سوبر ميكي
العدد 1004 مجلة ميكي يوليو 1980
العدد 1004 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 17 من يوليو 1980م
مع العدد هدية //
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
سيتم الاضافة قريباً
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
كتيب الكشافة
غیر معقول : الشمس تتناقص !
. درس اثنان من العلماء الأمريكيين كل مقاييس الشمس منذ أكثر من 150 سنة ولا يوجد أي شك ! ففي قرن واحد تناقص فطر الشمس بمقدار 00.01 % افقيا .. وهو شيء لا يذكر وفي نفس الوقت فانه منذ 413 سنة واثناء خسوف الشمس بواسطة القمر ، لم ينجح القمر في اخفاء الشمس تماما عندما مر امامها .. ولكن لو حدث ذلك اليوم ، فسوف يخفيها تماما بعد أن تناقصت !
وهناك الكثير من النجوم التي تتناقص في العالم قبل أن تنفجر ، اذ انها تفقد دون انقطاع جزئيات ذرية تماما مثل القنابل التي تشتعل طويلا وببطء على مدى آلاف والاف السنين .. وهناك نجوم أخرى تتكمش ثم تتمدد ثم تتناقص ثانية . وهكذا كما يبدو والى الابد .. والشمس نجم ايضا لكن لا أحد يعرف من أي عائلة . كل ما نعرفه ان العلماء الأمريكيين لم يخطئوا ، لان القطر الأفقى للشمس يتناقص حاليا بمقدار ١,٥٠ متر في الساعة .. لكن اطمئنوا فان هذا القطر يصل طوله . الى حوالي ۱۳۹۲۰۰۰ كيلو متر .. وعلى ذلك فالشمس أمامها الكثير قبل أن تختفى !! .
الألم الذي يؤدى إلى الراحة !
. انت الآن تركب دراجتك او تسبح او تجرى ، وفجاة تشعر بالم شديد في ساقك ، الم شديد لدرجة انك تتوقف واذا تحسست المنطقة التي تؤلمك فسوف تشعر بالعضلة التي تقع اسفله صلبة وكأنها قطعة من الخشب .. هذا ما يعرف بتقلص العضلات .. اذا لاحظت ذلك فلا تضغط على نفسك ! فبعد عدة دقائق من الراحة ، سيمكنك استئناف نشاطك ولن تشعر بالألم ثانية !
لكن ماذا حدث ! ان المسألة بسيطة ويمكن فهمها بسهولة .. أن العضلة التي تعمل تشبه المحرك ، وهي تحرق الوقود ولذلك فهي تستهلك » أوكسيجين « وطبعا هذا الاحتراق يفرز مواد ضارة زائدة على الحاجة أو فضلات يجب التخلص منها أولا بأول وطالما أن العضلة تعمل بشكل عادي طبيعي فلا توجد مشكلة ، فالاوكسيجين يوجد بكمية كافية» ونواتج الاحتراق « تتسرب بسرعة مناسبة .. لكن لو ان العضلة بذلت مجهودا طويلا وشديدا ، فان الجسم يصبح غير قادر على المتابعة وتقل كمية الأوكسيجين ..
وفي هذه الظروف تكون العضلة قادرة ايضا على العمل ، لكن لوقت قليل جدا ، لان قلة الاوكسجين تؤدى الافراز مواد سامة قد تؤذيها أذى شديدا ، وهذه المواد هي التي تؤدى الى تقلص العضلات : جرس انذار هام جدا ، لانه يوقفنا في الوقت المناسب !!
انتهى عصر تسوية الحشائش !
. ستنتهي عما قريب هموم البستاني الخاصة بتسوية الحشائش ، التي تنمو بلا انقطاع في فصلي الصيف والربيع ، والتي تكاد تحول الحدائق الى - ميني - غابة افريقية ، فان الباحثين يعملون بجد في هذا المجال .. وقد اكتشفوا بالفعل مواد تقلل من النمو الرأسي للحشائش ، وبذلك يمكن ترك المناطق المزروعة به دون تقليم عدة أيام ! لكن الحل الامثل سيكون في استنباط انواع من الحشائش لا تنمو بسرعة كبيرة وهذا ما يحاوله العلماء بتعريض الشتلات الصغيرة الي النشاط الاشعاعي !!
