العدد 245 من مجلة ميكي بتاريخ ديسمبر 1965

العدد 245 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 30 ديسمبر 1965 م

كل عام و انتم بخير 

داخل العدد ( اجمل اساطيرنا الشعبية ) ايوب المصري


العدد بصيغة CBR & PDF


مجلة ميكي 245 الستينات اصدار دار الهلال

سيتم اضافة رابط تحميل PDF قريبا

للتحميل اضغط هنا

القصص في العدد :

سس قريبا ..

من صفحات العدد :


 الحرية هي المسئولية ، و لذلك يتحاشاها بعض الناس  (( برناردشو )) 

اذا بكيت من الفرحة فلا تمسح دموعك 

 

لمعلوماتك  //

  • ان السنة الجديدة عند قدماء المصريين و الفينقيين و الفرس كانت تبدأ مع حلول فصل الخريف في 21 سبتمبر . 

  • و ان السنة الجديدة عند الرومان القدماء كانت تبدأ مع حلول فصل الشتاء في 21 ديسمبر  

  • و ان انجلترا قديما كانت تبدا السنه الجديدة في 25 مارس  

  • و أن معظم الدول الكاثوليكية لم تبدا السنة الجديدة في اول يناير الا في القرن الثامن عشر . 

  • هل تعلم ان فانوس رمضان دخل مصر مع الفاطميين ! فقد كان اول رمضان سنة 962 هجرية هو اليوم الذي اختاره الخليفة  (( المعز لدين الله ))الفاطمي لدخول مصر لدخول مصر ، و في ذلك الوقت لم يكن في الشوارع مصابيح . فاضطر الناس ان يستقبلوا الخليفة بالفوانيس . و أعجبت هذه الفكرة الاطفال و اعتادوا في كل عام عندما يأتي رمضان أن يمسكوا بالفوانيس في هذا الشهر . 

  • و هل تعلم كذلك ان الوالي في مصر كان يصرف  كمية من الثلج تكفي 30 ليلة طوال شهر رمضان لكبار موظفيه و المقربين اليه ، و كانت كمية الثلج تحدد حسب درجة الموظف . 

 -*-*-*-*-*-*--*-*-*-*-


شعر  - كل عام و أنتم بخير  


لما شعبان سابنا جه رمضان و خدنا             جه بنور مسحور ونور كل مدنه 

قيد فانوسك ياخويا و قولي يا اختي               كل عام وانتم بخير ياولاد بلدنا 

كل عام وانتم بخير يا أمي و أبويا                كل عام وانتب بخير يا اختي واخويا 

السنه دي ابويا جاب لاخويا و اختي              فوانيس ، و لامنا منديل بأوية 

الفطار فات من ساعات و قمت اصلي            بعد ما صليت ابويا مال و قالي : 

انت يابني كبرت عالفانوس ونفسي               اهاديك بهدية ، اختارها و قول لي : 

قلت له : يابا تعيش خيرك عليا                   انا مش عاوز غير انك تدعى ليا 

دا دعاك ليا في شهر الخير يا ابويا               احلى و اغلى م الياقوته و اللولية 

 
 -*-*-*-*-*-*--*-*-*-*-


قصة قصيرة جدا 

ايمان الراعي ! 

روى عن (( الحجاج بن يوسف الثقفي )) احد امراء المسلمين انه سافر في يوم شديد الحرارة .. فافطر كما يأمر الدين بذلك .. و حينما حان وقت الغداء طلب من خدمه ان يأتوه بمن يتغدى معه ، فراى احدهم راعيا رقيق الحال ..فاحضره فقال له (( الحجاج )) اجلس يا اخا العرب و كل معي . 

فرد الراعي : دعاني من هو أكرم منك فأجابته ! 

و من هو !؟ 

الله تبارك و تعالى دعاني للصوم فا انا اليوم صائم . 

اتصوم في مثل هذا اليوم على حره الشديد ؟ 

نعم صمت ليوم هو أحر منه (( يقصد انه يصوم هذا اليوم الحار خير من عذاب النار الاشد حرارة )) 

تعال و كل معي اليوم وصم غدا . 

فابتسم الاعرابي ثم قال : ان افطرت اليوم فهل يضمن لي الامير الجليل ان اعيش غدا ! 

فقال له (( الحجاج )) : ليس لي ذاك . 

الاعرابي : فكيف اذن تسالني بآجل ليس لك اليه سبيل . 

ثم حياه و تركه وانصرف . 

  -*-*-*-*-*-*--*-*-*-*-


بسمة 

اشترى (( جحا )) دقيقا ، و دفعه لاحد الحمالين ، ليذهب به الى منزله ، فهرب الحمال بالدقيق ، و بعد ايام رآه           (( جحا )) فاختفى منه ، فقيل له لماذا اختفيت من الحمال ؟ 

فقال : (( أخاف ان يطلب مني الاجره )) ! 

