العدد 209 من مجلة ميكي بتاريخ ابريل 1965

العدد 209 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ :  22 ابريل 1965 م

مع العدد هدية // كأس البيض

العدد بصيغة CBR & PDF




سيتم وضع رابط تحميل PDF قريباً ، عاودوا الزيارة

للتحميل اضغط هنا

في هذا العدد :

سيتم الاضافة قريباً

غنوة شم النسيم بقلم سيد حجاب

ح اطير فوق المدينة                    وادور.. ادور.. ادور
وادخل جوه الجنينة                     وارقص وسط الزهور
قلبي عصفورة طايرة                   وضلوعي سور جنينة 
والنسمة الناعمة سايرة                  بترفرف حوالينا
والشمس في السما                      ورداية مفتحة 
وحمامة محومة                         مرجيحة بأجنحة
يا ريحان.. احدف علينا                روايحك، يا ريحان
إنت ربيع الجنينة                       واحنا ربيع الزمان  


نقطة المطر الصغيرة (قصة قصيرة جدا) بقلم عزيز المصري حسن
كان فلاح بسيط يقف وسط سنابل القمح في حقله وهو ينظر إلى السماء وأخذ يتضرع إلى الله أن يرسل إليه بعض المطر وهو يقول :
- يارب.. ان السنابل سوف تموت.. يارب ارسل لي بعض المطر فإنني في حاجة إلى القمح لعمل الخبز وشراء الملابس الجديدة لأطفالي..
في هذا الوقت كانت تمر فوق الحقل سحابة كبيرة مملوءة بنقط كبيرة من الماء وبينها نقطة مطر صغيرة.. نظرت نقطة المطر الصغيرة إلى شقيقاتها الكبيرة وقالت :
هذا الرجل المسكين لابد أن أساعده.. انني سوف انزل لأروي له حقله..
ضحكت النقطة الكبيرة من كلام النقطة الصغيرة وقالت لها :
ماذا سوف تفعلين أيتها الصغيرة في هذا الحقل الواسع؟
ولكن نقطة المطر الصغيرة أصرت على تنفيذ كلامها.. وودعت شقيقاتها ونزلت.. والنقط الكبيرة تراقب ما ستعمله.

كان الرجل يرفع وجهه إلى السماء ضارعا فنزلت نقطة المطر على وجهه فصاح فرحا : الحمد لله أن سمعت دعائي وأرسلت لي المطر لك الحمد والشكر يارب..
تعجبت النقط الكبيرة لفرحة الرجل الغامرة.. وقالت :
- إذا كان هذا مبلغ سعادة الرجل بالنقطة الصغيرة فكيف يكون فرحه بنا.. هيا بنا ننزل..
بدأت النقط تنزل واحد وراء أخرى.. حتى ارتوت سنابل القمح.. وهكذا نضجت السنابل.. وعمل الرجل الخبز.. واشترى الملابس الجديدة للأطفال.. بفضل عمل صغير قامت به نقطة مطر صغيرة..

نجح مشروع اللعبة السعيدة (من أجل الابتسامة)
وهكذا نجح مشروع اللعبة السعيدة.. المشروع الذي بدأ فكرة صغيرة تراود أفكار رئيسة تحرير مجلة "ميكي".. وكبرت الفكرة إلى أن أصبحت حقيقة تتبناها محافظات الجمهورية كلها...
فكرة أن يتبرع طفل قادر بلعبته القديمة إلى طفل لم يملك لعبة في حياته. فكرة بسيطة.. ولكن كان يهددها خوف كبير.. خوف من الطفل نفسه، خفنا أن يرفض أن يقدم لعبته القديمة متبرعا بها.. وقد حدث هذا فعلا.. فقد رفض الأطفال أن يعطونا اللعب القديمة ولكنهم قدموا لنا آلافا من اللعب الجديدة.. لعبا لم يلعبوا بها من قبل.. وتزاحموا ليقدموها ويتبرعوا بها.. وانهالت علينا اللعب في نجاح لم نكن نتوقعه.. 
أكثر من خمسة آلاف لعبة امتلأت بها المكاتب والمخازن.. وملأتنا ثقة وأملا في جيلنا الجديد.. العظيم.. ومع كل لعبة كانت أمنية أن يستمر أسبوع اللعبة السعيدة مدة أطول.. وأن يتكرر المشروع كل عام.. كان كل طفل يشعر بلذة العطاء.. بسعادة أن يبذل جزءا من نفسه لصديق لم يره من قبل.. وقد لا يراه أبدا.. ومئات من اللعب وصلتنا في البريد، ومعها رسائل رقيقة مقدمة إلى الأصدقاء المجهولين تتمنى لهم حظا سعيدا.. تتمنى أن تتعرف بهم وتبادلهم الرسائل.. والوجه الآخر من المشروع كان أجمل وأعظم.. الوجه الحزين الذي امتلأ بالابتسامة.. وملأت وجهه وعينيه الفرحة.. هؤلاء الذين قام مشروع اللعبة السعيدة من أجلهم.. من أجل أن تلمع السعادة في عيونهم.. ومن أجل أن تشعر بالدفء قلوبهم..
تمنيت لو رأى كل قارئ الفرصة التي غمرت أطفالنا الصغار وهم يمسكون بلعبة لأول مرة في حياتهم.. كل يملك لعبة له وحده.. ومن حقه وحده.. ويستطيع أن يلعب بها ويتبادلها مع أصدقائه. لقد نجح أطفالنا في منح السعادة لأصدقاء مجهولين.. وأنا بدوري أقدم لهم الشكر نيابة عن هؤلاء الأصدقاء. 
وكما نجح مشروع اللعبة السعيدة في القاهرة كل هذا النجاح.. أتمنى أن ينجح في كل المحافظات.. كما نجح هنا، فاليوم يبدأ أسبوع اللعبة السعيدة في محافظة القليوبية.. وبعدها ينتشر في باقي المحافظات..
وهكذا ينجح الجيل الجديد في أن يثبت أنه جيل إنساني عظيم، وأنه كريم وقادر على البذل والعطاء.