المليمتر .. كبير جدا
. لا يوجد شيء أصعب من تصور فكرة شيء صغير جدا ولنتصور مثلا دليل التليفون الذي نستعمله ونتصور أن سمكه حوالي ٦٣ هم دون جلدته وأنه يحتوى بجزئيه حوالي الف صفحة مرقمة أي حوالي ٥٠٠ ورقة مما يعنى أن كل ورقة يصل سمكها إلى حوالي 85/1000 من الملليمتر و رغم ذلك فيمكننا أن نمسك بها بين اصابعنا وهي قوية لدرجة انها تتحمل الطباعة !
لكن هناك ما هو أعجب ! لنتصوراتك اخذت فرخا من الورق سمكه 0.08 مم وتخيل الله في غرفة ارتفاعها ٢,٦٠ متر ، تقوم بالعمل الاتي ، في يوم تقطع الورقة الي قسمين وتضع القسمين أحدهما فوق الآخر .. وبعد اسبوع تقطع الجزئين إلى جزئين آخرين ثم تكون منهما كومة من 4 قطع والاسبوع الذى يليه نفس العملية . وهكذا تقوم كل اسبوع لمدة سنة بتكويم جزئى الكومة التي تحصل عليها .. ماذا سيحدث ؟ اذا لم تكن قد قمت بالحساب بعد فاقرأ معنا (ص 41 )
كيف تقطع الدوبارة بأصابعك ؟
. اذا ظللنا نشد في حبل ما فانه قطعا سينقطع . ولكن هناك ثمنا ندفعه لذلك . فلسنا مقصاً ولا سكينا ، فاذا حاولنا قطع الدوبارة فان أيدينا ستحمل علامات المحاولة ، ولن نتوصل كل مرة الى هدفنا . وهناك طريقة سهلة يمكننا بها قطع الدوبارة بدون جرح ايدينا : تمر الدوبارة من فوق ظهر اليد اليسرى ويتقاطع طرفيها في راحة اليد كما ترى في الرسم
.
ثم يتم تثبيت الطرف » ا « عن طريق لفه مرة أو مرتين حول الإبهام ولا يبقى بعد ذلك الا ان تشد مرة واحدة بشدة الطرف » ب « في اتجاه السهم دون ابعاد الدوبارة عن راحة اليد .
اذا اتبعت هذه هذه الخطوات فسوف تجد ان الدوبارة قطعت بسهولة .
مصنع الطماطم !
. أن المصانع بما فيها من مراكز حرارية . وموتورات والات تشبه الغلايات العملاقة التي لا تدفىء سوى الفضاء الذي تضيع فيه الحرارة . من ناحية الطاقة فان هذه الحرارة الضائعة تعتبر خسارة وقد فكر بعض المهندسين الانجليز في استعمال هذه الحرارة لتدفئة بيوت النباتات الزجاجية لكي يتم زرع خضروات البلاد الحارة فيها كالطماطم على سبيل المثال - ولكن هذه البيوت الزجاجية تاخذ مكانا كبيرا وكلما كبر حجمها زاد اتساخها بسهولة وسط المصنع فالدخان كثير جدا، ويحتوى على كثير من سواده . ولكن اذا تم صنعها على هيئة ابراج زجاجية ذات سقف زجاجي والواح عمودية من الزجاج فيكون من السهل تنظيفها . ولكن كيف يتم زراعة الطماطم في ابراج ؟؟ حسنا ، عن طريق وضعها في الواح خشبية معلقة الواحدة فوق الأخرى في سلاسل ترفعها عجلات مسننة . فعندما تدور العجلة ترفع السلسلة الألواح الى الضوء والحرارة المنبعثة من المصنع والتي تحضر معها لتحسين نوع المزروعات حماماً من الاسمدة .
وهكذا يتم زراعة الطماطم اليوم في بلاد الغال ( فرنسا ) في قلب مصنع للحديد .
هل تعلم ؟
. هل هل تعلم أن أهل الصين عندما يفقد أحدهم عملة ، فانه يقول : « لقد فقدت اناء الارز « لماذا يقول ذلك ؟ ذلك ان الارز يعد شيئا هاما في حياة الصينيين والكل يعرف ذلك . ولكنك تكون على خطا اذا استخلصت من ذلك أن المطبخ الصيني ليس راقيا . فهناك في العادة عدد غير معقول من الاطباق والاصناف كا اللحوم بانواعها ، والاسماك بانواعها ، والخضروات المطهوة بأحسن الطرق والمقطعة الى قطع صغيرة كل هذه الاصناف تصاحب طبق الارز ، الذي
لا غنى عنه ابدا . ولكن يجب أن تعرف كيف تاخذ القدر المناسب من كل هذه الاشياء تخلطها ببعضها البعض . فكل واحد يضع لنفسه ما يتراءى له وكل ذلك يتم بالعصاتين . بالطبع الست في الصين ؟!
استعد لعدم التصديق !
. حتى لو افترضنا أن لديك الادوات اللازمة لهذا العمل البسيط وهو تقطيع الاشياء الى جزئين ورقة ذات أبعاد كافية فانك لن تتمكن من تكويم الاجزاء فوق بعضها لمدة تزيد على ثلاثة اشهر وثلاثة اسابيع : لان الكومة ستصل بعد القصة الخامسة عشر الی ۲ متر و ٦٢١ مم ارتفاعا !
ولنفترض انها مازالت عريضة بما يبقيها واقفة ! فانها سوف تسقط بسرعة ! وبعد ستة شهور من هذا العمل المتعب و ٢٤ مرة تحدث فيها عملية القطع ستجد الك أمام كومة من الورق ارتفاعها 1 كم و ٣٤٢ مترا .. وفى العملية رقم ٤٣ ستكون قد تخطيت القمر والشمس في العملية رقم ٥١ فالشمس تقع في المتوسط على بعد ١٤٩٥٩٧٨٧٠ كم من الأرض ! وبعد ٥١ مرة تقطع فيها الأوراق إلى جزئين يكون ارتفاع الكومة ( ١٨٠١٤٥٣٤٤ كم ) وفي العملية ٠٠٠٥٢ احسب في 2 ٠٠٠ وهذا يعنى مسافة أكبر من تلك التي تفصل الشمس عن كوكب المريخ (228.9 مليون كيلو متر) . عجيب ! ليس الى هذه المدرجة فهذا ما تفعله الطبيعة مع الخلايا .. فان البكتريا التي يصل سمكها إلى بضعة ملليمترات تنقسم الى ٢ ثم كل واحدة منها إلى اثنين وهكذا ...
إن البكتريا الموجودة في الماء ، الباراميسي ، لا تزن أكثر من 1 الى مليون ملليجرام .. لكن اذا استمرت في التكاثر بهذا الشكل الطبيعي فان وزنها ووزن نواتجها في 15 يوما سوف يصل الى ١٠٠٠ كجم ويصل الى وزن الأرض في ظرف شهر واحد ! ولكن لحسن الحظ ان الظروف الطبيعية لا تسمح لها بذلك .. والا فاين كنا سنذهب ؟ ..
الفنار الأول : أحد عجائب الدنيا السبع !
. الفنار هو عبارة عن هذه الابراج العالية جدا المشيدة تجاه البحر والتي تبعث باشارات ضوئية تسمح بهداية بحارة السفن . ولكن هل تعرف أن أصل كلمة فنار هو اسم جزيرة ؟ وهي جزيرة » نارو القريبة من الاسكندرية في مصر . وهي المدينة التي تحتوى على أكبر وأجمل مكتبة في العصر القديم . ففى الاسكندرية تم تشييد اجمل فنار ظهر في الوجود حوالي عام ۲۸۰ قبل الميلاد . فقد كان برجا عملاقا ، كله من الرخام الأبيض وفي داخله منحدر حلزوني يوصل ما بين مستوياته .
وطبقا لبعض الروايات فان ارتفاعة كان ١٢٠ مترا أي ارتفاع ٢٥ طابقا وقد كان أهل العصر القديم يعتبرونه أحد عجائب الدنيا السبع - وعلى قمة هذا البرج كان شعلة هائلة يغذيها اله » کالاسانسير « بالخشب اللازم لها . وفي الليل يستطيع من في قلب البحر رؤية ضوئها من على بعد ٢٠٠ كم . وكان هذا الفنار يعتبر بحق اشارة هداية عظيمة لكل البحارة .
حبة الطماطم الخجولة
.. كان ياما كان ... في قديم الزمان ملك يملك كل اسباب السعادة في الحياة : الشباب ، والجمال ، وايضا قصر كبير يتوسط حديقة واسعة تغطيها الوان الورود المختلفة . كان له ايضا جنود لحمايته ، وخدم يلبون طلباته و بستانيون يشرفون على حديقته .. والاهم من هذا كله كان شعبه يحبه لطيبته وعدله وعلى الرغم من كل ذلك لم يكن الملك سعيدا ، فقد زوجه والده قبل ان يموت بأميرة حسناء ، لكنها للاسف كانت شديدة الغيرة ، والدهاء .
لم تكن الاميرة تحب الاطفال ، فلم تنجب له طفلا يسعده .. وكان كل من في القصر حزين على مصير هذا الملك الشاب الذي لم يكن يبتسم ابدا ..
وكان في القصر بستاني عجوز يحب الملك منذ أن كان طفلا صغيرا يلهو في الحديقة .. انه » عم محروس » ذو الشعر الابيض والظهر المنحنى . انه طيب القلب وصبور .. ويتعامل مع الزهور برقة ، ويفهمها دون أن تتكلم .. يشعر بظمئها فيرويها ، وببردها فيغطيها ، أنه يحبها هي والخضر والفواكه مثلما تحب الام طفلها وتحنو عليه
وفي صباح يوم صيف حار اتجه » عم محروس« نحو أحواض الطماطم ليرويها ، وكانت حبات الطماطم لا زالت خضراء لم تنضج بعد .. وأخذ يقلب الزرع بیدیه فرأی بین حبات الطماطم حبة مختلفة اللون .. اصطبغت باللون الوردى .. و قال محدثا نفسه في دهشة : غريبة ؟ لم الاحظ حبة الطماطم هذه أمس .. بل لم تكن موجودة وأنا أروى
الطماطم منذ لحظات . ولدهشته البالغة كانت هذه الحبة تغير من لونها كلما نظر اليها الى أن كادت تكون حمراء .. كيف حدث هذا یا تری ؟ فالطماطم مثل آي فاكهة أو خضر تتلون ببطء عند تعرضها لاشعة الشمس ... اني لم أر في حياتي نباتا ينضج بمثل هذه السرعة .
وابتعد » عم محروس » عن شجيرات الطماطم ، واتجه الى كوخه ، وهو يفكر في هذا الأمر العجيب ، وأمام الكوخ ادار وجهه ، ونظر مدققا نحو الطماطم ... ويا للعجب ! لقد اختفى اللون الوردي ، وعادت حبة الطماطم كما كانت خضراء اللون .
وهرش » عم محروس » راسه متسائلا : ماذا يحدث لي ؟ لم اعد ار جيدا .. واراد أن يتأكد من نظره
فاقترب من حوض الطماطم .. واذا بحبة الطماطم تصبح حمراء مرة أخرى حينما رأته . وخاف » عم محروس » على عقله فكرر التجربة مرة واخرى بل ومرات .. وفي كل مرة كان يحدث نفس الشيء : يتدرج لون حبة الطماطم من الاخضر الى الوردي الى الأحمر .
وتعجب » عم محروس » : - لم أو حبة طماطم مثل هذه من قبل .. تحتقن حينما
أنظر اليها مثل الفتيات الصغيرات .. من المؤكد أنها حبة طماطم خجولة . واخذ يضحك ويضحك ، انه اول مرة يقابل فيها حبة طماطم تشعر .. وتحس .. ونادى اولاده واحفاده ليشاهدوا معه هذه الاعجوبة الغريبة .. فاندهشوا مثلما اندهش هو من قبل .. وأخذ الاطفال الصغار يلهون مع حبة الطماطم فكانوا يختبئون وراء الاشجار ثم يقفزون فجأة أمام الحبة الخضراء ويصرخون فيها : بوو .. بوو.. فتحتقن خجلا .. ويضحك الجميع .. ثم يكررون اللعبة .
ولكن عم محروس تدخل قائلا :
- كفى هذا اللهو يا أولاد .. حبة الطماطم هذه أعجوبة من عجائب الطبيعة .. سأخلع الشجرة التي تحملها وأهديها للملك لعلها تدخل السرور إلى قلبه وتجعله يضحك ولو لمرة واحدة ...
وخلع « عم محروس » الشجرة بعناية « وراعى أن يرفعها بالطين الذي حولها » ووضعها في أجمل حوض عنده .. ثم دخل القصر ووضع هديته الثمينة على باب حجرة الملك ..
