العدد 160 من مجلة ميكي بتاريخ مايو 1964

العدد 160 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 14 مايو 1964 م

العدد بصيغة CBR & PDF




رابط تحميل PDF سيضاف قريباً

للتحميل اضغط هنا

القصص في العدد :



السد العالى

كل الناس يتحدثون عن معجزة تقع أمامهم ‘ معجزة على النيل الخالد ‘ معجزة السد العالى .. هذه المعجزة يصنعها المصريون مهندسون وعمال . كلهم أبطال .. هذه المعجزة لن تستغرق من الزمن أكثر من عشر سنوات .. وستمتد آثارها فى عمر الزمن مئات السنين .

 غداً تتم المرحلة الأولى .. وهى التى تبدو فى هذه الصورة ‘ فتتحول مياه النيل من مجرا العادي داخل الأنفاق عبر قناة التحويل التخلى مكاناً لبناء جسم السدي لكى تبدأ المرحلى الثانية .

قصة سد .. وحرب

تبدأ قصة السد عالى مع الثورة عام 1952 .. لقد فكرت الثورة فى ضرورة مواجهة الزيادة المستمرة فى عدد السكان .. وكان مشروع السد العالى أحد الحلول الضخمة والضرورية لمواجهة زيادة السكان ‘ ولتوفير الحياة الكريمة للمصريين  وتمت كل الأبحاث الخاصة بالسد  . . . وتقدمت مصر إلى البنك الدولى لتمويل المشروع . . ووافق البنك فى أول الأمر . . ووافقت أمريكا وبريطانيا على تقديم المساعدة . . ولكن الإستعمار أدرك خطر هذا المشروع عليه . أدرك أن مصر العظمى ستولد مع هذا المشروع ‘ فسحبت الدول الإستعمارية عرضها لتمويل المشروع . . . وردت مصر عليها بتأميم شركة القناة . . وتحالفت الدول الثلاث " بريطانيا وفرنسا وإسرائيل " لضرب مصر . . . ووقع العدوان الثلاثى وأوشك أن يتحول إلى حرب عالمية .. وإنتصرت مصر . . وفشل العدوان . . ولم تتراجع مصر عن تنفيذ مشروعها الثورى . . فطلبت قروضاً من الدول الصديقة ‘ وأمدنا الإتحاد السوفييتي بهذه القروض وبالخبراء  . . وبدأ العمل فى أقوى مشروع فى القرن العشرين ‘ وقامت الأيدى المصرية الخالصة تسرع لبناء السد العالى . وقع الإختيار على شركة كبرى لتنفيذ المرحلة الأولى هى شركة المقاولين العرب لبناء السد العالي . وبدا العمل الضخم .

من فوائد السد العالى 

1 – زراعة مليون فدان وتحويل 700 ألف فدان إلى رى مستديم وضمان زراعة 700 ألف فدان أرزاً سنوياً .
2 – حماية البلاد من أخطار الفيضانات العالية التى كانت تدمر الجسور ‘ وتطغى على الحقول . 
3 – ضمان إحتياجات الرى لجميع الأراضى . 
4 – تحسين الصرف وتقوية التربة فتزداد غلتها . 
5 – تنظيم الملاحة فى النيل .
6 – تصل الكهرباء إلى كل مكان فى الجمهورية وبأرخص الأسعار .
7 – ضمان التوسع فى الإنتاج الصناعى بمضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية . 
8 – زيادة الإنتاج وخفض تكاليفه يؤدى إلى خفض أسعار الحاجيات . 
9 – توفير مبلغ ضخم من نفقات الحكومة ‘ وزيادة دخل الحكومة بنحو 33 مليون جنيه سنوياً .
10 – زيادة الدخل القومى سنوياً بحوالى 250 مليون جنيه . .

معلومات مضيئة عن السد 

1 – يقع السد العالى على بعد 7 كيلومترات جنوبى خزان أسوان الحالى .
2 – السد العالى هو جبل من صخور الجرانيت ممتد بين ضفتى النهر طوله ثلاثة كيلومترات ونصف وعرضه عند القاعدة   
       كيلومترا وإرتفاعه 111 متراً فوق قاع النهر .
3 – حفرت قناة صناعية على الضفة الشرقية للنهر لكى تصبح المجرى الجديد لنهر النيل ‘ واليوم سيتحول النيل إلى مجراه 
       الجديد ‘ ويتحول معه مجرى التاريخ ! 
4 – ليس فى هذا السد الذى يعترض مجرى النهرفتحات ولا بوابات ولا منافذ وإنما هو جبل أصم يغلق النهر تماماً . .
5 – تتخزن المياه جنوبى السد فى بحيرة طولها 500 كيلو متراً ‘ وهى أعظم بحيرة عذبه صناعية فى العالم وقد تقرر أن   
       تسمى " بحيرة ناصر " . 
6 – طول هذه القناة 1835 متراً ‘ وبها مجموعة من ستة أنفاق .
7 – يتم هذا العام السدان الجزئيان الأمامى والخلفى وقناة التحويل . . ووظيفة هذين السدين هى منع المياه من الجريان فى   
       مجرى النهر فى المكان المخصص لبناء السد الرئيسي .
8 – يتم إنشاء السد الرئيسي عام 1967 وهذه هى المرحلة الثانية لبناء السد العالى _ وستقوم شركة المقاولين العرب أيضاً   
      بإتمام هذه المرحلة _ حيث يبدأ فى التخزين المستمر لمياه الفيضان ‘ ويتم فى هذه السنه أيضاً تركيب ثلاث وحدات   
     كهربائية ‘ وأحد خطى الشبكة الكهربائية الموصل إلى القاهرة بما يسمح بالحصول على طاقة كهربائية بمقدار مليار  
     كيلووات . . 
9 – يتم فى عام 1968 تكملة السد الرئيسي نهائياً ‘ كما يتم تركيب ثلاث وحدات كهربائية أخرى قوتها حوالى 3 مليار    
       كيلووات .
10 – فى عام 1969 يتم تركيب ثلاث وحدات أخرى وفى عام 1970 يتم العمل فى المحطة الكهربائية بتركيب الوحدات الثلاث الباقية ‘ وينتظر أن تصل الطاقة الكهربائية للمحطة إلى حوالى عشرة مليارات كيلووات فى السنه عام 1972 .

