العدد 1005 مجلة ميكي يوليو 1980
كاب بطوط من الكرتون الملون
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
الاشقاء السبعة
فى سالف العصر و الأوان كان يعيش امبراطور عظيم. كان هذا الامبراطور فى غاية الذكاء والوسامة، حتى انه لم يجد اى اميرة تصلح وتستحق ان تكون زوجة له. و ذات يوم سأل احد مستشاريه عما اذا كانت هناك مثل تلك الاميرة فقال له المستشار: الاميرة الوحيدة التى تستحق الزواج منك تسكن فى جزيرة بوزان، وهى فى غاية الجمال والذكاء ، الا انه من المستحيل ان تكون عروسا لك، فالوصول لتلك الجزيرة يستغرق عشرة اعوام اخرى، وبذلك تكون العروس عجوزا عندما تصل اليك يا مولاى.
ومرت الايام . وذات يوم كان الامبراطور يتنزه فى مملكته فوجد حقلا خصبا تعجب من جماله وأمر رجاله بأحضار صاحب الحقل. وفعلا أحضر رجاله سبعة اشقاء هم اصحاب الحقل. وسألهم الامبراطور: " كيف استطعتم ان تجعلوا حقلكم بمثل هذه الخصوبة؟". فأجابوا :" لقد علمنا والدنا ان الخير كله يأتى من الارض ، وعلمنا كيف نحسن استغلالها، كما علم كل منا صنعة أتقنها لدرجة الاحتراف". ولما سألهم الامبراطور عن تلك الصنعة قال الاخ الاول:" لقد علمنى والدى ان ابنى برجا عاليا يصل الى ابعد النجوم فى السماء".. أما الاخ الثانى فقال:" لقد علمنى والدى ان اتسلق البرج الذى صنعه اخى فى لمح البصر". أما الاخ الثالث فقال:" انى اصنع سفينة فى ثوان معدودة وتلك السفينة قادرة ان تقطع أطول الرحلات فى ايام قليلة".
أما الاخ الرابع فقال:" أذا ابحرنا بسفينة اخى وتعرضنا لهجوم فأنى استطيع ان اجعل السفينة تغوص تحت الماء ثم اجعلها تطفو ثانية عندما يبتعد العدو". وقال الخامس:" انى اصنع رمحا يصيد أى شئ مهما كان بعيدا ". اما السادس فقال:" انا استطيع ان احضر أى ش يسقطه الرمح مهما كان بعيدا ومهما اختبأ". أما الاخ السابع فقال:" يا مولاى ان الصنعة التى اتقنها عقوبتها الموت فى مملكتك أنى استطيع أن اسرق أى شئ وبدون أن يشعر أحد".
ثم اخذ كل اخ يعرض صنعته على الامبراطور. وبالفعل صنع الاخ الاول برجه العالى فى ثوان وتسلقه الاخ الثانى فى لمح البصر. وبنى الثالث سفينته وجاء الرابع فأغرقها ثم جعلها تطفو مرة اخرى. وصاد الخامس برمحه طائرا بعيدا جدا لا يكاد يظهر وقبل أن يسقط كان الاخ السادس قد ألتقطه . أما السابع فقد سأل الامبراطور عن محفظته ولما لم يجدها الامبراطور فى جيبه اندهش جدا وزادت دهشته حينما اعادها له الاخ السابع. واعجب الامبراطور بعروض الاشقاء السبعة أشد الاعجاب. وطلب من الاخ الثانى أن يتسلق البرج لينظر من اعلاه الى جزيرة بوزان لعله يرى الاميرة التى يريد الزواج منها . وفعلا حدث ذلك ونزل الاخ الثانى ليصف للامبراطور مدى جمالها ومدى غرور والدها وكيف أنه قرر أنه من يتجرأ ويطلب يدها منه فستكون هذه هى الحرب عليه وتكون نهايته محققة. وشعر الامبراطور بالحيرة عندما سمع ذلك فقال:" انكم فتيان فى غاية الذكاء والمهارة وأنى اريد الزواج من تلك الاميرة، فكيف أستطيع ذلك؟" قال له الاخ السابع :" انى استطيع ان اسرقها لك . ابق معك اخانا الاول والثانى وسنذهب نحن الخمسة الى الجزيرة ولكن أملا سفينتنا بكافة أنواع الحلى والجواهر والاقمشة وكل ما يعجب النساء".
وبالفعل ابحر الاخوة الخمسة وفى أقل من خمسة ايام كانوا قد وصلوا الى جزيرة بوزان حيث نزلوا من السفينة ليجدوا الحرس يعترضون طريقهم قائلين:" من انتم وماذا تفعلون هنا؟" أجابوا :" نحن تجار مسالمون وقد جئنا لعرض منتجاتنا على الاميرة"
وسمح لهم الملك بالذهاب الى قصره وعرض بضائعهم على ابنته ولما أبدت الاميرة اعجابها الشديد بالبضاعة قالوا لها :" أن هذه البضاعة ما هى الا عينة بسيطة. أما البضائع الجميلة التى تليق بجلالتك فتركناها فى السفينة فهلا تفضلت واتيت معنا لتشاهدى وتختارى ما يعجبك؟"..
و أستاذنت الاميرة الملك الذى وافق بعد الحاح شديد وبشرط أن تذهب فى حراسة جيش كامل. ولما وصلوا ووجدت الاميرة أن السفينة صغيرة جدا ولا تتسع للجيش صعدت هى ووصيفتها فقط الى السفينة وتركت الجيش على الشاطئ..
وأثناء انشغال الاميرة بمشاهدة البضائع انتهز الاخ الرابع الفرصة واغرق السفينة وجعلها تبحر تحت الماء. أما جيش الملك فقد وقف مدهوشا لا يستطيع ان يفعل شيئا والخوف من الملك يكبل حركته فقد كان الجنود يعلمون جيدا ما ينتظرهم حينما يعودون للملك بنبأ غرق الاميرة.
أما السفينة فقد ظلت تسير تحت الماء حتى تأكد الاخ الرابع من بعدها تماما عن الانظار فجعلها تطفو مرة اخرى. فى تلك الاثناء كانت الاميرة قد انتهت من اختيار البضائع ولما صعدت الى ظهر السفينة ووجدت المياه تجيط بالسفينة من كل جانب ولا اثر للشاطئ ادركت على الفور انها اختطفت ..
حولت نفسها فورا الى حمامة وطارت بعيدا فى اتجاه الجزيرة.. وما كادت تفعل حتى رمى الاخ الخامس رمحه على جناحها والتقطها الاخ السادس على الفور. وكررت المحاولات الا انها كلها باءت بالفشل وأدركت الاميرة انها أمام اشخاص فى غاية الذكاء، ووصلت السفينة ووجدوا الامبراطور فى انتظارهم. وبهر الامبراطور من جمال الاميرة وقال لها مرحبا:" يا جميلة الجميلات اننى لن ابقيك لحظة واحدة وانتى مكرهة أن اردت الرحيل فسوف يكون لك ذلك فورا وأن اردت البقاء فسوف تصبحين ملكة على بلادى وقلبى" .. ولسرور الامبراطور قررت الاميرة البقاء . وبعث الامبراطور الى والدها بالنبأ السار ودعاه لحضور حفل الزفاف. أما الاشقاء السبعة فقد احتار الامبراطور فى مكأفأتهم فعرض عليهم الثروات والذهب والالقاب. الا انهم رفضوا ذلك كله وأستأذنوه فى العودة الى حقلهم وأرضهم حيث ينبع الخير كله وعاش الامبراطور وعروسه فى سعادة وهناء.

إرسال تعليق
0 تعليقات