العدد 203 من مجلة ميكي بتاريخ مارس 1965
قابلت السيدة "عفت ناصر" رئيسة التحرير السيد وزير التربية والتعليم "السيد يوسف".. كان لقاء من أجل الإنسانية ومن أجل الطفولة.. فقد شرحت السيدة رئيسة التحرير فكرة مشروع اللعبة السعيدة "المنشور على صفحتي 16 و 17" في داخل هذا العدد. والذي يتلخص في جمع اللعب الزائدة عن حاجة الأطفال، ومنحها إلى الأطفال الذين لا يملكون لعبة.. وقد أبدى السيد الوزير إعجابه وتأييده الكبير للفكرة.. ووافق على نشر فكرة المشروع بين تلاميذ المدارس.
وقد صرح السيد الوزير بأن هذا الاتجاه الإنساني من مجلة "ميكي" قد جعل لصحافة الأطفال رسالة كبيرة، وأهمية بالغة في حياة الطفل. وأن هذه هي رسالة الصحافة الحقيقية..
وباسم آلاف القراء من مجلة "ميكي" شكرت السيدة "عفت" السيد الوزير على تأييده العظيم وقلبه الكبير!.
في هذا العدد :
كثيرا ما تشاجرنا أنا وشقيقتي "علا".. وفي كل مرة كنا ننتظر عودة والدي فنسرع إليه ويسكو كل منا الآخر... وفي أحد الأيام طلب منا والدي يشرح لنا كيف تقدم القضايا في المحاكم.. أن يكتب شخص الشكوى، ويرد عليها آخر.. ثم يناقش القاضي الموضوع.. واقترح والدي أن نتبع هذه الطريقة إذا حدث واختلفنا.
وكثيرا ما كنا نستقبل والدي عند عودته ونحن نصيح : "أن لنا قضية هذه الليلة يا أبي".. وكان والدي يعطي الفرصة لكل منا ليقرأ شكواه ثم يرد عليه الآخر ويسأل هو بضعة أسئلة.. ثم يحكم في القضية.
وبعد فترة قصيرة انتهت القضايا.. لا تعجب!! فقد اكتشفنا أنا وشقيقتي أننا عندما حولنا غضبنا إلى كلمات. كتوبة اكتشفنا أنه ليس هناك شئ يستحق أن يشكو أحدنا الآخر من أجله.. وإذا كان هناك شئ فهو شئ بسيط جدا كنا نخجل أن ننبئ به والدي.
مشروع إنساني جرئ!
اللعبة السعيدة
صديقي القارئ..
هل عندك لعب تلعب
بها؟ وكم لعبة تملك؟ وهل استغنيت عن بعضها.. ولم تعد تلعب بها؟ هل تركت هذه اللعب
في قاع "دولابك" بلا فائدة؟
ما رأيك في أن هذه
اللعب التي استغنيت عنها تستطيع أن تسعد الألوف من الأطفال الذين لم يملكوا لعبة
واحدة في حياتهم.. قد لا تتصور أنت أن هناك أطفالا لا يملكون لعبة.. ولكنها
الحقيقة.. فكثير من الأولاد لم يلمس لعبة في حياته، ولم يشعر بهذه السعادة التي
تشعر بها أنت عندما يقدم لك "بابا" أو "ماما" لعبة في عيد
ميلادك، ولم يبتسم ابتسامة الفرحة عندما يمسك اللعبة بين يديه..
ما رأيك في ان
نقوم بمشروع مع بعضنا البعض، "مشروع السعادة" نقدم فيه السعادة إلى مئات
من الأطفال، ونرى الابتسامة السعيدة على وجوههم البريئة الحزينة.
لن يكلفك المشروع
شيئا. ابحث في "دولابك" عن اللعب التي استغنيت عنها.. لأنك كبرت عليها.
أو لأنها لا تعجبك، أو لأنها قد كسر جزء منها في يوم من الأيام.. وأعدها لتتبرع
بها..
إن السعادة
الحقيقية هي التي تنبع عن مشاركتنا للآخرين في سعادتهم وفي آلامهم وفي مشاعرهم...
وتصور أين ستذهب لعبتك.. قد تذهب إلى طفل وحيد حزين في ملجأ.. فتشعره بالسعادة..
وبأنه ليس وحيدا.. وأن هناك صديقا يفكر فيه..
وقد تذهب إلى طفل
مريض في مستشفى.. يريد أن يسرع إليه الشفاء.. وستساعده لعبتك.. سيلعب بها وينسى
آلامه.. ويذكر أن له صديقا يحبه ويشعر به..
