العدد 775 من مجلة ميكي بتاريخ فبراير 1976
العدد 775 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 26 فبراير 1976 م
العدد بصيغه CBR
القصص الواردة بهذا العدد :
بطوط ودهب في أوكازيون
ميكي وبندق في بندق يفقد رأسه
بطوط والاولاد في مانع الضوضاء
العدد بصيغه CBR
القصص الواردة بهذا العدد :
من حكايات الشعوب
الرجل الأخضر !
كان هناك ملك طيب لكنه في نفس الوقت ملك فقير يعيش في كوخ علي حافة احدي الغابات في مملكته ، فكان يذهب إلي مكتبه ، ليصرف شئون مملكته ، سيراً علي الأقدام ، لفقره ، عجز عن دفع اجر مدرس خاص لابنته الاميرة ، فاضطر أن يلحقها بمدرسة القرية المجاورة لكوخه ، و لكن الجميع كانوا يحبون الملك لأنه كان عاقلاً و عادلاً .
و بجوار كوخ الملك كان جوخ حطاب له ثلاثة أبناء ، اثنان في الجامعة ، و الثالث في مدرسة القرية مع الأميرة ، و كان الثالث يحب المرح ، فكانت تفضله الأميرة و تسمح له أن يصحبها في العودة من المدرسة ، ليسليها طول الطريق الذي يمر خلال الغابة ، التي يقولون ان شبحاً يسكنها ، يرتدي ثوباً أخضر و قبعه مثلثة ، في كل ركن منها شمعة مضاءة ، و يسمي " الرجل الأخضر " . تقول الأسطورة أن الشبح كان جدا شريرا للملك الحالي ، نهب ثروة الأسرة و أخفاها في مكان ما من الغابة ، و ان كل من يقابله يصبح أخضر اللون من الرعب ، و أن الشجاع الذي يواجهه سوف يحصل علي كنزه و يتزوج الاميرة .
جاء الصيف ، و معه أصبح أولاد الحطاب الثلاثة في عطلة ، فكانوا يتبارون في مرافقة الأميرة حينما تأتي إلي بيت الحطاب في المساء لجلب اللبن ، و لكنها كانت تفضل أصغرهم لمرحه و خفة روحه .
و في احدي الامسيات جاء ذكر الرجل الأخضر، فقال أكبرهم ساخراً ، أنه لا يخافه ، و انه اذا جرؤ ان يظهر له ، سوف يواجهه و يظفر بكنزه .. ثم خرج يوصل الأميرة إلي كوخ أبيها .
و في طريق العودة تذكر " الرجل الأخضر " و فجأة لاحظ أن شيئا يسير بجواره ، فشعر بالبرد يسري في جسده ، لكنه تذكر الأميرة فتشجع و قال لنفسه :" هذه فرصه لتخليص الغابة من الرجل الأخضر ، و الظفر بيد الأميرة " . و تلفت ليري بجواره مباشرة رجلا يرتدي ثيابا خضراء من الرأس إلي القدم و علي رأسه قبعة تحمل ثلاث شمعات مضيئة ، فتملكه الرعب وبدأ يجري ، و لكن الرجل الاخضر ظل بجواره ، و شموع قبعته تضئ ، جري علي غير هدي و في الصباح بحثوا عنه ، فوجدوه مغمي عليه علي حافة الغابة ، و قد أخضر جسده كله من الخوف !
و لكن الشاب قال في تحد : لا يهم ، سوف أواجه أنا الرجل الأخضر ، و أظفر بكنوزه .. ويد الأميرة . و في الليلة التالية خرج يرافق الأميرة ، و في طريق عودته وجد الرجل الأخضر أمامه فجأة فبدأ يجري و الشبح يلازمه .. و في الصباح وجدوه مغمي عليه علي حافة الغابة . و جاء دور أصغرهم ، فقال : " أنا له " ..
و خرج بهدوء يوصل الأميرة . و في الطريق حاولت أن تثنيه عن عزمه ، فقال " لا تخافي ، سوف أواجه الرجل الأخضر ، و لو كان يحمل كل شموع الأرض " فقالت مشفقة عليه : " لم لا تدعه و شأنه ؟ غدا تصبح حطابا، و تطلب يدي من أبي ، و أوافق ، فنعيش سعداء ".
