العدد 244 مجلة ميكي ديسمبر 1965

العدد 244 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 23 ديسمبر 1965 م

مع العدد هدية : طبلة المسحراتي


صدیقی القارئ 

كل عام وأنت بخير ، ألف خير .. فمع صدور هذا العدد نعيش في أكثر من مناسبة سعيدة .. عظيمة .. اليوم نحتفل بعيد من أعظم أعيادنا ..  عید لا ننساه مهما مرت عليه السنون .. انه الذي يذكرنا بانتصار قوتنا و عزيمتنا و ايماننا بحقنا في الحرية .. و في السلام .. إنه عید النصر و فيه لن ننسى اننا قد تغلبنا على ثلاث دول بسلاحها و قوتها .. تغلبنا عليها بايماننا .. و فيه أيضا لا ننسى الدول العظيمة التي أيدتنا و ساعدتنا .. فلها منا ألف تحية . 

و اليوم أيضا نحتفل بشهر كامل عظیم .. شهر الايمان و الحب و الحنان .. شهر رمضان .. و فيه تحلو السهرات الشعبية و الموالد و الأعياد .. و بهذه المناسبة نقدم لك  ابتداء من هذا العدد و باقي الشهر مهرجانا للفنون الشعبية ، التي تحلو في شهر رمضان .. 

و نحن أيضا على أبواب عام جدید .. عام مضى .. و عام أقبل .. فقابله بالأمل ، و بالإشراق و بالاستعداد إلى صنع مستقبل أفضل ، و أيام جديدة .. دائماً أحلى من  الماضي .. و كل سنة و انت طيب ! 


العدد بصيغة CBR & PDF


ميكي فانوس رمضان تحميل المجلة عدد رمضان تنزيل اون لاين مجانا ميديا فاير

سيتم اضافة رابط تحميل pdf قريبَا

للتحميل اضغط هنا

في هذا العدد :

صفحات كل شئ
قصص قصيرة
مهرجان ميكي للفنون الشعبية
استكمال قصة ميكي فارس الفرسان
من روائع الادب العربي (الارض)
صفحات الرياضة
قصة انا رايي كده
عم دهب قصة الكنز
ممر الشيطان
صفحات هاها



قصة قصيرة جدا 

... و سقطت الطائرة ! 


أیام العدوان .. و « نادر » واقف في شرفة المنزل ، الشوارع تمتد  أمام عينيه مظلمة ساكنة ، و نور المنزل مطفاً .. و العتمة تمتد في كل مكان و تزحف على قلب  « نادر » الصغير ، و دمعة بريئة تسقط على الخد ، و تساؤل من لا يجد الجواب يملأ عقله : « لماذا تغير هذه الطائرات على بلدنا ؟ ماذا فعلنا حتى ترمي هذه  الطائرات قنابلها فوقنا ؟ » و الحقيقة .. لم یكن « نادر » خائفاً ، فقط كان يتسائل في حيرة .. لماذا ؟؟  

و أمتلأت السماء بالطائرات النجسة و امتلأ قلب « نادر » بالغضب نحو هذه الطائرات ، و لكن ماذا يفعل ؟ لابد أن يفعل شيئاً .. أنه صغير لا يعرف كيف يطلق مدفعاً  .. و حتى لو كان يعرف فأين هو المدفع انه لا يملك سلاحاً يدافع به عن بيته .. ما يملكه « نادر » نبلة صغيرة كان يصطاد بها العصافير .. و بدون أن يفكر بحث عن  النبلة حتى وجدها ، أمسك « نادر » النبلة في يده .. وضع بها حصاة .. و شد المطاط موجهاً الحصاة إلى الطائرة القريبة .. و لكن هل تنفع النبيلة ؟ ! 

هل تصلح نبلة العصافير لاصطياد طائرة ؟ ! لم يفكر « نادر » كثيراً في الأمر ..  شد النبلة و ترك الحصاة لتندفع في الجو في اتجاه الطائرة .. آه .. ياللمفاجأة ؟ 

الطائرة تهوي و تهوي و قد اشتعل جناحها .. یا سلام يا « نادر » النبلة أسقطت الطائرة .. يا لها من نبلة مسحورة !! لابد أن هناك سراً و بحب يشبه الصلاة .. 

