العدد 745 من مجلة ميكي بتاريخ يوليو 1975
العدد 745 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 31 يـوليـو 1975 م
مع العدد هدية :
مع العدد هدية :
دومينو ميكي
العدد بصيغه CBR & PDF
ستتم الأضافة قريباً
العدد بصيغه CBR & PDF
ننصح باستخدام الرابط PDF بالأسفل
القصص الواردة في هذا العدد :
المفتش عاطف في لغز السكرتيرة الهاربة !
عصابة القناع في قصة مخبأ أمين !
دهب و بطوط و الأولاد في قصة بئر الأماني !
العملاق " جوجو " منقذ عالمي
ميكي و بندق في قصة مغامرة المجرم الهارب !
انتقل الي العدد التالي : العدد 746
العودة الي العدد السابق : العدد 744
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
(العملاق جوجو – منقذ عالمي)
كان العملاق «جوجو» يسكن في كوخه الخاص في قرية صغيرة كوخ صنعه ليناسب حجمه العملاق فقد كان طوله يبلغ عشرين متراً كاملة أطول من عمود الكهرباء اذا وضعته فوق عمود آخر ولكنه برغم شكله الضخم فقد كان طيب القلب محبوباً وكان له ذقن ضخم حتى انك لا تستطيع أن ترى وجهه لتتحدث اليه لولا أنه كان ينحني دائماً بأقصى امكانياته حتى يستطيع أن يكلمك ومع ذلك فقد كان «جوجو» العملاق لا يتأخر عن تلبية نداء أى شخص في أي مكان مثل ما حدث في تلك الليلة كان «جوجو» يجلس في الصباح يتناول طعام افطاره المكون من ثمانية أرغفة ضخمة وبرميل من المربى وجردلين من اللبن عندما اندفع الى داخل كوخه حارس الشاطئ «زيكو» وهو يصيح :
(جوجو) هناك باخرة قد غرست في تل من الرمال تحت الماء لقد رأيتها بالنظارة المعظمة ، يجب أن تأتى وتنقذها قبل أن تحطمها الأمواج مسح العملاق الضخم ذقنه في غطاء المنضدة الذي يستعمله بدلاً من المنديل وقال ..
المشكله ان حذائي قد أرسلته للتصليح ، وأنا أكره ان أسير بغيره ، فأنت تعرف انني أخاف من الانفلونزا ولكن على كل حال يجب أن أذهب معك .
وأرتدى جاكت من الجلد ، ووضع على رأسه غطاء من الصوف ، وتبع «زيكو» الذي كان يجرى كالمجنون ، حتى اضطر «جوجو» أن يسير بسرعة ..
وصرخ «زيكو» : هاهي الباخرة انها باخرة ضخمة ادفعها دفعة بيدك القوية هيا وأتمنى لك حظاً سعيدا
واخترق العملاق البحر ، غير مبال بالأمواج العالية ، حتى وصل الى الباخرة . فأمسك بمقدمتها المغروسة في الرمال ورفعها ثم دفعها دفعة قوية وكان القبطان وبحارته يقفون على ظهر المركب ، فصاحوا من السعادة وأخذوا يشيرون له تحية واعجاباً .
ولكن مياه البحر كانت شديدة البرودة لدرجة أن العملاق الطيب اضطر الى أن يعطس عطسة قوية أسقطت القبطان والبحارة على ظهورهم في باخرتهم . ولكنهم لم يهتموا ، فقد كانت سعادتهم شديدة لعودة الباخرة الى التحرك ، والسير في البحر في طريقها الى بلادها .
وأمسك القبطان واسمه «هدريك» بالميكروفون ، وصاح مخاطباً «جوجو» – أشكرك من كل قلبى وسنعود مرة أخرى . وسأقدم لك هدية بديعه !
وشعر العملاق بالسعادة . فهو يحب الهدايا ، ولكنه لم يحصل على أية هدية من قبل، فلم يفكر أحد أبداً في ان يقدم له هدية ، حيث لا توجد هدية تناسب حجمه الضخم .
وعاد «جوجو» الى بيته ، وأخذ حماماً ساخناً ، ثم شرب جردلاً من الكاكاو المحلى بعسل النحل ، فقد كان يعتقد أن هذا يحميه من نزلات البرد
وفى اليوم التالى كانت صورته تملأ الجرائد وتشيد بشجاعته وقوته ، ولكن لم تصله هدية من أى شخص بعد أيام قليلة وفي ذات صباح ، وصلته رسالة بدا من شكلها انها مهمة جداً ، وفعلاً كانت رسالة خاصة من عمدة مدينة «لندن» بانجلترا
وكان يقول فيها عزيزى العملاق جوجو .
