العدد 879 مجلة ميكي فبراير 1978

العدد 879 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 23 فبراير 1978م



العدد بصيغة CBR & PDF


بطوط يقرأ كتاب الدانوب الازرق مع مقلب في بطوط من الولد الشقي


سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 

صفحات ضحك و تسلية
بندق و ابو طويلة في قصة - بندق و الرياضة !
السناجب تيك و تاك - المكتشفون !
ريكا الصغيرة من : جزيرة بالي
بطوط و الأولاد - شقة للايجار !
صفحات بريد القراء
اسماء الفائزين في مسابقة التورتة

سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


لك صديق من كل بلد في العالم 

ريكا الصغيرة من : جزيره بالى


سنذهب لزيارة بلد بعيد، بعيد يقع بالقرب من خط الاستواء، الخط الوهمى الذى يقسم الـرض الى نصفين متساووين، أذا ذهبنا بطريق البحر سنستغرق وقتا طويلا جدا، أما بالطائره فنستطيع ان نذهب بعيدا جدا، ونختار أجمل بقاع الارض ، لنهبط اليها من السماء كما يهبط العصفور تماما.. جزيرة صغيرة، من عدة جزر خضراء وزرقاء، تظهر على سطح البحر، الجزيره اسمها " بالى" نراها من الطائره أصغر واحده فى الجزر المحيطه بها، الأن نهبط، وننظر الى الماء يتلألأ حول الجزيرة، الى الجبال، والسهول والبيوت، والشواطئ، الجبال أشبه بالأقماع التى قطعت رءوسها: انها براكين قديمه ، فى حاله سكون، كأنها مغطاة بالماء ، الذى يعكس جمال السحاب، ترى هل أغرقها الفيضان؟ لا فى هذه المياه ينبت الأرز، وحقول الأرز محددة بفواصل من الطين، تشكل تكوينات جميله، نحن نطير الأن على ارتفاع منخفض، فنرى بيوتا أسطحها من القش، وتعلوها التماثيل الأثريه، هذه هى المعابد، والأن نحلق فوق أشجار جوز الهند وأخيرا تلمس عجلات طائرتنا ارض " بالى" وهنا سنقابل صديقين" ريكا" واخيها الصغير" رنجى" ، معهما سنمضى فى جوله عبر جزيره، من أجمل بلاد العالم، ولأن سكان "بالى" يحبون الرقص والموسيقى، تقام الأحتفالات ، كل ليله فى كل قرية من القرى. من بعيد يأتى صوت أوركيسترا غريبه، مصدرها اجراس و الات شعبيه، تعزف موسيقى جميله، نقترب فنجد رجالا يجلسون على الارض، ويضربون بمطارق من الخشب على الواح من النحاس، يستمر العزف بطيئا، فهم ينتظرون حدثا هاما، الراقصات على وشك الخروج من المعبد.

 " ريكا" الصغيره منفعلة جدا، فهذه اول مره ترقص فيها امام هذه الجموع، ستقدم الراقصات _كل واحده فى ثوبها الحرير الذهبى_ كل خطوة من خطواتهن، كل حركه من أذرعهن، ومن أيديهن لها معنى، لأن الرقص هنا فى "بالى" ، يحكى حكايه من الأساطير القديمه وتعبر عنها الراقصات بحركاتهن الجميلة. لقد استعدت "ريكا"  للمناسبه، لفت وسطها بحزام طويل، رسمت لها والداتها ثلاث نقاط بيضاء علامة الرقص، "ريكا" جميله بملابسها المزركشه بالأحجار اللامعة، انها سعيده، الموسيقى تدعوها الان، ستظهر من باب المعبد مع باقى الراقصات.

كل صباح يتدرب اطفال القرية على الرقص، امام منزل "ريكا" ، وهى تعطيهم المثل، كل منهم يحاول ان يقلدها، والدها يعلم "رنجى" ان يغنى وهو يحرك راسه وعينه طبعا شئ صعب، لكنه ظريف جدا خاصه بالنسبه لصبى عمره ست سنوات، وقريبا جدا، سيعرف "رنجى" كيف يحكى هو ايضا برقصاته، حكايات الأمراء والأميرات.