قبل « نادر » النبلة المقدسة و ألفها في أوراق السلوفان و هو يبتسم و يقسم أنه لن يستعمل هذه الليلة بعد الأن في اصطياد العصافير ، أنها نبلة مقدسة تستطيع اصطياد  الطائرات المتوحشة و لا ينبغي بعد الآن أن توجه قذيفتها إلى عصفور مسالم ، و لف « نادر » نبلته و وضعها في درج مكتبه الصغير .  

و منذ أيام وقعت عيناه على النبلة .. و ابتسم فالحكاية مرت عليها سنوات تسع ، و « نادر » الأن في الخامسة عشرة من عمره .. و يعرف السر ، و لكنه لا يستطيع أن  ينسى أن الطائرة التي سقطت أمام عينيه .. هو يعرف الأن أن النبلة لم تسقط الطائرة ، فالطائرة هوت محترقة بقذيفة مدفع انطلق في نفس اللحظة التي انطلقت فيها قذيفة  النبلة .. و لكن « نادر » .. ما زال يبتسم .. برغم معرفته السر ، لا يهم .. لقد حاول أن يفعل شيئاً و كان صغيراً لا يهم .. ابتسم يا « نادر » ..

 فالمهم أن الطائرة  سقطت .  

سيد حجاب


من اشترى مالا يحتاج اليه .. باع ما يحتاج اليه .  « الامام علي » 
خذ الجار قبل الدار و الرفيق قبل الطريق .  


شعر المسحراتى  

یا مسحراتی يا مطبلاتی دور في الحواري و دق طبلك 

قلبي الصغير سهران ليلاتي بيدق بعدك و يدق قبلك 

انا في انتظارك بيدق قلبي و يقول لي : أصحی م النوم يا نايم 

اقوم و أشوف الهلال بيحبى كأنه مركب في الجو عایم 

و اشوف نجوم السما البعيدة فوانيس بتضوي في ايدين ملايكة 

اطير و أغني غنوة سعيدة في قلبي غنوة و ف عینی ضحكة 

و الليل جنينة يا مسحراتی و أنت الجنینی بتدق طبلك 

و انا بديني في صومی و صلاتی بادعی تروح الجنة و اقابلك 


مهرجان ميكي للفنون الشعبية 


في هذا العدد و في الأعداد القادمة .. سنقدم لك « مهرجان الفنون الشعبية » و قد اخترنا لك شهر رمضان لنقدم لك فيه هذا المهرجان ، فهو الشهر الذي تكثر فيه معالم الفنون الشعبية ، و تملأ الليالي و الأيام فتسمع الاغاني و الملاحم و الموسيقى الشعبية .  

فلكل شعب فنون تميزه عن غيره من الشعوب ، فالفنون الشعبية أو « الفولكلور » من أهم أجزاء الثقافة التي تلقى ضوءاً على شخصية الشعب ، و تظهر تاریخه  و أصالته .. و نحن في السنين الأخيرة بدأنا نهتم اهتماماً خاصاً بالفنون الشعبية ، و تتجه الدولة إلى احيائها و ابرازها في أجمل و أحلى أشكالها . 

الاسبوع الاول 

و تنقسم الفنون الشعبية إلى موضوعات : 

 الأدب الشعبي : و هو القصص الشعبي و السير التي يتناقلها الشعب جيلاً بعد جيل ، و ستقرأ على الصفحتين التاليتين مجموعة من أجمل قصصنا الشعبي ،  

و أيضا الحكم و الأمثال و الفوازير التي تحتاج الى الذكاء .. كما يضم الأدب الشعبي الملاحم التي تقص بطولات الابطال الشعبيين ! 

