العدد 183 من مجلة ميكي بتاريخ اكتوبر 1964

العدد 183 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 22 اكتوبر 1964 م

قرائي الأعزاء  .. عفت ناصر 

أحب الطائرات ، ليس فقط لأنها تطير إلى أبعد الأماكن ، ولا لأنها بسرعتها الهائلة تقرب المسافات بين دول العالم  وإنما أحبها أولاً لأنها تمثل إنتصاراَ عظيماً من إنتصارات الإنسان .  

وأنا طبعاً لا أقصد إنتصارا حربياً ، فإن أجمل إنتصارات الإنسان ليست هي التي يهزم فيها آخرين ، ولكن هي التي ينتصر فيها على نفسه ، وعلى ضعفه .  

وعندما بدأ الرواد المخاطرون منذ حوالي 50 سنة مغامراتهم بمحاولة الطيران ، نظر العقلاء إليهم على أنهم مجانين . ولكن الرواد الشجعان استمروا في المخاطرة بحياتهم بطائرات بدائية .  

كان الجميع يسخرون منهم ولكنهم لم ييأسوا . 

وهذا هو أعظم إنتصار حققه الطيران . إنه الأنتصار على عدم الفهم ، على عدم التقدم ، إنه الإنتصار على الخوف .  

وكلما أرى طائرة في السماء ، أفكر في هذا الإنتصار ، إن تقليد الطيور أمر هين ، ولكن أن يكون الإنسان دائماً قادراً على أن يتقدم ، ويتطور ، ويتغلب على ضعفه ، هذا هو إنتصار الإنسان الحقيقي . 

العدد بصيغة CBR & PDF



سيتم اضافة رابط تحميل PDF

للتحميل اضغط هنا

القصص في العدد :

قصة قصيرة جداً  

الفراشة والعصفور 

عندما تعبت الفراشة من التحليق في الجو ، نظرت إلى أسفل لترى مكاناً تحط عليه ، لكن الأرض كانت بعيدة .. تحتها بالضبط كان البحر ,, وعلى الشاطئ البعيد كانت الزهور تتمايل مع الريح ، فنظرت الفراشة إلى العصفور ونادته :  

أيها العصفور .. أيها العصفور .. من فضلك خذني على ظهرك حتى هذه الزهور على شاطئ البحر ... 

فنظر العصفور إليها بعطف وغيظ معاً ..  

ولماذا أحملك .. ولك مثلي جناحان ؟  

قالت الفراشة :  

لقد تعبت جداً حتى أنني لم أعد أقوى على الطيران .. احملني أيها العصفور وسأرد لك صنيعك .. 

اقترب العصفور الطيب .. وحملها وهي على وشك السقوط في ماء البحر ، وعند الزهور وضعها .. شربت الفراشة من رحيق الزهور حتى عات إليها قوى جناحيها .. وابتسمت للشمس المشرقة .. وتلفتت حولها لتشكر العصفور الطيب .. تلفتت حولها .. دارت بعينيها الصغيرتين في أنحاء البستان ، وبعيداً رآت فتىً مشاكساً يحمل في يده نبلة ويلتقط حصاة من أرض البستان ليصيد العصفور .. عندما أمسك الفتى بالحصاة .. وضعها في النبلة وشرع في تصويبها إلى العصفور الطيب كانت الفراشة قد حطت على أنفه فارتبكت يده بين النبلة وبين أنفه .. وسقطت الحصاة منا النبلة .. وطارت الفراشة .  

وعندما انحنى الفتى ليلتقط حصاة جديدية كانت الفراشة قد نبهت العصفور الطيب فطار .. طارا معاً .. الجناح مع الجناح ،، والزهور تلوح لهما من بعيد والهواء يمس أجنحتهما مساً طيباً رفيقاَ .. والبستان كل البستان سعيد بالصداقة الجديدة بين عصفوره الطيب وفراشته التي لم تنس المعروف. 


يوم الإمتحان والمفاجآت ! 

بقلم محمود سالم  

في ليلة الإمتحان ، كان " أحمد " قلقاً ، فقد كان يخشى أن يتأخر عن موعد بدء الإمتحان ويضيع عليه مجهود سنة كاملة وتمنى " أحمد " أن يصل والده من البلد – كما وعده – ليقضي بجانبه أيام الإمتحان ، وعندما كاد الليل ينتصف ، ولم يحضر والد " أحمد " ، أغلق " أ؛مد " الكتاب ، وقام لينام وما زال يتمنى أن يسمع دقات الباب ، ثم حضور والده إليه . 

