العدد 92 من مجلة ميكي بتاريخ يناير 1963
العدد 92 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 24 يناير 1963 م
رمضان كريم - مع هذا العدد هدية " قناع بطوط "
رمضان كريم - مع هذا العدد هدية " قناع بطوط "
احتفل العالم الإسلامي باستقبال رمضان المعظم بالفرحة والابتهاج، وفي هذه المناسبة الكريمة يسعد أسرة تحرير "ميكي" أن تتقدم لقرائها الأعزاء في كل مكان بأطيب التهاني والتمنيات، وكل عام وأنتم بخير
فكرة!
تعالوا نصم شهر رمضان بطريقة جديدة ! تعالوا نصم عن أكل لحم الناس ! فنحن نأكل لحوم الناس عندما نتحدث عن عيوبهم ، ونأكل أنفسنا عندما نحقد على الناجحين !
تعالوا نصم عن إيذاء الناس ! تعالوا نصم عن حب أنفسنا ، ونحاول ان نوزع حبنا واهتمامنا على أصدقائنا وزملائنا ! تعالوا نصم عن محاسبة الناس وتذكيرهم بأخطائهم، ونحاول أن نحاسب أنفسنا ونسدد ديوننا للناس! تعالوا نصم من ارهاق الذين نحبهم بطلباتنا، تعالوا نحاول أن نريح قلوبهم وجيوبهم! تعالوا نصم عن مطالبة السماء بالمعجزات، تعالوا نساعد السماء في شهر رمضان، فنسعد طفلًا يتيمًا باعطائه لعبة صغيرة، ونريح سيدة مريضة بالسؤال عنها، ونملأ معدة طفل فقير بعض الطعام الذي حرمته منه الايام! تعالوا نفكر في الذين نحبهم، تعالوا نرد لهم الجميل بالاهتمام بهم، واراحتهم! فنحن نتعب أمهاتنا وآبائنا بالتصرفات الصغيرة التي نرتكبها دون قصد! تعالوا نحاول إسعادهم بعمل الأشياء الصغيرة التي يطلبونها منا وننسى أن نقوم بها! تعالوا نصم عن أنانيتنا! تعالوا نقل "شكرًا" للذين خدمونا والذين علمونا والذين امسكوا بأيدينا الصغيرة ونحن نمشي في شوارع الأيام! تعالوا نجعل شهر رمضان شهر الحب والاعتراف بالجميل ومحاولة اسعاد الذين حولنا! أن الصيام عن الأخطاء الصغيرة التي نرتكبها، سيقربنا من الله، سيبارك لنا صيامنا عن الطعام! فإن الذين يسعدون من حولهم لا يشعرون أبدًا بالجوع!
علي آمين!
العدد بصيغة CBR & PDF
للتحميل اضغط هنا
القصص الواردة في هذا العدد :
بطوط في امتحان العبقرية
تعلوب البطل الرياضي
مامبو في الادغال
اشرف و ايمن في الرحلة الغامضة
طارق و هشام و الكنز المفقود
انتقل الي العدد التالي : العدد 93
العودة الي العدد السابق : العدد 91
فزورة!
يا ساكن على شط النيل
أعجوبة ومالكش مثيل
يا رائع في الفن كبير
أهرامنا منك بتغير
الحل "البرج"
أريد أن أسأل بطلي المفضل "صالح سليم":
* لماذا أعلنت أنك ستعتزل اللعب في العام القادم ، مع أننا نريدك أن تظل دائمًا أمامنا في الملاعب ؟
أحمد محمد أبو طالب
أنور صادق بلال
- لأن اللاعب العاقل يا صديقي يجب أن يعتزل في الوقت المناسب، قبل أن ينحدر مستواه، ويكرهه الجمهور!
* لماذا لا تصدر مجلة بها مجموعة من صورك في حياتك الخاصة وفي الملاعب؟ أن كثيرًا من المعجبين بك يتمنون هذه المجلة!
عزيزة سليمان
- شكرًا لهذا الشعور الطيب! واعتقد أن الجرائد والمجلات تنشر كثيرًا من الصور، أكثر مما استحق!
عجائب الطبيعة
القطرس طائر يصعد ويهبط إلى الأرض عادة برعونة وغباء!
ولكن عندما يبدأ في الطيران فإن أجنحته الضيقة والطويلة طولًا غير عادي تجعله سيد الهواء!