الرياضة كيف يصنع المدرب بطلا بقلم ممدوح أبو زيد 
كان اللقاء مع مدرب مصر في الغطس "رءوف أبو السعود".. وكان حديثنا حول الأبطال وكيف يمكن للمدرب أن يصنع لنا بطلا.. سألته أن يقدم لنا بطلا صنعه فقال :
- سأحدثكم عن ابني "وجيه"
- ولماذا اخترت ابنك "وجيه"؟
- لأن مهمة تدريب الابن من أشق الأمور، ثانيا لأن ابني بجواري الآن.. أما كيف للمدرب أن يصنع بطلا؟.. فعليه أولا أن يختار من يلمح فيه بوادر الحب بينه وبين اللعبة التي اختارها، ثم الاستعداد الفطري للتجاوب مع المدرب.. وأنا فعلا وجدت كل هذا موجودا في ابني "وجيه"، لذلك عزمت أن أجعل منه بطلا، خصوصا وأنني كنت بطلا في الغطس.
- ما قصة تدريب ابنك "وجيه"؟
- كأي شبل صغير.. قمت بتدريبه.. ثم دفعت به في بطولة الناشئين تحت سن 12 سنة، ولم يكن يبلغ من العمر 6 سنوات وفاز يومها بالبطولة.
- والغرور.. ألم يصل إلى ابنك؟
- كاد الغرور أن يصل إليه فعلا.. ولكنني حاربته فيه بشكل عملي..
- وكيف ذلك؟
- بعد أن أحرز البطولة.. استعد لدخول بطولة أخرى.. ولكنه تكاسل في التدريب ولما نبهته إلى هذا قال "أنا ضامن البطولة في جيبي".. وفي نفس اليوم الذي قال فيه هذا الكلام احضرت له ولدا كان يهوى الغطس ولم يكن قد تدرب عليه أبدا وأخذت ادربه وفوجئ به "وجيه".. واشترك الاثنان وفاز الولد الثاني.. بعد هذا الدرس.. أصبح بعيدا عن الغرور عنيدا في كل بطولاته
- ومن يكون هذا الولد الثاني؟
- إنه "عباس الجندي" بطل مصر الثاني بعد "وجيه"

التفت ناحية "وجيه" وسألته عن بطولاته.. فقال : 
- لقد أحرزت بطولة مصر وعمري 12 سنة.. وأنا كنت أصغر ممثل للجمهورية العربية المتحدة في جميع الألعاب بدورة البحر الأبيض ببيروت.. وفي سنة 59 أحرزت بطولة مصر من السلم المتحرك، وكان عمري 14 سنة ثم بطولة السلم الثابت عام 61، ثم اشتركت في دورة هلسنكي ثم دورة البحر الأبيض بنابلي ثم دورة الدول العربية بكازبلانكا، ثم دورة الصداقة بسبريت ودورة جاكرتا التي كانت سببا في إيقافي عن دورة طوكيو بالرغم من أنني حققت الرقم المطلوب. وهنا قال والده : أن "وجيه" يتقدم باستمرار وأن أرقامه التي سجلها بجاكرتا تفوق أرقام بطل دورة طوكيو "ويلستر الأمريكي".. وهنا صافحت بطل مصر السابق وبطلها الحالي.. الأب.. ثم الابن.. 