وانقضى الليل ، وعندما استيقظ " أحمد " من النوم أصب بالذعر ، فقد كانت الساعة السابعة والنصف ، وارتدى " أحمد "  ثيابه بسرعة هائلة ، وبعد عشر دقائق بالضبط كان يجري في ميدان " السيدة زينب " محاولاُ اللحاق بالأتوبيس المزدحم الذاهب إلى " روض الفرج " .  

ونسى " أحمد " نفسه وهو يجري ، وفجأة سمع أصواتاً ترتفع ، وصوت بوق سيارة يزعق ، ثم وجد نسه مرتمياً على الأرض وقد أصابه تاكسي مسرع بصدمة .  

وأثرت الصدمة عى تفكير " أحمد " لحظات فظل مرتمياً على الأرضي ، ولكن فدأة تذكر الإمتحان ، فوقف وهو يصيح : - الإمتحان ,, الإمتحان !  ووجد سائق التاكسي الذي صدمه يجري ناحيته ، ثم يسأله قائلاً : - كده كنت تبتقت ثدامك .. دا لولا ستر ربنا .. كنت .. ولم يترك " أحمد " سائق التاكسي يكمل جملته بل صاح:  

سيبني من فضلك ،، الإمتحان ح يفوتني .. فاضل ربع ساعة .  

وقال سائق التاكسي :  

وهو الإمتحان فين ؟ 

ورد " أحمد " متضايقاً  

في آخر الدنيا .. في روض الفرج .. 

ودون أن يدري ماذا يحدث ، وجد " أحمد " نفسه داخل التاكسي الذيي انطلق بأقصى سرعة . 

وقال " أحمد " مستفسراً  

إيه الحكاية .. أنت موديني على فين ؟ 

على الإمتحان ! 

لكن أنا ما عنديش فلوس أدفعها ! 

مش مهم الفلوس .. المهم توصل الإمتحان ..  

وأخذ التاكسي يمرق في الشوارع ، وبين الناس ، حتى وجد " أحمد " نفسه أمام مدرسته .. وكانت الساعة الثامنة إلا خمس دقائق .  

ونزل " أحمد " من التاكسي مسرعاً وهو يقول للسائق :  

أنا متشكر جداً .. أنا مش عارف أشكرك إزاي .. وأسرع " أحمد " إلى لجنة الإمتحان ، حيث أدى إمتحاناً طيباً ، وخرج وهو ما يزال يفكر في سائق التاكسي الطيب الذي أنقذه من ورطته ، ويوصله إلى الإمتحان في موعده بلا مقابل . ولكن مفاجأة ثانية كانت في إنتظار " أحمد " ، لقد وجد سائق التاكسي في إنتظاره .. وقبل أن يتحدث إليه بكلمة واحدة ، كان السائق الطيب يقول له :  

أنا رجعت ، وانتظرتك علشان أرجعك البيت .  

لكن .. 

مفيش لكن .. أنت ذي ابني .. ياللا .. !  

وركب " أحمد " بجوار الرجل ، وفي الطريق عرف أن اسمه " سيد " وأن له أولاد في المدارس مثل " أحمد " ولكن مدارسهم قريبة من المنزل .  

وعندما وصل التاكسي إلى البيت الذي يسكن فيه " أحمد " كانت في إنتظاره المفاجآة الثالثة ، لقد وجد والده في إنتظاره أمام البيت.  

ونزل " أحمد " مسرعاً وارتمى بين ذراعي والده ، وبعد أن تبادلا القبلات أخذ " أحمد " يروي لوالده ما حدث ، وكان عم " سيد " قد دار بالتاكسي ، ليعود مرة أخرى إلى الميدان ، ولكن " أحمد " ناداه ، وقدم " أحمد " والده إلى عم " سيد " وتصافح الرجلان في مودة ، وبعد أن شكر والد " أحمد " عم " سيد " على مافعل سأله عن أجرة التاكسي ، فرفض عم " سيد " أن يأخذ نقوداً .  

ولم تكن هذه هي نهاية هذا اليوم الحافل ، فقد دعا " أحمد " عم " سيد " على الغذاء معه ومع والده . وجلس الأصدقاء الثلاثة يتناولون غذاء شهياُ من الفراخ والفطير التي أحضرها والد " أحمد " من البلد . 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات