العدد 14 من مجلة ميكي بتاريخ فبراير 1960

العدد 14 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : فبراير 1960 م

العدد الرابع عشر من مجلة ميكي
اطلب هدية العدد (( كاب ))


العدد بصيغة CBR & PDF



رابط التحميل PDF سيوضع لاحقاً

قراءة العدد اون لاين : 

       


انتقل الي العدد التالي : العدد 15

العودة الي العدد السابق : العدد 13


من صفحات العدد :


قصة خمسين قرشا 

بقلم الأستاذ  محمود سالم  

كانت السماء قد أمطرت , وملأت الشوارع بالماء و الطين , و هكذا تحول حذائي النظيف اللامع إلى كتلة  من الوحل , ولم أجد مفرا من دخول محل الأحذية الكبير على قمة الشارع رغم استعجالي . 

كانت كل الكراسي مشغولة في هذا اليوم المطير فجلست في انتظار دوري وأنا ضيق الصدر لأهز ساقي وانظر حولي في قلق , ولاحظ صاحب المحل على (( الكيس ))  قلقي , ولدهشتي الشديدة رأيت الرجل العجوز يقوم من مقعده المريح ويتقدم إلي , وعلى وجهه ابتسامة لطيفة ويقول : 

_  الأستاذ يسمح أمسح له الجزمة . .  

وأحسست ببعض الخجل , ولكنه لم ينتظر ردي , بل ذهب فأحضر كرسيا صغيرا وجلس ببساطة تحت قدمي , ووضع صندوقا قديما أخرجه من دولاب بجانبه , وفرش قطعة من المشمع على ركبتيه , وبدأ يزيل الوحل , ولاحظت أنه يعمل بسرعة وإتقان .  أخذت أتأمل الصندوق الصغير البالي في هذا المحل المشهور , ولفتت نظري ورقة من فئة الخمسين قرشا موضوعة في برواز على جانب الصندوق , أثارت هذه الورقة في وضعها الغريب فضولي فسألت الرجل : 

(( حاجة غريبة الخمسين قرش دي ! يا ترى أيه السبب أنك تحطها في برواز على الصندوق القديم ده ؟ . ))  

_ أنت حضرتك ماتعرفنيش  ؟ 

_ لا , إنما أسمع أن حضرتك راجل غني . 

_ الحمد لله , عندي 5 محلات غير ده , وعندي أملاك , والستر , الحمد لله ! 

_ وأيه صلة الخمسين قرش بده كله ؟ 

فرد مبتسما : 

_ الخمسين قرش دي كانت السبب في ده كله . أنا من 50 سنة كنت طفل يتيم , أدور في الشوارع أبحث عن لقمة عيش أكلها , وبعدين أتعلمت مسح الأحذية , وكنت باستأجر صندوق مسح الأحذية بخمسة صاغ في اليوم , وألف طول النهار فأكسب ثمانية أو عشرة صاغ , أدفع منها إيجار الصندوق و الباقي أعيش بيه . 

_ وبعدين ؟ 

_ وبعدين في يوم كنت في جنينة , وجدت واحد أفندي زي حضرتك كده قاعد لوحده , رحت وعرضت عليه أن أمسح له الجزمة فوافق , وقعدت أمسح , الراجل لاحظ أنني باشتغل كويس فقعد يسألني باكسب كام في اليوم , وعايش أزاي , فحكيت له حكايتي . 

وازداد فضولي لسماع القصة فقلت : 

_ وأيه صلة ده بالخمسين قرش دي ؟ 

ورد مبتسما : 

_ أقول لحضرتك , الافندي ده سألني ليه ما أشتريش صندوق لحسابي أحسن ؟ فقلت له : 

(( أنني محتاج لخمسين قرش علشان اشتري الصندوق )) فسكت وماردش , وبعد ما أنتهيت من المسح مد أيده في جيبه وأعطاني 51 قرش وقال لي : 

(( قرش للمسح , و 50 قرش علشان تشتري الصندوف )) . ولما شافني اندهشت قال : 

(( أشتغل وشد حيلك , ولما تحوش الخمسين قرش أبقى هاتهالي تاني , أعتبرها دين عليك )) وقبل ما أسأله أسمك أيه ؟ أو ساكن فين سابني و مشي  

قلت : وبعدين ؟ 

_ وبعدين أخذت الخمسين قرش , وماكانش هاين علي أصرفها , وبعد يومين قررت أنني آخذ نمرتها عندي وأشتري الصندوق , وفعلا احتفظت بالنمرة , واشتريت الصندوق  , وقعد أشتغل بجد واجتهاد لغاية ما حوشت الخمسين قرش , وكل يوم كنت أروح الجنينة في الميعاد أللي قابلته فيه , علشان أديهاله , ولكني ماقبلتوش ! 

