العدد 306 من مجلة ميكي بتاريخ مارس 1967

العدد 306 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 2 مارس 1967 م


العدد بصيغه CBR & PDF



سيتم اضافة رابط تحميل PDF قريبا

للتحميل اضغط هنا

العدد 306 – 2 مارس 1967 

شخصيات خالدة 

كل شئ 

ولدت « سيمون دي پوفوار « .. 

ولدت « سيمون دي بوفوار « في 9  يناير ۱۹۰۸ «  بباريس » ..  و هي كاتبة و فيلسوفة فرنسية مشهورة  .. كان كل شيء هاديء في حياتها الأولى ما عدا  

ذلك القلق الذي يدب في صدرها . و تلك الرغبة الجارفة في أن تعرف .. و تناقش و تقتنع .. 

و منذ البداية و هي تجد سعادة و رضا في النقاش و الحديث و التفكير .. و كان السؤال الخائن الذي يقفز أمامها دائماً لماذا ؟ 

لماذا تحتل المرأة المكان الثاني في العالم بالنسبة للرجل ؟ 

دافعت في كتاب ضخم أحدث ضجة ادبية كبيرة عن « الجنس الأخر « و طالبت بأن تكون المرأة دائماً حرة في اختبار حياتها و تقرير مصيرها و قد استطاعت  

بقوة منطقها و شخصيتها ، و سعة أفقها و ثقافتها الواسعة . أن تعطي مثلاً أعلى للمراة كمفكرة و كاتبة و مناضلة من أجل الحرية و السلام . 

تعلمت بجامعة السوربون و ألقت بنفسها في دنيا الفكر و التأمل و الدراسة الشاقة المفيدة .. وجهتها ميولها و أتجاهاتها إلى دراسة الفلسفة.. و تعد هذه الفترة 

من أهم فترات حياتها حيث ألتقت « بسارتر » صديق شبابها و عمرها .. فكانا يمضيان أغلب الوقت سويا .. في المناقشة و التفكير و الدرس .. 

. و قد بدأت الكتابة في سن صغيرة كتبت مذكرات و يوميات .. و وصلت بها فلسفتها إلی الدفاع عن الحرية في كل مكان و لكل الشعوب و البلاد ..  

و من أقوالها : « أنني فرد و لكنني أعيش في مجتمع و مسئول أيضاً عن حرية الآخرين فالحرية هدف نسعى اليه » . 

دنيا الحيوان  

أنقد أحد الكلاب كلباً آخر من الغرق بأن مد له عصا طويلة .. أمسك طرفها بأسنانه ، ثم استخدمها في جذب الكلب المشرف على الغرق . 

من المعروف أن الطائر الغواص المسمی « غواص الجحيم  » يخفي عشه دائماً بين المستنقعات . و هو كلما أحس باقتراب عدو فانه يغطي عشه بطبقة من النباتات ، ثم يغوص في الماء دون أن يثير اية حركة فوق سطح الماء .. و لكنه سرعان ما يظهر بعيداً على مسافة ثلاثين متراً من العش .. و هو يعمد أيضاً إلى وضع هذه الطبقة من النباتات على عشه كلما خرج في طلب الطعام . 

تهاجر ثعابين السمك المصرية مسافة أكثر من ستة ألاف كيلومتر المياه المصرية حتى تصل إلى البقعة التي تضع فيها البيض في أعماق المحيط الأطلنطي بالقرب من جزر الهند الغربية .. و من الأمور التي حيرت العلماء كيف يمكن لهذه الأسماك أن تجتاز البحر الأبيض المتوسط و مضيق جبل طارق لكي تصل إلى المحيط الأطلنط  ؟ 

ميكى  

مجلة أسبوعية تصد عن مؤسسة دار الهلال  

رئيسة التحرير عفت ناصر 

مديرة التحرير رجاء عبد الله 

حكمة بالغة   

كان يعيش في أواسط افريقيا سلطان للزنوج تخشاه الرعية و تخافه لانه كان فخوراً بقوته جباراً فى أوامره . و في أحد الأيام كان السلطان يقف بين رعاياه و يتكلم  

عن عظمته و قوته ، و يقول : « أن كل المخلوقات خدم لي » و كان يقف بين الناس الحاضرين زنجي عجوز أشتهر بعقله و ذكاته و حكمته ، و يطلق عليه قومه  

« أبا الأكبار » ، فرد هذا العجوز على السلطان قائلاً : « اننا جميعاً نخدم بعضنا بعضاً » ، فغضب السلطان من كلامه هذا و قال : « معنى هذا اننی خادم لك  

..!! و استطرد في كلامه بغضب شديد : يجب أن تثبت ذلك و ترغمني على خدمتك قبل أن تضرب الشمس . فإذا نجحت في ذلك أعطيتك مائة بقرة ، و اذا فشلت  

أمرت بقطع رأسك ، و أثبت لك اننى سيدك و أنت خادمی  .. » ! فرد العجوز الحكيم على السلطان قالاً : « حسناً يا مولای و ستری » . و كان هذا الرجل كبر  

سنه يستعمل عصا يتوكا عليها فحملها و سار متجها إلى باب الخروج ، و في هذه اللحظة ظهر عند البابا شحاذ يطلب أحساناً ، فقال الحكيم للسلطان :  

« أرجو یا مولای أن تسمح لى باعطاء هذا المسكين شیئاً ياكله » ، و حمل بكلتا يديه بعضا من الطعام و مر أمام السلطان و تعمد أن يسقط عصاه و يتعثر بها و  

يكاد يقع ، و بحركة  تمثيلية صاح صيحة الخائف من الوقوع  ، و قال : « أدرکنی يا سيدى السلطان و بسرعة و بدون تفكير قام السلطان و التقط العصا من  

الأرض و ناولها للحکیم العجوز ، و هنا ضحك العجوز قائلا : « آرایت الآن يا مولاي أن كل انسان خادم لأخيه الإنسان . فانا أساعد الشحاذ و أخدمه و أنت  

تساعدنی و تخدمنی ، فأعط  البقرات التي ستعطيها لي لهذا الشحاذ السكين ، و يكفي أنني أثبت لك أننا خدم لبعضنا البعض » فما كاد لسطان يدرك حيلته حتى  

ضحك مسروراً و قال له : « صدقت يا أبا الأكبار و ستكون من الأن مستشاراً وفياً تعاونني في الحكم بين الناس بالعدل و الإحسان ) .. !! 

بقلم : محمد عبد العظيم 

اختراع جديد 

من أجل حلاقة أفضل 

سوف تقص شعرك عند الحلاق بسهولة و سرعة و بدون أية مضايقات بعد اختراع الماكينة الجديدة لقص الشعر . هذه الماكينة مزودة بخرطوم متصل بجهاز يقوم  

بسحب الهواء . فعند تشغيل الماكينة تشعر بتیار منعش من الهواء يمر فوق شعرك . و بمرور الهواء إلى داخل الخرطوم يحمل معه أولاً بأول قصاصات الشعر  

المتخلفة عن الحلاقة فلا تتساقط فوق جسمك أو تدخل في عينيك أو تلتصق بملابسك . كما ستتخلص من الفوطة البيضاء التي « يكتفك » بها الحلاق لحمايتك من  

الشعر المتساقط . 

نداء ... 

إلى الصديق « واصف الفاخورى » من الأردن و الصديق « نجيب جمال ابراهيم » من الزقازيق . أرجو أن يرسل كل منهما عنوانه بالكامل حتى يمكن أرسال  

جائزتيهما بالبريد !  

بريد القراء  

نادى المغامرات 

بطل الأسبوع هو الصديق « زهير طالب الأعرجي » من العراق الشقيق و قد فاز بعضوية نادي المغامرات و بلقب بطل الأسبوع . و بجائزة النادي و هي  

» مجلد میکی » . 

الحريق  

ذات مسماء بينما كنت أسير في صالة البيت و أنا ألاعب کلبی الصغير شممت رائحة دخان و رأيت لساناً من اللهب يخرج من الغرفة التي كانت أختي الصغيرة 

راقدة فيها على فراشها . و صرخت بأعلى صوتی .. ماما .. بابا .. حريق .. حريق و رکضت إلى الغرفة و أنا أشق النيران في طريقي إلى أختى المسكينة  

و بصعوبة أستطعت الدخول إلى الغرفة لكثافة الدخان و شدة النيران و لكني لم أهتم و لم أشعر بها و أتجهت إلى فراش أختي الصغيرة و حملتها  بصعوبة ..  