 
 -*-*-*-*-*-*--*-*-*-*-


( ب ) البلي  

لعبة  ( البلي ) من اقدم لعبات التسلية .. و لقد ثبت ان الانسان الاول قد مارسها .. فقد عثر على حبات ( البلي ) المستديره الناعمه بين مخلفات الانسان الاول ساكن الكهوف .. و مارس اطفال قدماء المصريين هذه اللعبه منذ الاف السنين .. كما انها كانت لعبة معروفة في روما القديمة .. و تمارس الان في كافة انحاء العالم .. و تعتبر في الولايات المتحدة الامريكية مظهرا من مظاهر فصل الربيع .. و تقام فعلا مباراة ( للبلي ) كل عام ..و يسافر لها الصبية من كافة انحاء البلاد .. و من دواعي فخر اي غلام ان يفوز في هذه المباراة . 

و لعبة ( البلي ) لها قواعد كاي لعبة اخرى ، و لكن هذه القواعد لا تتبع في كل مكان .. و يصنع ( البلي ) من مختلف المواد .. فيصنع من البلور ، و الزجاج ، و الطمي المحروق ، و البلاستيك . 

و تصنع بعض انواع ( البلي ) خصيصا ليقذف به ( البلي ) الاخر و هو اكبر حجما من ( البلي ) العادي .. و يسمى عندنا (( النيكل )) و غالبا ما يكون من الحديد الصلب . 

 
 -*-*-*-*-*-*--*-*-*-*-

 

الفنون الشعبية  

ايوب المصري  
اسطورة شعبية كاملة 

تقديم سيد حجاب  

 

زمان .. زمان .. في (( العريش )) شاطئ النخيل و السلام ، كان (( أيوب )) الصغير يلعب مع ابنة عمه (( ناعسة )) ، على الرمال القمحية اللينة ، يسيران و الامواج الهادئة تقبل أقدامهما الصغيرة ، و العصافير تحط على اكتافهم ، الفرحة في عيونهما ، و السعادة الطيبة الوادعة في قلبهما ، و النخيل يحيطهما بفنائه الهامس لمسرى النسيم . 

و لكن ابن عمها (( همام )) كثيرا ما يظهر امامها كانه شيطان التعاسة ، و ساعتها تنطفئ شمس الفرحة في العيون الحالمة ، و تختفي السعادة من القلبين الطليقين .. آه من شرك يا (( همام )) .. ، (( ايوب )) و (( ناعسة )) قلبان كالحليب يخفقان بالرحمة و الوداعة و حب الله و الناس و لكن آه من شرك يا (( همام )) .. الشراسة في عينيك ، و الوقاحة واللؤم في قلبك ، و عصافير (( العريش )) تهرب من طريقك ايها الشرير القاسي . 

و كما تكبر البذور الصغيرة فتصبح اشجارا كبيرة تحت ظلالها يستريح المتعبون ، كما تكبر البذور كبر (( ايوب )) و بنت العم ( ناعسة ) ، و كما تصنع الاشجار  الظلال صنع ( ايوب ) و ناعسه ) سقفا لبيتهما المشترك .. تزوجا ، و فوق سقفهما رفرقت حمامات الطمأنينة ، الحياة من حولهما لينة حانية كأمواج البحر (( أيوب )) غنى ، قطعان الاغنام فوق العشب تجعل حياة صاحبها (( ايوب )) مشرقة ، اللبن في ضروع القطعان بحر لو حلب لاغرق (( العريش )) كلها ..آه ما أسعدك يا (( ايوب )) !! ما أسعدك بقطيع أغنامك فوق العشب و بزوجتك الطيبة النقية التقية في البيت ، (( ناعسة )) و (( أيوب )) .. عصفوران سعيدان و الحياة من حولهما بستان حلو الالوان و الثمار .. و لكن !! .. آه من شرك         (( يا همام )) ! 

و كما تفقس بيضة الغراب ، و يخرج منها غراب صغير قبيح يكبر مع الايام ، كما تفقس بيضة الغراب .. فقست بيضة الشر في قلب (( همام )) ، و أصبح (( همام )) زعيما لعصابة من الاشرار قطاع الطرق و اللصوص ، و الناس في    (( العريش )) مسالمون طيبون .. لذا فقلوبهم تكره (( همام )) و عصابته .. و لكنهم يهابونه ويتحاشون التصدي له ، و عندما طارد (( همام )) (( ناعسه )) و طلب منها الزواج رفضت (( ناعسة )) لانها اختارت (( ايوب )) ... و من يومها و الحقد في قلب (( همام )) نار لا تهدأ ، و من يومها و هو يصب نار حقده على (( ايوب )) المستقيم الكامل المسالم ، تسلطت عصابة (( همام )) على ابن العم (( ايوب )) ... سرقت كل قطعانه التي ترعى في التلال .. و حط الغراب على السقف الطيب .. سقف (( ناعسة و أيوب ))) ، نعق الغراب حين سرقت العصابة قطعان (( ايوب )) و انشرخ قلب ايوب المسالم ... و وقع فريسة الحزن و سلمه الحزن للمرض . 

