العدد 1013 سوبر ميكي سبتمبر 1980

العدد 1013 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : الثامن من سبتمبر 1980م


مع العدد هدية :

دومينو ميكي

العدد بصيغة CBR & PDF




سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 

موضوع - العمالقة البحرية الجديدة
موضوع - أبطال عبرو الأطلنطي
اعرف نفسك - هل تصلح طبيباً ناجحاً ؟
أسطورة الشبح بزاريو !
لوكاندة الأشباح !
موضوع - كتيب الكشافة 
و كأنهم اخوة !
تيك و تاك و يوم في حديقة الحيوان 
حكاية الأمير الذي لم يكن يعرف الضحك
بطوط و الأولاد في رحلة خلوية !
انت تسأل و سوبر ميكي يجيب

سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


كتيب الكشافة
الابرة  !
. وهو أيضا اختراع لا يعرف قصته التاريخية ! وقد تم صناعة أول ابرة في التاريخ من عظام الاسماك أو الاحجار الصلبة او العظام وكانت تستخدم لثقب حواف الجلود الموضوعة الى جانب بعضها ، ثم كان يمرر في هذه الثقوب خيط رفيع من الجلد ، وذلك لربطها بعضها ببعض ، وهكذا صنعت أول ملابس في التاريخ . ولم تظهر الابرة الجديدة الا في نهاية القرن السادس عشر ، في « شيفلد » في انجلترا ، والتي ستظل لمدة طويلة العاصمة الدولية للابرة وقد لعب الصلب دورا هاما في تحسين صفات هذه الاداة البالغة الصغر ذات القدرات والاستعمالات المتعددة .

الأعداد   !
. ترى ماذا كان يفعل » عم دهب«  لو لم تكن هناك اعداد وارقام .. انه يكاد يفقد عقله عندما يفكر في ذلك .. قد تقولون انه يمكن ان يعد على اصابعه لكن كيف يعد على اصابعه الملايين .عموما وبعد العد على الاصابع تعلم الانسان أن يضع علامات خطية على العصا أو على الحجر لكن لم يتعدوا في ذلك الاعداد البسيطة وفي عام ٣٤٠٠ ق. م. توصل المصريون القدماء الى ابتكار علامة خاصة بالاعداد العشرية لكن الحسابات ظلت على الرغم من ذلك فنا بالغ الصعوبة .
ثم استخدم الاغريق علامات الهجاء للدلالة على الارقام فكانت الحروف التسعة الأولى تدل على علي الارقام من 1 الى 9 ، والتسعة التي تليها ، الأرقام من 10 الى ٩٠ ثم التسعة التي تليها الارقام من 100 الى ٩٠٠ وكان الرمز ( / ) يعنى الالاف أمام العدد . 
لكن العرب هم الذين ادخلوا الى أوروبا عام ٩٥٠ الأرقام التي تستخدمها اليوم وكان اعظم انجازاتهم هو ابتكار الصفر في الارقام ..
وهذه الاصغار هي التي يحب عم دهب رؤيتها الى يمين الاعداد للدلالة على ملايينه التي لا تنتهي .

الزجاج  !
. يعتبر الزجاج مادة لا غنى عنها وذلك بسبب شفافية وصلابته النسبية ومقاومته للحوامض والمواد الكيمائية ..
ووفقا لما تقوله الاسطورة ، فان أسلوب صناعة الزجاج اكتشفه راعي جمال اشعل نيرانا على الرمال في الصحراء لينضج عليها طعامه واستخدم احجارا تحتوى على البوتاس أو الصودا ليسند بها الاناء . وعندما انطفأت النيران ، اكتشف الأعرابي وجود كرات من مادة صلبة شفافة ادهشته الدرجة أنه حاول ان يصنع كرات أخرى ..
وعلى أي حال ففي سنة ٥ الاف قبل الميلاد عرف المصريون القدماء سر صناعة ونفخ الزجاج بل انهم وجدوا طريقة تلوين الزجاج ، وقد احضر يوليوس قيصر معه الى روما في أوروبا فن صناعة الزجاج وتشكيله وعلى الرغم من انه كانت هناك نوافذ زجاجيه في البيوت في القرون الوسطى ، الا ان السر ضاع لفترة من الزمان ولم يعد أحد اكتشافه مرة اخرى الا في عام ١٣٣٠ .