وهذا الطائر الغريب يستطيع أن يبقى في الفضاء وبعيدًا عن الأرض لعدة أسابيع طويلة!
ركن الرياضة ( ريعو )
اسمه الكامل: رفعت رجب حسنين
عمره: ۲۰ سنة
طالب ببكالوريوس الزراعة، جامعة القاهرة جناح أيسر النادي الأهلي
أشبال أصبحوا أبطالًا
منذ أكثر من ٤ سنوات، كان الدكتور "ممتاز حافظ" أحد أعضاء النادى الأهلي، يشهد إحدى المباريات، وأثار اعجابه أحد اللاعبين من الفريق المنافس لسلاح المشاة، فظل يتابعه حتى يسجل اسمه في فريق أشبال النادى الأهلی "تحت ١٦ سنة"، وتسلمه المدرب الكبير "حلمي أبو المعاطي"، وسرعان ما ظهرت مواهب الشبل الصغير، بفضل اخلاصه واقباله على التدريب العنيف، وفي عام ١٩٦٢، في مباراة الأهلى والزمالك، ظهر "رفعت رجب حسین" وتألق وهتفت له جماهير الأهلى "ريعو، ريعو"!
ووراء هذه التسمية "ريعو" قصة طريفة، فقد كان "رفعت" مريضًا يتردد على الطبيب، وذات يوم وقد تحسنت حالته، قال له الطبيب: "ولا .. ده انت النهارده ريعو صحيح!"، وكان يعني بكلمة "ریعو "رائع، ومن يومها اشتهر رفعت بهذا الاسن الذي أصبح الجمهور يردده في الملاعب.
"ريعو" طالب في البكالوريوس بكلية الزراع ، و لم يرسب في حياته الدراسية مرة واحدة، ومن أكبر هواياته السياسة ومطالعة الكتب والمقالات السياسية.
أما اللاعبون الذين يعجب بهم "ريعو"، فهم: رفعت الفناجیلي، بدوي عبد الفتاح، صالح سليم، نبيل نصير، سمير قطب.
القراء يسألون والأبطال يجيبون
-=-==-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-
ثلاث وردات
في قصر قديم على شاطئ بحيرة زرقاء، كانت تعيش ثلاث أميرات جميلات مرحات، وذات يوم قال لهن حارسها: أن الملك يدعونا لحضور حفلة كبرى يقيمها ليختار فيها ابنه الأمير زوجته المقبلة، وأن على كل مدعوة أن تضع وردة في شعرها، فسوف يتوقف اختیار الأمير على اعجابه بالوردة أيضًا، وفي صباح يوم الحفلة، ذهبت کبری الأميرات واسمها "تغريد" إلى مدرسها الحكيم وقالت له: "هل نبتت الوردة السوداء التي حدثتني عنها أيها العالم الجليل؟ فانحنی الحکیم وقال لها:
- نعم يا أميرتي، وهي تحت أمرك!
ورفع العالم غطاء الزجاج فظهرت تحنه وردة سوداء كالليل، ناعمة كالقطيفة، غامضة كأعماق البحر!
وفي شعر الأميرة "تغريد" الأشقر، ظهرت الوردة أكثر تألقا من ألماس!
أما الأميرة الوسطى "أحلام" فقد ذهبت إلى البستاني وهو يروى حديقة القصر، وقالت له:
- عم عثمان، هلا أعطیتنی أجمل وردة عندك لأزین بها شعري في حفلة الملك؟
فقال البستانی:
- خذي هذه الوردة البيضاء يا أمیرتی، فهي في مثل بیاض الثلج ورقة الحرير! وفي شعر الأميرة "أحلام" الفاحم السواد، ظهرت الوردة مثل لؤلؤة ساحرة!
أما "حنان"، الأميرة الصغرى، فقد استيقظت مبكرة وجمعت في سلتها بعض الفطائر والحلوى والفاكهة والزهور، ثم انطلقت كعادتها متجهة إلى العجائز الثلاث في الغابة، ومن ثلاث شقيقات فقيرات يزيد عمر كل منهن على مائة عام.
وعادت الأميرة من عند العجائز الثلاث مسرعة لتستعد للحفلة، وفي أثناء سيرها رأت وردة برية خيل اليها أنها تبتسم لها، فقطفتها ووضعتها في شعرها، وفي الحفلة سأل الأمير الأميرة: "تغريد":
- من أین أتيت بهذه الوردة السوداء؟
- من عند أستاذي وهو عالم عظيم!
