العدد 550 من مجلة ميكي بتاريخ نوفمبر 1971

العدد 550 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 4 نوفمبر 1971 م

مع العدد هدية / الدومينو الميكاوي 

اجمل كلام // اعمل دائماً .. فالعمل شرف الحياة ، و اختر من الاعمال ما يناسبك  ، و يناسب مواهبك .. حتي يكون بينك و بين عملك الفه ، و استجابة ..
فتصل مراتب الاتقان


العدد بصيغة CBR & PDF


ميكي ماوس يعمل كنافة في رمضان غلاف مجلة ميكي المصرية رسوم التهامي

سيتم اضافة رابط تحميل PDF قريباً


القصص الواردة في هذا العدد : 

سر الصندوق الاسود
لعبة تسلي بها !
اجمل القصص - هود و صالح -
دهب و بطوط في قصة كاملة - بصمة عار 
عبقرشتين !
ضحكات رمضانية


انتقل الي العدد التالي : العدد 551

العودة الي العدد السابق : العدد 549

سهرة مع الذين يحيون ليالي رمضان 


مع كل هلال لرمضان تبدأ الحياة العادية في التغير .. فنحن نصوم النهار وننتظر مدفع الإفطار .. وتغير الإذاعة و التلفزيون برامجها وتقدمان ألوانا مميزة من البرامج و المسلسلات و المسابقات .. إلى جانب الكثير من البرامج والقصص الدينية .. 

وإن كانت الإذاعة والتلفزيون تقومان ألان بالدور الرئيسي في إحياء ليالي رمضان , وسهراته .. إلا أن هناك صورا ومظاهر شعبية و فنية يتميز بها هذا الشهر الكريم . وفي بلدنا خلال رمضان يتميز حي الحسين بصور الفن الشعبي وتنتشر مئات الخيام وتفتح المقاهي أبوابها وتزيد من عدد الكراسي بها .. ويعلو صوت الفنان الشعبي ليملأ ليالي رمضان بهجة و سعادة .. ومع الذين يحيون ليالي رمضان نقضي سهرتنا ..ومع بعض الصور الرمضانية نتجول . 

 
المداح  

للمداحين طريقة لا يشاركهم فيها غيرهم ..وليس لها ما يماثلها في الفنون الشعبية .. والدف هو الأداة الوحيدة التي يعتمدون عليها , وهو رق من الجلد مشدود على إطار من خشب , وليس في جوانبه فتحات بها (( جلاجل أو صاجات )) .. ويتغنى المداحون بقصص زجلية .. هي قصص أولياء الله أمثال السيد البدوي , وإبراهيم الدسوقي .. كما يغني المداح مجموعة من القصص التي تتصل بالسيرة النبوية , وتروى بعض المعجزات التي تنسب إلى النبي و أصحابه .. 

وهناك لون من القصص الشعبي , هي قصص الصبر و البطولة يرويها المداح بالزجل على نقرات (( الدف )) مثل قصص أيوب المصري. 


الأدباتي 

الأدباتية يؤدون فنهم جماعيا .. ثلاثة أو أكثر .. ويقف أمامهم واحد منهم يطلق عليه اسم (( الشيخ )) وهو يبدأ كلامه بمقدمة تسمي (( المطلع )) ويرد الآخرون عليه .. ويبدأ الشيخ بعد هذا يقول ما عنده من كلام بالزجل .. وفي أخر كل مقطع يرد عليه مساعدوه بالمطلع الأول .. 

والأدباتية يصورون معاني الكلام بالإشارات المضحكة و الحركات الخفيفة البارعة .. ويصر الأدباتية على أن يكونوا مضحكين حتى في مظهرهم , فهم يطلون وجوههم بمسحوق أبيض وقد يخططونه بخطوط حمراء . 

والأدباتية يتناولون في غنائهم العادات و التقاليد بالنقد و الساخر .. إنهم بهذا يؤدون دور رسام الكاريكاتير بالنسبة للمجتمع .. 