المقص !
. المقص ايضا اختراع من الصعب معرفة بداياته الأولى ، فتبعا لما يقوله المؤرخون تم اختراع المقص في شمال أوروبا ، بمجرد أن تعلم الإنسان صناعة الحديد ، وقد انتشر استخدام المقص ببطء نسبي ..
ولا تعود أهمية دراسة تاريخ المقص بسبب قدرتهم على تسهيل عملية القص الدقيق ، فهذه الاداة تثير اهتمامهم ، لانها تمثل طفرة واضحة في المعيارية البشرية في مجال اختراع الالات .
فالمقص هو من أول الادوات المكونة من جزئين متحركين ، لهذا فهي تعتبر من أوائل الأدوات التي فتحت الطريق للميكانيكا .
وعلى أي حال فان هذه الاداة المتواضعة ، اصبحت موجودة في كل البيوت وتعدد استخدامها بشكل واسع فابتداء من الترزى حتى التلميذ لا يوجد انسان يمكنه الاستغناء عنها .. 

الصابون !
. منذ ما يقرب من قرنين كانت عملية الاستحمام اصعب بكثير منها في أيامنا هذه وكانت وسائل التنظيف الوحيدة المعروفة في ذلك الوقت هي رماد الخشب ، والطين المسامي ( الفخار ) أو بعض الاعشاب وان كانت فاعليتها ضعيفة جدا .. وقد كان يوجد في ذلك الوقت نوع من الصابون مصنوع من دهن الماعز والبوتاس لكن هذا الصابون ذو النوعية السيئة لم يكن الا في متناول الأثرياء وذلك بسبب ثمنه المرتفع .
وبفضل العالم شارل لوبلان الذي اكتشف في عام ۱۷۹۲ وسيلة لاستخراج كميات هائلة من الصودا الكاوية أصبحت صناعة الصابون أسهل نسبيا لذلك فلا تتردد في استخدامه وذلك لاسباب تتعلق بالنظافة وايضا بالصحة فالصابون مضاد 
ممتاز للبكتريا .

البيريسكوب عين الغواصة والعين الثالثة للفضوليين !
. ظل عبقرينو يحلم طويلا باختراع غواصة يمكنها أن تستغنى عن البيريسكوب .. وقد اقترح عليه « بطوط » أن يستبدل هذه الاله الرائعة العبقرية ، في عام ١٨٩٤ بغواصة موهوبة تصعد الى سطح الماء كل نصف ساعة ، فتلقى نظرة حول المكان ثم تنزل مرة أخرى تقدم تقريرها .. لكن عبقرينو لم تعجبه تلك الفكرة . ويتكون البيريسكوب من انبوية تليسكوبية من الصلب يمكنها أن تمتد مثل المنظار المقرب حتى تصل الى سطح البحر بينما تبقى الغواصة تحت سطح الماء من ١٠ الى ١٥ مترا .. وهو مكون من انبوبة طويلة تحتوى على مناشير وعدسات ومرايا تعكس الصور الخارجية وتوصلها الى نوع من النظارات المحورية التي توجد داخل الغواصة ..
والبيريسكوب بالرغم من ذلك ليس جهازا مخصصا للغواصات ، اذ يستخدمه المتخصصون ليتمكنوا من رؤية ما يحدث داخل بعض الآلات والاجهزة خاصة في الصناعات الذرية ثم هناك أيضا الفضوليون الذين يرون من خلال الزحام - عندما يمنعهم حجمهم الصغير من ذلك .

ماكينة الخياطة !
ذلك لا يمنع من انها الاصل القديم لماكينة الخياطة ، وقد كان « الياس هوى » يستخدم يده لتشغيل الآلة . وفيما بعد أصبح من الممكن ادارتها بالاقدام ، وحل محلها اليوم استخدام المحرك لكهربائي ، لكن هل تساءلت يوما عن السرعة التى تعمل بها ماكينة الخياطة .. لقد قام عبقرينو بحساب اتضح منه أن ماكينة خياطة حديثه يمكنها أن تدق ١٥٠٠ غرزة في الدقيقة الواحدة وتستهلك بذلك متر خيط في عدة ثوانی ..
وعبقرينو الان يحاول اختراع ماكينة يمكنها أن تصل الافكار التي قطعتها المقصات من قبل !!
. وفى عام ١٨٤٦ قام الأمريكي « الياس هوی«  بتسجيل الة تبدو اليوم اثرية لكن