بعد أن ألتهمت النيران ثيابي و استطعت أن أناول صغیرتی إلى ماما ثم سقطت مغمى على .. ماما .. هذه أول كلمة نطقتها حينما شعرت بنفسي و أنا نائم على 

فراش و تير و أربطة بيضاء تلتف على وجهی و یدی و صرخت : ماما ..  أين أنا .. و رأيت أمي تمسح دموعها بمنديلها و تقول : في المستشفى 

لقد أنقذت أختك الصغيرة و هى سالمة وان شاءا الله أنت كذلك .. 

رأی 

صدیقی میكی قرأت موضوعاً في مجلة « میکی » عن « مدرسة المتفوقين » و هي خاصة بالأولاد .. و علشان كده أنا حزينة جداً . لماذا لا توجد مدرسة  

متفوقات ؟ ..  

أرجوك يا « میکی » أن تكتب باسم كل البنات في بلادنا تطلب لنا المساواة مع الأولاد من وزارة التربية و التعليم .. ليفتتحوا لنا مدرسة للمتفوقات مثل مدرسة  

الأولاد ! 

أميرة عبد المعطي - مصر الجديدة 

فكرة جديدة يقدمها الصديق « محمد مصطفی صبيح » .. استخدم فيها المسامير و الصفيح الرقيق في أخراج هذا الشكل . 

المبادرات 

باب جديد بدأنا في تقديمه من الأسبوع الماضي .. و عن طريق هذا الباب يمكنك أن تتبادل مع قارئ آخر أي شيء على أن يكون من ممتلكاتك الخاصة .. 

سننشر في هذا الباب أسماء و عناوين و نوع الشيء المرغوب استبداله .. مجموعة قصص مثلاً .. فاذا أردت أن تأخذ هذه القصص مقابل شيء أخر .. 

فعليك أن تتصل بصاحب المجموعة مباشرة عن طريق عنوانه المنشور هنا . 

و اذا كنت تملك شيئاً تريد أن تستبدله مع قاريء أخر فارسل الينا اسمك و عنوانك و الشيء الذي ترغب في استبداله .. ننشره لك في هذا الباب ... 

الأسم : غادة فؤاد 

العنوان : 9 شارع الجيزة  . 

المطلوب استبداله : مجوعة قصص  

بطولة مصر الدولية للتنس 

يقدمها ك ممدوح أبو زيد  

غدأ .. و على ملاعب الجزيرة يلتقي أبطال التنس العالميون في عيدالتنس .. في بطولة مصر الدولية الواحدة و العشرين . 

و لا شك أن هذه البطولة الدولية اصبحت قبلة نجوم اللعبة الكبار الذين يفضلونها الآن على كل المسابقات التي تقام في نفس موعدها .. مثل بطولة « الكاريبيان »  

مثلاً رغم أغراءاتها المالية الضخمة . 

المعروف أن بطولة العام الماضي أنتهت بفوز « لندکویست » السویدی بعد أن هزم البطل « فلنشر » الأسترالی . كما فاز « جرایبر » الأمریکی و زوجته  

« کارول » ببطولة الزوجي المختلط بعد أن هزما« تریاك » الروماني و مس « نیسین » الألمانية .  

و قد نجح اتحاد التنس في اجتذاب بعضهم شهدته ملاعبنا من قبل و البعض يشترك لأول مرة .. من الأسماء نجد : « موليجان وفلتشر » من استرالیا 

و « جرایبر ، و مارتی ریسن » من آمریکا و «  بیر انجلی » من ايطاليا و « لندکویست » و « کریستیان هولد » من السويد ، و « ستيفن جمنتي » ،  

و «تریاك و انستان» من رومانیا و جولياش المجری ، و « مونترینو و كوبي » من فرنسا ، و راسل من جمایکا و من الأنسات البطلة « جيل شریف » 

.. الأسترالية و مس آنابود نج الألمانية و مس « نانسی ریسن » من أمريكا و أحدی لاعبات الصدارة في العالم و مس « جورجیاتی » الايطالية و مس 

« مرمرنیو » الرومانية ، و مس « فرانسوا پرو » الفرنسية . و مس « کونا » التشيكوسلوفاكية . 

