العدد 747 من مجلة ميكي بتاريخ اغسطس 1975

العدد 747 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 14 أغـسطس 1975 م


في هذا العدد : 
ثلاث قصص كاملة !

العدد بصيغه CBR


غلاف مجلة ميكي دار الهلال الاولاد و بطوط في البحر يركبون الامواج




القصص الواردة في هذا العدد : 

بطل رغم انفسه
القاضي و الأمير
علم الكلام !ّ
المعزة المتفجرة !
صفحات بريد القراء


ستتم الأضافة قريباً 


انتقل الي العدد التالي : العدد 748

العودة الي العدد السابق : العدد 746

القاضي والامير
تقديم / غنيم عبده ، رسوم / محمد صبري 
كان ياما كان منذ مئات الاعوام في مدينة الكوفة، قاض عاقل رزين، عالم حكيم، شجاع يحترم القانون ولا يفرق بين حاكم أو محكوم القاضي اسمه «شريك بن عبد الله»، وكان بين الناس محترماً محبوباً. وكان مجلس «شريك» في مسجد الكوفة مجلس فرح وزينة لكل مظلوم أو مظلومة، وفى أحد الايام بينما «شريك» في مجلسه وقد انتهى من نظر القضايا المعروضة عليه، تقدمت من بين الصفوف إمرأة واتجهت الى القاضي وقالت : استجير بالله وبك يا ناصر المظلومين. وتساءل «شريك»: ومن ظلمك ؟ . ردت المرأة : (الامير موسى بن عيسى) عم امير المؤمنين المهدى وكيف ظلمك ؟ ولخصت المرأة شكواها ؟ لقد ورثت عن ابيها بستاناً ، وورث اخوتها مثلها ، وأقامت إمرأة سورا حول بستانها واستخدمت في البستان رجلا خبيراً في شئون الزراعة والفلاحة أصلح من شأن البستان حتى صار أعظم مما كان، وظلت المرأة وأولادها في أسعد حال ، حتى اشترى الامير «موسى بن عيسى» ما حولها من بساتين، وأراد ان يشتري منها البستان، وعندما رفضت أغراها بزيادة المال، وعندما فشلت تلك الوسيلة لجأ الى التهديد والتخويف. وفي الامس نفذ الامير تهديده، فأرسل خمسمائة من عماله ، فأزالوا السور، وسووا البستان بغيره مما يحيط به. وعندما انتهت المرأة من حكايتها كتب القاضي الى الامير رسالة يطلب منه فيها الحضور في الحال، وسلمها الى شرطي بعد ان امره بتسليمها للامير تسلم الامير الرسالة، وعندما قرأها ظهر عليه الحزن والغم ، واستدعى رئيس الشرطة في الحال وامره بالتوجه الى القاضي وقال له : قل له بلساني، يا سبحان الله، ما رأيت اعجب من امرك كيف تنصف على الامير امرأة حمقاء لم تصح دعواها؟! وحاول رئيس الشرطة ان يفهم الامير ان القاضي لم ينصف المرأة لكن الامير ثار وقال: ان اقف معهما في مجلس القضاء. هذا انصاف لها، وكان رئيس الشرطة يعلم أن القاضي «شريك» عادل، وأنه في تنفيذ أحكامه جاد وصادق، وحاول ان يتهرب من تبليغ الرسالة، لكنه عندما رأى غضبه الأمير خرج من عنده وهو في حيرة يحدث نفسه قائلاً : سيتهمني القاضي بمحاباه الأمير، وبالتدخل في أمر لاعلم لي به، وسوف يسجنني ! وعندئذ أمر رئيس الشرطة حرسه ان يحملوا الى السجن بساطاً، وفرشاً، وغطاء وطعاماً، ثم توجه الى القاضي «شريك» في يقدم رجلا، ويؤخر أخرى. وفي أدب شديد أبلغه رسالة الأمير. قال القاضي : لقد أرسلت شرطياً وطلبت حضوره فبعث برسالة لا تغني عن حضوره في مجلس الخصومة. وأمر القاضي بسجن رئيس الشرطة، وفي الحال نقل أعوان الأمير الية ما حدث لرئيس الشرطة وهاج الأمير واغتاظ، واستدعى حاجبه في الحال وأمره بسرعة الذهاب الى القاضي، وطلب الافراج من رئيس الشرطة رسول الأمير. وبمجرد ان سمع «شريك» رسالة الحاجب أمر بوضعه مع رئيس الشرطة في السجن. واسرع اعوان الامير يبلغونه بما تم وكان، وبعد طول تفكير ارسل الامير فاستدعى كبار رجال الكوفه واعيانها ، ومن بينهم اصدقاء القاضي، ورجاهم ان يذهبوا الى اليه وابلغوه تحية الأمير. وسلامه، ثم يخبروه بـأسـتيـاء الأمير لاستهزاء القاضي برسله ومعاملتهم معاملة عامة الناس. وصل الأعيان الى القاضي في موكب كبير، وابلغوه برسالة الأمير، وقال «شريك» : انتم تكلموني في امر لا اقدر فيه على غير الحق! ولماذا استعصى على الأمير ان يحضر الى مجلس الحكم، لأرى ما لهذه المرأة الضعيفة أو ما عليها من حق؟ انه لا فرق في العدل بين العامة والأمراء وأمر القاضي الحرس ان يذهبوا جميع من حضروا للوساطة الى السجن واستنكر الاعيان قول القاضي، وتساءلوا ان كان جاداً فيما أمر به، فقال القاضي نعم! حتى لا تعودوا لمساعدة ظالم. وقبل ان يأتى المساء، كان كل فرد في الكوفة يتحدث عما فعل «القاضي»، كانت الأغلبية معجبة بعدالة القاضي وشجاعته، أما الأقلية فقد اغضبها تصرف القاضي واعتبروه اعتداء على السلطان واهانه للحكم والحكام. ولم يحتمل الامير ما فعله القاضي، فأخذ فرسانه وتوجه الى السجن، وفتح بابه بالقوة، وأخرج أعوانه ووسطاءه الذين أمر القاضي بحبسهم. وفي الصباح ذاع خبر فعلة الامير، وكان الناس في اشتياق لمعرفة رد فعل القاضي، فتوجهوا من فورهم الى مسجد الكوفة، وبينما هم يلتفون حول المسجد اقبل القاضي مرفوع الرأس، وسار وسط الناس حتى دخل المسجد ، ودعا حاجبه وأمره ان يجمع ادواته ، وبعد ان رتبها وربطها ، أمره ان يذهب الى منزله ويحضر متاعه كله ويلحق به على بغداد. وقال: والله ما طلبنــا مـن بـنـي العباس ولاية القضاء ، وانما هم الذين اكرهونا عليها ، ولقد وعدونا ان نكون اعزة احراراً عادلين اذا تقلدنا القضاء ، أما الان فلا سبيل للبقاء في مجلس الحكم واداء الامانة وخرج القاضي متجهاً الى بغداد ومن حوله يلتف جموع الناس ، وأسرع جواسيس الامير يبلغونه بما فعل القاضي، فتولاه الخوف، وأسرع مع فرسانه حتى لحق بالقاضي قبل ان يعبر قنطرة الكوفة ، وأخذ يستعطفه قائلاً : أيها القاضي – أصلحك الله – تثبت واصبر قليلاً ، اتحبس اخواني بعد أن حبست رسلي ؟
قال «شريك» : نعم ، لانهم مشوا لك في أمر ما كان لهم أن يمشوا فيه. قال الامير : لا لوم عليهم، فأنا الذي أوفدتهم اليك قال القاضي : «قبولهم هذه الوفاده تعطيل للقضاء وعدوان على العدل، وعون على الاستهانة بحقوق الضعفاء . قال الأمير : لقد عاملتهم كما تعامل العامة ! فغضب «شريك» وقال: انني أكره سماع هذه الكلمة ، أيها الامير. الناس كلهم لآدم وآدم من تراب، وافضلهم اتقاهم واكرمهم اخلاقا الناس في مجلس الحكم سواسية كأسنان المشط . سكت الأمير على غيظ، واخذ يستعطف القاضي ويسأله عما يريد ان يفعل وأعلن القاضي انه ذاهب الى أمير المؤمنين يطلب اعفاءه من القضاء كله ، وخاف الامير من ثورة الشعب ، واعلن امام الجميع انه سيفعل ما يأمر به القاضي. وأمر «شريك» أن يعود الى السجن كل من كان فيه، وأسرع الامير وفرسانه، فردوا من كان بالسجن اليه . السجان واخبر القاضي بما كان ، ثم وصل الامير و رجا «شريك» ان يعود الى مجلس القضاء، ووافق القاضي وأمر السجان أن يأخذ بلجام دابة الامير الى مجلس القضاء. جلس «شريك» في مجلس قضائه جليلا مهيباً ، ونادى على المرأة الشاكية وقال لها : هذا خصمك قد حضر وقال الامير : «لقد نفذت ما امرت به وحضرت ، ألا تأمر باخراج المسجونين؟ ووافق القاضي على ذلـك ، ثـم سأل الامير عما تدعيه المرأة فأقر بصحته وعندئذ أمر القاضي الامير ان يرد لها ما أخذه منها وأن يبني حائطها بأسرع ما يمكن كما كان. رد الامير سمعاً وطاعة . وسأل شريك المرأة هل بقى لها شيء فقالت: لا، بارك الله عليك وجزاك خيراً


للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا 


إرسال تعليق

0 تعليقات