الهليكوبتر !
. فكرة الصعود الى الفضاء بشكل رأسي والهبوط بنفس الطريقة كانت تشغل بال الانسان منذ مدة طويلة ..
وكان ليوناردو دافنشي قد حاول ایجاد اسلوب النجاح منذ مدة طويلة وتم استئناف هذه المحاولات في عام ۱۹٠٩ لكن دون نجاح كبير وذلك على يد العالم ايجور سيكورسكي الذي كان يعيش في روسيا في ذلك الوقت .
وبعد ذلك ، استقر سيكورسكي في الولايات المتحدة الأمريكية واستأنف النظر في المشكلة من الصغر وانتهى الى تصميم الة ذات شراع دوار في عام ١٩٣٥ .. 
ومنذ ذلك الحين ، أصبح الهليكوبتر جهازا ممتازا ، قادرا على أداء أعظم الخدمات مثل نقل الانسان وأجهزته في مناطق وعرة ذات طبيعة ارضية بالغة الصعوبة أو بنقل الجرحى من الطرق الى المستشفيات . وبذلك يمكن توفير الكثير من الوقت الثمين .

ما هو السم ؟
. السم هو المادة التي اذا تناولها الانسان بكميات كافية يمرض أو يموت . كثير من المواد الكيماوية سام ، مثل حامض البروسين أو الاستركنين . كثير من الكيماويات التي تتناولها في الدواء سام اذا تناولناها بكمية كبيرة . ومن الممكن ايضا التسمم بالغذاء ، فبعض الطحالب والتوت البرى ، سامة . وحتى اللحم والسمك يمكن أن يكونا سامان اذا لم تكن طازجة .. والخطر هنا يكمن في الجراثيم التي تتكاثر داخل خلايا اللحم والسمك الفاسدة .

ما هي الماجنا كارتا ؟
. كان الملك جون ملك انجلترا حاكما سيئا : لقد زود الضرائب ، وسجن الناس بلا ذنب أو محاكمة ، وقام باعمال جعلت الشعب يكرهه ، وهكذا اجتمع الزعماء وأجبروا الملك على وضع ختمه - فلم يكن يعرف القراءة والكتابة - على الماجنا كارتا ، التي تعنى الميثاق العظيم ، في احتفال اقليم بمرج رانميد قرب نهر التيمز . وكان الملك مجبرا على الموافقة ، لأنه بدون جند هؤلاء الزعماء أو أموالهم ، كان الملك غير قادر على الحكم . والماجنا كارتا وثيقة تفرض ضمانا قانونيا للحقوق والحريات ، ولو أن الماجنا كارتا كانت في ذلك الحين تعنى حقوق وحريات الامراء والنبلاء ، الا انها تطورت مع الوقت الى الحريات والحقوق التي تتمتع بها الديمقراطيات الآن .