ثم سأل الأميرة "أحلام":
- من أین اتيت بهذه الوردة البيضاء؟
- من حديقة القصر الكبيرة! وسأل الأميرة "أحلام"
- من أين أتت هذه الزهرة البرية؟ - من الغاية التي لا يذهب إليها انسان!
فقال الأمير: ماذا كنت تفعلين في الغابة؟
فحكت له الأميرة "حنان" قصتها مع العجائز الشقيقات، فتنهد الأمير وقال:
- أن قلبك عامر بالحنان، مثل اسمك تمامًا! ما رأيك لو ذهبنا سويًا إليهن وأخبرناهن بخطبتنا وبرغبتنا في إحضارهن إلى القصر؟
ووافقت الأميرة في الحال، وهكذا، جمع حب الناس بين الأمير الشاعر، والأميرة الرقيقة و "حنان"!
ترجمة : "افتتان ممتاز"
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
سهرات رمضان بقلم نصر الدين عبد اللطيف
بطوط كبير المسحراتية!
في أول ليلة من ليالي رمضان الجميلة وقبل موعد السحور، وانطلاق المدفع المشهور، الذي ينتشر صوته في الليل ويعم، عندما يصيح بقوة : "بووم!" حضر الأولاد، على أتم استعداد، و "لولو"، يتقدم بالفوانيس المنورة، و "توتو"، و "سوسو"، يحمل كل منهما طبلة مدورة، وأقبل بطوط، في موعده المضبوط، وقد ارتدى الملابس الشتوية، وأخذ طبلة السحور التقليدية، بعد أن وضع على صدره شارة كبير المسحراتية!
وبدأ الجميع جولتهم مسرعين، ليوقظوا النائمين، ويسحروا الصائمين، وفي الطريق أخذوا يطبلون وينشدون، في نغم موزون، على أحسن ما یکون:
أهلًا، أهلًا يارمضان
شهر الخير شهر الإحسان!
ده أنت مبارك، وبأنوارك
هل الفرح في كل مكان!
ومن الليلة، و۳۰ ليلة، حلوة جميلة رايحين نسهر، لأجل نسحر، الله اکبر !
وساروا بين معالم الزينة، في شوارع المدينة، حتى وصلوا إلى بيت "عم دهب" في الشارع المعروف باسم : "امسك الخشب" وهناك ، آنشد "بطوط"تحت الشباك:
اصحی يا نایم وحد الدايم
اللي بفضله بقيت مليونير ! اصحى واتسحر أحسن تجوع تفطر وتروح جهنم وبئس المصير !
واحتج الأولاد، على هذا الأسلوب غير المعتاد، فالمسحراتي يعامل الصائمين معاملة كريمة، بلا تريقة، ولا شتيمة! وتقدم "لولو" يسحر عم دهب، بلطف وأدب:
عم "دهب" يا أصيل الجود
ياللي هوايتك هي جمع النقود !
وبرضه أحيانا بخيرك تجود!
ياللي كفاحك شطارة ودروس! الله يزيدك، ويديك فلوس!
وفي هذه اللحظة انفتحت من الشباك ضلفة، وأطل عم "دهب" يقول في لهفة: "فلوس! مالها الفلوس فين الفلوس؟"
فقال له "بطوط" بصوت ممطوط: "فلوسك عندك! ياريت يبقى معانا قدك! ده احنا بنتعب ونسحر بذمة، ويادوب كل صایم بيعطينا اللي فيه القسمة!"
وقال "دهب" وقد بان عليه العجب: "علی كده أنتم بتكسبو كتير، و ۳۰ يوم في رمضان يجمعوا إيراد کبير! آه .. فكرة، لازم أنفذها من بكره!"
وسألوه: إيه هي؟، فأجاب: "شركة للمسحراتية، بمیکروفون وعربية تسحر كل أهل المدينة، والإيراد يتحول للخزينة!"
ثم اتجهوا بخطوات مسرعة، إلى الطريق المجاور للمزرعة وساروا حتى وصلوا إلى شارع "مبروك"، حيث يسكن الأستاذ "فركوك"، وتحت النافذة البحرية وقفت فرقة المسحراتية، وبعد المقدمة اللازمة ، أنشد "بطوط" بطريقته الباسمة:
اصحی با « فركوك" يا زين الأساتذة ياللي الجميع جنب علمك تلامذة!
