العدد 962 مجلة ميكي سبتمبر 1979
العدد 962 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 27 سبتمبر 1979م
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
سيتم الاضافة قريباً
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
صديقي .. انتبه جيدًا .. حاول أن تتبع ما نقوله لك ..
تصور أنك دون قصد، حطمت التمثال المرمر الصغير الذي تعتز به والدتك والموجود في غرفة المعيشة .. مأساة ! لكن كيف تصلحها .. !! هناك عامل ماهر في قلب المدينة يجيد إصلاح هذه الأشياء ووالدتك العزيزة تحتفظ بصورة لتمثالها المفضل .. لكن للأسف هذه الصورة لا توضح شكل التمثال وهو بارز وعلى الرغم من الوصف الدقيق الذي تقدمه للعامل الذي يتولى إصلاح هذه التماثيل ، فإنه يجد صعوبة في إعادته إلى حالته الأولى ..
ولهذا السبب فقد توصل العلم الحديث إلى اختراع " التصوير التحليلي " ، والمبدأ بسيط جدًا ، وحتى يتضح في أذهاننا جيدًا فسوف نقوم بتجربة صغيرة ..
أمامك تفاحة ، أو ثمرة بطاطس ، وبواسطة سكين قم بتقطيعها الى شرائح متوازية مع بعضها البعض تفصل بين كل منها مسافة ٥ ملليمتر .. خذ أول شريحة واضغطها على ورقة بيضاء وبالقلم ارسم محيط هذه الشريحة ، ثم خذ الشريحة الثانية وثبتها على المحيط الأول وارسم محيطها وهكذا حتى تنتهى كل الشرائح ، ستحصل في النهاية على صورة ليست الا مثلاً للتصوير التحليلي ..
بالتأكيد لم يضيع العلماء وقتهم في هذا الابتكار من أجل اصلاح التمثال الصغير أو اعادة رسم التفاحة أو ثمرة البطاطس وانما الهدف هو تكوين أو اعادة تركيب ، بأقصى حد من الدقة الاعمال الفنية الخالدة أو الآثار المهددة بالانهيار ..
لكن ، وبما انه لا يمكنهم أن يقوموا بتقطيع كنيسة شهيرة ، أو أثر خالد الى شرائح صغيرة ، فقد توصلوا الى اسلوب يمكن بواسطته رسم هذه الآثار نفسها وذلك بتحليلها الى أكبر عدد من المستويات يحتاجون اليه .. وبهذه الطريقة ، يضمن العلماء وجود مستند على مستوى عال من الدقة يمكنهم من اعادة تركيب أو بناء أى أثر يتعرض للخطر .. بأعلى كفاءة ممكنة ..
ولعل واحدة من أهم تطبيقات أسلوب التصوير التحليلي هي عملية نقل معابد " أبو سمبل " الضخمة في مصر ..
ومعابد أبو سمبل هي مجموعة ضخمة مكونة من أربعة تماثيل فرعونية يصل وزنها الى ملايين الأطنان ، كانت مهددة بالغرق تحت مياه النيل المحتجزة وراء السد العالي ..
ولم يكن هناك وسيلة لانقاذ المعبد الا بتقطيعه الى أجزاء
يمكنك أن تلعب لعبة بالتصوير التحليلي ؟ هل تعرف هذه الشخصيه ؟ " انها الجسد الفرعوني لبطوط ! واذا اعدت رسم كل منحنى على ورقة مختلفة .. فسوف تحصل على هذا الشكل .. واذا وضعت الشرائح الواحدة امام الأخرى فسوف تحصل على ما يشبه الصورة التحليلية واذا رسمت صورتين لنفس الشيء من زاويتين مختلفتين وعكست الصورتين الواحدة على الاخرى ستشعر بانك ترى صورة واحدة بارزة .