أسماء المؤسسات التي وزعت عليها اللعب التي جمعت في مشروع اللعبة السعيدة
مؤسسة اللقطاء.
مؤسسة التائهين.
جمعية جنة الأطفال.
دار تربية الطفل.
دار حضانة الطفل.
مدينة تحسين الصحة.
الوحدة الاجتماعية للبنين بمصر القديمة.
مؤسسة بيت الطفل.
دار التربية الشعبية للبنين.
دار الملاحظة.
جمعية أصدقاء الشعب.
مؤسسة إنقاذ الطفولة.
مؤسسة الجمالية.
مبرة التحرير للخدمة الاجتماعية.
مركز تدريب عين الصيرة.
دار الطفل السعيد.
دار حضانة الطفل "داخلي".
دار حضانة الطفل "خارجي".
دار حضانة الطفل.
مشروع جزيرة بدران. 
حضانة الأقباط بالزيتون.
دار الحنان.
دار حضانة حماية الأم وولدها "البروفيد أنس".


الكرة.. أيام زمان
يحكى أن مباريات كرة القدم الأولى كانت تجري في مساحات لا تحددها مقاييس معلومة، ولا ابعاد، ولا تخطيط.. وكانت تجري بين قريتين متجاورتين تبدأ المباراة من منتصف المسافة بينهما.. والفريق الفائز هو الذي يتمكن من الوصول بالكرة إلى أطراف القرية الأخرى.. ولم يكن هناك عدد محدد من اللاعبين من كل فريق.. وقد شجع هذا على أن يكتل كل فريق أكبر عدد ممكن من مناصريه.. وعلى أن يسهم في المباراة الكثبر من اللاعبين.. وعلى أن تنتشر وتنال الصفة الشعبية.. ولم يكن هناك حكام يديرون المباراة.. بل كان يوكل إلى رئيس كل فريق أن يحتسب الأخطاء التي يرتكبها فريقه هو! وكان هذا دليلا قويا على مدى الأمانة والثقة والصدق..
ومن الطريف أنه لم يكن هناك وقت محدد للمباراة.. بل كانت تستمر إلى أن يصل أي الفريقين إلى الهدف.. وهو مدخل القرية الأخرى! وبالتالي كانت المباريات تقام من شوط واحد ولا تزيد نتيجتها على هدف.