اننى في أزمة شديدة ، ولكنى رأيت صورتك العظيمة في احدى المجلات المصورة وأعتقد أنه من الممكن أن تساعدنى .
ان عندنا تمثالاً ضخماً وعظيماً للأميرال «نلسون» في ميدان الطرف الأغر ، وهو ميدان مشهور بالحمام الطائر وقد تسبب الحمام في احداث الكثير من القاذورات فوق التمثال والرجل المكلف بتنظيفه قد سافر الى باريس لتنظيف «برج ايفل» وبقى مهمة سيفعلها سنوات .
فهل أطمع في أن تحضر وتساعدنا في تنظيف التمثال ثم تتناول معي الشاى لم يكن «جوجو» قد رأى لندن فى حياته . فسأل ساعى البريد عن مكانها . فلما اخبره بمكانها طلب منه أن يوصل تلغرافاً الى العمدة لينتظره . وعندما وصل جوجو الى «لندن» ، وجد عربة جيب انتظاره لتقوده الى ميدان الطرف الأغر . وفى «لندن» لم يكن أحد يعتقد في وجود العمالقه الا فى الأساطير ، فلما عرفوا بوصول «جوجو» خرج الآلاف من السكان ليشاهدوه وهو ينظف التمثال بفرشاة أسنان قديمة كانت ملكاً له وقد أحضر معه جردله الضخم ملأه بالمياه من النافوره ووضع فيه الصابون ذو الفقاعات الملونة ليزيل بقايا الحمام من فوق التمثال وكان العمدة قد أحضر له سلما خاصاً ليستعمله في تنظيف قمة التمثال ، ولكنه لم يكن يستطيع أن يحركه لأن آلاف المتفرجين كانوا حوله في كل مكان . وزمجر «جوجو» قائلا افسحوا لي الطريق من فضلكم . طار الحمام كله ولم يعد الى الميدان الا بعد أسابيع عديدة طار من الخوف طبعاً بينما اعتقد الناس أنه يتحدث في ميكروفون ، فقد كان صوته قد وصل الى ما بعد حدود لندن . أسرع العمدة فأحضر تسعة وتسعين جندياً منهم اثنا عشر يركبون الخيل حتى يتمكنوا من ابعاد الجماهير من طريق «جوجو» ، ليتمكن من تنظيف التمثال بهذه المهارة التي جعلته يصنع نافورة من طرطشة المياه، مما دفع الجمهور الى احضار المظلات التي تحميه من المياه التي انهمرت كالمطر في الميدان وبعد أن أتم تنظيف قاعدة التمثال كلها وجعلها تلمع وتبرق ، أتجه الى تمثال نلسون نفسه فأخذ ينظفه ويلمعه بقطعتين من الحرير الأزرق الثمين ، كانت زوجة العمدة قد تلقتهما هدية بمناسبة زواجها من العمدة . وأخيرا نزل «جوجو» من فوق التمثال ، ولم ينس قبل أن ينتهى أن ينظف الأسود الأربعة التي تلتف بقاعدة التمثال وعندما رأت الجماهير تمثالها العظيم وهو يلمع ويشرق أخذت تصفق وتغنى وتحيى «جوجو» واشترك رجال الشرطة في التهاني وكان صوتهم أعلى من الجميع .
أما العمدة فقد دعاه الى شرب الشاى فى القصر الملكى وفتح له باب كبار الزوار، ودخل «جوجو» وأخذ ينظر باعجاب شديد الى النجف الضخم المعلق فى البهو الكبير ، مع انه يملك هو نفسه كوخا ظريفاً وجميلاً . وشكره العمدة بحرارة وتمنى لو انه يحضر مرتين فى العام ليعيد تنظيف التمثال ثم منحه ظرفاً ضخماً مملوءاً بالاوراق المالية وشعر العملاق بالسعادة ، فقد كان محتاجاً للنقود لشراء الطعام ولأنه كان متعباً لا يستطيع العودة على قدميه فعاد هذه المرة الى قريته في طائرة خاصة .