السنين تجري .. سنة بعد سنة .. و (( أيوب )) مقعد ، اقعده المرض ، سبع سنين و المرض ينهش جسمه .. و لكن الصبر و الايمان ملأ قلبه ، لقد سرق (( همام )) كل ماله .. و أبعد المرض كل أصحابه عنه ، و لكن مازالت             (( ناعسة )) تحبة و ترعاه .. و مازالت تطوف بالاسواق و الطرقات تتسول لتطعم المريض القاعد . 

السنين تجري .. سبع سنين و (( ناعسة )) تدور الاسواق لتطعم الصابر (( أيوب )) ، سبع سنين و (( همام )) يطارد           (( ناعسة )) يطلب الزواج منها .. و لكن قلبها ل (( أيوب )) حتى و هو فقير مريض ، و الناس في (( العريش )) قلوبهم ترفرف على (( ناعسة )) و لكنهم خائفون من (( همام )) .. لانه .. كما يقولون ! وحش .. أكل في صغره كبد ذئب .. و يستطيع ان يأكل الحديد و النحاس .. و عصابته قاسية ، قاسية كاذئاب ، و لانهم يحبون (( ناعسة )) ويشفقون على (( أيوب ))  .. و يخافون رجال (( همام )) ..  لانهم هكذا .. لم يستطيعوا ان يعلوا شيئا لوقف الشر ، فقط .. ساعدوا        (( ناعسة )) بحسناتهم ، و هكذا كانت  (( ناعسة )) تعود كل يوم بكسرات الخبز التي قدمها جيران يحبون (( ناعسة )) الوفية .. و يشفقون على (( أيوب )) الصابر .. و يخافون (( همام )) الكاسر . 

 

كل الناس يحبون (( ناعسة )) الوفية الا (( الغزاوية )) فانها تغار من (( ناعسة )) لجمالها ،  .. (( فناعسة )) جميلة جميلة كأنها نسمة الصيف .. و شعرها طويل .. طويل كأنه صبر(( أيوب )) .. و أسود .. اسود كانه ليلة جميلة بلا قمر ، و اشتعل الغيرة في قلب (( الغزاوية )) فتطلب من (( ناعسة )) ان تبيعها شعرها مقابل (( كيلة من الذهب )) قالت (( ناعسة )) : - كيلة من الذهب با (( غزاوية )) !؟ 

قالت (( الغزاوية )) : - أجل .. اشتري شعرك بكيلة من الذهب ، حتى لا تصبحي جميلة الجميلات .. قالت (( ناعسة )) :  

و لكن لماذا تريدين أن اصبح قبيحة الشكل ؟  

قالت (( الغزاوية )) : - لان الرجال عندما يرونك بهذا الجمال .. يدركون كم انا دمية . 

 

 

 قالت ناعسة : - انا في غنى عن هذا الجمال ... انا في غنى عن كيلة الذهب ، كل ما أريده كسر خبز تكفي الصابر المستقيم .. زوجي (( أيوب )) . 

اعطتها (( الغزاوية )) الخبز .. و قصت ضفائر (( ناعسة )) الصابرة ... يالاحزانك يا (( ناعسة )) ! لقد سلبك الطاغية أغنام زوجك ، ثم أقعد المرض (( ايوب )) والان .. و الان (( يا نعسة )) شعرك .. حتى شعرك الحلو الطويل تأخذة    (( الغزاوية )) ، و لكن لا يهم .. المهم هو (( ايوب )) الصابر التقي المستقيم ، مادام قلبك و فيا (( لايوب )) فكل هموم الدنيا سحابة صيف .. و غدا تفرج الازمة . 

عادت (( ناعسة )) بالخبز (( لايوب )) .. و كم كان (( ايوب )) حزينا حين رأى تاج رأسها الاسود .. شعر رأسها الطويل راح .. راح .. راح ، ماذا !؟ هل تبكي يا (( ايوب )) ؟ هل كنت سعيد بتضحية (( ناعسة )) ؟! هل انت مشفق على (( ناعسة )) ؟ .. لا أحد يعرف . . فكل ما فعله (( ايوب)) المريض هو ان ترك الدموع الصادقة تسيل على خديه الاصفرين ، (( أيوب )) الصابر بكى على شعر (( ناعسة )) الضائع . 

 

الايام تمر .. ايوب راقد في الكوخ .. المرض يأكل جسمه .. و الالم يجعل الليل طويلا طويلا .. و صبح الامل بعيد .. و عجوز السوء تنقل الرسائل من (( همام )) .. آه !! 

... مازال (( همام )) يطارد ناعسة الصابرة .. و (( ناعسة )) ترفض .. قال (( همام )) : (( ايوب مريض و فقير .. اتركي (( ايوب )) و تزوجيني انا .. انا همام وحش الجبال .. 

قالت (( ناعسة )) للعجوز حملة الرسالة : - لا .. انا (( لايوب )) و (( ايوب )) لي .. و (( همام )) شيطان التعاسة .. فليتركني . 

قال (( همام )) في رسالة حملتها العجوز : (( سأجعلك تندمين .. أقول لك أتركي (( ايوب )) . 

قالت (( ناعسة )) : - لا .. لا .. لا .. 

 

الحقد في قلب (( همام )) .. قال : - اذن لا حل الا ان اقتل (( ايوب )) . 

و علمت (( ناعسة )) ان همام قرر ان يقتل زوجها .. ويوم يحدث هذا ستكون هي بلا نصير .. (( فايوب )) بصبره .. و حلاوة كلامه .. و صدق شعوره .. (( ايوب )) هو كل من لها في الدنيا ، الخوف في قلب (( ناعسة )) من كلمات (( همام )) جعلها تاخذ (( ايوب )) بعيدا .. بعيدا عن العريش التي تحكمها عصابة (( همام )) .. 

على شاطئ بعيد .. عاشت ناعسة و ايوب .. بعيدت عن يد العصابة الشريرة . 

و  (( هماما )) الشرير قلب (( العريش )) بحثا عن ناعسة )) و (( ايوب )) .. و لكن عبثا .. لقد فر الطائر من القفص و هربت (( ناعسة )) و (( ايوب )) ليعيشا حياة بسيطة طيبة بعيدا عن شر (( همام )) و قريبا من شاطئ البحر المالح الطاهر . 

 

و ذات يوم .. علي الشاطئ كانت (( ناعسة )) الوفية تلبس ملابس الرجال ( خوفا من اكتشاف امرها ) .. و تقف على الشاطئ .. و من بعيد .. اقبل احد اقاربها .. آه .. يا للمصيبة ! انه صديق (( همام )) لابد انه يبحث عن (( ايوب )) .. ها هو يقترب .. انه يلوح بيده و ينادي (( ناعسة )) و هو لا يعرفها ، لقد تصور انها مجرد صبي يقف على شاطئ البحر ..  

قال الرجل : - يا قتى .. الم نر (( ايوب )) المريض و زوجته (( ناعسة )) الجميلة قريبا من هنا ؟ ))  

قالت (( ناعسة )) المتنكرة في زي الرجال : - لماذا ؟  

قال الرجل : - جئت لاساعدهما .. (( همام )) سيأتي  اليهما بعصابته .. وانا جئت لاحذرهما لقد اكتشف مكانهما وهما هنا .. لم تصدق (( ناعسة )) ما سمعت ، هذا الرجل صديق (( همام )) .. و لابد انه يكذب .. كيف يأتي ليساعدهما وهو عدوهما و صديق (( همام )) . ؟  

قال الرجل : - لقد تبت الى الله .. (( همام )) شرير ، و (( ايوب )) طيب و انا اخطأت في حق (( ايوب )) و قد جئت اكفر عن غلطتي ..   

قالت (( ناعسة )) و هي مازالت متنكرة – الا تخشى (( همام )) و عصابته ؟  

قال الرجل : - بل اخشى الله و عقابه لذنبي في حق (( ايوب )) . 

و ايضا لم تصدقه ناعسه .. كيف يتحول بين يوم و بيبة ويصبح هكذا و ديعا مسالما ؟ .. و لكنها على كل حال اخبرت (( ايوب )) . 

أظلمت السماء .. الليل حل .. النجوم مطفأة (( و همام )) يسير نحو كوخ (( ايوب و ناعسة )) الشر في قلبه ، و عصابته حواليه ، و في الطريق قابل الرجل .. قال (( همام )) – هكذا تنضم الى جانب (( ايوب )) .. هل سبقتني لتحذر (( ناعسة )) ؟! ، سأصلبك على هذه النخلة في العراء .. و اتركك لرياح الليل تعصف بك )) قال الرجل :  

افعل ما شئت .. ضميري مستريح و لم أعد اخافك ..  