شاعر الربابة 

أشهر من عرفته القرية , تراه يجلس على دكة من الخشب في مواجهة السميعة ويمسك بيده آلة الربابة , وهب أقدم آلة وترية ذات قوس .. وللربابة وتر أو اثنان .. والأوتار إما من السلك أو من شعر الخيل .. وأول ما يبدأ شاعر الربابة يبدأ بالصلاة على النبي فيقول : 

أول ما نبدي القول نصلي ع النبي  
نبي عربي .. سيد ولد عدنان  
نبي عربي .. ضمن الغزالة و حلها وبعد هذا يأخذ شاعر الربابة في العزف على آلته وهو يحكي قصة أبو زيد الهلالي , والزناتي خليفة .. وعنترة بن شداد .. وغيرهم .. 


حلقات الذكر 

بعد انتهاء صلاة العشاء ترى جماعات من المصلين يبدأون  في إقامة حلقات الذكر أو ما يسمى بالحضرة .. وحلقات الذكر تقام داخل المسجد تتكون من صفين وتبدأ بالإنشاد مع ذكر (( هو )) و (( حي )) و (( قيوم )) و (( الله )) , ثم يتحول الذكر إلى أداء الحان كاملة كلماتها من قصائد في مدح الرسول وتصاحب الإنشاد حركات منتظمة لرءوس و أجسام المنشدين , مع إيقاع التصفيق المنتظم في اتجاهين متضادين .. وهي حركات لها معان روحية . 

وخارج المسجد تقام حلقات بنفس الصورة السابقة إلا أن لها تقاليد أخرى من أهميتها استخدام الآلات الموسيقية المصاحبة لأداء الذكيرة مثل السلامية و الكاسات النحاسية . 


المقرئ  

في بلادنا أكثر من ثلاثة ألاف مقرئ للقرآن الكريم .. بعضهم يعيش حياة كبار المشاهير في العالم .. وبعضهم لا يعرف الناس أسمائهم  .. وفي رمضان يتجه بعض كبار المقرئين إلى الدول العربية و الإسلامية .. لأحياء ليالي رمضان بقراءة القرآن ..وتستقبلهم عواصم العلام الإسلامي بحب شديد ومن يبقى في القاهرة يقوم بإحياء ليالي رمضان بتلاوة القرآن .. ولكبار المقرئين معجبون بأصواتهم يتبعونهم إلى أي مكان يقرأون فيه القرآن .. وينصتون إليهم في حب و إعجاب ..  

ويوجد ضمن علوم الأزهر .. علم القراءات ويدرس فيه حفظة القرآن الكريم تنوع الصوت , وتنوع النغم وللقرآن الكريم نوتة هي التي تحدد قواعد و أصول تلاوته ,, وكل ما جاء في هذه النوتة تم تسجيله في كتابين قديمين هما (( التحفة )) و (( الجزرية )) . 

 
الموالتي  

يقف داخل الصوان المعد له أو داخل القهوة يعزف على (( الأرغول )) .. بينما ينطلق صوته بالغناء .. وأغانيه كلها تدور حول الشكوى من ظلم الزمان .. والمواويل التي يغنيها موروثة من قديم الزمان . يحفظها الموالتي جيلا بعد جيل .. لكن هناك طبقة ممتازة ممن يغنون الموال  يؤلفون الكلام الفوري في المعاني التي توحي بها  المناسبة و يتطلبها الموقف . 

وهناك نوع فريد من الموال يسمى الآهات .. وقد أخذه عنهم الشاعر الكبير بيرم التونسي وكتب به زجله الرائع الذي قاله في ثورة 1919 : 

الأوله اه .. والثانية اه .. والثالثة اه .. 

الأوله بالبنادق سكنوا الثوار  

و الثانية جا اللورد ملنر يربط الأحرار 

والثالثة تصرح في فبراير وأصله هزار 

للأنتقال الي الفهرس الكامل لكل اعداد مجلة ميكي اضغط هنا 

أجمل القصص 

هود وصالح 

هبط نوح من سفينته بعد أن أطلق سراح الطيور و الوحوش .. وضع جبهته على الأرض و سجد . لم تزل الأرض مبللة من الطوفان .. نهض نوح بعد صلاته و حفر الأساس لبناء معبد عظيم لله .. ثم أشعل النار و جلس مع قومه حولها . كان إشعال النار ممنوعا في السفينة حتى لا تمتد النار إلى أخشاب السفينة فتحترق , ولم يكن أحدهم قد أكل طعاما ساخنا طوال فترة الطوفان , أخيرا أوقدوا النار وراحوا يشوون عليها اللحم ويتحدثون و يضحكون و يأكلون . 

