العدد 544 ذكرى ناصر
العدد 544 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 23 سبتمبر 1971 م
عدد تذكاري // ذكرى ناصر
عدد تذكاري // ذكرى ناصر
مع العدد هدية : سباق السيارات
العدد بصيغة CBR & PDF
رابط تحميل PDF سيضاف قريباً
القصص في العدد :
شس - يعدل
في ذكرى الزعيم الراحل
كل منا يحمل ذكرى لجمال عبد الناصر، لأنه دخل كل بيت وسكن في كل قلب وتحدث إلى كل فرد، عرفنا كلنا جمال عبد الناصر لانه عرف معنى الحب والإيثار، أثر وطنه الكبير، أثر العطاء على الأخذ والتعب على الراحة والنضال على الهدنة وحل القضايا اليومية للملايين، سعادته أن تشع السعادة وراحته أن يستريح الناس وأن يواصل هو ليله بنهاره في عمل دائب، وكان دائمًا يكره الفراغ لأن الفراغ في نظره عجز والحياة قوة، الفراغ يأس والحياة لا تعرف اليأس، الفراغ شؤم والعمل تفاؤل ومتعة وعافية، والأمل في المستقبل كان بلده، كان إيمانه دائمًا بأننا سوف نصل لما هو أفضل وأحسن، لابد من العمل الوفر لكل مواطن حقه في الحياة الحرة الكريمة، كان يقول : أعطوني عملًا أعطكم ما تطلبون، هذه امكانياتنا اليوم وغدًا تزيد للعمل والإنتاج، لقد أحببنا جمال عبد الناصر، وأحبه الملايين من أطفالنا فقد كان أبًا لكل طفل وراعيًا للطفولة، جمال عبد الناصر الذي ما انحنى أبدًا إلا ليقبل طفلًا أو يسلم على طفل، أن الطفولة هي صانعة المستقبل ومن واجب الأجيال القادمة أن توفر لها كل مل يمكن لها من العمل مسئولية القيادة بنجاح، كما يقرر أن الأسرة هي الخلية الأولة للمجتمع ولابد أن تتوافر لها كل أسباب الحماية التي تمكنها من أن تكون حافظة للتقليد الوطني، كم كان الزعيم الخالد متفائلًا للمستقبل معتزًا بقوة الأجيال القادنة على صنع المستقبل فيقول : إني أرفض رفضًا مطلقًا ذلك القول الذي يتردد في بعض الأحيان، والذي يقول أن الاجيال التي مضت لن تعوض وأن ما فات لن يعود وأن الأجيال السابقة خير من الأجيال اللاحقة..
والآن وعلى طريق عبد الناصر، طريق النصر بإذن الله، بالقدم المسيرة زميل كفاحه ورفيق جهاده الرئيس أنور السادات، يتقدم المسيرة بالمبدأ والوفاء، بالعلم والإيمان، ويكتب القائد الراحل جمال عبد الناصر عن أنور السادات وذلك في مقدمة كتبها عبد الناصر لكتاب "معلومات مجهولة" الذي كتبه أنور السادات عن ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ فيقول:
"أن فضفضة أنور السادات لجديرة بالإعجاب، خليقة بالإطراء، فبعبقريته العسكرية الممتازة، وشجاعته، ورباطة جائشه، وإخلاصه وتفانيه في خدمة المثل العليا، إلى جانب قوة إرادته، ومنبته الغريزي للعدالة والإنصاف كل هذه الصفات جعلته أهلًا للقيام بدور هام في التمهيد لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ والسير بها قدمًا في سبيل النجاح.
لقد استخدم أنور السادات هذه السجايا في جميع أطوار حياته، كما أحسن استخدامها في خدمة القضية الوطنية فنجده قد سجن في شهر نوفمبر عام ١٩٤٢ بأمر من العدو المستعمر ثم أعيد اعتقاله عام ١٩٤٤ لنشاطه الوطني، ولكنه تحمل من ألوان الحرمان والتعذيب، فلم تهن عزيمته، ولم تتزعزع عبقريته بل ازداد رسوخًا وإيمانًا، كما كاد يفر من معتقله حتى صار رمزًا حيًا للمطالبة بالحرية، ومعبرًا صادقًا للشعور الجامح الذي سرى في الشعب أجمع.
أخوة حقيقية
وفي "منقاد" وبعد أن تخرج جمال يقول رفيق كفاحه الرئيس أنور السادات وهو يتذكر تلك الأيام:
جاء عيد ميلاد جمال، واحتفلنا به بأن طهونا بأنفسنا حلة كبيرة من العدس، والتفتنا حوله وحولها
وإذا به يفاجئنا:
- فليكن طعامنا هذا غناء الروح، وبداية تاريخ لأخوة حقيقية ترافقنا على مر الأيام.
الجيل الذي لم يطفئ شموعًا في حياته
التقيت بالرئيس لأدعوه للمساعدة "إني راحلة، ولأتحدث إليه، وسألني مضيفًا أن أشرب شايًا أو قهوة فاعتذرت، وبعد برهة وجدت خادم يدخل بثلاث صحان، بأحداها بيتي فور والأخرى بضعة ساندوتشات والثالثة تورتة صغيرة بيضاء.
وأخذت أسأل نفسي عن سر البيتي فور والتورتة، وتذكرت أني زرت جمال من قبل فلم يقدم لي سوى فنجان قهوة كأي ضيف عادي، وبعد برهة خرجت، وعند الباب الخارجي التقيت بمدير مكتب الرئيس، وسألته عن التورتة فأجاب:
- علشان عيد ميلاد الرئيس..
وكرهت غبائي ولكن التورتة كانت صغيرة جدًا، أصغر من التي احتفل بها في عيد ميلاد ابني، والبيتي فور والساندويتشات ( مع عدم المؤاخذة) كان قليلًا جدًا، والمدعوون كانوا أربعة، لم تجمعهم سوى...
وعدت مرة أخرى وطرقت الباب الزجاجي المطل على الشرفة، ونهض الرئيس ففتح لي، فمددت له يدي وأنا اتلكم ضاحكًا في شيء من الخجل :
- لامؤاخذة يا جمال، أنا ماكنتش أعرف، كل سنة وأنت طيب
فضحك جمال قائلًا:
- إذا كان أنا ماكنتش أعرف، ولما الولاد جم يندهوني علشان أطفي الشمع قلت لهم أنا عمري ما طفيت شمع في حياتي.
"يوسف السباعي"
إرسال تعليق
0 تعليقات