ومن خلف الباب قال « عم محروس » :
- مولای ! عندى لك هدية عجيبة .. اذا فتحت الباب فجأة ونظرت برأسك منه سترى شيئا لم تر مثله من قبل .. سترى حبة طماطم تخجل وتتلون عندما تواجه الناس .
وتعجب الملك ولم يضحك مثلما فعل الاطفال ، بل غلبه التأثر لانه كان ملكا رقيق القلب .. خجولا مثل حبة الطماطم
وأراد الملك أن يتحقق من كلام « عم محروس » فاطل برأسه المتوجة فجأة من الباب ، وتفحص حبة الطماطم .. وعند رؤيته اصطبغت بسرعة باللون الاحمر القاني .. فالذي يقف أمامها ليس شخصا عاديا .. انه الملك .. وأعجب الملك اشد الاعجاب بحبة الطماطم .. فأخذ الحوض الذي يحتويها ، ووضعه في حجرة مكتبه بجانب النافذة
حبة الطماطم الخجولة
.. وشكر « عم محروس » كثيرا على هديته الثمينة .
كان هذا المشهد يثير أعجاب الملك ويدخل السرور الى قلبه .
ومرت الايام وهما على هذا الحال .. حتى كان اليوم المشئوم حين دخلت الملكة فجأة مكتب الملك دون أن تطرق الباب فوجدته يجلس بجانب النافذة يتأمل حبة الطماطم في اعجاب .. آثار هذا المشهد دهشة الملكة في باديء الأمر ، ثم تحولت هذه الدهشة الى غضب شديد « فالملكة كانت كما قلنا من قبل امرأة غيورا .. غليظة القلب .. تكره كل ما سعد الملك » فصاحت فيه : - ما هذا ؟ ماذا تفعل حبة الطماطم هذه هنا ؟
ولاول مرة خرج الملك عن هدوئه وادبه المعتاد وقال لها :
- حبة الطماطم هذه لا تخصك ، انها تخصنى وحدى ... ارجوك لا اريدك في مكتبى مرة أخرى .
خرجت الملكة من مكتب الملك ، والشرر يتطاير من عينيها . فلاول مرة يعاملها الملك بهذه القسوة .. وقررت الملكة أن تنتقم ..
فاختبات وراء ستار حتى رات الملك يخرج من مكتبه لقضاء حاجة .. فتسللت داخل المكتب .. واقتربت من النافذة .. ونظرت الى حبة الطماطم نظرة يملؤها الحقد ثم مدت يدها وانتزعتها من على الشجرة ، وبسرعة خاطفة غرست اسنانها فيها .. وفي هذه اللحظة دخل الملك مندفعا .. و فوجيء بهذا المشهد فصرخ صرخة عالية افزعت الملكة .. فاندفعت حبة الطماطم كاملة داخل حلقه واستقرت فيه وخنقتها .. أسرع رجال القصر على نداء الملك ، وحاولوا انقاذ الملكة فاخرجوا حبة الطماطم من حلقها .. ولكن دون جدوى .. ماتت الملكة .
أعلنت المملكة الحداد على موت الملكة ، وانشغل الناس بمراسم الجنازة ، فلم يلاحظوا اختفاء حبة الطماطم . ومع مرور الايام نسى الناس هذا الحادث المؤسف ، وبدأوا يحثون الملك على الزواج مرة أخرى .. انهم يريدون ملكة جديدة تكون جميلة ، وطيبة وتحب الاطفال ، حتى تنجب للملك وليا للعهد وتسعده .. لم يكن الملك يريد الزواج مرة أخرى ، ولكن لانه ملك طيب ، ويريد اسعاد شعبه نزل عن رأيه .. فأقام له وزراؤه حفلا كبيرا دعوا فيه أميرات من كل بلاد العالم .. فيهن
السمراوات ، وفيهن الشقراوات .. فيهن الجميلات وفيهن الاقل جمالا ... فيهن الطيبات وفيهن غير ذلك .. ومن وسط هذه الباقة لم .. يستطع الملك أن يختار عروسه .. فكما قلنا من قبل كان يخاف الزواج مرة أخرى .. وذهبت اميرات .. وجاءت اميرات والحال كما هو الحال ومرت السنوات عاما بعد عام .. وصار « عم محروس » البستاني رجلا عجوزا ، واضطر أن يضع فوق انفه نظارة لها زجاج سميك ، حتى يستطيع أن يرى النباتات . واستمر في العناية بالحديقة بالرغم من كل ذلك .. ولكن شيئا واحدا كان ينغص عليه حياته .. كان يخاف أن يموت دون أن يرى الملك سعيدا .. وحوله زوجته واولاده ..
