العدد 1474 سوبر ميكي يوليو 1989

العدد 1474 من مجلة سوبر ميكي الصادر بتاريخ : 20 من يوليو 1989م


هديه داخل العدد
بوستر ميكي

العدد بصيغة CBR & PDF




سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 


سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


حكايات من جنوب الجزيرة العربية
حكاية لقمان بن عاد والنسور السبعة
تقديم شهيرة خليل
.. هلك قوم عاد ضاعت قوتهم .... وتضاءلت أجسامهم العملاقة أمام ارادة الله الواحد ... والرياح العاصفة التي لم تبق ، بالاحقاف ، إنساناً أو حيواناً أو زرعاً . وفي مكة .... ساد الحزن ... واصيب وقد عاد بالحسرة .... وطلبوا - جميعهم -المغفرة من الله ... وأحس قبل بن عتر" باللوعة والألم لما اصاب قومه .... فهو رئيس الوفد ... وهو الذي اختار السحابة السوداء المشئومة ... فماذا لو كان اختار الصحابة الحمراء ؟ ؟ فربما كان قد جنب اهله مصيرهم المشئوم...
فقد بن عتر صوابه ... وهام على وجهه في الصحراء .... وراح يهذي : "أنا السبب في هلاك قومي ! أنا السبب ! لا حاجة لي في البقاء بعدهم! 
وفي الصحراء.... لاقى" بن عتر" مصيره المحتوم.... 
أما "مرتد بن سعد" .. فكان أكثر أعضاء الوفد ثباتاً . ولم يفقد رشده . أو يجن لكن دعا ربه:
يارب!!  إعطني براً وصدقاً .. أكفر بهما عن خطيئتي في حق قومي !! فقد دعوت الآلهة .. وشاركت في اختيار السحابة السوداء التي دمرت قومي تدميراً. فاستجاب الله له وقبل توبته .. ومنحه ما طلب....
أما الطلب الغريب .. فكان "للقمان بن عاد" .... الذي دعا ربه أن يهبه عمراً فوق عمره ..... وأن يعيش أجلاً طويلاً مديماً لم يعشه إنسان قبله ..... فاعتكف في الجبل... لا يرى أو يكلم أحداً إلا ربه ....
 وكان يرفع يديه إلى السماء ويدعو : "يارب ! إعطني عمراً مديداً ! وأجلاً طويلاً ! الخلود يارب! 
وذات يوم .. رأى لقمان في منامه رؤيا مدهشة .. رأى أنه يجلس تحت سفح جبل عظيم . واقترب منه رجل قوي .. نوراني الطلعة . وربت على كتفه . وقال له : "يا لقمان بن عاد : لقد طلبت من ربك أن يعطيك عمراً طويلاً ! أليس كذلك ؟"
بلى : فبعد ما حل بقومي من دمار وهلاك ! أصبحت أخاف الموت!! 
فقال له الرجل النوراني : سيهبك الله عمر سبعة أجيال من دواب الأرض 11 فهل تأخذ عمر سبعة غزلان برية أم عمر سبعة نسور؟؟
اطرق للقمان اللحظة . وقال : "أختار أن أعيش عمر سبعة أجيال من النسور!!
إذن ! هيا ! قم واصعد إلى قمة الجبل الصخرى . وهناك ستجد من ينتظرك!! 
وقبل أن يسأل لقمان عن الذي سينتظره .. اختفى الرجل. 
فاستيقظ لقمان من غفوته .... ودون أن يشعر .. أحس بقدميه تقوداه ناحية الجبل الصخرى .... فسار نحوه بخطوات سريعة .... حتى وصل إلى السفح .. وتسلق الجبل .... حتى وصل لقمته.... 
ثم جلس لقمان وحيداً ..... ينظر إلى السماء .... والشمس في قلبها .... تطل كالقرص الذهبي الجميل ..... وظل يفكر في رؤياه الغريبة ..... والرجل النوراني وحديثه .... والشيء الغامض الذي ينتظره فوق قمة الجبل. 
وبينما هو جالس مستغرق في تفكيره وتأمله .. لمح لقمان أحد أعشاش الطيور الجارحة .... والتي عادة ما تقيم أعشاشها على القمم الصخرية .... فدقق النظر في العش... واقترب منه ..... فرأى فرخين صغيرين من الفراخ النسر ..... فمد يده والتقط أحدهما .... وحمله بين يديه .... ثم نزل به من فوق الجبل.... 
ومنذ تلك اللحظة .... لم يفترق لقمان والنسر الصغير أبداً ..... أحبه لقمان حباً شديداً ...... وكان الفرخ الصغير لا يأكل إلا من يد سيده ... ولا يمشى الا وهو محمول على ذرتعه... حتى اشتد عوده ... واصبح نسرا قويا... شامخا... يحلق فى السماء بجناحيه... فيسد بهما عين الشمس...
ولكن عندما بلغ النمر ثمانين عاماً ظهرت عليه علامات الضعف والشيخوخة مدبلت عيناه وخارت قواه وارتعش جناحاه القويان
وهو يحلق في السماء فطار راجعاً ناحية اللعان ... وارتمى على صدره برفق ثم ... أطلق عينيه إلى الأبد....
حزن لقمان حزناً شديداً على فقدان رفيق عمره فصعد إلى نكس القمة التي وجد فيها الفرخ الصغير منذ الثمانين عاماً وما أن وصل إليها ... حتى ارتسمت على وجهه المجعد ابتسامة خليفة...
رأى لقمان فرخين صغيرين ... في نفس مكان العش القديم... فاتنقط واحداً... واحتضنه....
يبدو أن الله قد عوضه عن فقدان رفيقة الوفي بفرخ آخر.... لا يقل عن الأول 
جمالاً ... ووفاء وحبا ... وعاش النسرالثاني مع سيده لقمان ثمانين عاماً الأخرى....   حتى مات... 
فصعد لقمان الى قمة الجبل .... ليعوضه الله بفرخ ثالث...
وفى كل مرة .... كان الله يمد فى عمر لقمان بن عاد ثمانين عاما جديدة... هى عمر كل نسر يربيه....
لقد تحققت نبوءة الرجل النوراني الذي رآه لقمان في رؤياه المدهشة منذ مئات السنين...
وجاء دور النسر السابع... هذا النسر احبه لقمان كما لم يحب نسراً من قبل.... أحبه حتى شاخ ... واقترب من الثمانين..... فاولاه لقمان عناية خاصة....
وكثيراً ما كان يناديه وهو يحلق في السماء:
لا تمت يا رفيقي النسر العجوز!! لا تمت !!
وما أن يسمع النسر الضعيف نداء سيده .... حتى يحاول أن يقهر ضعفه... وكبر سنه.... الجو ويظل محلقاً في الجو....
وذات يوم.... وعند غروب الشمس ... ظهر النسر العجوز فى الأفق... فمد له لقمان قفازه ليهبط عليه لكن النسرالعجوز هبط فى حضن لقمان... وهنا ... ادرك لقمان ان نهايه عمر رفيقه قد اقتربت... فاحتضن نسره المحتضر... وربت على ريشه.. وجلس ليستريح فوق احدى الصخور الجبلية... بعد حياة طويلة مديدة استمرت لمئات ومئات السنين... ولكن لقمان... مثله كمثل كل المخلوقات على وجه الارض... تولد ... وتعيش... ثم يكتب لها الفناء... حتى ولو امتد بها العمر سنين وسنين.


--------------------------


انتقل الي العدد التالي : العدد 

العودة الي العدد السابق : العدد 


إرسال تعليق

0 تعليقات