كثيرا ما يتجول "ريكا" و "رنجى" فى شوارع القرية، كل بيت يحوطه سور من الطين الاصفر المغطى بالقش، لكن السور لا يحمى من أشعه الشمس، وكثيرا ما يضطر لأستعمال ورقه شجر ضخمه كشمسيه. وفى الطريق، كثيرا ما يقابلا بائع المثلجات، يضعها فى اناء معدنى كبير، له يد كبيرة من "البامبو" الغاب، ويضع حولها أكوابا زجاجيه فارغه وملانة.. البائع يحمل الاناء على كتفه، ويلف القريه ليبيع بضاعته، فى أيام الحر الشديدة، ويحب "ريكا" و "رنجى" وأصدقاؤهما من الأطفال، أن يركبوا العربه التى يجرها الحصان، فتمضى بهم فى نزهه عبر حقول الأرز، أما أذا سألت كيف يزرع الأرز، تقول لك "ريكا" : يبذر الحب، وعندما تنمو العيدان الخضراء الصغيره، تخلع وتوضع فى سلال، ثم يعاد غرسها فى الحقول المغطاة بالماء حتى يشتد عودها، وتتحول بفعل أشعه الشمس الى اللون الاصفر، عندئذ يصرف الماء، ثم يحصد الأرز. فى الحقيقة زراعه الأرز تتطلب عملا طويلا وشاقا، لكن الأرز هو ثروة "بالى" ، والارض تعطى محصول الأرز مرتين فى السنه، انه محصول يكفى لغذاء الجميع.

وقت الحصاد، يأتى الأطفال وقد وضع كل منهم قبعه كبيرة من القش على رأسه لتحميه من أشعه الشمس، يجدوا عيدان الأرز الطويله التى كانوا يختبئون خلالها، تجمع فى أكوام، وتنقل الى القرية على عصا طويلة من الغاب، "رنجى" يحب ان يصنع لنفسه صفارة من عود الأرز، يثقبه ثم ينفخ فى طرفه بأشد ما يمكنه.. وعندما يرجع "ريكا" و "رنجى" ، يجدا ماما قد انتهت من شواء اللحم، بعد دهنه بصلصة الفلفل، على نار هادئة فى حفرة كبيرة تستخدم كفرن.. تحب ماما ان تعلم "ريكا" النسيج، "رنجى" معجب جدا بأخته، لأنها تتعلم بسرعه وهى راكعه، امام النول، وقريبا ستستطيع ان تنسج القماش المستخدم فى الرقص، قماش جميل منسوج من عدة الوان، وبخيوط ذهبية، هنا فى "بالى" الملابس لا تخاط، بل تلف حول الجسم وتثبت بحزام.. وعندما تأتى أكبر أعياد "بالى" ، يخرج الأولاد ويرقصون حتى يصلوا الى القريه التى بها الأحتفالات، هناك يشاهدون رقصه القناع، والصراع بين البطل والساحره، هو يلبس قناع أسد، يمثل حامى حمى القرية.. ويقوم بالرقص رجلان يلبسان معا قطعه من الفراء، ويقومان معا بتأدية رقصه الأسد، الأسد يساعده رجال يلبس كل واحد منهم قناعا أبيض، وينجحون دائما فى طرد الساحرة الشريرة، حتى لا تضر بسحرها سكان القرية الأمنين "رنجى"  كان خائفا من قناع الأسد الكبير، لكن "ريكا" طمأنته، انه أسد طيب رغم أنيابه الطويلة!.

وأطمأن "رنجى" حتى أنه أخذ قناعا كبيرا، وأدخل برأسه من داخله وتظاهر بأنه متوحش خطير.. وأما باقى الأطفال، فأخذوا يلعبون بالبالونات الجميلة التى نفخت على أشكال، دجاجة او عصفور او سمكة. ومضى يوم جميل، كله عمل، وكله لعب، لكن بقى شئ أخر يجب ان نشاهده، هناك فى مسرح الظل، وخلف ستاره بيضاء، تتحرك عرائس مسطحه، بعصا، يمسكها الراوى بيده وهو يحكى عن ملوك عاشوا فى سالف العصر والأوان، منهم من تزوج راعية ومنهم من طرد أعداء البلاد، كل هذا من خلف الستارة المضاءة بمصباح صغير، تتحرك العروسه خلفه فيظهر ظلها عملاق، "رنجى" سعيد، يحب جدا ان يساعد لاعب العرائس، يمسك الامير اردجوانا ويحاول ان يحكى بطولته، والحكايات لا تنتهى كما لا ينتهى الخيال.

ولكن سرعان ما يهبط الليل ويأتى معه الهدوء، ومع أحلام "ريكا" و "رنجى" تستمر حكايات خيال الظل، وتحلم "ريكا"  أن الأمير اردجوانا يناديها، والأميرة الجميلة تلعب مع "رنجى". الى نعاس بهيج حتى الصباح. صباح يوم جديد سعيد كالأمس، سعيد ككل الايام.


تقديم: سميره شفيق

--------------------------


انتقل الي العدد التالي العدد 880

العودة الي العدد السابق : العدد 878


إرسال تعليق

0 تعليقات