حكاية الأمير الذي لم يكن يعرف الضحك
. يحكى أنه كان هناك ملك شاب ، طيب القلب ، حسن الاخلاق ، وسيم الشكل ، وكان عادلا عطوفا يحب شعبه ويرعاه ، ولم يكن ينقصه لتتم سعادته إلا أن يتزوج ، وكان عليه ان يختار عروسا تناسبه .. اشار كبير الوزراء على الملك الشاب أن يقيم حفلا كبيرا يدعو فيه جميع الفتيات اللاتى وصلن الى سن الزواج واقيمت الاحتفالات ، واضيء القصر بالانوار ، وبدا كأنه سفينة لامعة تسبح في بحر الليل ، وقد انبعثت منه الانغام الحلوة ، وقضى الملك الوقت في مراقصة الفتيات الجميلات حتى أعجبته واحدة منهن وقرر الزواج منها .
كانت الملكة الشابة التي اختارها قلب الأمير رقيقة ، مبتسمة ، وكان لها شعر بنى طويل ، وعيون جميلة
وفي قلب سعادته ، لم يشعر الملك بما كان يدور حوله .. لم يشعر بتلك السيدة الجميلة ذات الشعر الاسود التي حضرت الحفل ، ولفتت كل الانظار بجمالها ، والتي كانت لها بعض القدرات السحرية ، وقد انصرفت السيدة في نهاية الحفل غاضبة ، وصفقت وراءها باب القصر وهي تهمس بغضب شديد قائلة :
- لابد ان انتقم .. لابد ان انتقم  ..
واقيم حفل كبير اخر احتفالا بزواج الملك والملكة  وبعد تسعة شهور ولد طفل صغير ، جميل ، قوى البنية بخدود مثل لون الورد وعينين بلون البندق وكان اسمه  »سامح«  وقد سارع الجميع بتأمل هذا الأمير الرقيق ، لدرجة انهم للحظات لم يهتموا بالملكة ، وحين أرادوا ان يهنئوها اكتشفوا أنها قد اختفت ..
واسرع كل الموجودين يتهامون بأن السر وراء اختفاء الملكة الرقيقة هو غضب الساحرة السمراء ، وبالفعل كان هذا معقولا فلم ير أحد ولم يسمع احد أى شيء عن خطف الملكة .. وحزن الملك حزنا شديدا ، لانه كان يحب زوجته الملكة حبا شديدا ، ومرت به ليالي طويلة وهو يبكى ويشن واخيرا حبس نفسه في غرفته ثلاثة أيام دون أن يأكل أو يشرب او يكلم اى مخلوق ، وعندما خرج من غرفته كان قد اصبح شخصا مختلفا ، يحمل وجها شاحبا جافا ونظرات قاسية
وأسرع الملك يجمع كل أفراد القصر في القاعة الكبرى ، وفي هدوء شديد قال :
  »أيها السيدات والسادة لقد قررت الايكون لاى مخلوق ممن حولي الحق في الضحك والابتسام ، ولن يبقى بالقصر الا اولئك الذين يعدونني بشرفهم بعدم الابتسام أو الضحك أو الغناء أو الرقص ودهش الناس ، وحاول وزراء أن يناقشوا الملك ، لكنهم بعد لحظات فهموا بأن هذا القرار لا رجعة فيه ، لذا فان نصف رجال الحاشية قد مضوا الى حال سبيلهم بما فيهم العائلات والاولاد ولم يبق في القصر الا المسنون والاشخاص الجادون بوجوههم الثلجية وحديثهم الجاد الهامس ..
وتولت تربية الامير  »سامح » ثلاث سيدات مسنات ، في قلوبهن طيبة شديدة وعلى وجوههن حزن لا ينتهى .. لكنه كان وحيدا في القصر ، فلم يكن فيه اصدقاء أو رفاق من سنه لذا فهو لم يكن يجيد التعامل مع الناس .
كان ينظر الى كل الناس بعينيه ذات اللون البندقي مثل عينى والدته .. وكان يتعلم القراءة والكتابة والعد والركوب 
  »ركوب الخيل طبعا »
لكنه كان يفعل كل ذلك دون أن يصدر عنه أى صوت .. كان لديه كلاب ، وقطة وحصان يحبه ، لكن بما ان الحيوانات تلعب وتضحك بأسلوب مختلف عن أسلوبنا كان الأمير الصغير يشعر بوحدة شديدة ..
وفي أحد أيام الربيع ، اتم   »سامح » عامه الثاني عشر ، وكان الجو جميلا ، لدرجة انه فكر قائلا : « لقد كبرت ، كما انني اجيد ركوب الخيل ولذلك سوف اذهب الى الغابة اشاهد الحيوانات وهي تجرى وتلعب . »