بعد يومين اثنين ، وكان «جوجو» قد عاد من حمامه الخاص الذى يذهب اليه مرة كل شهر فى حمام النادى حيث لا يسمح لشخص غيره فى هذا اليوم بالدخول الى الحمام كان يجلس في منزله عندما طرق الباب رجل قصير رفعه العملاق ووضعه أمامه على المنضدة حتى يستطيع أن يتبادل معه الحديث بسهولة قال الرجل – اننى فلاح بسيط اسمى «بينجو» ، أملك حقلاً صغيرا يسمونه في القرية «القراريط الستة» وبالأمس كنت أحفر في الحقل عندما اصطدمت الفأس باناء ضخم ، فأخرجته فاذا به يلمع ويبرق ، فأخذته الى محل الآثار في الشارع الرئيسى ، فقالت لى صاحبته أنه طبق أثرى وله قيمة ثمينة ولما عدت وجدت أن أرض الحقل كلها مملوءة بهذه الآثار وانخفض صوت الرجل وهو يقول ، اننى رجل فقير ، ولا أملك أموالاً أؤجر بها عمالاً ليخرجوا لى هذه التحف ، فهل تستطيع أن تساعدنى ؟
ابتسم العملاق ، فهو يحب العمل الشاق ، وخصوصاً الحفر وقال «لبينجو» – طبعاً سأساعدك ولكنى سأحتاج الى فأس وجاروف . وكان «بينجو» قد شعر بالتعب العميق بعد هذه المغامرة المثيرة التي قابلته فحمله العملاق بهدوء ووضعه في جيبه ثم ذهب إلى الحداد وطلب منه أن يصنع له فأساً وجاروفاً من الحجم الكبير ووعده الحداد بأن يبدأ في صنعهما فوراً .
ثم ذهب مع «بينجو» الى حقله فوجده غارقاً في المياه ، وتحول الى حقل من الطين بعد ان رواه صاحبه قال العملاق : سنعود الآن الى البيت لنعد كل احتياجاتنا سنحتاج الى ثلاث سلال كبيرة نحمل فيها الطين ، وعربة لورى لتحمل الطين بعيداً عن الحقل حتى تنتهي من العمل وارجو الا اضطر الى الحفر الى عمق بعيد فالحقل مملوء بالطين .
وتنهد وهو يقول : كم كنت أتمنى لو أننى أملك حذاء جلدياً طويلاً . ثم وضع العملاق «بينجو» في جيبه وعادا الى البيت . على باب الكوخ كانت تقف عربة نقل كبيرة وخلفها ستة من البحارة يخرجون منها صندوقين كبيرين . و دهش «جوجو» وهو يرى الكابتن «هندريك» يقف باسماً بجوار العربة . واتسعت ابتسامة الكابتن وهو يقترب من العملاق ويقول لقد احضرنا لك هديتك أخيراً ، لقد احتاجت وقتاً طويلاً ، وكمية كبيرة من الجلد لنصنع لك هذا الحذاء . نرجو ان تناسبك وكاد العملاق يرقص فرحاً فها هو يملك هديه حقيقيه وهديه مفيده كذلك . وجلس على ظهر العربة وخلع حذاءه ، وبدأ يحاول لبس الحذاء الجديد الذى طالما تمنى أن يملكه ، والذى كان مناسباً تماماً لعمله في حقل «بينجو» . ولم تكن هذه هي الهدية الوحيدة ، فقد أحضر الكابتن معه كمية ضخمة من الجبن وستة براميل من عصير الفاكهة ، وشرب البحارة العصير في الأكواب تحية «لجوجو» ولكن «جوجو» رفع البرميل نفسه ليشرب به فقد كان مناسباً له تماما ولمدة ساعة كاملة ، وقف الكابتن يقدم خطبة طويلة في مدح «جوجو» وشجاعته وقوته وكانت الخطبة طويلة جداحتى أن العملاق قد غلبه النوم أكثر من مرة وأخيراً ، وبعد أن مضى الكابتن وبحارته وذهب «جوجو» الى فراشه ، تذكر فجأة أن «بينجو» مازال في جيبه ، ولكنه كان مستغرقا في النوم طول الوقت . فأخرجه وأيقظه بهدوء ، واتفقا على اللقاء بعد أن يجهز الحداد أدوات الحفر .