و قد تقرر أن يشترك من نجوم مصر : « أسماعيل الشافعي » الذي أثبت أنه اللاعب رقم واحد دون منازع في ج . ع . م و بعد أن قام بجولات ناجحة في  

بطولات الهند و الولايات المتحدة الأمريكية . كما سیز امله « فتحي و مبروك محمد على » و « المعتز سنبل وعبد الغنی محمد و شاهر مراد و كمال و شكري  

مبارك ، و في اعتقادي أن مستوى البطل « أسماعيل الشافعي » يسمح له بأن يحدث بعض المفاجئات و لا استبعد أن يحدث مفاجأة البطولة .  

من الأنسات تشترك « كلیلیا » البطلة الدولية في لعبة كرة السلة .. و كرة اليد .. و التنس . و معها « مدام جاد ، و ماجدة عز ، و ماجدة نعمة الله و .. صوفی  

ثروت » . كما يمثلنا في بطولة الناشئين « على الداودی » الذي وصل إلى نهائي بطولة العام الماضي و أنهزم بشرف يزامله « هاني خليل وعادل عبد الجواد  

و الدكتور » . 

سريعاً .. حول التنس 

يضم اتحاد التنس المصري خمس مناطق هي : القاهرة و بها ۱۲ نادیاً و الصعيد و به ۱۷ نادياً !! ، و طنطا و بها 3 أندية ، و بورسعيد و بها 5 أندية ،  

و الإسكندرية و بها 6 أندية . 

على الرغم من أن منطقة الصعيد تضم أكبر عدد من الأندية إلا أنها أحدث المناطق ، و هي أيضاً أكثر المناطق نشاطاً بعد القاهرة حيث تقام في الصعید بطولات  

عديدة كبطولة « بني مر » التي تقام مبارياتها النهائية في أسيوط 

 في بطولة العام الماضي كانت مكافأة البطل العربی الناشىء على « الداودي » .. الفائز الثاني ببطولة الناشئين الدولية هي : ۲ جنيه !!! حاجة تكسف .. نرجو أن 

ترفع المكافآت الخاصة بهذا العام .  

في لقاء مع « صوفی تروت »  تحدثنا عن سوء مستوى الفتاة العربية في التنس .. قالت : « ما هو لازم المستوى بفضل وحش مدام مافيش أمام اللاعبة أی 

هدف أو أمل للسفر »  يظهر أن أتحاد التنس لم يسمع عن التفوق الذي أحدثته بنات كرة السلة حينما سمح لهن بالسفر و الأشتراك في مباريات دولية .  

من روائع الأدب العربى 

معجزات و كرامات 

من كتاب " أرنى الله " للكاتب الكبير : توفيق الحكيم  

فرغ القسيس في ذلك الصباح من سقى النخلة و هم بالدخول ، و اذا أمامه جماعة يبدو عليهم الغم و الحزن تجرأ واحد منهم و قال : 

- انجدنا ! .. ليس من ينجدنا غيرك .. أمرأتي على فراش الموت .. و هي تلتمس منك أن تباركها ... 

- أين هي ؟ 

- في قرية مجاورة فقال الراهب : 

- أني على استعداد يا أبنائی تمهلوا حتى أرتب شئونی .... و تقدم و الجماعة خلفه .. و انطلقوا خارج البلد ، فما لاحت لهم القرية إلا و قد انتصف النهار  .. و  

توجه الجميع إلى الدار .. و قادوا القسيس إلى قاعة .. وجد فيها المرأة طريحة الفراش .. تجب .. ! فشرع يستنزل عليها و لم يكد يفرغ من ذلك حتى لفظت أهة  

طويلة و تلفتت تهمس : « على بشربة ماء » و تسابق القوم إلى الاناء فأحضروه و شربت ثم قالت : 

- أما من طعام ؟ « انی جوعى  » !  

فبادر كل من في الدار يأتي اليها بطعام .. و طفقت المرأة تلتهم الأكل ، ثم تركت فراشها و نهضت تمشي في الثار كاملة الصحة موفورة العافية و صاح القوم : 

- أيها الرجل المبارك .. لقد حلت بركتك في الدار .. ماذا في قدرتنا أن نعطيك ؟ ..  و قال صاحب الدار : 

- لا بد أن نقوم بحق الضيافة .. على قدر ما تسمح به حالنا .. 

و أمر بحجرة منعزلة فأعدت للضيف .. و كلما استأذن القسيس في الأنصراف ، حلف صاحب الدار بكل الايمان الا يدع ضيفه المبارك يذهب قبل ثلاثة أيام ..  

