العدد 104 من مجلة ميكي بتاريخ ابريل 1963

العدد 104 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 18 ابريل 1963 م


أراهنك أنك لا تستطيع أن تقرأ هذه القصة دون أن تضحك !! 

الصورة المعلقة ! عن قصة للكاتب العالمي : Jerome  K. Jerome 

كان عمي ، رغم تقدمه في السن ، رجلا لطيفا ، يفيض بالحماسة ، والحيوية ،وروح المغامرة .. و كان اذا قرر ان يفعل شيئا ، حتى اذا كان صغيرا بسيطا ، فلابد أن يقلب البيت رأسا على عقب ، و يحدث ضجة و (( هيصة )) لا يمكن ان تكون قد رايت مثلها في حياتك ! 

و كنا قد احضرنا لوحة جديدة اعدها لنا صانع البراويز ، وتركناها في غرفة الطعام حنى نستدعي النجار ليعلقها .. و ما أن رآها عمي حتى صاح قائلا :  

نجار ؟! و أنا رحت فين ! سوف اعلقها لكم حالا ! أنها مهمة بسيطة جدا وسأقوم بتنفيذها وحدي . 

ثم اسرع فارتدى بذلة الشغل .. و أرسل الخادمة بسرعة لتشتري ستة مسامير ! ثم أخذ يصيح فينا :  

الشاكوش ! هات لي الشاكوش حالا يا (( توتي )) ! و انت يا (( ميمي )) ، المسطرة ! .. و انت .. السلم .. و انت اللوحة ، ناولني اللوحة . و (( بلبل ))  ، فين ، (( بلبل )) يا ولد .. الكماشة بسرعة ! و تحول البيت الى (( مولد )) .. ثم رفع عمي اللوحة ليجرب و ضعها في المكان الذي اختاره لها ، فانزلقت بين يدية ، و خرجت من اطارها .. وعندما حاول انقاذ زجاجها جرحه في أصبعة ! و أسرع يبحث عن منديله ليربط أصبعه فلم يجده  لسبب بسيط ، هو ان المنديل كان في جيب البذلة التي خلعها ، والتي لا يذكر ولا يعرف أحد اين تركها ! و انطلق الجميع في انحاء البيت يبحثون عن البذلة ،بينما  ظل هو فوق السلم يلتفت حول نفسه كأنه يشترك معنا في البحث ، و صوته يدوي عاليا : - ياناس ! ياهو ! الا يوجد في البيت كله واحد رأى بذلتي ؟! ستة اشخاص طوال لا يجدون البذلة التي خلعتها منذ خمس دقائق ؟! فوضى ! لو أنني كلفت القطة (( مشمشة )) بالبحث عن بذلتي لوجدتها ! انها اذكى منكم ألف مرة !  

وضاعت فترة تزيد عن نصف ساعة في ربط أصبعه .. ثم وصلت الادوات التي طلبها للقيام بهذه المهمة (( البسيطة جدا )) .. 

و أمرنا أن نقف حوله في نصف دائرة لنساعده .. اثنان يمسكان له كرسي المطبخ الطويل الذي يقف عليه ! و واحد يعاونه في الصعود ويسنده ! و الرابع يناوله المسامير ! والخامس الشاكوش ! والسادس يحمل له اللوحة !  

وكان كلما تناول شيئا من الادوات سقط من يده فيصيح غاضبا ويطلب منا جميعا ان لانكون كسالى ، ونلتقط الشيء الذي وقع منه بسبب اهمالنا وثقل دمنا ! وكثيرا ما وجدنا انفسنا نزحف على أيدينا وأرجلنا  نبحث له عن مسمار سقط منه بينما هو يطل علينا من فوق الكرسي في غيظ ويتسائل ساخرا : 

اجيب لكم القطة تساعدكم ؟  

و كنا اذا وجدنا المسمار و ناولناه له ، سقطت منه الكماشة فيصرخ : - أين ذهبت الكماشة ؟ و .. لماذا احضرتم لي هذه الكماشة انا قلت لكم هاتوا لي كماشة ؟ شيء يجنن ! 

و بعد ان انتهت ازمة الكماشة ، اكتشف عمي انه فقد العلامة التي وضعها على الحائط ليدق عندها المسمار.. وكان لابد ان نصعد واحدا بعد الآخر لنقف بجانبه على الكرسي العالي  لنحملق في الجدار محاولين اكتشاف العلامة المفقودة .. وبالطبع ، كان كل منا يكتشفها في مكان مختلف عن الذي حدده الآخر ! 

و استنفذ عمي حصيلته من اوصاف الغباء و الحماقة التي كان يوزعها علينا بسخاء فأخذ المسطرة و بدأ يقيس من جديد و هو يحسب المسافة بعملية حسابية ، فيضرب ويطرح ويقسم ، ثم يغلط  و (( تخرم )) منه الحسبة فيلومنا ويلقى الذنب علينا و يضطر أخيرا لأن يحسم الامر فيعيد تحديد المساحة من جديد ، و يستعين هذه المره بلوح من الخشب يضعه فوق الكرسي ليستطيع ان يرتفع قليلا ويتحرك بسهولة .. ولكنه لم يكد يتحرك لاول مرة حتى وجد نفسه يميل بزاوية حادة فينزلق اللوح ، ويسقط هو ، عمي ، فوق (( البيانو )) الكبير المفتوح ، و أحدثت سقطنه المفاجئة على اصابع البيانو كلها ، نغمة سريعة رائعة ! و عندما قام بسلام و دون خسائر تذكر (( البيانو )) ، صعد على الكرسي وبدأ يدق أ,ل مسمار في هذه العملية  ((البسيطة جدا )) فأمسك المسمار بشمالة و الشاكوش بيمينة .. و لكن اول دقة كانت على أصبعه ، فترك الشاكوش يسقط على الارض و سط مجموعة من الصيحات بينها واحدة عالية جدا ! وقالت زوجة عمي لزوجها : - أعمل معروف .. عندما تريد ان تقوم بمهمة (( بسيطة )) كهذه في البيت ، فأخبرني قبلها بمدة لأقيم عند اقاربي حتى تنتهي من مهمتك على خير ! و يرد عليها عمي و هو يهز كتفه مستنكرا : - عجائب على عقولكن يا بنات حواء ! تخلقن الضجة وتشتكين منها ! أنا .. أنا شخصيا احب الهدوء ! و مرة اخرى عاد عمي يكمل مهمته ، و رفع الشاكوش في يده ليوجه للمسمار الضربة الثانية ، فاختل توازنه واصطدم وجهه بالحائط  صدمة كان لأنفه منها النصيب الاكبر ! و بعد محاولات عديدة اشتركنا فيها كلنا .. علقنا اللوحة ، و سقطنا على المقاعد من فرط الجهد والتعب نتطلع في يأس الى اللوحة (( المعوجة )) على الحائط ! 

واحد منا فقط ! لم يبد عليه أنه احس بشئ مما نعانية .. انه عمي الذي قفز من فوق الكرس في مرح ، فنزل بقدميه على اصابع الخادمة المسكينة ، و تراجع الى الوراء يتأمل في زهو الصورة المعلقة ، ثم ينظر الى صورته هو في مرآه جانبية بالغرفة ، و بهتف في غبطة و اعجاب : - يا سلام عليك يا (( عمو )) .. هايل !  

ترجمة : نصر الدين .. 


العدد بصيغة CBR & PDF


بطوط و سوسو ولولو وتوتو في البحيرة علي فرع خشب جذع شجرة


سيتم اضافة رابط تحميل للعدد PDF لاحقا

للتحميل اضغط هنا

القصص في العدد :

إرسال تعليق

0 تعليقات