وستذهب قطعا لعبتك
إلى طفل يحتاجها.. سيمسكها بين يديه ويبتسم.. ويضحك.. ويسعد.. ويرسل لك
أمنياته.
الرياضة بقلم ممدوح أبو زيد
حمودة السيد غالي نجم ناشئ يهدد بطل مصر في القرص
"حمودة"..
طالب بمدرسة شبرا الثانوية، يبلغ الثامنة عشرة من عمره.. يلعب لنادي الجزيرة..
وعضو في منتخب الجمهورية لألعاب القوى.
كان يلعب الملاكمة
بمدرسة الترعة البولاقية، فأسترعت قوته مدرس التربية الرياضية بالمدرسة فحوله إلى
لاعب جلة وقرص.. واشترك "حمودة" في بطولة المدارس الإعدادية وفاز
ببطولتها في الجلة والقرص.. كان ذلك في عام 1961، وفي العام التالي أحرز المركز
الأول في بطولة الجمهورية للمدارس الإعدادية، وتقدمت أرقامه واختطفه نادي الجزيرة،
وبعد أسبوع من انضمامه اشترك في بطولة تحت ال 18 سنة، فأحرز المركز الثالث للقرص
وكذلك للجلة، وفي عام 62 أحرز بطولة الجمهورية للمدارس الثانوية في القرص.
وفي نفس العام
اشترك في بطولة الدورة العربية المدرسية بالكويت، ثم انضم بعد رجوعه إلى منتخب
الجمهورية، وفي عام 64 أحرز المركز الأول في بطولتي تحت سن 18 وسن 20 التي أقيمت بعدها
بأسبوع ثم أحرز بطولتي الجمهورية للناشئين فردية تحت 20 واحرز رقما جديدا للناشئين
هو 39,79 متر وفي تصفيات دورة طوكيو التي أقيمت بين منتخبي القاهرة والاسكندرية
سجل رقما قياسيا جديدا بالنسبة للناشئين 42,04
إن "حمودة
السيد غالي" تؤكد أرقامه المتتالية أنه في خلال عام 65 سيحطم رقم مصر.. رقم
"شبل فرج". حيث يعتزم أن يصل برقمه إلى أبعد من 50 متر.
قصة رياضية واقعية
ذهب "عمر
شندي" بفريق من لاعبي كرة القدم ليلعبوا بإحدى البلاد المجاورة لإمبابة وكانت
المساحة التي أقيم عليها ملعب الكرة ضيقة.. وكان الملعب تحوطه بيوت من الطوب
اللبن، اعتلاها جمهور البلدة ليشجعوا فريقها. واحتسب الحكم ضربة ركنية لصالح فريق
"عمر شندي".. وذهب "عبد الرحيم شندي" وهو الأخ الأكبر
"لعمر شندي" وكان في ذلك الوقت يلعب جناحا أيمن لنادي الزمالك.. ذهب
ليرفع الضربة الركنية ووضع الكرة في مكانها وكانت المسافة بينه وبين الدار
المجاورة ضيقة جدا جدا فكان عليه أن يفتح باب الدار ويدخل الفناء الداخلي ثم يخرج من
باب الدار إلى الملعب ضاربا الكرة وبهذا فقط يستطيع أن يلعب الضربة الركنية.
وبعد أن وضع
"عبد الرحيم" الكرة فتح الباب ودخل ولكنه تأخر دقيقة ودقيقتين وثلاثة
ولم يخرج "عبد الرحيم" ليلعب الكرة. ودخل الحكم وبعض اللاعبين.. وكم
كانت دهشتهم عندما رأوا "عبد الرحيم" جالسا في الفناء يأكل مع أصحاب
الدار وسألوا "عبد الرحيم" عن الذي حدث فقال لهم أعمل أيه؟ حلفوا علي
لازم اقعد آكل.
لقطة من طوكيو
يظهر في هذه
الصورة البطل المكافح... المعجزة البشرية "ليونيد زايوتنسكي" الروسي...
كان ترتيبه في إحدى البطولات الثاني بعد المعجزة البشرية الكبرى الدكتور
"يوري فيلاسوف" بطل العالم في رفع الأثقال.. قال الناس : "لن يأتي
من يحطم هذا البطل.. ولكن "زايوتنسكي" العامل البراد بقوة كفاحه تمكن من
هزيمة "يوري فيلاسوف" في بطولة دورة طوكيو وتغير ترتيبه في الصورة فأصبح
في الوسط وعن يمينه أصبح " يوري فيلاسوف"!
