العدد 80 من مجلة ميكي بتاريخ نوفمبر 1962

العدد 80 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 1 نوفمبر 1962 م

العدد بصيغة CBR





للتحميل اضغط هنا

القصص الواردة في هذا العدد : 

ستتم الأضافة قريباً 


انتقل الي العدد التالي :

العودة الي العدد السابق :


للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا 

العدد 80 – 1 نوفمبر 1962 

فكرة ! 

كان بين زملائي في مدرسة « دمياط « الإبتدائية تلميذ يتلعثم في الكلام ! كان يفافيء و يتأتیء و كان التلاميذ يغرقون في الضحك اذا سمعوه يتكلم ! 

و كان التلميذ يبكي بكاء مراً و هو يسمع باقى التلاميذ يسخرون منه . و لكن بعد سنوات أستطاع الأطباء علاجه ، و أصبح من أبرع المحامين في بلادي ! 

فان هذه العيوب الصغيرة لا تعيش مع أصحابها ، انهم يتخلصون منها على مر الايام ، فان » ونستون تشرشل » أعظم خطباء القرن العشرين كان و هو طفل  

يتلعثم في الكلام و يفافيء و يتأتیء ! و أعظم كتاب القصة في العالم » سمرست موم » كان أيضاً لا يعرف كيف يتكلم بطلاقة و هو تلميذ في المدرسة الإبتدائية .  

و هرب من المدرسة لأن التلاميذ و الأساتذة كانوا يضحكون منه و هو يتكلم ! فلا تسخر من زميلك في المدرسة اذا كان يتعثر في كلامه ! قد يصبح في يوم من  

الأيام رئيساً للوزراء و كاتباً عظيماً ! فان السماء تعوض الناس عن العيوب و العاهات التي أصيبوا بها و هم أطفال صغار ! انها لاتنساهم أبداً ! أنها تعطيهم  

مواهب تغطى عيوبهم ! لقد أخذت السماء من « بتهوفن » و حاسمة السمع ، و أعطته موهبة خلق الانغام الموسيقية و أخذت من الدكتور « طه حسين » حاسة 

البصر، و أعطته موهبة الكتابة فأصبح من أعظم كتاب الشرق . فلا تسخر من أصحاب العاهات و العيوب ! حاول أن تقف بجانبهم أحاول أن تساعدهم على  

نسیان عيوبهم ! فان السماء لا تعوض أصحاب العاهات وحدهم ! أنها تبارك خطوات الذين يعطون قلوبهم و حنانهم و اهتمامهم لاصحاب العاهات ! 

على أمين 

ميكى مجلة أسبوعية تصدر عن مؤسسة دار الهلال 

رئيسة التحرير ناديا نشأت  

مديرة التحرير عفت ناصر  

من قرائى الأعزاء  

تريد أن تكون شيئاً  آخر ! 

ذات صباح جميل ، قالت « هدى » الصغيرة لنفسها و هي تتنهد : 

« آه ! لم أعد أريد أن أظل بنتاً صغيرة ! أريد أن أكون شيئاً آخر » ... 

فسمعت صوتا بالقرب منها يقول : « جمیل : و ماذا تريدين أن تكوني ؟ » 

و تلتفت « هدی » حولها ، و قد أدهشها سماع هذا الصوت ، فلم تر أحداً ... و لكن الصوت أعاد نفس السؤال فأجابت « هدي » 

بسرعة « أريد أن أكون برعم وردة ! » 

و ما كادت « هدی » تنطق بهذه الكلمات حتى شعرت بملابسها تلتف حول جسمها بطريقة غريبة ، و عندما لمستها وجدت أنها لم تعد ملابس ، لقد تحولت إلى  

أوراق شجرة ورد ! 

و أدركت « هدی » أنها قد تحولت فعلاً إلى برعم وردة كما تمنت ، و أن شجيرتها  تنمو وسط مجموعة من الشجيرات في الحديقة ! 

و فجأة رأت جنية جميلة تحوم حولها ، و سمعت الجنية تقول : « أن الندي يملأ أوراق هذا البرعم ، سأشرب الندى أولا ، و بعد ذلك آكل هذا البرعم الرقيق » 

فصاحت « هدی » : « لا ، لا ! اذا أكلت البرعم فانك ستأكلين رأسي ! » 

و ضحكت الجنية و صاحت « هدی » مرة أخرى : من فضلك حوليني بسرعة إلى شيء آخر ! حوليني إلى .. طائر ! » 

و قبل أن تدرك « هدی » ماذا حدث ، كانت ترفرف بجناحيها حول شجيرات و قد تحولت إلى طائر ! 

و صاحت : 

« ما أجمل هذا ! و لكننی أشعر بالجوع ... » 

فصاح جنی صغير بالقرب منها : « اذن سأتولی أطعامك ! » و نظرت اليه « هدی » فوجدته يبسط كفه و قد وضع عليه دودة صغيرة . 

و صاحت « هدی » : 

« لن آكل هذه الدودة ! أنني لست طائر « بحق و حقيق » ! أنا ... » و في تلك اللحظة أظلمت السماء ، و اشتدت الريح ، فوضعت « هدی » يديها على 

عينيها و قد تملكها خوف شديد ، و لكنها شعرت بالسرور لأنها وجدت أن لها يدين و رأساً ، و أنها ليست طائراً « بحق و حقیق ! » 

و قالت : « إن السماء تمطر بشدة ! أین آنا ، لابد أنني نمت في الحديقة ! » 

و عندئذ جرت « هدی » إلى داخل البيت ، لتخبر والدتها بالحلم الغريب .. و قالت والدتها بعد أن روت لها الحلم : 

« لقد عرفت الآن تماماً أنني أفضل أن أكون بنتاً صغيرة على أن أكون أي شيء آخر في العالم ! » 

تقديم : ولیم المیری 

إرسال تعليق

0 تعليقات