 الاغاني و الموسيقى الشعبية : فكل شعب من الشعوب له أغانيه التي يتوارثها عبر الأجيال ، و هی تمتاز بالبساطة و سرعة الحفظ .  

 الألات الموسيقية و هي تلك الآلات التي ما زالت مستعملة في القرى ، و في كثير من المدن ، و يرجع تاريخها إلى آلاف السنين مثل الربابة و المزمار البلدي 

الرقص الشعبي : لكل شعب من الشعوب رقصاته المميزة له ، و من هذه الرقصات الشعبية المنتشرة في الجمهورية العربية المتحدة رقصة العصا و الخيل و  الحجالة . 

الأزياء الشعبية : و هي الأنواع المختلفة من الأزياء ، و التي تدل على الطابع القومي و التقليدي لهم .. و التي تختلف حسب طبيعة كل بلد . 

و هكذا يبدأ مهرجان « میکی » للفنون الشعبية طوال شهر رمضان فتقدم لك القصص و الروايات و الفوازير و الحكم و الرقصات في كل عدد من الأعداد التالية .. 



مختارات من أجمل أساطيرنا الشعبية 

 
مار جرجس  

عندما حل التنين بالمدينة حاول الفرسان مقاومة نفوذه ، و لكن .. هل يقف فارس أمام التنين ؟ لقد جند لهم كلهم ، و في النهاية رضى التنين أن يترك المدينة في حالها  على شرط أن يمنحه أهلها في كل عام هدية ، و الهدية هي أجمل البنات ، و كم كان الاباء و الأمهات يحزنون حين يرون التنين و هو يلتهم بناتهم الجميلات . 

و حل الدور على ابنة الملك ، كانت هي هدية أهل المدينة إلى التنين الطاغية ، بكى الملك كثيراً و لا فائدة .. بكت الملكة هي الأخرى و لكن التنين لا يلين للبكاء .. و في  النهاية رضي الملك و الملكة بالقضاء و القدر ، و أرسلا ابنتهما إلى التنين .. و وقف أهل المدينة عن بعد يبكون ، و الفتاة تقترب و تقترب و التنين يفتح فمه متلمظا .. 

كانت الفتاة مؤمنة بالله .. و لا تخشى الموت ، و لكنها عندما أبصرت أنياب التنين الحادة اللامعة كالسكاكين صرخت و توسلت إلى الملائكة . 

و سمعت السماء توسلات الفتاة المؤمنة ، و من بعید .. جاء « مار جرجس » لم يكن « مار جرجس » ضخماً « كهرقل» و لكن حربته الطويلة لفتت نظر التنين ..  

تحول التنين عن الفتاة ليلاقي « مار جرجس » .. دار « مار جرجس » بفرسه .. مال و دار و راوغ التنين .. ابتعد بحصانه عن اللهب الذي ينفثه التنين ، ثم ارسل  حربته .. تلوى التنين .. حاول الهجوم .. عاجله « مار جرجس » بالضربة الثانية .. و الثالثة .. و الرابعة .. حتی همد التنين . 

و عادت الفتاة إلى أبويها .. و عادت البسمة تطل من عيون أهل المدينة . 

2. أحلام  

اختار القمر « أحلام » ملكة الجميلات ، فقد كانت « أحلام » طيبة و رقيقة ، و جميلة ليس في جمالها أحد إلا الفتاة الحسود طويلة اللسان ، و بالطبع أحزن هذا قلب  الفتاة الحسود طويلة اللسان .. ذهبت الحسود إلى الساحر .. فاعطاها دبوساً يحول من تضعه في شعرها إلی .. إلى ماذا ؟ إلى غراب ؟ ! 

و ذهبت الحسود بدبوسها إلى « أحلام » .. قبلتها .. و قالت لها : 
- لقد أتيتك بهدية لأن القمر اختارك ملكة للجميلات . 

شكرتها « أحلام » و وضعت الدبوس في شعرها و في الحال تحولت « أحلام » إلى .. إلى .. إلى ماذا ؟ ! يا للعجب « أحلام » لم تتحول إلى غراب و لكن لأنها طيبة  رقيقة تحولت إلى حمامة ، ظلت «أحلام» ترفرف على بيتها و هي حزينة و لكنها لا تستطيع الكلام ، فهي الآن مجرد حمامة وديعة ترفرف ، و تمرح على وجه طفلها 

الصغير و زوجها الحبيب .. و عندما أختفت « أحلام » أظلم الكون في وجه زوجها .. بحث طويلاً و لكن بلا فائدة .. مع أن « أحلام » طول الوقت كانت ترفرف فوق رأسه في صورتها الجديدة .. حمامة وديعة طيبة .. بکی الطفل كثيراً لغياب أمه « أحلام » .. بکی بکی .. حتى لقد بکی الزهر من أجل بكائه .. و حين حزنت الطبيعة  

كلها لبكاء الطفل انفك السحر عن أمه .. لا شيء أنقذ الأم غير حب أبنها .. عندما بكى ابن « أحلام » انفك السحر و عادت « أحلام » الجميلة الطيبة لتملأ بيتها الوديع بالحب و الخير و السلام .  

3. الزير سالم 

ما أقسى قلبك يا « جليلة » ؟ ! « الزير سالم » ، أخو « کلیب » ، و « کلیب » هو زوج «جليلة» .. و لكن « جليلة » تكره « الزير سالم » و تغری « کلیب » بقتله ، تغري الاخ على أخيه .. بالحيلة و المكر . في البداية ادعت انها مريضة و لا علاج لها إلا بجرعة من لبن الاسود ، فطلب « کلیب » 

من أخيه أن يحضر الدواء .. « الزير سالم » في الخلاء التقى بالأسد فقتله .. ثم رأى أم الأشبال مقبلة و خلفها أشبالها .. صعد إلى الشجرة .. ثم قفز على ظهر اللبؤة  و ركبها كأنها حمار .. و بخنجره جز عنقها و ملأ وعاءه باللبن المطلوب وعاد إلى « کلیب » ، لتمضغ « جليلة » غيظها .  

« فالزير سالم » نجا من المصيدة .. بدل أن تلتهمة الأسود أتي بلبن اللبؤة منتصراً ..  

مرة أخرى طلبت « جليلة » قربة ماء من بئر السباع .. و ذهب « الزير سالم » ، رأى الأسد نائماً فلم يرض أن يغدر به و هو نائم و نزل إلی البئر .. نهق الحمار فأكله السبع و أغتاظ « الزير سالم » .. ها هو ذا قد فقد حماره ... و لكن .. آه .. خرج « الزير » من البئر .. ضرب الأسد بعصاه حتى أفقده الوعي و خلع برذعة الحمار الميت و وضعها على ظهر الأسد ، و بعد أن لجمه .. حمل قربة الماء و ركب الأسد كما يركب الانسان حماراً ،  

و سار حتى بلغ مضارب البدو .. فاستقبله أهله بالتصفيق و الهتاف .. و « جليلة » الشريرة تبكي من الغيظ .. لقد انتصر « الزير سالم » .  

4. خضرة الشريفة 

عندما رأى القائد الصلیبی « خضرة » الشريفة طار عقله ، « فخضرة » جميلة كالقمر صبوح كالقشدة .. و قرر القائد أن يختطفها .. 

أرسل القائد « سمعان » الصليبي بعجوز السوء لتغری « خضرة »  أن تخرج لتشم الهواء .. و خرجت « خضرة » لتتمشى عند البحر ، و بالحيلة الخسيسة أغرتها  عجوز السوء برکوب مرکب .. و يا للمأساة ! كانت المركب للقائد الصليبي المجرم :  

« سمعان »  ..  

« سمعان »  .. جهز الزينات و الاعلام و الجواهر ليتزوج بخضرة .. و لكن هل تتزوج « خضرة » بعدو بلدها .. مستحيل .. مستحيل « خضرة »  قالت مستحيل  .. و سجنها « سمعان »  حتی ترضخ .. في سجنها بكت « خضرة » و توسلت إلى السماء .. توسلاتها وصلت إلى أذني « السيد البدوي » في طنطا فرق قلبه ،  

أرسل « السيد البدوي » تلميذه « عبد العال » في هيئة حمامة .. ليطمئن « خضرة » الشريفة السجينة .. 