هذا الرسم العجيب البارز، هو الصورة التحليلية لاثنين من التماثيل العملاقة في معبد أبو سمبل، والذي يظهر على الصورة الأخرى .. ويبلغ ارتفاعها ٢٠ متراً وقد تم تصويرهما، كما لو كانا مقسمين الى شرائح رأسية ، سمك كل منها ٥ سم ـ والمنحنيات التي تظهر في الصورة هى " الكونتورات " أو المنحنيات الخاصة بالشرائح ، أما الأرقام، فهى تمثل المسافات في الجهاز الذي يبدأ عادة بالنقاط بالغة الدقة
ضخمة الى قمة الجبل واعادة بنائه مرة أخرى كما كان ..
وقد كان عملاً ضخماً ، يعرض هذا الكنز الأثرى العظيم لأنواع كثيرة من الأخطار، وحتى يمكن تلافيها ، لجأ العلماء الى التصوير التحليلي، وبذلك تمكنوا من تقطيع المعبد بأمان شديد، وبفضل هذا الأسلوب العلمي الحديث ، أصبح الآن معبد أبو سمبل في مأمن من الخطر بعد أن أعيد بناؤه على مستوى عالى من الدقة وأصبح كما كان عليه من قبل حتى انه لو لم يكن هناك من يعلم ان موقع المعبد الأصلى كان على بعد ٦٤ متراً من موقعه الحالى ، ما تطرق اليه الشك ، فى ان هذا البناء العملاق قد تعرض لكل هذه العمليات من تقطيع ونقل واعادة بناء !
الـــــــــعــلـــم !!
قص الرسول صلى الله عليه وسلم رؤيا على أصحابه ، وقد رأى في المنام أنه يشرب لبناً . وشعر أنه ارتوى منه ، حتى كان أثر هذا الرى على أظفاره ـ أي أن كل جسمه الشريف ارتوى من هذا اللبن .. وقد رأى أنه سقى منه عمر بن الخطاب .
فسأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير هذه الرؤيا .. فاخبرهم أن هذا اللبن يعنى فى المنام " العلم " .
وكان عمر رضي الله عنه من أعلم الصحابة بدين الله .. وكان ابنه عبد الله بن عمر .. من أكبر علماء الصحابة .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته الإسلامية عندما يخطب في المسلمين ـ يجلس على جذع نخلة مقطوعة حتى يصبح أعلى منهم ويروه ويسمعوه ـ واستمر هكذا حتى فتح مكة ـ وكثر المسلمون ـ فكان من الضرورى أن يقف على مكان أعلى من هذا الجذع ؟ فوقف يخطب في المسلمين من فوق المنبر ـ وبذلك رآه المسلمون جميعاً .
فلما أصبح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا يجلس على هذا الجذع وقت الخطبة ـ بدأ الجذع يحزن لفراقه ويئن بصوت منخفض مسموع ، سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم وجلس عليه حتى لا يحزن .
وكان هذا أول وآخر جذع نخلة يتكلم . وهذا يدل على قدرة الله تعالى وعظمته ، وحنان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصدق قوله تعالى : إنك لعلى خلق عظيم .
صدق الله العظيم .
المنارة العجيبة !
ان أعظم ما أثار دهشة العرب واعجابهم ، منارة الاسكندرية العجيبة ـ التى كانت من عجائب الدنيا السبع فى الزمن القديم ، والمنارة بناء عال كبير يبنى على شاطيء البحر ـ وفي أعلى هذا البناء مصباح له نور قوى تراه السفن من بعيد فتعرف الطريق الى الشاطيء ـ خصوصاً فى الليالى المظلمة التى لا يظهر فيها القمر .
وفي أعلى منارة الاسكندرية كانت توجد مرآة يحكون عنها حكايات عجيبة ، كانوا يقولون أن من ينظر منها يرى السفن القادمة من آخر البحر المتوسط ـ ويستطيع أن يرى ما يحدث في مدينة القسطنطينية وهذه المنارة قد بناها الملك بطليموس الثاني منذ حوالى ٢٢٠٠ سنة ـ واستمرت ترشد السفن حوالى ١٥٠٠ عام ـ وتهدمت فى زلزال منذ ٦٠٠ سنة تقريباً
(شـــعـــر)
غردى يا مصر بين العالمين بنشيد الظافرين الثائرين
وارفعى رأسك فى دنيا الورى واشمخى بين ألوف الرافضين
واملأى الكون سلاماً وسنا وتغنى بقصائد الشامخين
وتخطى فى وقار وهدى وتمشى فوق هامات السنين
أقوال مأثورة !!
- اذا أردت ألا تؤذى ـ فلا تفعل الأذى .
- اذا تداعـت أخلاق أمة ـ عاجلها الفناء .
- اذا سألت فأسل بالحسنى ـ واذا سئلت ـ فتطلف بالجواب .
- اذا شاورت العاقل ـ صار عقله لك .
- اذا أعطيت رجلاً سمكة ـ فأنك قد أطعمته يوماً ـ أما اذا علمته الصيد فأنك تطعمه كل يوم .
قصة !
في بعض البلدان عندما يحدث خسوف للقمر يخرج الناس ومعهم الطبول والمزامير معتقدين أنهم اذا أحدثوا أصواتاً تخيف الأرواح الشريرة ، الذين كانوا يعتقدون أنها تخفى القمر .
ومـا هى الا قصة حدثت فى الماضي تناقلتها الأجيال ـ فقد حدث أنه فى عهد هولاكو قد أمر على فلكى بالإعدام لأنه كاذب ـ فقد قال الفلكى له : أنى واثق من حدوث خسوف للقمر بعد عشرة أيام . فوضعه هولاكو فى السجن هذه المدة حتى اذا ظهر أن كلامه صحيح افرج عنه ـ واذا كان كاذباً شنقه تنفيذاً لحكم الاعدام .
ومرت العشرة أيام وحدث بالفعل خسوف للقمر ـ وكان هولاكو نائماً واعتقد شعب هولاكو أن اختفاء القمر ينذر بوقع خطير ـ وعلم الفلكى أن القمر اختفى . ولكن من يجرؤ أن ييقظ هولاكو من نومه . ففكر في حيله لكي يوقظه ! فأمر الحراس بأن يقولوا للشعب اذا أردتم أن يظهر القمر عليكم بأن تدقوا على الطبول لكي يخيفوا الأرواح الشريرة وهذا بالطبع خرافة وكان يدرى الفلكى أن هذه خرافة ـ ولكنه عمل هذه الحيلة ليوقظ هولاكو ـ وبالفعل كان له ما أراد ـ فقد استيقظ هولاكو ورأى أن القمر مختفى . وعلم أن الفلكى على صواب ـ فأخرجه من سجنه وعفا عنه .
حــكــم .. !!
لا تستهن بالحكمة .. فالحكمة قانون ناتج عن تجربة .. ولا يقول الحكمة إلا رجل كثير العلم .. ناصع القلب .. طاهر الروح .. وعلى مر الزمن .. وعلى طول التاريخ كان هناك الحكماء .. والعلماء فمثلا إله الحكمة عند القدماء واسمه " أنى " ، يقول لابنه مخاطباً إياه :
ابتعد عن الانسان الشرير .. ولا تتخذ منه صديقاً ، وتخير اخوانك بعد أن تتحقق من صدقهم ، واستقامتهم .. وتجنب من كان سيء الخلق منهم .
لا تدخل بيت انسان الا بعد أن يؤذن لك بدخوله ، ويقول لك صاحبه بفمه ( أهلاً بك ) فلا تكن متطفلاً .. وعندما تكون في منزل أناس آخرين .. وترى عينيك شيئاً معيباً فالزم الصمت .. ولا تبح به لأى انسان حتى لا ترتكب جريمة ، حين يصل أمره الى الأسماع .
ما رأيك يا صديقى أليس فى هذه الحكم آداب جليلة نحن أحق بأن نعمل بها ؟
--------------------------
انتقل الي العدد التالي : العدد
العودة الي العدد السابق : العدد

إرسال تعليق
0 تعليقات