ومرت الأيام وفتحت محل وبعدين محل ثاني  لغاية ما بقى عندي خمس محلات وربنا فتح علي , لأنني مؤمن بكرامة العمل , وما ترددش أبدا في أني لأشتغل بأيدي  

وسألته : 

_ والخمسين قرش دي هي نفس الخمسين قرش أللي أخذتها منه ؟ 

_ بالظبط , هي ديه , قعدت أبص في كل خمسين قرش تقع في أيدي لغاية ما عثرت عليها من قيمة عشرين سنة تقريبا , وكنت لسة محتفظ بالصندوق القديم , فجمعتهم مع بعض , على أمل أنني أشوف الإنسان الطيب ده مرة ثانية فأرد له جميله , وأنا كل يوم أروح الجنينة في نفس الميعاد وأنتظره . 

و سألته في لهفة : 

_ وماقبلتوش تاني ؟ 

فرد في حزن : 

_ أبدا ! 

وانتهى الرجل من مسح الحذاء بيد مدربة فأعطيته أجره , وخرجت وفي رأسي تدور قصة الخمسين قرشا , وهذا المحسن المجهول الذي صنع قصة نجاح , ولم يرها . 

_____________________________________________________ 

14 فبراير  

عيد المحبة  

شعوب العالم تحتفل بأعياد كثير جميلة ولكل من هذه الأعياد قصة شيقة , تعال نعرف قصة (( عيد المحبة )) عيد (( فالنتين )) 

سنعود إلى الوراء 1690 سنة , أي أننا الآن في عام 270 ميلادية في أحد شوارع (( روما )) . هناك رجل لطيف الشكل أسمه (( فالنتين )) يدق جرسا ويدعو الناس إلى الاستماع أيه . أنه يدعوهم إلى ترك عبادة الأصنام إلى عبادة الله وحده , وأتباع تعاليم المسيح , تعاليم المحبة والتسامح و السلام . وكانت (( روما )) أيامها مدينة يحكمها حكام قساة , قبضوا على الرجل الطيب ووضعوه في السجن ليقضي فيه بقية حياته . 

و عاش (( فالنتين )) حياة قاسية في السجون المظلمة ولكن الله كان يحبه , لهذا أراد أن يخفف عنه عذابه بصداقة نشأت بينه وبين أبنة السجان الصغيرة . 

واستطاعت هذه الصداقة الجميلة أن تخفف عن (( فالنتين )) عذابه حتى مات , وقبل موته كتب إلى صديقته الصغيرة رسالة وداع في 14 فبراير , شكرها فيها على صداقتها الجميلة التي خففت عنه عذابه الطويل . 

( البقية على صفحة 23 ) 

بقية (( عيد المحبة ))  

ثم أنتشرت المسيحية واعتبر الشهيد (( فالنتين )) قديسا , واعتبرت الصداقة التي كانت بينه و بين أبنة السجان , شيئا هاما يحتفل به كل عام , في اليوم الذي أرسل فيه خطاب المحبة إلى صديقته الصغيرة . وهكذا بدأ تاريخ (( عيد المحبة )) . 

وأصبحت أكثر دول العالم تحتفل به احتفالات سعيدة . فيتبادلون بطاقات التهنئة و الهدايا في كل مكان . 

وهكذا انتشر الاحتفال (( بعيد المحبة )) في أكثر بلاد العالم , ولكننا هنا في الجمهورية العربية المتحدة لم نعرفه بعد , مع أن الصداقة من أنبل العواطف الإنسانية يحسها كل إنسان في كل مكان , ولا تقتصر على شعب معين , أو بلد خاص , ولذلك ما أجدرنا ونحن شعب يجب أصدقاءه أن نحتفل بهذا العيد . ونتذكر أصدقاءنا و أحبابنا في كل مكان وفي كل يوم خصيصا يوم 14 فبراير (( عيد المحبة )) و الحب و الصداقة . 

إرسال تعليق

0 تعليقات