حماده وجمهوره
استضافت مجلة
"ميكي" هذا الأسبوع اللاعب الكبير "حمادة" ليرد على أسئلة
المعجبين به.
-
ازيك يا حمادة؟
عبد السلام علي عبد السلام : القاهرة
=
الله يسلمك..
-
أنا شاب أحب النادي الأهلي جدا وكنت اتمنى أن
تكون أهلاويا فهل تقبل ان تلعب لنا؟
زهير محمود السيد : السيدة زينب
= لو
لم أكن "زملكاويا" لوددت أن أكون "زملكاويا"..
-
ايه رأيك في "طه إسماعيل"؟
عزيزة سرور: مشجعة للأهلي
=
شيخ.. ولاعب كبير..
-
من هو اللاعب الذي تحبه من القدماء ومن
الحاليين؟
م. أحمد عبد الرحيم : فايد
= والدي
"يحيى إمام" من القدماء وجميع اللاعبين الحاليين..
-
هل أنت طالب في الجامعة؟
فتحي حسن عبد القادر : مصر
=
لا.. أنا ضابط بالقوات المسلحة.
-
هل أنت قريب للحكم حسين الإمام؟
حسني هاشم : الزمالك
=
يبقى عمي..
-
هل سيفوز الزمالك بالدوري؟
راغب عياد : شبرا
=
ربنا يسهل ونجيب كمان الكأس.
لو كنت الحكم
قام حارس مرمى
بمحاولة صد رمية تماس "رمية الأوت" فانزلقت من يده إلى داخل الشبكة..
ماذا تفعل لو كنت الحكم مع العلم بأنه لا يمكن إحراز هدف من رمية تماس.
الإجابة
إذا دخلت الكرة
إلى الشبكة بدون أن يلمسها حارس المرمى أو أحد المدافعين لا تعتبر هدفا، ولكن إذا
امسكها حارس المرمى ثم سقطت من يده داخل المرمى تعتبر هدفا صحيحا.
ابن بطوطة
أمير الرحالة وأول
رحالة عربي.. بدأ رحلته الأولى وعمره 22 عاما، وكانت للحج.. فجاء من طنجة ومر بدول
شمال أفريقيا ثم الشام ومنها إلى مكة وقضى فريضة الحج الأولى.. ثم ذهب إلى العراق
فإيران وعاد للحج مرتين بعد ذلك، ومن مكة نزل إلى الجنوب العربي واليمن ومنها إلى
الصومال.. ثم عاد إلى مكة وحج للمرة الرابعة.. ثم جاء إلى مصر ومنها إلى تركيا
وبلاد فارس ثم رحل إلى الهند وسيلان وجزر الهند الشرقية "اندونيسيا"
ومنها إلى الصين ثم عاد إلى طنجة.. وقام برحلة إلى السودان ثم ألف كتابه بعد
العودة الذي شمل كل رحلاته ومقابلاته وقد ولد ابن "بطوطة" في طنجة
بالمغرب سنة 703 هجرية ومات سنة 779 هجرية.
سياسة الاتحاد
الاشتراكي الأوروبي
·
في اكتوبر عام 1962 صدر قانون الاتحاد
الاشتراكي العربي.
·
يتألف الاتحاد الاشتراكي العربي من قوى الشعب
العاملة.. وهي التي حددها الميثاق من العمال والفلاحين والجنود والمثقفين
والرأسمالية الوطنية.
·
نسبة العمال والفلاحين في جميع تنظيمات
الاتحاد الاشتراكي العربي 50 % على الأقل من مجموع الأعضاء.
·
ستصب عضو في الاتحاد الاشتراكي العربي متى
بلغت الثامنة عشرة بشرط أن تكون مواطنا صالحا وتؤمن بالميثاق.
·
أهداف الاتحاد الاشتراكي العربي هي تحقيق
الديموقراطية السليمة، وتحقيق الاشتراكية وحماية مبادئ الثورة. والقضاء على
الرجعية والرأسمالية المستغلة، والنضال ضد التسلل الأجنبي.
·
التمثيل العام للاتحاد الاشتراكي يتمثل فيما
يلي :
-
مؤتمر ولجنة الاتحاد الاشتراكي العربي للوحدة
الأساسية (كالقرية أو المؤسسة الجماهيرية)
مؤتمر ولجنة الاتحاد الاشتراكي العربي للمدينة أو القسم
أو المؤسسة الجماهيرية التي بكل منها أكثر من وحدة جماهيرية.
-
مؤتمر ولجنة الاتحاد الاشتراكي العربي
للمركز.
-
مؤتمر ولجنة الاتحاد الاشتراكي العربي
للمحافظة.