و عند كوخ الملك و دع الصبي الأميرة ، و عاد ليبحث عن الرجل الأخضر ، و مشي كثيراً في الغابة بحثاً عنه ، حتي تعب ، فاستلقي إلي جوار شجرة و نام .. و في منتصف الليل ايقظته الريح ، ليجد الرجل الأخضر أمامه ، و شموعه الثلاث تضيئ الغابة الموحشة .
قال الشبح في صوت أجوف : هل أشنقك ، أم اقتلك ام المسك فتصبح قطعة من الثلج؟"
فضحك الصبي و قال :" أجل مسألة القتل الآن / و لنجرب اللمس !"
و انحني الشبح ليلمس صدر الصبي ، الذي قال :" انني لا احس شيئا " ، فاقترب الشبح من الصبي أكثر ، و فجأة " هوف " نفخ الصبي إحدي الشموع فانطفأت ، ثم قال : " ها ..
يكفيك شمعتان ! فقال الشبح في غضب " لن اتمكن من اضاءة هذه الشمعة مرة اخرى ساعاقبك بالقتل فورا " ، فقال الصبي " الا تؤجل مسألة القتل هذه حتى تريني كنوزك ؟ " فقال الشبح : " لا باس ، هي بنا" .
وقاده الشبح الى حائط مهدم في الغابة ثم الى درجات تهبط الى جوف الأرض ، ورفع الشبح بابا حديديا ، فوجد الصبي نفسه في غرفة فسيحة ، فقال الشبح : ( لماذا تتعب نفسك بالتجول في الغابة بينما يمكنك ان تتمتع بهذا المكان المريح ؟ ، فقال الشبح في دهشة : " في الحقيقة لا أعرف ، والان استعد سوف افصل راسك عن جسدك ، فقال الصبى وهو يمد رأسه ناحية الشبح : " تفضل " وانحنى الشبح ليمسك رقبة الصبي ، وفجاة "هوف".. نفخ الصبي الشمعة الثانية فأطفاها فاشتد غضب الشبح وقال : " احذر ، فهذه شمعة ثانية فقدتها ولن اتمكن من اضاءتها أبدا ولهذا السبب سوف اقتلك ": فقال الصبي : " لا باس ، ولكن بعد أن أرى الكنز ، الم نتفق على ذلك ؟ "
وفتح الشبح بابا خفيا في ركن من الغرفة فتدفق منه الذهب والمجوهرات والاحجار الكريمة والنقود الذهبية ، حتى غطى بريقها على ضوء شمعة الشبح الباقية ، فقال الصبي : " لنبدأ عد هذه النقود "، فقال الشبح : " هذه مسالة صعبة ، لقد قضيت سنوات احاول عدها فلم أفلح ، وانحنى الشبح بجوار الصبي ليعد النقود وفجأة "هوف" نفخ الصبي الشمعة الباقية فأطفاها ! في هذا اللحظة سمع الصبي ضجة هائلة هزت حوائط الغرفة ، وبعدها اختفى الشبح .
في الصباح استيقظ الصبى ، وملأ جيوبه بالذهب والنقود الذهبية ، وحرص على ان يحمل معه اجمل تاج في الكنز ، ثم غادر الغرفة ليخترق الغابة في طريقه الى كوخ الملك . و أثناء الطريق كان يلقى قطعة ذهب من وقت لاخر كعلامة على الطريق. وعند باب الكوخ كانت الاميرة تنتظر ، فاقترب منها ، ووضع التاج على رأسها. وفجأة خرج الملك ، وشاهد التاج ، فقال : " هل معنى هذا انك ظفرت بتاج الرجل الاخضر ؟ " فقال الصبي : " المسألة بسيطة : اطفات شموعه الثلاث
و روي الصبي القصة ، فعادوا مهتدين بالجنيهات الذهبية ، و حصل علي كنز أجداده ، و أصبح أغني ملوك الأرض و لكنه بقي طيباً عادلاً ، فزاد حب الناس له .. و لابن الحطاب الذي أصبح الاقرب لقلبه .
ستتم الأضافة قريباً
انتقل الي العدد التالي : العدد 776
العودة الي العدد السابق : العدد 774

إرسال تعليق
0 تعليقات