعيون .. حتى وصلت القافلة إلى يثرب . 

توطدت الصداقة بين (( محمد )) وصبيان بني النجار , كان يخرج معهم إلى المزارع يراها وقد ألبسها الربيع ثيابا بديعة الالوان , تفرح النفس , وتبهج العين , ويمشي معهم في أسواق المدينة .. ويشاهد أعمال الصياغة , والحدادة , التي يقوم بها اليهود ,  وينطلق إلى جبل أحد كفراشة طليقة , وقد فتح عينيه و أذنيه , وفؤاده ليصغى إلى أحاديث القوم .. حتى إذا ما عاد لأمه .. ارتمى في أحضانها  . وقص عليها ما رآه فيه يومه , في مدينة أخواله .. وهي تصغي إله منشرحة اصدر , النفس .. تغمرها سعادة كبيرة , وهي تملأ منه عينيها .. فقد كان قرة نفسها وفؤادها ..  

وتعلم (( محمد )) السباحة في بئر بين عدي بن النجار .. وأحسنها .. وانقضت الزيارة . 

ووقف غلمان بني النجار يودعون (( محمدا )) الصبي الذي جاء من مكة ليستولى بعظسم أخلاقه , ورجاحة عقله على أفئدتهم . 

وركبت (( آمنة )) راحلتها , وخف محمد واعتلى ظهر الجمل , وما أن استقر جوار أمه , حتى راح يحيي الغلمان الذين جاءوا ليودعوه .. وراح يبتسم لهم بكل مشاعره , وقد انشرح صدره .. فهو يتهلل بالسرور , ويمتلئ رحمة كلما أحس بالعواطف النبيلة في الوجوه .  

سارت القافلة في الكون العريض .. وراح (( محمد )) يحدث أمه عن أيامه في ((يثرب )) ,وعن أصدقاءه , وعما رأى من عادات القوم هناك .. فأحست (( آمنة )) أن حديثه يغسل الأحزان من قلبها .. وأن كلامه إليها يضيء أملا  باسما في نفسها .. 

القافلة سائرة وسط الصحراء .. والرياح بدأت تهب من جهات مختلفة .. وخافت (( آمنة )) أن يكون ذلك بداية عاصفة هوجاء .. 

واشتدت الريح .. وارتفع صوت صفيرها وتطايرت ذرات الرمال قوية , فوق الوجوه وفي العيون .. 

كانت (( آمنة )) ومحمد في الهودج الذي صنع من أغصان الشجر .. فراحت الريح تعصف بالهودج ..  و (( آمنة )) تجاهد أن تتشبث به لتحمي (( محمدا )) الصغير من هائلة الصحراء .. لكن الرياح أطارت الأغصان , وما عليها ..  من فرش .. وصارت آمنة وابنها الحبيب في مهب الريح .. فاحتضنت ابنها , وأخفته في طيات ثيابها .. ومالت فوقه تتلقى عنه غضب الطبيعة ..وهدأت العاصفة .. وحطت القافلة لتصلح من أمرها .. وجرت (( بركة )) الجارية إلى رجل سيدتها , وما كادت تراها حتى انقبض صدرها .. ولاح الخوف في وجهها , فقد كانت سيدتها ذابلة ذبول الموت .. وقد كاد ينطفئ بريق عينيها .. ومددت ((بركة)) يديها لتعاون ((أمنة)) علي النزول .. ولكن سيدتها مددت يدين مرتجفتين إلي محمد وحاولت أن تحمله لتدفع به إلي ((بركة)) لكنها عجزت .. فاحتملته ((بركة)) ووضعته علي الأرض .. وجرت إلي ((أمنة)) وحملتها ثم وضعتها علي الأرض .. 

وراح ((محمد)) ينظر إلي أمه في خوف شديد .. أنه يحس رقة , ورحمة , وشفقة , وحزنا , وزاد من خوفه .. فمال عليها .. وراح يناديها في لوعة , وقد جرت دموعه تغسل وجهه الحزين .. ولكنها .. لم ترد ندائه .. لقد كانت تجود بأنفاسها الأخيرة .. 

بات ((محمد)) يفكر في أمره .. أنه خرج من مكة مع أمه .. وها هو يعود وحده .. وكانت لأمه بداية .. وقد انتهت أيام حياتها ..  