اصدر (( همام )) أوامره للعصابة فأوثقت الرجل على النخلة .. حز الوثائق في جسم الرجل و لكنه لم يصرخ لقد كان سعيدا لانه ادرك خطأه في حق (( ايوب )) الصابر المستقيم و ترك (( همام )) الرجل موثقا على النخله تحرسه (( الغزاوية )) ..  

عندما اختفى (( همام )) .. كان الفجر على التلا يحبو ، كانت النخيل تميل مع الريح و امواج البحر تطلق ضحكة مستبشرة ، و اقتربت (( الغزاوية )) من الرجل .. فكت وثاقه عرف الرجل ان (( الغزاوية )) تغيرت هي الاخرى .. لقد أحست (( الغزاوية )) بالمرارة لانها اذلت ناعسة بلا سبب ، احست بخطأها و عزمت على تغيير طريقها .. لقد قررت ان تعتذر لناعسة بطريقة عملية .. آه .. قررت الغزاوية ان ترمى همام بسهم يخلص العالم من شره ، و لهذا خادعته حتى امن جانبها و خادعته مره اخرى لتفك وثاق الرجل المصلوب على الشجرة .. و هي الان ستجري لتلحق (( بهمام )) فتضربه بسهمها .. وانطلق الرجل مع (( الغزاوية )) ، الخوف في قلبيهما يرفرف ربما لحق (( همام )) (( بأيوب )) .. و ساعتها لن يسلم (( ايوب )) المريض من بطش (( همام )) المفترى . 

 

خرجت (( ناعسة )) من الكوخ .. و عادت .. و في الكوخ لم تجد (( ايوب )) نادته .. و لكنه لم يجب .. اين (( ايوب )) ؟ اه .. ربما بطش به همام .. الرياح تدور و عقل (( ناعسة )) يأكله الخوف .. اين ايوب ؟ اين ايوب ؟ !  هل بطش به همام ؟؟ الدنيا تدور بناعسة .. قلبها عصفور مقصوص الجناح و ايوب اختفى من الكوخ ... الى البحر .. على الشاطئ رأت رجلا تدب الصحة في جسمه صرخت (( ناعسة )) : - ايها الرجل الطيب ..هل رأيت (( ايوب ))  ؟ 

قال الرجل و الفرحة عصفور يقفز من ضحكته : انا (( ايوب )) يا (( ناعسة )) انا (( ايوب )) لقد شفيت ، لقد استجابت السماء لدعائك و رقت لحزنك .. و خرجت من الكوخ زاحفا الى البحر .. و في ماء البحر اغتسلت بالعشب .. هذا العشب ، فدبت الحياة في جسمي المريض ، و من السماء نزل ملاك البسني ثوب الصحه و ملابس الامراء .. آه !! يالرحمة السماء ، انا (( ايوب )) يا (( ناعسة )) .. نظرت (( ناعسة )) باندهاش ، دون ان تدري سالت دموعها شكرا .. قبلت العشب السحري .. و قالت : (( هذا العشب المبارك ... رعرع ايوب )) . 

و من وراء ايوب و ناعسة اقبل همام ، من بعيد رأى ((ناعسة )) مع (( ايوب )) الذي لم يعد مريضا و بغريزته الشريرة .. ادرك ان (( ايوب )) شفى من مرضه الطويل ، اقترب (( همام )) ، و الشر في قلبه و عينيه .. رع يده ليبطش (( بأيوب )) .. و لكن يده لم تنزل .. نظر اليه (( ايوب )) بابتسامته الطيبة : - (( همام )) !؟  

حاول همام ان ينزل يده ليسحق (( ايوب )) ، ولكن يده تسمرت .. شئ كالسحر .. ارادة السماء شلت يد (( همام )) .. حول تحريك يده فلم يستطع .. بل استعطف .. ادرك ان السماء تحب (( ايوب )) الصابر المستقيم ، طلب من (( ايوب )) العفو .. عفا (( ايوب )) ، تحركت يد (( همام ))  .. ركع للسماء شكرا ، قبل ثوب (( ايوب )) ، اعتذر ، و عرض      (( همام ))  ان يمنح (( ايوب )) كل ثروته على ان يعفو عنه ..  

قال (( ايوب )) : - لا – فلتوزع ثروتك على الناس جميعا ، اما انا فيكفيني خروف و شاه ابدأ بهما الحياة من جديد مع زوجتي الوفية (( ناعسة )) ..  

و أشرقت عيون الناس بالسعادة ، ابتسمت ناعسة  لايوب .. و ضحك موج البحر .. و رقص العشب السحري على شاطئ السلام .. و من يومها و الناس يسمون هذا العشب (( رعرع ايوب )) .. آه .. لقد رعرع ايوب الصابر المستقيم و انتصر بصبره .. و عزم زوجته الوفية على الشر .. و زرعت السعادة بسمة طيبة في قلب الناس في (( العريش )). 