و جمع « السيد البدوي » جيش الدراويش و مضى .. في الليلة الموعودة بالضبط ليلة زفاف « خضرة » الشريفة الى « سمعان » المجرم .. 

لم يدر الصلیبیون کیف حل جيش « السید البدوي » وسطهم ، كل ما أحسوا به آنهم و هم يحتفلون بالزفاف حوصروا .. و قتل منهم من قتل .. و أسر الباقون .. 

أبتسمت « خضرة » « للسيد البدوي » و ركبت البساط الطائر الذي قدمه لها و عادت إلى أهلها .. 

تحولت دموع « خضرة » إلى فرحة بالسلامة والعودة . 

و القائد الصلیبی « سمعان » .. ابتلع الهوان و ابتلعه الموت . 




الأرض  

من روائع الأدب العرب 

بقلم عبدالرحمن الشرقاوي 

اعداد و تلخيص يحيي الطاهر عبد الله 

الملخص :  

عدت إلى القرية ، لاجد حديث الناس عن الري و الحكومة التي قطعت المياه عن الأرض .. و منعت الأهالي من تدوير سواقيهم .. و لكن « عبد الهادي » تحدي رجال  

الري .. و أسرع يروى أرضه .. 

رأی رجال الري ساقية عبد الهادي تدور . فعطلوها .. و كتبوا أسمه في ورقة معهم و كتبوا معه اسم « محمد أبو سويلم » فقد كانت ساقيته دائرة أيضاً . كانت القرية 

تعرف أن من تكتب الحكومة أسمه في ورقة فهو رجل لا سلامة له أبداً .  

و اقترح « محمد أفندي » مدرس الالزامي أن تكتب عريضة لوزير الأشغال ، و قال أنه يعرف واحد « بك » مستعد يوصلها « لصدقی باشا » نفسه . و قال أن  

العريضة لو كتبت بلهجة شديدة فسوف تخاف الحكومة . و أهتزت الرؤوس لهذه الفكرة و قالوا « لمحمد أفندى » : قوم أکتبها .. قوم و قال عبد الهادي : « ندر على لو  

نجحت العريضة .. لأدبح خروف .. بس ترجع الميه » ، و كتب « محمد أفندی » العريضة و قرأها علی الجميع .. ابتسم الرجال .. و زغردت النساء و غنت البنات : 

مين يعانينا و أحنا السبوعة و سيوفنا دهب و احنا السبوعة 

كان عبد الهادي يقف مع علواني أمام دکان « الشیخ يوسف » عندما جاء «عبد العاطي » الخفير الخاص للعمدة و طلب منهم الذهاب إلى دوار العمدة و أن يأخذ 

كل منهم ختمه معه . و قال الخفير « عبد العاطي » : أن رجال الرى وجدوا آثار مياه في القنوات الممتدة تحت بطن الجسر .. فبلغوا المركز ، و اتصل المركز بالعمدة  

في التليفون و اسمعه كلاماً قاسياً .. و العمدة يريد عبد الهادي و الشيخ يوسف و معهما أختامهما و لا يعرف شيئاً أكثر من ذلك . 

جمع الخفراء الاختام و ذهبوا بالشيخ الشناوى للعمدة .. و مضى الشيخ الشناوي على ورقة بيضاء دون أن يسأل ، و لكن العمدة أفهمه أن محمود بك سيجمع توقيعات  

القرية و يكتب عريضة للحكومة و يسلمها بنفسه لها .. و لكن عبد الهادي و محمد أبو سويلم و الشيخ يوسف رفضوا الذهاب لدوار العمدة ... 

أجتمع عبد الهادي و الشيخ یوسف أمام بيت محمد أبوسويلم  و أرسلوا الولد « دياب » ليحضر لهم « أخوه محمد أفندی » و بعد نصف ساعة رجع 

دياب و قال : أن محمد افندی سيحضر بعد لحظة بعد أن ينتهی « المزين » من حلاقة شعره .. و فعلاً جاء محمد أفندی و رد السلام .. و تناقش الجميع في أمر  

العريضة و قرروا أن يذهب محمد أفندی لمحمود بك و أن يقرأ العريضة التي ختم عليها أهل البلد دون أن يعرفوا ما بها . و قام محمد أفندى من فوره و ركب 

حمارته و شد عليها اللجام و توجه الى مقر محمود بك في القرية المجاورة ، و قابله محمود بك بلطف مصطنع و قال لمحمد أفندى : أنه جمع توقيعات القرية على  

العريضة و سيسافر بها إلى الحكام في القاهرة ، و قال له : أن مواعيد الري ستعدل من جديد لمصلحة الفلاحين ، و قال أنه لا يهم بالمرة عدم توقيع محمد أبو سويلم  

و عبد الهادی و الشيخ يوسف ، و أكد « لمحمد افندی » أنه صادق النية في خدمة البلدة فهو نائبها الذي انتخبته . و أنه مستعد لأن يأخذ محمد أفندي معه إلی القاهرة  

ليقابل معه الحكام بخصوص العريضة و فرح محمد أفندي كثيراً و شكر البك و طلب منه أن يسافر معه ليقابل الحكام . و لكن البك سكت قليلاً و قال : بس 

یا محمد أفندي أنا ح سافر مخصوص لقضاء  مصلحة خاصة للبلد .. عشان كده المفروض أني أسافر على حساب البلد .. و في القاهرة ح اصرف مصاريف كتيرة .. 

عشان كده عليك يا محمدافندی تجمع من البلد فلوس أسافر بها .. و أنا مش مسافر أتفسح أنا مسافر مخصوص علشان الميه ترجع تاني و تسقی زرعكم .  

و وافق محمد أفندي و ركب حمارته راجعاً إلى القرية ، و قابل « عبد الهادي و محمد أبو سويلم والشيخ يوسف » و قال لهم ما قاله محمود بك ، و وافق الجميع على  

جمع التبرعات و هم مطمئنون تماماً بأن محمد افندي سيسافر مع البك و سيقابل الحكام . 

و جمعت التبرعات و استعد محمد افندي للسفر و ودعه الجميع .. و ركب حمارته قاصداً المركز ليركب من هناك القطار الذاهب الى العاصمة . و ماهى إلا ساعات  

حتى كان محمد أفندي بالمحطة قبل میعاد وصول محمود بك بساعة و قبل میعاد قيام القطار بساعة و ربع . 

كانت القرية كلها تنتظر خطاباً من محمد أفندی .. و عندما جاء ساعي القرية أسرع نحوه عبد الهادي و قال له : ماعندكش جوابات من محمد أفندى ؟ 

و رد الساعي في غيظ : يا سيدي انا ماعرفش ان کان فيه جواب من « محمد أفندي » و لا من غيره 

أنا أسلم البوسطة و بس .. و اللى له جواب يقراه و يعرف جای منين . 

و سأل « دياب » البوسطجي و النبي ياعم بوسطجي ماعندکش جواب من أخویا « محمد أفندي » و نظر اليه الساعي في غيظ و لم يرد .. و ضرب حماره بعصاه  

و مضى راجعاً من حيث جاء .. أقترح « عبد الهادي » قطع الجسر ، قال : نقطع الجسر و نروي الأرض كلها بالراحة و لا ندور سواقي و لا نوجع دماغنا .. 

و هو لغاية ما ييجی « محمد أفندي » تتعدل . 