ذهل الخوف أخيرا فارتفعت أصواتهم وعلت الضحكات وتلألأت الوجوه بالفرحة , وقبل ذلك كانوا جميعا صامتين في السفينة , طوال الفترة التي أستغرقها الطوفان لم يكن هناك من يتكلم .. كانت عظمة الله التي تجلت في الطوفان قد سجنتهم جميعا داخل أنفسهم وعادت الحياة للأرض .. ومرت سنوات .. وأحس نوح أنه يموت .. وجميع أولاده حوله وأوصاهم بشيء واحد  

_ أن يعبدوا الله وحده . 

ومرت سنوات و سنوات .. مات الآباء و الأبناء وجاء أبناء الأبناء .. نسي الناس وصية نوح , وعادت عبادة الأصنام . انحرف الناس عن عبادة الله وحده , وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة ..  قال أحفاد قوم نوح لا نريد أن ننسى آباءنا الذين نجاهم الله في الطوفان . وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها , وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جبل فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة , و‘ذا بالتماثيل تتحول بفضل الشيطان إلى آلهة مع الله .. وعادت الأرض تشكوا من الظلام مرة ثانية .. وأرسل الله (( سيدنا هود )) إلى قومه . 


قوم هود 

كان (( هود )) من قبيلة تسمى (( عاد )) , وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف .. وهو صحراء تمتلئ بجبال الرمل المائلة .. وتطل على البحر .. أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع , وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول و الشدة .. كانوا عمالقة و أقوياء إلى الدرجة التي قالوا فيها كما حكى الله عنهم . 

_ وقالوا من أشد منا قوة  

لم يكن في زمانهم أحد في قوتهم . ورغم ضخامة أجسامهم فقد كانت لهم عقول مظلمة . كانوا يعبدون الأصنام ويدافعون عنها و يحاربون من أجلها ويتهمون نبيهم و يسخرون منه .. 

قال لهم هود : (( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره )) نفس الكلمة التي يقولها كل رسول ..  لا تتغير ولا تزيد ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع .. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها وهي الحق وحده .. وسأله قومه : هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك .. وألي أجر تريده . 

أفهمهم هود أن أجره  على الله , أنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم في نور الحقيقة .. حدثهم عن نعمة الله عليهم , يف جعلهم خلفاء من بعد نوح , كيف أعطاهم بسطة في الجسم وشدة في البأس كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير و الزرع , كيف أرسل عليهم المطر الذي يحي به الأرض , وأصابه الكبرياء و زادوا في العناد .. 

قالوا لهود :  كيف تتهم آلهتنا التي وجدنا آبائنا يعبدوها . قال هود : كان آباؤكم مخطئين  

قال قوم هود : هل تقول يا هود أننا بعد أن نموت ونصبح ترابا يتطاير في الهواء , هل تقول أننا سنعود إلى الحياة .  

قال هود : ستعودون يوم القيامة , ويسأل الله كل واحد عما فعل . 

قال قوم هود : أليس غريبا أن يختار من بيننا بشرا ويوحي إليه .. 

 تساءل هود _ ما هو الغريب في ذلك , أن الله يحبكم ولهذا أرسلني إليكم لأحذركم .. إن سفينة نوح وقصة نوح ليست بعيد عنكم , لا تنسوا ما حدث لقد هلم الذين كفروا بالله دائما , مهما كانوا أقوياء . 

قال قوم هود : من الذي سيهلكنا يا هود . 

قال هود : الله .. 

قال الكافرون من قوم هود : ستنجينا آلهتنا . 

وأفهمهم هود أن الآلهة التي يعبدونها لتقربه إلى الله عي نفسها التي تبعدهم عن الله , أفهمهم أن الله هو وحده الذي ينجي الناس , وان أي قوة أخرى في الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع . 

 
نهاية الصراع  

واستمر الصراع بين هود وقومه . 

