العدد 535 من مجلة ميكي بتاريخ يوليو 1971
العدد 535 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 22 يوليو 1971 م
حكمة || القراءة مفتاح المعرفة ، و المعرفة سبيل العلم ..
حكمة || القراءة مفتاح المعرفة ، و المعرفة سبيل العلم ..
و العلم هو اساس التقدم و الرقي
تنبيه .. قرائي الاعزاء
حفاظاً علي سلامة وصول رسائلكم الينا ، و ضماناً لتلبيه رغباتكم في شراء ما تطلبونة من اعداد المجلة .. فأرجوا عدم ارسال نقود بداخل الخطابات ، و علي قرائنا في ج.ع.م ان يرسلوا طوابع بريد بالقيمة التي يريدون بها شراء الاعداد ..
اما القراء الاعزاء في العالم العربي فعليهم ان يرسلو قسيمة اتحادي البريد العربي او الافريقي التي تباع في مكاتب البريد
العدد بصيغة CBR & PDF
يمكنكم ايضاً قراءة العدد اون لاين ، انتظر بضع ثواني حتي
يظهر
القصص الواردة في هذا العدد :
سيتم الاضافة قريباً
و العديد من القصص و الصفحات المسلية الاخرى العدد كامل للقراءه PDF
مجانية اون لاين
قصة وطنية بقلم: محمد حسن
عواء الذئب
فجأة هبطوا القرية كالجراد أو الوباء كنا في مطلع يونيو نستعد لاحتفالات يوليو... ولكن جيشنا الذي مر بقريتنا مسرعا في اتجاه الشرق عاد أدراجه مبعثرا بغير نظام.
وبسرعة مذهلة تحولت الفرحة إلى فغضب فعزم وتصميم: إذا كان جيشنا النظامي قد خسر... فكل فرد في سيناء سيصبح جنديا لن يعود إلا بالنصر وتجمع الشيوخ والنساء والأطفال في مسجد القرية بيت الله يحتمون.
وظنوا أنفسهم هناك امنين ولكن العدو اقتحم المسجد. دنسه وداس من فيه.
وأسفر بحث العدو عن هواء لم يجد العدو في القرية شابا أو رجلا واحدا.
وسال احدهم أين الرجال؟
ولم يرد احد وتقدم احدهم وضرب أقرب سيدة بكعب بندقيته.
كانت أمي ولكنها تحملت الألم في صبر ولم ترد وغلى الدم في عروقي فهممت أدافع عنها ولكنها اقعدتنى بهدوء فرماني الجندي الوغد بنظرة ساخرة ومضى. أبى كان مزارعا انتفع بالإصلاح الزراعي ولكنه ترك حقله والتحق بالرجال. وآخى كان يستعد لامتحان الثانوي العامة ولكنه ترك دراسته ولحق بالرجال.
ولم يبقى سواى مع أمي بحجة أنني طفل لا حول له ولا قوة.
وحينما هدأت عربدة العدو في قريتنا الصغيرة خرجنا إلى بيوتنا كانوا قد نهبوها وحطموا أساسها وصمم أطفال القرية على أن يكونوا رجالها في غيبة الرجال.
وتحدثت النساء بحسرة وألم ماذا يصنع الأطفال؟
صممنا على أن نصنع شيئا أي شيء.
في بداية الأمر تحول أطفال القرية إلى فرق حراسة لحماية أمهاتنا وأخواتنا وكانت كلمة السر عواء الذئب تعتبر إنذارا لكل بيت أن يغلق أبوابه ويتحصن فيه إذا دخل حواري القرية غريب وفى بداية الأمر هزأ العدو بنا. قال: قرية النساء تقاطعنا ولكن السخرية تحولت مع الوقت إلى ضيق فقلق فغضب وتصوروا عدوا غاضبا في مواجهة قرية عزلاء أصبح التنكيل عاديا كل يوم ومع ذلك صمدت القرية.