و رد « دياب » : دي أحسن حاجة ، و لكن الشيخ الشناوي صرخ : ياجماعة قطع الجسر أخرته .. عبد الهادي ولد متعافي و مش همه حاجة ، 

و قاطعه الشيخ « يوسف» : حنقطعه یا سیدنا الشيخ و اللي يحصل يحصل ، و رد شیخ البلد بعد أن اعتدل و أصلح من وضع البندقية على كتفه : - .. أعملوا 

اللى تعملوه .. بس بعيد عنی .. أنا كفاية على أحوش عنکم الخفر . مشى شيخ البلد عائدا إلى دوار العمدة ، بينما كانت فؤوس الرجال تعمل في همة و نشاط  

لقطع الجسر .. لتشق قناة عريضة في عرض الجسر بين النهر و الحقول و تدفق الماء من القناة الطويلة في بطن الجسر مارابكل الحقول .. و هلل الفلاحون و هم يرون 

الماء يتدفق في موجات سريعة مثقلة بالطمي ، و انصرف « الشيخ الشناوي » مع « الشيخ يوسف » و بقية النساء و الأولاد و البهائم ، و بعد قليل كان كل فلاح يروى  

أرضه بالراحة . 

و قال عبد الهادي و هو يترك حقله بعد أن رواه خلى الحكومة و رجالة الرى يكسروا السواقي على كيفهم . أهی المية في أرضنا أبرك من عشر سواقي و أجابه 

 

 « مسعو ابو قاسم » : بس ده مشان حیدوم « يا عبد الهادي ».. الحكومة مش حمارة . 

أنتظر الحلقة الأخيرة فى العدد القادم  



الرياضة  

تقديم ممدوح ابوزيد  

النادى الأهلى و سياسة الأشبال 

إلى متى تظل الفانلة الحمراء متعثرة في الملاعب ؟ .. ثم هل هناك علاج لهذا الفشل الذي سار عليه النادي الأهلي ؟ .. و متي ينجح هذا العلاج الذي طال أمده ؟ . 

أسئلة كثيرة تراود جمهوره الكبير .. فالنادى الاهلى يملك أكبر شعبية في بلادنا .. و هو جمهور وفي .. يتبعه إلى أي مكان و يملأ له مدرجاته ليعينه و يؤازره ..  

و قد يقول البعض أن من أسباب تردي النادي الأهلي في هذه الهوة هو الجمهور نفسه . لأن الجمهور قد دللهم كثيراً و صنع منهم أبطالاً حتى و لو كانوا في أسوأ حال ..  

و لم يعاقبهم كما قال أستاذ الكرة السابق « مختار التتش » حقيقة كان من الواجب على الجمهور أن يقاطع بعض المباريات حتى يحس اللاعبون بمدى ذنبهم تجاه  

جمهورهم ، و لكن الجمهور لم يطاوعه قلبه أن يرى الفانلة الحمراء تنزل أرض ملعب من الملاعب و يتركها وحيدة دون مؤازرة ..  

.. و كان لزاماً علينا أن نسأل الكثيرين .. فربما كان لدي بعضهم الحل . 

أولا أجمع جميع من سألناهم على أن سياسة الأشبال الخاطئة كانت هي السبب الأول و السبب الأكبر في أنهيار فريق النادي الأهلي .. و كان لقاؤنا الأول مع خصوم  

الأهلی .. مشجعي و أداريي الزمالك ثم مع جمهور الأهلي . 

مع محمد حسن حلمى  

سكرتير نادى الزمالك  

« ليس أمام النادي الأهلي الأن حل سريع .. و ربما يكون لوجود « أسامة وابراهيم الكبير » في الفريق أثر في مساندة الفريق و لكنه ليس على كل حال حلاً .. 

وأنا أفضل للنادى الأهلى أن يطعم الفريق بأبرز ناشئيه حتى و لو كانوا ممن يلعبون تحت سن ۱۸ .. فالشرف للنادي الأهلي أن يهزم أو يتعادل بناشئيه من أن يهزم 

بلاعبيه الكبار و هذه السياسة ستعطي الناشىء الممتاز فرصة أن يثبت مكانته و يتعود على لقاء الجماهير .. ثم يكونون شوكة دائما أمام كبار اللاعبين يهددونهم .. 