شوية غرور، لا مؤاخذة ومش ضروري نزيد في الكلام!
ومرة أخری، اعترض الأولاد على هذه الغمزة "الكبرى" واخذ "سوسو" طبلته العزيزة، ومضى ينشد بلهجته اللذيذة:
ياللا يا كنز العلوم ! اصحى من نومك وقوم !
باخبير في كل حاجة ! ياخبير في اي حاجة !
وفي ميدان العلم مايهمكش حاجة !
يا خبير، يا کبیر !
وفي الحال، أطل الأستاذ مندهشًا وقال، بصوت عال "خبير؟ كبير ؟ مين هو ده!! فين هو ده!!" ورد "بطوط" قائلًا: "هنا!" ثم أشار إلى صدره وقال: "أنا!أنا خبير، كبير، في التسحير !، وضحك "فرکوك" ساخرًا، ثم قال متفاخرًا: "أنا ح أفهمك، وانزل لك حالًا أعلمك! التسحير فن له أصوله، وعلم تدرسه قبل ما تقوله، يعني مش أي كلام، کده والسلام! أنا نازل لك و .."
وقبل أن يكمل الأستاذ الكلام، كان "بطوط" قد انطلق يجري مسرعًا إلى الأمام، هاربًا من دروس الاستاذ الخبير، التي ستعطله عن عمله في التسحير، ثم لحق به الأولاد، وسبقوه في الجري كالمعتاد!
وبعد جولة كبيرة، مروا فيها على بيوت كثيرة، وصلوا إلى شارع وحمامات "الوزیزی" الذي غيروا اسمه أخيرًا إلى "سلامات يا عزیزي"، والذي تسكن فيه "زیزي"! تحت نافذتها المتألقة النظافة المكسوة بالستائر الهفهافة، وقف "بطوط" يقفز كالقرموط، وينشد وهو يدق على الطبلة، كأنه أشهر مطرب في أكبر حفلة!
بالأحضان، بالأحضان، بالأحضان! بالأحضان ياحبيبنا ياغالي، يا رمضان!
غني یا طبلة بأحلى كلام! نغم يصحي القمر من المنام!
يجود بنظرة ويهدي السلام أحسن وحشنا قوي يا سلام! لالامم!
ياللا یا طبلة برقة وحنان خلي القمر يصحى ليبات جعان
ياكل سحور الهنا في أمان ويجود علينا بحاجة كمان! تاتامم!
وأطلت زیزي من شباك مطبخها الواسع، المطل على الشارع، تقول: "إيه الدوشة دی يا إخواني! آه .. "بطوط" أنت اشتغلت مسحراتي!"
ورد "بطوط" في اهتمام، وابتسام:
مسحراتي للنايمين ! مسحراتي للصايمين ! مسحراتي للحلوين !
وقالت "زیري": على كل حال، مش بطال ! ومن حسن حظك، جيت في وقتك ! استنى لما تاخدوا صينية الكنافة اللي عملتها لكم ، ح أحطها في السبت وانزلها لكم!
وبينما هي في الشباك تربط الصينية و"بطوط" يتطلع إليها، أفلتت من يديها ووقعت كالصاروخ على رأس "بطوط" بالضبط فوق النافوخ!
ودوی صوتها "طاخ" وصاح "بطوط" وهو ممدد على الأرض "أخ!" واسرع الأولاد إليه، فحملوه من يديه ورجليه، وعادوا به إلى البيت مغمى عليه!
وبعد قليل، كان يجلس في سريره، تحت الغطاء الثقيل، وبجواره منضدة من القش الملون والباغة، فوقها صينية الكنافة التي كسرت دماغه!
وكان يضع يده على رأسه متألمًا ويقول : "آه!" ويمد يده الأخرى إلى الصينية يأكل منها ويهتف: "الله !" والاولاد حوله يضحكون، وينشدون، في نغم موزون، على أحسن ما يكون :
ياللا اتسحر قوام!
واتحضر للصیام!
صينية حلوة بخيرها
تعيش وتاكل غيرها!
وتقوم منها بسلام
وعقبال كل عام! تم تم تمتام!
في العدد القادم: " تعلوب " المسحراتي المحبوب !
إرسال تعليق
0 تعليقات