انتقل ((محمد)) وجاريته ((بركة الحبشية)) من بيت أبيه عبد الله إلي بيت جده عبد المطلب .. فصار يقضي الساعات مع عمه ((حمزة بن عبد المطلب)) فتوطدت بين الغلامين أواصر السعادة والمحبة , وكان ((العباس بن عبد المطلب)) أقرب صبيان بني هاشم إلي قلبيهما .. كان يقضي أغلب وقته معهما .. فلم يكن فارق السن بينهم كبيرا .. كان ((محمد)) يحس راحة , وأمنا وسلاما , كلما مسح جده بيده علي ظهره , أو أجلسه علي ساقه , أو ضمه إلي صدره .. 

كان ((عبد المطلب)) يجلس في ظل الكعبة علي فراشه .. قد ذهب بصره , وشاب شعر رأسه ولحيته , وأجفان عينيه وبجواره حفيده .. وتذكر الحديث الذي دار بينه وبين أسقف نجران , وقد جاءه بينما كان في الكعبة .. وحدثه عن نبي من ولد إسماعيل .. ولد في هذا البلد .. وتذكر عندما نظر الأسقف طويلا إلي ((محمد)) .. إلي عينيه , وظهره وقدميه .. ساعتها أحس عبد المطلب نورا يضئ له بصيرته .. فضم حفيده إلي جنبه بحنان ما بعده حنان .. وذهب إلي الدار .. جرت زوج عبد المطلب لاستقبالهم .. وقادته إلي حجرته .. وذهب ((محمد)) إلي مكانه من البيت الكبير .. ثم وضع الطعام .. وما كان عبد المطلب يستقر مكانه حتي قال نادوا ابني .. فاحضروا محمدا .. وأجلسه إلي جنبه .. وكان يجلس معهما ((حمزة)) و ((العباس)) وإخوتهما .. ولكنه كان يؤثر ((محمدا)) بأطيب طعامه .. غربت شمس النهار .. وأرطي الليل ستاره الأسود الفاحم .. وبدا السكون علي جبال مكة ووديانها .. وهدأ كل شئ .. لا حركة ولا حس .. وراح عبد المطلب يتلمس طريقه إلي سريره , فقد أحس بضعف جسمه .. وقبل أن يلقي بنفسه في الفراش , راح يتحسسه بيده .. فلما لم يجد ما يبحث عنه نادي :  

_ بركة .. يا بركة .. هات لي ابني ..  

كان ((محمد)) جالسا القرب من النافذة يناظر نجوم السماء بتأمل وتدبر , وينشرح قبله بالفرح كلما أحس تعاطفا مع ما حوله , وبحب يزداد مع الأيام للوجود الذي يحس نبضه في اعماق نفسه ..  

جاءته ((بركة)) ونظرت إليه نظرة حنان وحب , وإعجاب , ثم أخذته من يده , وسارت به إلي حيث تمدد جده .. وما أن أحس عبد المطلب بحفيده حتى وسع له مكانا في السرير فصعد ((محمد)) ونام إلي جوار جده .. فضمه إليه , وسكنت الطمأنينة قلبه , وراح في سبات عميق حتى الصباح ..  

أشرقت الشمس .. وخرج محمد ((وحمزة)) والعباس كل منهم  .. ومرت ساعات النهار صعبه قاسية علي بني هاشم .. ومالت الشمس لتغيب .. وما أن دخل الليل , حتى تجمع أبناء عبد المطلب .. ودخل ((محمد)) وهو يتلهف لرؤية جده .. وتأهب ليرتمي في أحضانه , ولكنه ما أن تقدم خطوات , حتى تسمر في مكانه .. وقفز قلبه .. فقد رأي جده ممددا في فراشه , وحوله الجميع مطرقين صامتين .. سرت في بدنه المخاوف , وانقبض صدرته , وبللت الدموع روحه .. موت عبد المطلب هو موت كل الآمال الحلوة , والأماني البسامة , التي كانت تلوح له في ظلمة الزمان . 