وفى ليلة جاء أبى تحت ستار الليل متنكرا حتى أنكرته ولكنه ابتسم وقال: ستفهم يا بني يوما ثم تفخر بابيك وأخيك ولم افهم ليلتها شيئا ولكن حين تكررت زيارات الليل بدأت افهم وأتحرك
التحقت بخدمة العدو ولانى أول صبى خرج عن سلبية القرية تلقيت فرحة العدو بقدر ما تلقينا نظرات الاستنكار والازدراء من مواطني وحين عاد إلى في الليل أشفقت من لقائه ولكن حين حدث اللقاء أدركت من بريق عينيه اننى أسير في الطريق الصحيح.
وتكررت زيارات الليل في بيتنا رجال اعرفهم من قريتنا ورجال لا اعرفهم وبدأت القرية النائمة تستيقظ توالت الحوادث على العدو قتل قائده ودمر الجانب الأكبر من معسكره وسرق سلاحه وتفجرت عرباته.
وأصبحت حملات التفتيش في القرية بعد ذلك مسألة كل يوم أقودها أنا وسط سخط نساء القرية وغضب الأولاد بعد كل حملة كنت اخرج بمحصول وافر من السباب ولكن العدو لم يكن يخرج من تفتيشه بشيء.
وكثر عواء الذئاب حول القرية.
سألني قائد المعسكر مرة عن ظاهرة كثرة الذئاب قلت: شيء طبيعي الذئاب الجائعة تلجأ للعمران لعلها تظفر بشيء تأكله.
والتهمت الذئاب كل شيء لدى العدو.
وحارت قيادات العدو وعقدت المؤتمرات ونزل القرية الصغيرة ضباط كبار درسوا وقدموا المقترحات وشددوا الحراسة وكهربوا الأسلاك والذئاب ماضية تلتهم كل شيء في طريقها لا يعوقها شيء.
وبدأ حديث الذئاب يشغل أهل القرية الصغيرة وان لم يغط على عدائها لي وكثر نشاط الذئاب وزادت مطالبها فانضم لي طفل وطفل وأطفال.
قالوا: افسد أطفال القرية وقال العدو: بل اخرج صبيانها من عزلتهم وأغدقوا على.
وأصبحنا فئة منبوذة تحت حماية العدو ترتاد معسكراته في حرية ولا يخفى عليها من أسراره شيء وجاء يونيو من العام التالي مليئا بالحوادث وعواء الذئاب عيد الثورة اقبل ولابد أن ارتب له احتفالا يليق.
وفى يوم هبط القرية ضابط جديد أحاطه العدو بسرية كاملة واهتمام كبير ولم تنجح محاولاتي في التودد إليه غير الشك من جانبه.
ويوم عرفت انه جاء خصيصا لمعرفة سر الذئاب قررت أمرا خرج للتفتيش في حواري القرية فتبعته وفى ذلك اليوم وجهت إلى تحت سمعه أفظع الشتائم وفى جرن القرية تحرش بى بعض الصبية وذهبت محاولات العدو لحمايتي هباء وأخذت علقة قاسية ولكنها كانت بداية صداقة مع الضابط الجديد تحولت مع الوقت إلى ثقة ويوما حدثني عن سر الذئاب فقلت: أمرها بسيط تكفى حملة نقودها لإبادتها.
فأشرق وجهه وحلم بالترقيات وحددنا ليلة للتنفيذ.
وكانت ليلة موحشة خرجت فيها جماعة كاملة من قوات العدو تسعى في شعاب الجبل يقودها عواء الذئاب الجائعة من بعيد.
ووراء الأصوات كنت دليلهم في الشعاب وقرب الفجر دخلنا واد اعرفه جيدا اسمه وادي الموت سمته كشافة القرية بذلك لأنه موحش قفر تحاصره الجبال وأدركت اننى بلغت نهاية المطاف فطلبت منهم الوقوف للراحة وخرجت للاستطلاع وفى الوقت المناسب رفعت عقيرتي فدوى عواء ذئب
وانهال الرصاص من كل جانب وشعرت بشيء ساخن يخترق جسدي وألم يمنعني من الرؤية بوضوح كان الضابط الكبير مع الجماعة كلهم صرعى لم ينج احد وتنفست براحة وهدوء لقد قدمت لبلادي هدية العيد وجلست. لقد آن إلى أن أستريح.
للعودة الي فهرس تحميل و قراءه اعداد مجلة ميكي اضغط هنا
إرسال تعليق
0 تعليقات