  -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-


الرياضة  

تقديم ممدوح ابو زيد 

 

بلبل  

البطل الذي لم يهزم ابدا ! 

 

(( بلبل )) .. بطل المصارعة العالمي الذي وصل الى القمة من خلال العرق و الكفاح .. و حقيقة اسمه  هو (( فؤاد محمد علي )) أما (( بلبل )) فقد اطلقه عليه زملاؤه لكثرة غنائه و تقليده (( لعبد الحليم حافظ )) . 

 

تبدأ قصة (( بلبل )) و المصارعه منذ كان عمره 10 سنوات .. اقتصد من مصروفه خمسة قروش مصاريف الالتحاق بنادي مصر الرياضي حتى شاهده البطل العالمي(( محمود حسن )) الذي الحقه معه بنادي الترسانة ، كان هذا عام 50 و ظل يتدرب حتى عام 52 اشركوه في اول منافسات المصارعة للدرجة الثالثة .. و اشترك في المنافسات و فاز بالمركز الاول ، ثم انتقل عام 54 ليلعب بالدرجة الاولى و يقابل بطلي العالم (( عيد عثمان )) و (( عيد عيسوي )) .. و استطاع ان يحرز المركز الثالث ، و في عام 56 تقدم مركزه فاثبح الثاني و جاء من بعده بطل العالم (( عيد عثمان )) و في 57 احتكر (( بلبل )) بطولة وزن الذبابة حتى اليوم . 

سافر لاول مرة الى الخارج في الدورة العربية بالمغر حيث فاز فيها على البطل الداهية اللبناني (( نخلة )) .. و بدات بطولاته بعد ذلك .. و في عام 63 احرز المركز الاول بدورة نابلي و هزم اروع من لعب المصارعة في هذا الوزن و هو البطل الايطالي الاخرس الاطرش (( فيرا )) .. الذي كان متربعا على عرش العالم لمدة 10 سنوات كاملة انهاها    (( بلبل )) منه . 

احرز المركز الاول في دورة الجانيفو بجاكرتا ، و في عام 65 احرز المركز الاول في الدورة العربية الرابعة .  

و الشئ المثالي عند (( بلبل )) .. هو انه حتى الان لم يهزم في اي مباراة  

 

خواطر  

لعب و جد 



بعد مشاهداتي (( ليكن )) ظهير ايسر نادي الزمالك .. و الحالة العظيمة التي يظهر بها في مباريات ناديه توارد الى مخيلتي صورتان .. صورته قبل ثلاث سنوات حين ايقن الجميع ان (( يكن )) قد انتهى .. ثم صورته الحالية و عودته شابا و نجما في الملاعب مرة اخرى . 

و الصورة الاولى نعطيها معنى الاستهتار .. فقد احس (( يكن )) انه اصبح شيئا كبيرا فبدا ينسي واجباته حيال نفسه ، و حيال الكره ، وبدا يسهر و يستهتر .. و بدأت الكرة هي الاخرى لا تطاوعه ، بدا (( يكن )) يهتز ، و بدأ ناديه يحاسبه ثم يعاقبه .. و انزوى الكابتن وحيدا بعيدا عن اضواء الكرة ، و بدا يحس الالم  و شيئا فشيئا احس بأخطائه و بدأ يبتعد عنها .. فلم يسهر و لم يستهتر ، و واظب على تدريبه خوفا من (( القلش )) المستديم ، و عاد يكن الى الملاعب و الشك يساور جمهوره في قدرته على العودة كلاعب قدير .. لكنه بفضل احساسه بالندم عاد نجما ارضى جمهوره و جمهور الكرة ، و نال اعجاب الجميع و اصبح (( يكن )) العجوز .. انشط شاب في ملاعب كرة القدم . 

 

سؤال كروي  

س - نسمع دائما كلمة (( متوسط الهجوم )) و انه مهم جدا .. فهل هو فعلا اهم فرد في الفريق .. ؟ 

ج - كل فرد من افراد الفريق مهم و لكن متوسط الهجوم هو الهداف غالبا ، و قائد الهجوم ، و منفذ الخطة ، و لذلك يجب عليه اجادة لعب الكرة بالرأس ، و التسديد بالقدمين نحو المرمى ، و هو اكثر اللاعبين تعرضا للمراقبة من دفاع الخصم و خاصة الظهير الثالث .. لذا يتحتم عليه اجادة الخدع و الهروب من المراقبة مع سرعة تمرير الكرة للزميل قبل مهاجمة الدفاع له مجيدا للمراوغة جريئا واثقا  من نفسه . حتى يتمكن من التصرف في الكرة بحكمة امام المرمى . 