في العدد القادم □ ((محمد)) في ((رحلة الشتاء والصيف))  



-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

المعجزة الحقيقية


كانت هذه المرة الأولى التي أخرج فيها لشراء هدية من غير أن أصطحب معي صديقتي (( سلوى  )) , هي أعز صديقاتي .. أكثر من صديقة .. أخت حبيبة وقريبة , وهي جارتي في الشقة المقابلة , وزميلتي في نفس الفصل في المدرسة .. وعلى ذلك لم نكن لنفترق إلا للنوم .. وهي فترة كنت لا أحبها لأنها تفرقني عن صديقتي (( سلوى )) .. 

ولكن كان لابد أن أخفي سر هذه الهدية عنها , فأنا أريد أن أختار هدية لماما الحبيبة , وفي هذا جرح لشعور (( سلوى )) .. فهي للأسف قد فقدت أمها العزيزة .. فكيف أدعوها إلى حفل عيد الأم _ مسكينة (( سلوى )) حقيقة أن أمي العزيزة كانت تعاملها كما تعاملني تماما تحبها , وتهتم بها , بل كثيرا ما كانت (( سلوى )) تنفرد بأمي تفضي إليها بأسرارها ومشاكلها أمثر مني أنا .. 

ولكن على كل حال , هذه أمي أنا , وليست أمها .. ولا يعقل أن ندعوها لعيد الأم .. هذه العزيزة المسكينة .. 

خرجت وحدي , اخترت هديتي , وعدت بدون أن تشعر بي سلوى .. واليوم , وعند الصباح لم أمر عليها كالعادة , وانشغلت في إعداد البيت للحفل السنوي الذي أهتم به أكثر من أي حفل آخر .. إن به لحظات الوفاء التي تشعر فيها هذه الأم العظيمة بأننا نقدر حياتها التي تقدمها لنا يوما بعد يوم , وهي تبتسم , وهي سعيدة , وهي لا تشعر بأنها تضحي , حقا أمنا أعظم الأم .. 

وفي غمرة إشغالي , لن اشعر بأن (( سلوى )) لم تطرق بابنا مثل كل يوم , وقدرت أنها لابد وأن تكون قد شعرت بما نفعله , وهي إنسانة حساسة , فاعتكفت في منزلها , وبقدر ما شعرت بالحزن لها فضلت أن يمر اليوم بدون أن تشعر أننا نواسيها .. 

وجاءت لحظة الحفل السعيدة , والتففنا حول ماما .. فجأة ارتفع طرق على الباب يدق بطريقة مرحة , أعرفها , إنها طرقات (( سلوى )) جمدت في مكاني , لم أستطع أن أتحرك , أندفع شقيقي الصغير , يفتح الباب , ودخلت (( سلوى )) ترتدي أجمل ملابسها وأسرعت تقبل وجنتي ماما , وتخرج من جيبها علبة صغيرة , فتحتها أمي في الحال .. كان بها قلب ذهب _ مكتوب عليها كلمة أحبك .. والحقيقة أنها كانت أجمل هدية في هذا اليوم . 

وتحولت إلينا (( سلوى )) .. كان وجهها ينطق بالضحك والسعادة والانشراح .. أبدا لم تكن حزينة , ولا بائسة , وصرخت فينا بطريقتها المرحة لماذا تقفون هكذا صامتين هيا نبدأ الحفل .. 

وارتفعت الضحكات و الغناء مرة أخرى .. 

وجذبتني (( سلوى )) وقالت : إنني أعرف شعورك , ولكن يا عزيزتي , لقد استطاعت والدتك أن تملأ مكان أمي بحبها وحنانها .. وكان حقيقيا ونابعا من قلبها فشعرت به وتجاوبت معه في الحال .. إنني لم أفقد أمي لقد وجدت أما أخرى , وأعلمي أن حب الأم هو حب طبيعي , أما أن تجدي أما أخرى .. فهذه هي المعجزة وأمك يا عزيزتي معجزة حقيقية ..  

وصرخنا سويا تعيش ماما 


- طفوله النبي و صور من حياته نقراها في هذا العدد بجانب مجموعة من القصص و الحواديت لشخصيات المجلة و ابطال عالم ديزني و قصة خاصة في هذا العدد بعنوان المعجزة الحقيقية عن هدية عيد الام و لمزيد علي صفحات العدد ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات