العدد 964 مجلة ميكي أكتوبر 1979

العدد 964 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 11 من أكتوبر 1979م



العدد بصيغة CBR & PDF




سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 


سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


اسطوره عالميه
عندما اشتد البرد
وكان ياما كان في سالف العصر والأوان، كانت هناك مدينة هادئة تقع على شاطىء البحر، ولم تكن هناك أحداث كثيرة تحدث في هذه المدينة، إلا أنها في هذا اليوم كانت تمتلئ بالفوضى والهرج والمرج والسبب أن الملك، كعادته في مثل هذا اليوم من كل عام كان يحتفل بقدوم الصيف.
​وكان احتفال الملك بقدوم الصيف يعنى تجمع أفراد الشعب والوزراء والجيش حول خيمة الملك الملونة التي تحيط بها قوات حرس الشرف، والموسيقى بينما جلس الملك في داخل الخيمة الملكية الملونة، مرتدياً ما بوهه الملكي الملون وقد انشغل برد التحية لشعبه المخلص الوفي.
​واستكمالاً للاحتفال قام الملك إلى شاطىء البحر استعداداً لأخذ أول حمام ملكى في ذلك العام، لكنه وياللعجب فوجئ بأن الجو شديد البرودة، وبأن سطح البحر قد تجمد على الرغم من أننا كنا في شهر أغسطس.
​.. وارتفع صوت الملك غاضباً منادياً على رئيس الوزراء.
​واقترب رئيس الوزراء وهو يرتعد، ونظر إليه الملك شذرا وسأله:
​ما معنى هذا؟
.. وسأل رئيس الوزراء في رعب ...
​م.. ما.. هذا..
​بام مولاي ألا ترى .. الدنيا برد .. وسطح البحر متجمد .. في شهر أغسطس. قل لي .. كيف احتفل اليم بقدوم الصيف .. إنني بهذا لن تمكن من أخذ حمامى الملكى!
​واحتار رئيس الوزراء، .."
كان ينتفض ولا أحد يدرى هل من البرد أم من الخوف من غضب الملك عليه ..
​وعاد الملك يصيح غاضباً:
​هذا اهمال شديد .. عليك أن تعرف السر في تفسير الجو بهذا الشكل وتعمل على عودته لحالته الطبيعية حتى أحصل على حمامى الملكى ويبدأ الصيف ..
​ويجب أن تعلموا يا اصدقاء أن الصيف في هذه المدينة الهادئة لم يكن يبدأ الا عندما"
يأخذ الملك الطيب حمامه الملكى مرتدياً ما يوهه الملكى الملون.
​وأرسل رئيس الوزراء الفرسان الى كل مكان من الكرة الارضية لمعرفة سبب هذا الاضطراب الشديد في الأحوال الجوية ..
​وبعد أيام وبينما الملك جالساً في قاعة العرش وحوله الوزراء ورجال البلاط والحرس بدأ توافد الفرسان من كل مكان فقال الأول ..
​يا جلالة الملك، لقد عدت الآن من القطب الشمالى وقد لاحظت أن الشمس مشرقة ودافئة لدرجة أن الجليد قد ذاب 

​وقال الثانى
​أما أنا فقد كنت في افريقيا وقد حدث هناك شيئ غريب لقد حدث فيضانات في الصحراء وسقط الجليد في الغابة الاستوائية . واشتد عجب الحاضرين وعلى رأسهم الملك الذي انطلق غاضباً يقول:
​والان هل يمكنك يا رئيس الوزراء ان تعرف السبب وراء هذه الفوضى ! هل يمكنك ان تعرف من المسؤول عن ذوبان الجليد في القطب الشمالى وسقوط الجليد في افريقيا !
​واخذ رئيس الوزراء يفكر طويلا وقد ظهرت على وجهه علامات الحيرة الشديدة وفجأة ابتسم ، ولمعت عيناه وبدت على وجهه فرحة عظيمة .
​كم أنا غبى .. لماذا لم أفكر فيه من قبل .. لقد عرفته ؟"
ولم يطق الملك صبراً فسأل ..
​من هو .. ما هذا الذى عرفته .. انطق بسرعة !.
​عفوا يا مولاى .. انه الرجل المسئول عن الاحوال الجوية .. ويبدو انه يدبر بعض المقالب ليسلى نفسه فربما شعر من الملل من تكرار الفصول بنفس النظام ونفس الترتيب منذ ملايين السنين!!
​اذن خذنا الى الرجل المسئول عن الاحوال الجوية .. فأن لدى ما اريد ان اقوله له ..
​وهنا ركع رئيس الوزراء أمام الملك وقال له :"
للأسف هذا مستحيل يا مولاى .. فلا أحد يعرف أين يعيش الرجل المسئول عن الأحوال الجوية ..
​اذن .. اذهب وابحث عنه ..
​وعاد الفرسان للخروج مرة أخرى، بحثاً عن الرجل المسئول عن الأحوال الجوية فى كل أنحاء المملكة ..
​وانطلق الفرسان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لكنهم عادوا جميعاً دون فائدة تذكر فلم يتمكنوا من العثور عليه.
​ومرت الأيام وبدأ الصيف يقترب من نهايته دون أن تتحسن الأحوال الجوية ولم يتمكن الملك من الاحتفال بقدوم الصيف مثل كل سنة، ففى كل مرة يذهب فيها الى شاطىء البحر ويجلس تحت الشمسية الملكية الملونة .. انه يرتدى ما يوهه الملكى الملون ويستعد للنزول الى البحر .. حتى تتقلب الأحوال الجوية ويشتد البرد ويضطر الملك للرجوع الى القصر بسرعة .
​وفى يوم من الأيام بينما الملك جالس فى حديقة القصر الملكى يفكر فى تلك المشكلة البالغة الصعوبة ، سمع صوتاً يتحدث للملك.
​اخذ الملك يبحث يمينا ويساراً ، لكنه لم يجد شيئاً ..
​تحت قدميك .. ان كل الناس ليسوا مرتفعى القامة مثلك ..
​كان الصوت يبدو مرحباً لطيفاً .. ونظر الملك تحت قدميه ليجد رجلاً عجوزا ذو لحية بيضاء ، لا يزيد طوله على نصف قامة الملك وقد ارتدى حلة خضراء ذات أزرار ذهبية وكان يبدو شديد الطيبة على الرغم من النظرات الذكية التى تلمع بها عيناه ..
​أنت تبحث عن الرجل المسئول عن الأحوال الجوية .. أليس كذلك يا جلالة الملك ؟
​نعم هذا صحيح ..
​انه عمي ويمكنني ان ادلك على بيته على ان تعدني الا تؤذيه إيذاء شديدا 
​.. لكنه اخطأ ولم يقدر أهمية المسئولية التي يتحملها ..
​لنا اعرف انه اخطأ .. لكن صدقنى يا مولاى .. انه لم يكن يقصد الا الترفيه عن نفسه وعن الناس معتقداً ان الملل قد اصابهم من شدة تكرار الفصول بانتظام .."
لكنى يجب ان اتحدث اليه واعدك بالا اؤذيه ..
​اذن اطلب من الطباخين ان يعدوا لنا بعض الشطائر اللذيذة ، هيا بنا نذهب اليه، ستكون رحلة مسلية ..
​وبالفعل اتجه الاثنان حاملين الطعام والفاكهة الى قلب الغابة وظلا سائرين مدة طويلة حتى ابتعدا عن القصر الملكى ولم يتوقفا الا عندما اشار الرجل العجوز اللطيف الى شجرة عجوز مورقة كانت تحنى أغصانها ..
​وابعد الرجل العجوز"
الأغصان ، ليظهر باباً مفتوحاً ..
​وتسلل الملك والعجوز من الباب ليجدا نفسيهما فى بيت صغير وقد وقف فى منتصفه رجل عجوز طويل القامة ، مرتدياً عباءة بلون الرمان وقد بدا مشغولاً بمجموعة من الخرائط الملونة المفرودة على مائدة واسعة وعليها علامات عجيبة بكل الأشكال والألوان.
​وسمع الملك الرجل يقول لنفسه ..
​والان ماذا أفعل .. عاصفة ثلجية فى الصحراء الكبرى .. أم يوم آخر بارد فى قلب الصيف .. أم أرفع درجة الحرارة عالياً فى القطب الشمالى .. سيكون ذلك مسلياً جداً .. ها ها ها ..
​ولم يتمالك الملك نفسه فصرخ:
​ما هذا الذي سيكون مسلياً .. ما معنى كل هذا ؟"
منذ بداية العالم فأردت ان ادخل بعض التفسيرات لارفه عنهم!! ..
​كان الندم الصادق يبدو واضحاً على وجه الرجل المسئول عن الأحوال الجوية ، مما دفع الملك الى التخفيف من غضبه قليلاً 
​ان ما فعلته قد أدى الى مشكلات عديدة ، فقد شاعت الفوضى وعم الاضطراب ولم تنضج الحاصلات الزراعية في مواعيدها ، ولم يحصل الأطفال على الاجازات الصيفية ولم اتمكن أنا من الحصول على حمامى الملكى .. هل يرضيك ذلك ؟ ان للكون نظاماً تعارف عليه الناس ونظموا حياتهم على أساسه ولا يصح أبداً تغييره.
​وعاد الرجل يعتذر مرة أخرى ، وبسرعة بدأ في ترتيب خرائطه واعادته الأحوال الجوية الى طبيعتها وقد وعد الملك بألا يعود الى تكرار فعلته هذه مرة أخرى ..
​ولعل اكثر ما أسعد الملك ، انه في اليوم التالي ذهب في موكب ضخم الى شاطىء"
وارتعش الرجل حين استدار ليجد ملك البلاد واقفاً امامه ​..
​انا انا آسف يا سيدى لقد تصورت يا مولاى الناس قد اصابهم الملل من تكرار الفصول بانتظام شديد البحر وهناك نصب شمسيته الملكيه الملونه ولبس مايوهه الملكي الملون ولأن الجو كان بديعا والشمس لامعه فقد تمكن الملك أخيرا من اخذ اول حمام في البحر إيذانا ببدء فصل الصيف
 

--------------------------


انتقل الي العدد التالي : العدد 

العودة الي العدد السابق : العدد 


إرسال تعليق

0 تعليقات