-
مؤتمر قومي عام ولجنة عامة تنفيذية عليا
للاتحاد الاشتراكي العربي للجمهورية
·
يمكنك أن تلتحق بمنظمة الشباب الاشتراكي
التابعة للاتحاد الاشتراكي العربي اذا كنت تبلغ الخامسة عشرة.
موسيقى : البيانو
!
كان البيانو في
القرنين السادس عشر والسابع عشر يتكون من مضرب وأوتار مشدودة بواسطة مطارق. أما من
ناحية الشكل فكان عبارة عن صندوق موضوع على منضدة. وكان العازف يحصل على أنغام
مختلفة عندما يضغط على أصابع البيانو. وللحصول على نغم رنان كان يستعين في مس
الأوتار بمنقار أو ريش الغراب أما حدة الصوت فكانت تعتمد على لمسة عازف البيانو
ثم أدخلت بعد ذلك
تعديلات على تصميم البيانو بحيث يمكن الحصول على نغم سليم الرنين. ويرجع الفضل في
ذلك إلى الطريقة التي استخدمها "كرستوفاري" الإيطالي في تعديل مطارق
الأوتار. والفكرة التي تستخدم في صناعة البيانو هي نفس فكرة "كرستوفاري"
مع بعض التحسينات.
وأنت اذا فتحت
البيانو فستجد عددا من الأوتار بقدر عدد أصابع البيانو وهي 88 وأعلى الأوتار يتكون
من ثلاثة خيوط معدنية في حين أن أقل الأوتار يتكون من خيطين فقط. ولوعلمت أن قوة
احتمال مجموع الأوتار في البيانو هي 20 طنا لعرفت السبب في أنها تشد على قائم من
الصلب شديد الاحتمال. أما صندوق البيانو من الخشب في حين أن المطارق من الخشب
المغطى باللباد.
والبيانو الديث
مزود ببدالين والبدال الأيمن يمنع الصمامات من ابطال النغم فيستطيع الموسيقي أن
يطيل النغم كما يريد، والبدال الأيسر يخفف النغم..
وهناك نماذج
مختلفة من البيانو، فمنه ماهو عادي صغير الحجم يمكن أن يوضع في حجرة، ولكن
المحترفين من الموسيقيين يفضلون البيانو الكبير الذي له صندوق مستطيل يصدر درجات
كثيرة ومتعددة من النغم.
مجموعتك الخاصة (الطيور)
البجع الأحمر !
طائر رقيق، يعيش
في جنوب أوروبا وجزء من افريقيا.. يأكل الأسماك الصغيرة التي تعيش في البرك بجوار
الأنهار.. أجنحته حمراء.. شديدة الاحمرار.. وعندما يطير في مجموعات يبدو كشعلة من
النيران..
علوم الطواحين..
كيف صنعها الإنسان!
في الريف المصري
تطحن الفلاحات الحبوب في طاحونة حجرية وهي نفس الطاحونة التي كان يستعملها نساء
آسيا منذ 25 قرنا.. وهذه الطاحونة عبارة عن قرصين من الحجر يطلق عليهما الرحى يوضع
احداهما على الأخرى والثانية ثابتة والأولى متحركة..
والرحى الدائري
كانت أكبر من طاحونة اليد وعرفت في أوروبا، وفي كل بلاد البحر المتوسط، وكانت تدار
بواسطة الحمير أو الخيول أو الرجال مثل عبيد الامبراطورية الرومانية..
طاحونة الماء
أما طاحونة الماء
التي يرجع أصلها إلى الشرق الأوسط فلا يزيد تاريخها على عشرين قرنا، واستخدمتها
ايطاليا ثم أوروبا كلها، ولكن كان لابد من الوقت لتنجح، ولاقت هذا النجاح في
العصور الوسطى.. وكانت الطاحونة تقام على ضفة نهر صغير حيث كان الماء الجاري يدير
عجلة، والعجلة هي التي تدير الطاحونة، وقد استخدمت هذه العجلة في طحن الحبوب، وعصر
الزيتون، كما استخدمت كمنشار آلي، ومنفاخ الحداد.. وفي أيامنا هذه تزود الطواحين
برحى من الصلب، وتدار الطاحونة كلها ميكانيكا..
طاحونة الهواء..
أما طاحونة الهواء
فهي أكثر الطواحين جمالا، والأرجح أن العرب هم أول من اخترع طواحين الهواء، اذ
ظهرت في المغرب حوالي القرن الثاني عشر.