 -*-*-*-*-*-*--*-*-*-*-

من روائع الادب العربي  

الارض 

بقلم عبد الرحمن الشرقاوي  

اعداد و تلخيص يحي الطاهر عبدالله  


ملخص ما نشر 


امر رجال القرى  اهل القرية الا يرووا الارض الا في ايام محددة .. و كان هذا يهدد الزرع بالموت .. و طلب الباشا من الاهالي ان يعطوه اختامهم ليطلب من الحكومة ان تسمح لهم بري الارض .. و ذهب معه (( محمد أفندي )) الى القاهرة ليقابل رجل الحكومة . 

 
كانت القرية تتحدث عن (( عبد الهادي )) الذ رفع فأسه و قطع جسر الحكومة و ترك الماء يتدفق براحة من النهر الى الحقول . 

ضرب (( محمد ابو سليم )) كفا بكف و قال : بآه (( محمود )) بيه يضحك عالبلد ... يطلب من العمدة اختام الاهالي عشان مية الري و بعدين يكتب ان الاهالي عاوزين شق طريق زراعي .. ده لو حصل و تم فالسكة الزراعية حتاخد ارض البلد كلها .. و الوحيد المستفاد هو الباشا  عشان يكمل بناء قصره الجديد ، و فتح عبد الهادي فمه و اتسعت عيناه و لم يتكلم ، و تكلم (( ابو سليم )) من جديد : شفت بأه ملاعيب الحكومة و العمدة و الباشا و البيه .. ايه العمل ؟ و فكر (( عبد الهادي )) كثيرا و قال : مالعمل ؟ 

رجع (( محمد افندي )) من القاهرة و حكى للقرية ما حدث له بالقاهرة . قال : ان (( البك )) اعطاه اكثر من ميعاد ليقابل الحكام .. و طلب منه ان ينتظره في قهوة العتبة . اعطاه ميعادا و اثنين ولم يحضر ، و في الميعاد الثالث حضر ليقول له : ان العريضه لشق طريق زراعي و ليست لماء الري . و اخيرا ذهب (( محمد )) افندي لبيت خاله الشيخ (( حسونه )) ناظر مدرسة القرية سابقا والذي نقل الى القاهرة لانه طلب من القرية مقاطعة الانتخابات .. و لقد قال حضرة الناظر (( الشيخ حسونة )) : انه سوف يحضر الى البلد . فلو تم مشروع الزراعية كما يريد (( الباشا )) فلن يصبح للقرية ارض . 

مر يومان والقرية تنتظر مجئ حضرة الناظر . و جاءت الاخبار بان الانجليز يضربون الناس في الشوارع .. و ان مظاهرات الطلبة و العمال مستمرة ، و ان حكومة (( صدقي )) و الانجليز عمرها قصير . و قال الشيخ (( يوسف )) ده كلام فارغ .. لازم الفلاحين يعملوا حاجة .. لازم يثوروا كمان جنب العمال و الطلبة .. ده مش كلام جديد .. في سنة 19198 و قف الفلاحون و العمال و الطلبة جنب (( سعد زغلزل )) و ضربوا الانجليز . 

لم يخرج (( عبد الهادي و ابو سليم )) من سجن المركز بعد ان قبض عليهما . و توجه نفر من القرية و هددوا العمدة بانه يجب ان يتصرف لاخراجهما .. ورد العمدة بأن مهندس الري هو المسئول ، لانه يتهمهما بقط الجسر ، و جاءت الانباء بان الوزراء سيزورون القرية لانهم معزومون في عزبة (( الباشا )) . و طلب العمدة من القرية ان تستقبل الوزراء ليفرجوا عن المسجونين . و لكن الشيخ (( حسونة )) قال لرجال القرية : عليكم ان لا تستقبلوا الوزراء فهذا يقلل من قيمة العمدة في نظر الحكومة مما يجعل العمدة يقف بجوار القرية و يهز من مركز الباشا . و حدث ما توقعه حضرة الناظر فعندما لم يخرج احد لاستقبال الوزراء احس العمدة و الباشا بحرج مركزيهما فطلبا من المركز اطلاق سراح المسجونين و رصهم في صفوف ليهتفوا للوزراء . و خرج جميع المسجونين و لكن احدا منهم لم يهتف بغير : تحيا مصر .. تحيا مصر ..  قال (( محمد ابوسويلم )) : انه وجد من سجن المركز كثيرا من الطلبة و الفلاحين و العمال . و حكى دياب : كيف ساق الجنود المساجين ، و كيف طلب المأمور من اصحاب الدكاكين تعليق الرايات . و عندما مر الوزراء و جدوا الشوارع اليه . و قال الشيخ (( يوسف )) صاحب محل البقالة : ان هذا ليس جديدا .. ففي ذات يوم اسود من ايام الصيف .. هبط على القرية عشرون جنديا من الانجليز يركبون الجمال و يحملون المدافع الرشاشة . و عندما اقبل الليل تسلل بعض من رجال القرية و اختبئوا تحت الجسر  حتى نام جنود الانجليز .. و قام كل منهم بعقد شريط طويل من القماش في ذيول عدد من القطط .. ثم بللوه بالبترول و اشعلوا النار . و ما هي الا لحظة حتى صار المعسكر كله كتلة من النار . بعد هذا كتبت الجرائد ان (( سعد زغلول )) أفرج عنه عقب هذه الحادثه . 