وركب سامح حصانه واتجه نحو الغابة دون ان يصحب معه الكلاب التي تجيد العثور على طريقها بفضل حاسة الشم القوية لديها ، ولا تتصور كم هو صعب ان تجد طريقك في غابة كثيفة مظلمة
وتاه  »سامح«  في الغابة ، ودخل الليل دون أن يستدا على طريق العودة ، وأحس الحصان بالتعب ، وكذلك سامح ، فما كان منه الا ان نزل من على الحصان وربطه الى شجرة ثم استلقي على الحشائش الطرية ونام ..
وعند الفجر استيقظ سامح لم تكن الشمس قد طلعت بعد وفي الضوء الخافت لم يتبين « سامح » تماما من كان يقف فوق رأسه .. كان ما يراه شيئا بشبه الوجه ، به عینان بلون البندق ، كانتا تنظران اليه برقة وحنان وهدوء .. فى البداية ظن ان هذا هـو حصانه ، لكنه عندما فتح عينيه جيدا ، اكتشف وجود حيوان بالغ الجمال ، اصغر من الحصان وله شعر يلمع بلون بني فاتح وله ارجل رفيعه وحركات رشيقة .. كان الحيوان الذي يطل على
حكاية الأمير
  »سامح«  غزالة جميلة .. نظر « سامح » الى الغزالة التي وقفت ساكنة وهي تنظر اليه نظرة غريبة وحين رفع يده ليربت على رأسها فوجيء بها تنطلق هاربة الى الناحية الأخرى واستمرت في النظر اليه .
قرر  »سامح » أن يتبعها فقام وخطا خطوتين ، وعند ذلك قفزت الغزالة ودخلت الى الغابة حتى تبعها « سامح«     وكلما اقترب منها قفزت الى الامام خطوتين ثم وقفت تنظر اليه ، وكأنها تدعوه لمتابعتها وفهم   »سامح«  ذلك ، انها تريد ان تقوده الى مكان ما ..
وهكذا عبر  »سامح«  الغابة وقرب الظهر توقفت الغزالة كانت الاشجار قد تناقصت وظهر نبع صافي ، ثم سمع     » سامح«  صوتا عجيبا لم يسمعه من قبل ولم يكن يعرفه ..
كان الصوت يقول : هاها كما لو كان صوت جرس صغير ، أو صوت عصفور .. لكنه كان متأكدا من أنه صوت اشخاص ..
وحنى   »سامح«  راسه قليلا ليرى أمامه نبعا صافيا تجمعت حوله سيدات جميلات وهن يغسلن ملابسهن ، بين اولادهن الصغار وكان الاولاد و البنات يلعبون ، ويتمازحون وهم يفتحون فمهم وقد ظهرت أسنانهم البيضاء الصغيرة ..
كانوا هم الذين يصدرون ذلك الصوت : هاهاها .. وتساءل « سامح » : ما هذا ماذا يفعلون ؟؟
ولدهشته الشديدة اجابته الغزالة بصوت طيب وبنفس الكلمات التي يستخدمها الانسان .
- انهم امهات واطفالهن يضحكون ..
- يضحكون .. ما معنى ذلك ؟؟ 
- معنى ذلك أنهم مسررون .. هل تريد أن تضحك انت أيضا . 
- لكني لا أعرف الضحك یا حضرة الغزالة ..
- اذن عليك ان تذهب لتتعلم يا سامح ... وكأنه كان في انتظار تلك الكلمة فانطلق  »سامح«  ووضع قدميه في الماء وبدأ يلعب مع الأولاد و سرعان ما فتحهو أيضا فمه وانطلق صوته هاهاها !
وبدت عليه الدهشة واسرع عائدا » نحو الغزالة ..
- أن عندك حق يا حضرة الغزالة ، اننى الان أعرف الضحك وهذا شيء لذيذ جدا
- حسنا .. بما أنك تثق في ، فتعال ورائي ..
وقفزت الغزالة الى الناحية الأخرى من الترعة وتبعها سامح بسرعة ، وانطلق الاثنان بسرعة عبر القرية ، بين الاشجار حتى وصلا الى حديقة جميلة .. وهناك توقفت الغزالة ، وسمع   »سامح«  صوتا عجيبا جدا لم يسمعه أبدا من قبل كان صوت مجموعة من الفتيات كان يعلو وينخفض رفيعا ، وقويا ، وكن يقلن :
  »طلعت يا محلا نورها ... شمس الشموسة ..
وتقدم   »سامح«   قليلا فرأى الفتيات ينشرن الغسيل فوق الحبال وهن يغنين ، ولم يكن   »سامح«  قد سمع غناء من قبل
.. وتساءل سامح .. 