وتدير الريح
مراوحها التي تشبه أشرعة السفن، وتجذب المراوح أثناء دورانها عجلة تستخدم في طحن
الحبوب وفي البرتغال نوع من طواحين الهواء من القوة بحيث يوقف حركة المد والجزر...
وفي ديف فرنسا طواحين ساكنة هي جزء من مناظر هذا الريف الجميل..
سوء تفاهم ! بقلم سيد خميس
جاءت الاجازة
الصيفية.. وحضر عمي لزياراتنا، عمي أحمد المزارع في قريتهم وقرية أبي أيضا.. وأنا
لم أر عمي "أحمد" قبل ذلك غير مرة واحدة، وأنا صغير منذ أربع سنوات..
وفي المرة الأولى،
جاء مع عمي ، ابنه الأصغر "سمير" الذي في مثل سني، وعرف أبي كلا منا
بالاخر، وخرجنا نلعب في الصالة. لكن الولد "سمير كان شقيا، يعوج لسانه،
بطريقة غريبة، وينظر إلي نظرات طويلة، اغتظت منه، فدغعته في جنبه، وإذا بالولد
الشقي يضربني كفا على وجهي بكل قوته، وآلمني الكف جدا. فبكيت، وحدثت دوشة في
البيت، ولم أكلم "سمير" إلى أن سافر مع أبيه، ونسيت أنا الحكاية.
وها هو
"سمير" يأتي إلى بيتنا هذه الأيام مع أبيه، وفكرت في أن أعمل فيه
مقلبا.. آخذه إلى السينما. فيخاف من الفيلم ويصرخ، وأضحك عليه فترة، ثم أطمئنه بعد
ذلك وأظهر أمامه كبيرا يعرف أشياء كثيرة، ولاعرفه أن أولاد القاهرة أشطر من أولاد
الفلاحين.. وأسكت لسانه الطويل الذي جعله يسألني يوم وصوله، بخشونة :
-
اسمع.. أنت في سنة ايه ؟
ورددت عليه :
"منقول تانية بتحد "..
فرد بنفس الطريقة
: "وأنا كمان".. ثم قال بعد لحظة بتحد :
-
المدارس عندنا أحسن من عندكم.
وعندما جلسنا إلى
المائدة لنتناول الغداء، كان "سمير" ينقل عينيه بين أبيه وأبي.. ثم يقول
كلمات بالانجليزية أو أبياتا من المحفوظات.. ربما ليعرف أبي أنه أشطر مني، لأن أبي
لاحظ ذلك فقال لي وهو يبتسم :
-
شايف ابن عمك شاطر ازاي!!. مذاكر كويس.
وقلت لنفسي : طب
دلوقت نشوف مين الشاطر !
وذهبنا إلى
السينما، وأنا أضحك في سري على المقلب المنتظر، وأرسم في خيالي صورة ابن عمي وهو
يصيح خائفا.. ومن أجل ذلك لم أتكلم معه في الطريق عن السينما أو الأفلام، كنت
أتكلم في حكايات أخرى، وأبعد الكلام عن السينما لأني أريد أن تكون مفاجأة.
وبعد أن مرت علينا
في السينما عشر دقائق.. أخذت أنقل عيني بين الشاشة وبين ابن عمي.. لكنه لم يكن
خائفا.. فقط مال إلى الكرسي الذي أمامه، وبدا أنه يتابع ما يحدث في شوق.. لم يخف
"سمير" في السينما، وكذلك لم يتكلم أو يسأل وان ظهرت على وجهه الدهشة
والسرحان بعد خروجنا..
وطول الطريق إلى
البيت لم يتكلم أيضا ولم يسأل واستمر في سرحانه وفي البيت كذلك. لم يسأل، وحتى لم
يتحدث عن الفيلم أكثر من أن يجيب آباه وأبي عندما سألاه : آه الفيلم كان كويس..
وعندما جاء ميعاد
النوم، صعدنا أنا وهو إلى سريري، وبعد لحظات التفت إلي وهو يبتسم ويتكلم بطريقة
غير طريقته أول النهار:
-
فتحي.. تيجي نألف فيلم مع بعضنا ؟
وضحكت أنا بأعلى
صوتي، ولكنه استمر : بتضحك على ايه.. نألف فيلم، على اثنين قرايب، ماكانوش فاهمين
بعض.. وبعدين أصبحا أصدقاء جدا.
ونظرت إلى عيني
"سمير"، كان فيهما حب لي. فوضعت ذراعي عليه وقلت له كلمة واحدة، ونمنا.
"سمير"
احنا أصدقاء.
إرسال تعليق
0 تعليقات