وفي صباح أحد أيام الصيف الحارة خرج « عم محروس » الى الحديقة ليروى أشجاره واقترب من حوض الطماطم يتأملها .. انها كلها خضراء لم تنضج بعد ... ولكن فجأة ارتجف « عم محروس » ووقف مشدوها ... ترى ماذا رأی ...
لقد رأی بین حبات الطماطم الخضراء حبة وردية .... وردية مثل الوردة تماما .. وكانت كبيرة .. كبيرة جدا ! ولم يصدق « عم محروس » عينية .. انه قطعا ضوء الفجر ينعكس على حبة الطماطم فتبدو بهذا اللون ... فنفس الظاهرة لا يمكن أن تتكرر مرتين ...
واقترب « عم محروس » من حبة الطماطم الوردية .. وثبت النظارة فوق انفه ليتفحصها .. فخجلت حبة
الطماطم ، وتوارت وراء الاوراق ، وازداد لونها احتقانا ... فاندفع « عم محروس » الى القصر ، وأسرع نحو حجرة الملك صائحا :
- افتح يا مولای ! ساريك شيئا رائعا ... لقد عثرت مرة أخرى على حبة طماطم خجولة .. ولكنها كبيرة هذه المرة ... كبيرة جدا .. هيا معی یا مولای !
وأسرع الملك الى الحديقة باحثا عن حبة الطماطم ... ومن بعد لمح بين أوراق العشب الخضراء شيئا لونه وردي .. فاقترب .. واذا بهذا الشيء حبة الطماطم ولكنها ليست حبة طماطم عادية .. انها كبيرة في حجم رأس الانسان .. بل هي رأس ، كانها راس فتاة شابة يحتقن وجهها خجلا عند رؤية الملك .
ونظر الملك اليها باعجاب .. كم هي جميلة بفستانها الأبيض وشعرها الاسود الذي تنسدل خصلاته فوق جبينها .. وأمسك الملك بيدها ، وأخرجها من حوض الطماطم وسألها :
- من أنت ايتها الفتاة الجميلة ؟؟ ... و من این اتيت ؟ ... كيف لم اقابلك من قبل ؟ ... نظرت اليه الفتاة نظرة كلها حنان ، وأشارت له بيدها انها لا تستطيع الكلام .
وشعر الملك بارتياح نحو هذه الفتاة الخرساء .. فأجلسها بجانبه في الحديقة وأخذ يقص عليها أحداث حياته الحزينة .. وكانت تستمع اليه بتأثر وأهتمام بالغين …
ومرت الايام وازداد حب الملك لها ... حتى أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها ... وفى يوم أقبل نحوها وعرض عليها الزواج ... فأنارت الفرحة وجهها .. واشارت برأسها .. نعم .. فرفعها الملك من فوق الأرض .. وازاح شعرها من على وجهها ليقبلها فاذا به يكتشف على جبينها آثار اسنان .. اسنان الملكة الشريرة ..
وفي هذه اللحظة نطقت الفتاة .. لقد تحررت ... حررها تصرف الملك هذا .. وحكت قصتها :
انها أميرة .. تنتظر هنا منذ الفي عام ... مسحورة في شكل حبة طماطم .. تنتظر الملك لكي يحررها ، ويجعلها تعيش مثل الناس ..
وتزوجها الملك .. وانجب منها ولدين ثم انجب اميرة .. ولدت وعلى جبينها علامة تشبه علامة الاسنان التي على وجه أمها ..
وربما ترجع الى هذه القصة عادة اميرات الهند فى ان يرسمن على جبينهن علامة صغيرة ومستديرة ومزينة أحيانا بفص من الماس البراق أو لؤلؤ بيضاء …
--------------------------
انتقل الي العدد التالي : العدد 1005
العودة الي العدد السابق : العدد 1003

إرسال تعليق
0 تعليقات