حتى انقضت مدة لضيافة .. فأسرج المطية .. و حملها بالهدايا .. و وضع في يد القسيس خمسة جنيهات لصندوق الكنيسة .. و لم يكد يشیعه إلى الباب حتى أقبل 

رجل يتوسل و يقول : 

- حدیث معجزتك بلغ القرى المجاورة .. لي عم على فراش الموت .. و هو يأمل في بركتك .. 

و سار مع الرجل ساعة إلى أن دخل القرية الثانية .. و رأی فيها دارا كالدار الأولى .. و مريضاً على فراش .. فما أن دنا القس من المريض حتی هب المريض  

يطلب الطعام و الشراب .. و القوم في دهشة و یحلفون أن يؤدوا نحو الرجل المبارك و أنقضت مدة الضيافة و انقضت مدة الضيافة ، و شیعوا الضيف إلى باب 

القرية مثقلاً بالهدايا .. و اذا برجل من قرية ثالثة يفد عليه ، و يدعوه إلى زيارة قريتهم و ذهب به إلى دار في قريته ... وجد فيها غلاماً کسیحاً ما أن لمسه القس 

حتى نهض يجری .. و أقسم الجميع على واجب الضيافة ثلاث لیال ، أسوة بغيرهم ! 

حتى اذا انتهت ، قاموا إلى الضيف فأضافوا 

هدايا جديدة إلى ما معه من هدايا .. و نفحوه من المال فوق ما منح من القريتين السابقتين من مال .. حتى أجتمع له ما يربو على عشرين جنيها .. وضعها في  

كيس و طلب من أهل الدار أن يحرسوه حتى بلده .. فهبوا كلهم اليه ، و ساروا خلف مطيته .. و هم يقولون : 

- نحرسك بقلوبنا .. و نفديك بأرواحنا .. و أنت عندنا تساوی ثقلك ذهباً فقال القسيس و لم يفطن إلى عبارتهم : 

- سأحملكم بعض المشقة لأن العصابات اليوم منتشرة في الأقاليم كما تعلمون ! فقالوا : حقاً .. إنهم هنا يخطفون الرجال في رائعة النهار .. 

و ظل يتحدث .. و القوم خلفه يهزون رءوسهم .. و أمعن في حماسة القول ، فلم يفطن إلى القوم خلفه و هم يتسللون الواحد بعد الأخر ، فلما بلغ حدود بلده ،  

و التفت خلفه لم يجد أحدا إلا الحمار الذي يحمل أشياءه ! 

و لم تطل دهشته .. فقد وجد أصحابه و أخوانه و مرءوسیه من رجال الكنيسة يندفعون نحوه بضمونة و عبرات الفرح والتأثر تسيل على خدودهم و تماسك واحد  

منهم فقال :  

- عدت الينا سالماً .. أخيراً ! .. لقد وفوا بوعدهم فليأخذوا الأموال ، كل مال فداك ؟ 

و فطن القس إلى كلمة المال ، فصاح : 

- أی مال ؟ ... 

- المال الذي دفعناه للعصابة 

- أي عصابة ؟ ! 

- التي خطفتك ؟ ... لم ترض بأقل من ألف جنيه أول الأمر .. قائلين : أن ثقلك يساوي ذهباً .. و لكنا توسلنا اليهم أن يقبلوا النصف ..  فرضوا أخيراً .. و دفعنا  

لهم دية أرجاعك من صندوق الكنيسة خمسمائة جنيه ! ... فبعد اختفائك بثلاثة أيام جاء جماعة ... و قالوا أن عصابة خطفتك في الصباح و أنت أمام الباب تسقي 

نخلتك و أقسموا لنا أنك هالك أن لم تدفع لهم ديتك .. فتأمل القس هذا القول ، و كر بذاكرته إلى ما وقع ، و قال کالمخاطب نفسه : 

۔ حقاً هذا معقول . هؤلاء الموتي والمرضى و العجزة الذين هبوا ناهضين من برکتی ! يا لها من براعة ! 

و أقبل ذووه من جديد يفحصون جسمه و ثيابه قائلين :  

- كل شيء يهون إلا سلامتك .. لعلهم لم يسيئوا اليك أیام خطفك ! .. ماذا صنعوا لك ؟ 

فقال و هو مذهول : جعلوني أصنع المعجزات .. و لكنها معجزات قد كلفت الكنيسة ثمناً باهظاً : 

تقديم : مصطفى محمود 

إرسال تعليق

0 تعليقات