الطريق الجديد 
بقلم مهدي الحسيني
في قديم الزمان.. هناك في بلاد الصين البعيدة وفي أقصى الشرق يوجد جبل هائل عظيم، يمتد مئات الأميال المربعة، ويرتفع مئات الآلاف من الأقدام، وخلف هذا الجبل الضخم كوخ صغير متواضع لفلاح فقير عجوز قد قارب التسعين عاما.. يحبه أهل بلدته لطيبته وبساطته. كان هذا الفلاح كثيرا ما يجلس ويسند ظهره إلى جدار منزله ويفكر، وكان أهل البلدة يحارون ويتسائلون عما يفكر فيه هذا الرجل!! وفي يوم من الأيام أتاه حفيده الصغير وسأله :
- فيم تفكر يا جدي؟
- أفكر في هذا الجبل!
- إنه يستحق التفكير.. فهو خال من الزرع والماء.
- وهذا هو السبب الذي يجعلني أفكر فيه انه – يا صغيري – شئ ثقيل، أحس به كالكابوس يمنع النور عن قريتنا.
- إنني لا افهم يا جدي، إن النور يدخل قريتنا كل صباح.. مع الشمس.
- نور التمدن والحضارة يابني.. فهناك خلف الجبل يجري النهر، حيث يكون البيع والشراء.. ويحضر لنا تجار البلاد الأخرى.. بضائعهم، ومنهم تشتري الملابس الزاهية والخرز. ولا تنس أيضا اللفة الطويلة التي أسيرها حينما أذهب إلى السوق لأبيع ما ينتجه حقلنا من خير، أو لأشتري لك أو لجدتك جلبابا جديدا. 
فهتف الصغير : 
- جدي.. يجب أن نزيل هذا الجبل.
- هذا ما أفكر فيه.
وفي يوم من الأيام استدعى الفلاح الطيب أهل منزله لمناقشة أمر هذا الجبل. فقال لهم :
- إن هذا الجبل عقبة في طريقنا إلى حقلنا.. وإلى النهر حيث نحضر منه مياه الشرب وحيث نستحم.. وإلى السوق أيضا، لذا يجب أن نعمل سويا حتى نفتح طريقا إلى الجنوب لكي لا نضطر للقيام بهذه اللفة الطويلة التي تأخذ منا وقتنا وجهدنا.
 فرد ابنه عليه :
- يا أبي!! إن هذا العمل شاق وصعب.
- أوه يا بني!! إذا كنت أنت الشاب القوي تقول هذا الكلام، فماذا أفعل أنا وقد تقدم بي العمر.
- حسن.. سأعمل معك يا أبي.. أنا وزوجتي وابني.
ولما سمع الفلاح العجوز هذا الكلام من ابنه الشاب ابتسم ابتسامة أظهرت حبه لابنه ووضع يده على كتفه وقال له : 
- حسن يا بني.. انك الآن ابني وموضع افتخاري. لا حرمني الله إياك يا بني.
 أما زوجته العجوز.. فلم توافق على هذا العمل وقالت له : 
- كيف تستطيع تحريك هذا الجبل الضخم.. وأين ستضع كل هذه الأحجار والرمال؟
- سنرمي بها في النهر.. فيفيض الماء فيروي المزيد من الأرض.
- أيها الرجل العجوز.. انك لا تملك القوة لتسوية تل صغير. وإن كان لديك فائض من القوة. فكرسه لحقلنا.
- إن حقلنا صغير  لا يحتاج إلى مزيد من الجهد.. ثم إن فتح الطريق إلى النهر سيفيد القرية كلها.. انما العمل في حقلنا سيفيدنا نحن فقط.
لقد قارب عمرك على الانتهاء، فماذا ستفعل بهذا الطريق ؟ 
- إنك لا تنظرين أبعد من أنفك.
وبالفعل بدأ العجوز وابنه وابن ابنه أيضا.. ولم يهتم باعتراضات زوجته. وأخذوا في هدم الجبل، وتعبئة الأحجار والرمال وحملها إلى النهر وكان العمل شائقا – رغم مشقته – لانهم كانوا يعملون بروح التعاون والإخلاص. حتى أن الحفيد الصغير يعمل بهمة ونشاط متنقلا هنا وهناك. حاملا الأحجار الصغيرة وهو يغني بمرح وفي ذات يوم، مر عليهم جار من جيرانهم فسألهم : 
- ماذا تفعلون؟ 
- نهدم الجبل
- لماذا ؟
- كي نفتح طريقا للجنوب
- آه.. حسن، إنني أتعب من طول الطريق من هنا للنهر وبالعكس سوف أشارككم عملكم.
وبدأ الجار العمل معهم، ولم يكن هو وحده، بل أتى معه جيران آخرون. ولكن مضت عليهم جميعا شهور عديدة ولم يقطعوا شيئا من الطريق، ولم يحرزوا تقدما يذكر، وفي هذه الأثناء جاءهم رجل يعيش على ضفة النهر يرتدي ملابس فخمة زاهية مزركشة.. ويتكلم من أنفه وصاح فيهم : 
- كفى حماقة.. يا لهذا العمل من عمل ساذج غبي، إن عجوزا ضعيفا مثل هذا الرجل، وفلاحين جهلاء مثلكم لا يستطيعون تحريك حجر من هذا الجبل، كيف تستطيعون نقل هذه الرمال الكثيرة وهذه الأحجار الهائلة؟ 
فرد عليه الفلاح قائلا : 
- أنت مثل زوجتي تماما.. لا تنظر أبعد من أنفك، أنا أعلم أني سأموت قبل أن أكمل هذا الطريق.. ولكني سأترك ورائي ابني، وأبناء ابني.. فهكذا ننمو نحن بني الإنسان، ويكثر عددنا أما هذا الجبل فسيظل كما هو.. لا ينمو، فمن يكون الغالب؟ 
فرد الفلاحون جميعا : 
- نحن بالطبع 
ورد اخر : 
- أنت أيها الرجل الذي تنتفش كالطاووس في عباءتك المزركشة، وتتهم الفلاحين بالغباء والجهل، ألم تسمع عن كلمة تقول أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة؟ هكذا نحن، إن هدمنا أول حجر، فسيأتي الثاني والثالث حتى نشق الطريق عن آخره.
حينئذ لم يكن لدى الرجل شئ يقوله. 
واليوم هناك على شاطئ النهر مدينة عظيمة. وشمالي هذه المدينة طريق عظيم إذا صرت فيه فستجده يؤدي إلى مدينة عظيمة أخرى، وهناك في هذه المدينة سمعت بأذني تلميذين صغيرين يتحدثان : 
- ما أروع وأجمل هذا الطريق.. إنه يشق الجبل شقا.. كسكين لامعة.
- إنه يتسع لعديد من السيارات ولمئات من الناس.
- يقول جدي إنه في سالف الأزمان كان الجبل يسد المكان.
- يا ترى من هذا العبقري صاحب فكرة فتح الطريق؟
- ليست الفكرة وحدها يا صديقي.. إنها العزيمة والتضحية، فلولا تضحية من كانوا قبلنا.. ما قامت هنا، خلف هذا الجبل تلك المدينة.

إرسال تعليق

0 تعليقات