و لم يرسل الانجليز الى القرية جنودا بعد هذا اليوم . 

و اكمل حضرة الناظ كلام الشيخ ( يوسف ) قائلا :  هذه الحادثة كانت سنة 1919 و افرج بعدها عن ( سعد ) . و ما حدث اليوم بالنسبة لعدم استقبال الوزراء هو الذي افرج عن رجالنا اليوم – الظلم  يلزمه قوة – لابد من القوة لكي ينتصر الشعب . 

اقبل الشيخ (( الشناوي )) اما المسجد و هو يجري منبها  رجال القرية بان رجال المساحة قد حضروا و معهم الحديد و ادوات الحفر لشق الطريق الزراعي . و قال حضرة الناظر : شايفين يا رجالة الحالة و صلت لفين .. يالابينا ، و في لحظة كان الجميع في حوض الزراعية مابين حامل لعصا او فأس . و لما رأهم رجال المساحة فروا هاربين .. بعد ايام رفدت الحكومة العمدة و ارسلت رجال الهجانة للقرية بالكرابيج . كان رجال الهجانة السود الوجوه يضربون النساء و الاطفال و يطلبون من القرية ان تنام قبل المغرب . و استمر الحال على هذا ثلاثة ايام . الى ان توجه حضرة الناظرة    (( و علواني ))  و معهم بض الرجال و قابلوا الشاويش (( عبدالله )) رئيس الهجانة . و افهموه بان المركز ارسلهم لضرب الفلاحين بقسوة انه فلاح و ابن فلاح و فقير ايضا مثل  جميع اهل القرية . لماذا يضربهم و ليس بينه وبينهم اي عداء ؟ لماذا ؟ و اخيرا صرخ الشاويش (( عبدالله )) في عساكر الهجانة : محدش يضرب رجالة البلد دي .. احنا مفيش بينا وبينهم غير الحب . علم المركز بما حدث بين  الشاويش (( عبدالله )) و القرية . فاستبدلوا المأمور القديم بمأمور جديد . و ارسل المأمور الجديد في طلب الشاويش (( عبدالله )) و عساكره .. و ترددت الانباء بأنه سيصل للقرية ضابط و ستقام فيها نقطة بوليس . و جاءت نقطة بوليس . و جاءت النقطة و عاشت القرية اياما سوداء . لقد انتشر عساكر النقطة في كل مكان بخيولهم فدهسوا الزرع الاخضر و ارغموا الفلاحين على تقديم الطعام لهم . 

لم اذهب هذا العام الى القاهرة .. و كذلك اخوتي الكبار .. لقد اغلقت المدارس و عطلت المصالح الحكومية .. و غلى الناس تحت نار الثورة . اما حال قريتي فقد كان محزنا . و لم يعد هناك قطن و لم يبق اخضر و لا يابس ، لقد استولى رجال الحكومة على كل شئ . كما ان رجال المساحة عادوا لشق الطريق الزراعي و قبض علي (( عبد الهادي ، و علواني و ابو سويلم )) من جديد . و عينوا مجموعة من الخفراء لتحرسهم ، و قد اشعل هذا غضب القرية فطلبوا من (( محمد افندي )) مدرس الالزامي ارسال برقية للحكومة قال والدي : تلغراف (( محمد افندي )) هز الحكومة .. الصول اتشال و خلصنا منه .. و رجالة البلد هيفرج عنهم من تاني – الدنيا مقلوبة .. البلد كلها شعلة نار .. الجرايد بتشتم الحكومة و الانجليز .. شفت يابني لما تبقى الناس  كتلة واحدة ... بعد ايام حتسقط حكومة (( صدقي )) . و المدارس بكرة تفتح .. و الشمس تطلع و تملا الدنيا نور .. و الزرع يخضر . و الرض تتفرش بنوار القطن الابيض .. الظلم عمره قصير .. و الشعب عمره طويل .. و مصر ياما عاشت وياما ح تعيش .. مصر منتظرها يومها الكبير .. يوم عيد مصر جاي . عيد كبير خالص ... و بكره نشوف . 

تمت 


إرسال تعليق

0 تعليقات