وكلما استمر الصراع ومرت الأيام و زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم .. وبدأوا يتهمون (( هودا )) عليه السلام بأنه سفيه مجنون , قالوا له يوما : 

_ لقد فهمنا الآن السر في جنونك .. انك تسب آلهتنا وقد غضبت آلهتنا عليك , و بسبب غضبها صرت مجنونا .. إننا نتحداك أن تهلكنا .. أننا ننتظر ما تقول نحن أقوي ناس على الأرض .. و أعلن هود لهم براءتهم منهم و من آلهتهم .. توكل على الله الذي خلقهم , وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه . هذا قانون كم قوانين الحياة ... يعذب الله الذين كفروا , مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة .

بداية النهاية 

انتظر هود و انتظر قومه وعد الله ..و بدأ الجفاف في الأرض .. لم تعد السماء تمطر .. كانت الشمس تلهب رمال الصحراء و تبدو مثل قرص من النهار يستقر على رءوس الناس , و هرع قوم هود إليه , ما هذا الجفاف يا هود . قال هود إن الله غاضب عليهم , و أنهم لو آمنوا فسوف يرضى الله عنهم ويرسل  المطر هلاكهم قوه إلى قوتهم .. و سخر قوم هود منه و زادوا في العناد و السخرية و الكفر , وزاد الجفاف .. و اصفرت الأشجار الخضراء , و مات الزرع , وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملا السماء .. و فرح قوم هود و خرجوا من بيوتهم يقولون – هذا عارض ممطرنا . كانوا يظنون إن آلهتهم قد أرسلت أليهم الأمطار أخيرا .. و قال لهم هود : بل هذا هو العذاب الذي كنتم تستعجلوني به .. ريح فيها عذاب اليم     

 
الهلاك  

تغير الجو فجأة .. من الجفاف الشديد و الحر إلي البرد الشديد القارص .. بدأت الرياح تهب .. ارتعش كل شئ ارتعشت الأشجار و النباتات و الرجال و النساء و الخيام .. ارتعش الجلد و اللحم و العظام و النخاع .. و استمرت الرياح .. ليله بعد ليله , و يوما يعد يوم .. كل ساعة كانت برودتها تزداد .. و بدأ قوم هود يفرون , أسرعوا إلي الخيام و اختبأوا  داخلها , اشتد هبوب الرياح و اقتلعت الخيام , اختبأوا تحت الأغطية , فاشتد هبوب الرياح و تطايرت الأغطية.. كانت الرياح تمزق الملابس و تمزق الجلد و تنفذ من فتحات الجسم و تدمره .. لتكاد الريح  تمس شيئا ألا قتلته و دمرته و امتصت قلبه و جعلته كالرميم . استمرت الرياح مسلطه عليه سبع ليال و ثمانية أيام لم ترى الدنيا مثلها قط .. ثم توقفت الرياح بإذن ربها .. لم بعد باقيا من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت .. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات الهواء .. نجا هود ومن امن معه .. و هلك الجبابرة .. ونزل الستار على قوم هود.   

 
ناقة .. صالح ! 
                                                                                                                                                                      ومرت سنوات و سنوات .. ولد رجال و مات رجال .. وجاء بعد قوم عاد قوم ثمود و تكررت  قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود .. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى , فأرسل الله (( سيدنا صالح)) إلى قومه ثمود . و قال صالح لقومه : - يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره .. نفس الكلمة التي يقولها كل نبي .. لا تتبدل ولا تتغير , كما لا يتبدل الحق ولا يتغير .. فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله .. انه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمه , وهو ينهاهم عن عبادتها و يأمرهم بعباده الله وحده . و أحدثت دعوته هزه كبيرة في المجتمع .. و كان صالح معروفا بالحكمة و النقاء و الخير , كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله له و يرسله بالدعوة إلي قومه . و قال قوم صالح له : يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا .. إننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب كان واضحا أن قومه لا يصدقونه , كان يشكون في دعوته و اعتقدوا انه مسحور , و طالبوا بمعجزه تثبت بأنه رسول من الله اليهم .. و شاءت أراده الله أن تستجيب لطلبهم . و كان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتنا عظيمه كانوا يستخدمون الصخر في البناء , و كانوا أقوياء قد فتح الله عليهم  رزقهم من كل شئ .. جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا الأرض و استعمروها . 

 
ناقة الله 

قال صالح لقومه حين طالبوه بمعجزة ليصدقوه  

_ يا قوم هذه ناقة الله لكم آية . 