- ماذا يفعلن ولماذا يتكلمن بهذه الطريقة الغريبة ؟ انهن يغنين لانهن سعيدات .. هل تريد الغناء انت ايضا .. 
لكني لا أعرف الغناء ..
- لقد تعلمت الضحك یا   »سامح«  ، ويمكنك .. واسرع   »سامح«  الى الحديقة ، واقترب من الفتيات برقة شديدة وادب وسألهن
- هل يمكنكن ايتها السيدات ان تعلمنني الغناء ؟ هل معقول انك لا تعرف الغناء حتى الآن ؟! .
وبدت في عينى سامح نظرة حائرة ، ونظرت الفتاتان كل منهما للاخرى ثم ابتسمتا
- حسنا .. انها مسألة بسيطة جدا .. هيا .. لالالا وفتح سامح فمه وقال
- لالالا ..
والحقيقة أن الصوت لم يكن جميلا ، لكن شيئا فشيئا بدا  »سامح«  يغني ، وفى النهاية ، وحين جمعت
الفتيات اشياءهن وبدأن الطريق الى المنزل ، كان  »سامح«   يعرف جيدا أغنية « طلعت یا محلا نورها«  و  »الحلوة دى » واغاني اخرى كثيرة ..
وعاد « سامح » الى حيث كانت الغزالة تنتظره ..
- یا حضرة الغزالة .. أنا سعيد جدا .. لقد تعلمت الغناء وهو شيء لطيف للغاية
- لم يبق الا شيء واحد يجب أن تتعلمه يا سامح .. تعال معى ..
وانطلقت الغزالة الجميلة عبر الحقول واقترب الليل وحينما وصلا الى قرية كبيرة كان القمر قد توسط السماء
وفى الميدان الرئيسي في القرية كانت المصابيح الملونة مضاءة ، وقد أشعلت النار وعلقت الزينات الجميلة وبدا الناس في أبهى زينتهم وأجمل ملابسهم وهم يقفزون هنا وهناك ويضحكون ويغنون والموسيقى تصدع بنغمات فرحة ..
- هه - ما هذا .. ماذا يفعلون .. هل هم مجانين .. 
- بالعكس أنهم فرحون لان هذا يوم عيد .. وهم يغنون ويرقصون .. الا تريد ان تتعلم الرقص ؟؟
ولم يكن   »سامح«  في حاجة الى السؤال فقد أسرع الى مجموعة من الأولاد والبنات في مثل سنه وبدأ يضحك ويغنى معهم ، ثم اخذ يقفز هنا وهناك ويتحرك على نغمات الموسيقى في ايقاع راقص جميل .. وحين انتهى الحفل كان سامح يشعر بسعادة لا حدود لها ، لقد أحس في تلك الليلة بأشياء لم يعرفها من قبل ، وتعلم أشياء لم يكن يتصور أنها موجودة .. وحين اقترب من الغزالة الكبيرة الطيبة قال لها .
انني احبك جدا يا سيدتي الغزالة ، انك السبب في كل ما أشعر به من بهجة وفرح وسعادة وتأكدى انني لا يمكن ان انسى كل ما فعلته من اجلى .. لكنى يجب ان عود الآن الى القصر . تصوري ان أبي لا يعرف الضحك أو الغناء أو الرقص ..
وابتسمت الغزالة الجميلة دون أن تجيب .. ثم انطلقت مرة أخرى وقد حملت   »سامح«   على ظهرها ، وسرعان ما وصلا الى القصر الذي بدا الجميع فيه مضطربين قلقين ، فقد مر يوم كامل دون ان يعرف احد ابن ذهب   »سامح«  !
دخل   »سامح«  مكتب والده وهو يقفز فرحا واسرع يحكى له عما حدث له في اليومين ، وكيف انه اصبح الان يضحك ويغني ويرقص
- لكن .. الم امنع كل هذا .. من الذي تجرأ وعلمك ..
ولم يكمل جملته ، فقد دخلت الغزالة الجميله من النافذة ، ووقفت امامه قائلة :
- انا التي علمته كل ذلك
وبينما هي تتكلم ، سقط جلد الغزالة الذي كان يغطى جسمها وتحولت رجلاها الخلفيتان الى سيقان والامامية الى ذراعين ويدين وكانت عيناها بلون البندق وشعرها بلون جلد الغزلان ، اما بشرتها فكانت بلون الورد ..
طبعا عرفتهم من هي ؟ أن الشخص الوحيد الذي كان يمكن ان يعلم سامح الفرح والسرور هو والدته .. اليس كذلك .

--------------------------


انتقل الي العدد التالي العدد 1014

العودة الي العدد السابق : العدد 1012


إرسال تعليق

0 تعليقات