من أجل سكان النوبة 

مياه السد غمرات قراهم . . وكانت الحكومة قد أعدت لهم قرى نموذجية جديدة فى منطقة " كوم أمبو "  وتم تهجير سكان النوبة إلى هذه القرى الجديدة . . إنهم إذا كانوا قد تركوا أرض الأجداد فهم سعداء لأن أرض الأجداد أصبحت السد العالى العظيم . . وهم سعداء ايضاً لأنهم يعيشون فى قرى نموذجية لا ينقصها شئ . . وتحت رعاية الحكومة . . أن قراهم الجديدة ستحتفظ بنفس أسماء القرى القديمة التى كانوا يسكنونها !! 33 قرية جديدة يتم إنشاؤها من أجل أهالى النوبة . . 

طاقة كهربائية ضخمة 

ستصب الأنفاق الستة فى القناة الخلفية فى أثنى عشر نفقاً . . سيقام أمامها أثناء عشر " توربيناً " ضخماً . قوة كل منها 180 ألف وات . . وإذا عرفنا أن قدرة المجرى ستسمح بمرور 950 مليون متر مكعب من المياه يومياً ‘ وهى قدرة تفوق أية قدرة مماثلة لأية قناة صناعية فى العالم ‘ أدركنا ضخامة الطاقة الكهربائية التى ستنتج عند تشغيل التوربينات الأثني عشر ‘ التى ستولد طاقة كهربائية تقدر بنحو عشرة مليارات كيلووات سنوياً . . 

أرقام وأحجام مذهلة 

أرقام وأحجام مذهلة ينطق بها مشروع السد العالى . . تعال وأقرأ معى أن حجم جسم السد فى حجم الهرم الأكبر 17 مرة ‘ يستنفد يومياً 2500 متر مكعب من صخور الجرانيت ‘ ويحتاج إتمام إنشائه إلى 21 مليون متر مكعب من صخور الجرانيت ‘ ونحصل عليها من الجبال الضخمة التى تحيط بالضفة الشرقية للنيل ‘ و 5 ملايين متر مكعب من الرمال ‘ وهذه نحصل عليها من الصحراء الواسعة على الضفة الغربية للنيل ‘ و 17 مليون متر مكعب من الخرسانة والطمى . 
أن الالات التى تستخدم فى بنائه تزن الالاف الأطنان من مصفحات وجرارات وقلابات وونشات ورفصات وورش ومحطات لإنتاج الهواء المضغوط وأخرى لرفع وترشيح المياه ‘ وثالثة لتكسير الأحجار وغوبلتها ورابعة لصنع الخرسانة وخامسة إلى آخره . إن ورش الإصلاح فقط بها ألف مكنه يحتاج تشغيلها إلى مليون ساعة سنوياً . . 

أسوان مدينة المستقبل 

وبلاشك فقد أصبحت أسوان بفضل السد العالى مدينة المستقبل فى الجمهورية العربية المتحدة . . لقد دبت الحياة من جديد فى أسوان لتعيد إليها سابق مجدها . . لقد رصدت الحكومة 161 مليوناً من الجنيهات من أجل أسوان . .
تكاليف المشروع وتمويله
تقدر التكاليف الإجمالية لبناء السد العالى وإنشاء المحطات الكهربائية وجميع الأعمال المتصلة بمشروعه بحوالى 404 ملايين جنيه .

30 ألف بطل 

فى السد العالى عمال يخوضون المعركة . . أنهم أبطال ‘ يزيد عددهم على 30 ألأف عامل ‘ أنهم يصنعون التاريخ ‘ ويفتخروم بأنهم  اشتركوا فى بناء السد العالى ‘ ويفتخر إبناؤهم بأن أباءهم اشتركوا فى بناء السد العالى .
والدولة ترعى هؤلاء الأبطال وتقدر عملهم البطولى .. مثلا عامل التفجير الذى يتقدم ومعه الديناميت وآلة صغيرة ‘ ويحفر بها حفرة صغيرة فى الجبل ببسالة وبساطة ويضع الديناميت فينفجر الجبل . 
وكل من يعمل فى السد يحصل على 50 فى المائة من أجره الأساسى عن كل ساعة عمل يشتغل فيها بعد عمله الأساسى ومدته 7 ساعات .
ومن حق كل عامل فى السد العالى أن يستخدم التليفون المباشر بين الموقع والقاهرة لمدة ست دقائق للأتصال بأسرته .. 
أنهم أبطال ‘ والدولة تكرم الأبطال .



إرسال تعليق

0 تعليقات