والآية هي المعجزة , ويقال أن الناقة كانت معجزة لأن صخرة في الجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة .. ولدت من غير الطريق المعروف للولادة ويقال أنها كانت معجزة لأنها كانت تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه في هذا اليوم , وقيل أنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي لشرب الناس جميعا قي اليوم الذي تشرب فبه الماء فلا يبقى نته شيء للناس . 

كانت هذه الناقة معجزة , وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله _ ناقة الله .. 

أضافها لنفسه سبحانه بمعنى أنها ليست ناقة عادية وإنما هي معجزة من الله . 

وأصدر الله أمره إلى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أ, إيذائها  أو قتلها , أمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله , وألا يمسوها بسوء , وحذرهم أنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب . 


العناد 

في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور الجبل .. كانت ناقة مباركة .. كان لبنها يكفي آلاف الرجال والنساء و الأطفال .. وكانت إذا نامت في موضع هجرته كل الحيوانات الأخرى . كان واضحا أنها ليست مجرد ناقة عادية .. وإنما هي آية من الله  وعاشت الناقة بين قوم صالح , آمن منهم من آمن وبقى أغلبهم على العناد و الكفر .. وتحولت الكراهية من سيدنا صالح إلى الناقة المباركة .. تركزت عليها الكراهية , وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة .. كره الكافرون هذه الآية العظيمة , ودبروا في أنفسهم أمرا .. 

.. .. .. ..  

وسقط الليل على الجبال وجلس كبار القوم في ثمود ستحدثون داخل قصر منحوت في الجبل قال أحد الكافرين : إذا جار الحر جاءت الناقة إلى ظل الوادي البارد فتهرب منه المواشي إلى الحر .. 

وقال كافر آخر :- وإذا جاء الشتاء بحثت الناقة عن أدفأ مكان واستراحت فيه فتهرب مواشينا إلى البرد وتتعرض للمرض . 

قال كبير المتآمرين :- ليس هناك غير حل واحد إذا  

وتساءل الكفار عن هذا الحل .. قال كبير المتآمرين :- قتل الناقة ليس هناك ممن حل غير قتل الناقة . 

قال واحد من الجالسين :- حذرنا صالح من المساس بها ..قال إنه العذاب الأليم .. 

قال كبير المتآمرين :- نحن لا نصدق صالح 

وبدأ التفكير في قتل الناقة .. اختاروا تسعة رجال من المجرمين الذين كانوا يفسدون  في الأرض , اختاروا أشد الرجال قوة وأكثرهم غدرا وأعظمهم إجراما وكلفوهم بقتل الناقة .. اتفق على موعد الجريمة  ومكان التنفيذ .. وازداد الظلام الساقط على الجبال ظلمة . جاءت ليلة الجريمة . الناقة المباركة تنام وهي تضم لصدرها طفلها الصغير .. كان الطفل يحس بالبرد ويستدفئ بأمه .. 

انتهى المجرمون التسعة من أعداد أسلحتهم وسيوفهم وسهامهم وخرجوا في جوف الظلام كما تخرج الخيانة , شرب زعيمهم كثيرا من الخمر حتى لم يعد يرى أمامه .. 

هجم الرجال التسعة على الناقة ونهض طفلها مفزوعا . امتدت الأيدي الآثمة القاتلة إلى الناقة . وسالت دماء الناقة .. قتل طفلها أيضا .. علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضبا على قومه .. حدثهم ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة . قالوا قتلناها بالعذاب . قال صالح لقومه :- تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب . 

بعدها غادر صالح قومه . تركهم ومضى انتهي الأمر ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام . 


الصيحة 

كانت الناقة وهي تموت قد تنهدت ثلاثة مرات .. 

ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح وهم يهزأون  من العذاب وينتظرون وفي فجر اليوم الرابع .. 

انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة .. انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي .. سوى الله الجبال و القصور وانهد كل شيء .. هي صرخة واحدة .. لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجئ حتى كان قوم صالح قد صعقوا جميعا صعقة واحدة 

هلكوا جميعا قل أن يدركوا ما حدث  

أما الذين آمنوا بسيدنا صالح .. فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا .. وهلك الذين عبدوا غير الله . 

إرسال تعليق

0 تعليقات