ربما كان هذا بعض الحل لو أخلص الأداريون و جابهوا كل أعوجاج و عالجوه بمنتهى الحزم أعانهم الله .. » 

عم عبد الله  - أهلاوی 

« حاجة واحدة بس يعملها النادي الأهلى .. أنه يبعد الكباتن « المهكعة » عن الفريق و أن يكون حازماً معهم ، و هناك مجالات اخرى غير اللعب .. و أحدها هو الفرجة  

.. لو فعل النادي هذا .. و لو منع النادي المحسوبية .. و لو سكت الغلاباوية .. فسينجح النادي الأهلي و يرجع زي زمان و أكثر .. و على كل حال أنا نفسي مرة ارجع  

من النادي الأهلي علشان أوزع کشرى ببلاش .. بقالى مدة يا عالم » 

سامی محمود – أهلاوی 

« النادي الأهلي .. كان من الممكن أن يتفادى هذه الفترة .. لو أن « علی زیوار» ظل كما هو مديراً للفريق و ظل « الوحش » مدرباً له .. و لكن الحزبية في النادي  

هي السبب .. و كل ما أراه أمامی كحل سريع أن يعود « الوحش » للنادي مع « علی زیوار » و أن تطلق لهما الحرية في الفريق دون تدخل من أي واحد من  

المسئولين .. أما عواجيز اللعبة فأنا أرجو منهم أن يستريحوا و يريحوا .. و على النادي منذ الآن أن يعتمد على صفوف الناشئين .. »  

خواطر 

«  كانت المباراة غاية في القوة .. بذل فيها أفراد الفريقين كل طاقاتهم . حتى استطاع أحدهم في نهاية الأمر أن يمرق بالكرة خلف دفاع الخصم ثم يرسل الكرة لتسكن  

داخل شباك الخصم .. بعدها أنطلقت صفارة الحكم تعلن انتهاء الوقت ، و كاد اللاعبون أن يسقطوا على الأرض من الأعياء .. لكنهم تحاملوا على أنفسهم للوصول إلى  

غرفة الملابس .. و لم یکن تعبهم وانهاكهم لفقدانهم اللياقة البدنية و لكن بسبب المجهود الضخم الذي بذله كل من لاعبي الفريقين ..  و أندفعت الجماهير تحاصر لاعبيها  

لتقبلهم و تتعلق برقابهم فتحمل البعض هذا العناق و التقبيل و لم يتحمله واحد فدفع بمشجعه بعيداً عنه .. و خرج هذا المشجع يسب لاعبه و يتهمه بأنه أصبح « انزوح » 

و أخذ يتكلم عنه في كل مجالاته .. و الحقيقة التي يجب أن يعرفها هذا المشجع .. الذي يندفع كالسهم ليتعلق برقبة اللاعب المتعب .. المنهوك القوي .. أن هذا اللاعب في  

حاجة إلى أن يملأ رئتيه بالهواء لا أن يختنق بين أحضان مئات المشجعين .. الأمر يقتصر على واحد ، و لكن غيرك حينما يراك تقبله يهرع هو الأخر ليتعلق برقبته ثم  

يقبله .. حتى و لو كان هذا المتفرج « مزکوماً » 

سؤال کروی 

لو حاول أحد اللاعبين أن يخدع حارس المرمى أثناء ضربة جزاء و مرر الكرة إلى الخلف لأحد زملائه ليسكنها الشبكة .. فهل يجوز ذلك ؟ .. 

تعتبر هذه الحالة مخالفة ، و تحتسب ضربة حرة مباشرة ضد اللاعب الذي أدى ضربة الجزاء ، كذلك اذا اصطدمت الكرة بعارضة الهدف أثناء ضربة الجزاء و أرتدت  

إلى اللاعب الضارب ثانية فأسكنها الشبكة تحتسب ضربة حرة غير مباشرة لأن القانون يمنع من ضربة الكرة مرتين أثناء ضربة الجزاء . 

إرسال تعليق

0 تعليقات