ظل العملاق «جوجو» يحفر حقل «بينجو» لمدة ثلاثة أسابيع عثر فيها على الكثير من الأكواب والأطباق الأثرية والحلى والعقود والخواتم والعملات الذهبية وكان العملاق يستعمل نظارة معظمة للبحث عن التحف الصغيرة والرقيقة ويضعها جميعاً في سلة خاصة قبل أن يرمى الرمل الى عربة النقل.
أما الفلاح «بينجو» ، فقد أعد منضدة طويلة في طول بيته، وحتى في حظيرة الماشية، ووضع عليها التحف الأثرية. وكل ما عثروا عليه من الكنز الكبير، وأحضر عالماً من علماء الآثار الذين يعملون في المتحف، الذي فحصها وأعلن أنه كنز أثري له قيمة هائلة وعظيمة، لا يمكن أن يملكه أى فرد، فهو قانونياً ملك للدولة على أن يأخذ «بينجو» مبلغاً ضخماً من المال مقابل العثور على الكنز. وهكذا أصبح الفلاح الفقير رجلاً غنياً، وودع حياة الفقر.
وقرر «بينجو» أن يقسم المال بالنصف بينه وبين «جوجو» وقال للناس أن هذا هو عين العدل. بينما عاد العملاق الى الحقل فساوى أرضه مرة أخرى ولم يترك في الحقل أية حفرة حتى يصبح صالحاً للزرعة ثم رجع الى بيته وهناك نام ثلاثة أيام وثلاث ليال متواصلة، فقد كان ألتعب قد أضناه وأجهده، وكان صوت شخيره مرتفعاً لدرجة انه حطم زجاج كل نوافذ الجيران حتى أجراس المدارس كانت تدق بتأثير أنفاسه ولم يهتم الجيران بزجاج النوافذ فقد كان الجو حاراً، ولكن الصوت كان مرتفعاً لدرجة لا تحتمل. لا في النهاية اعتاد الناس على صوت شخير العملاق. حتى انه عندما توقف أخيراً شعر الناس بالقلق من الصمت الذي ساد القرية. وبالصدفة كان اليوم هو يوم الجمعة ولم يذهب الاولاد الى المدارس فطلبت منهم الامهات الذهاب الى كوخ العملاق للاطمئنان عليه، خوفاً من أن يكون مريضاً بعد أن صمت صوته! تسلل بعض الصغار الى داخل الكوخ، في نفس اللحظة التي خرج فيها العملاق الى الباب، وفي الخارج رأى المئات من الاطفال يجرون نحوه من كل جهة، حتى وصلوا اليه فصاحوا جميعاً: «جوجو» جوجو هل أنت بخير ! لم يستطع العملاق أن يرد من فرط السعادة، فقد كان الاطفال دائماً يخافون منه بسبب حجمه الكبير، ولكنه عرف الآن انهم لم يعودوا يخشونه ، ولكنهم بالعكس يحبونه. ويخافون عليه! انحنى «جوجو» نحوهم بقدر ما يمكنه وقال بصوت حاول بكل جهده أن يجعله هادئاً ومؤدباً: « أشكركم جداً، انني بخير هل تحبون أن تتناولوا معى طعام الافطار سناكل دجاجاً مشوياً وفطائر بالسكر وبطاطس، وكميات من الشيكولاته! وعندما كان يتحدث، كانت عيون الاولاد تلمع وتلمع وتتسع وتستدير، فهم لم يعتادوا على كل هذا الطعام في الافطار، وصاحوا جميعاً: « نعم. نعم واندفعوا ليستأذنوا من أمهاتهم. . » وفي الحال أرسل بينجو ليشترى الطعام، وأخذ جوجو يعد كل ما لذ وطاب من الفطائر والحلويات ولم تمض الا لحظات حتى عاد الاطفال «ملأوا الحقول حول الكوخ تسلقوا الاشجار والجدران والبوابة وملأوا المكان وقدم العملاق الى كل واحد أحسن افطار تذوقه في حياته ولاتسألني كيف تمكن «جوجو» من احضار كل هذا العدد من الشوك والملاعق والاطباق والسكاكين، فحتى العمالقة لهم أسرارهم الخاصة، ولكنك لو سألت أى طفل من جيران «جوجو» لقال لك ان اعظم يوم في حياته هو اليوم الذى تناول فيه طعام الافطار عند صديقه الطيب القلب، الكبير الضخم العملاق جوجو
للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا

إرسال تعليق
0 تعليقات