العدد 948 سوبر ميكي يونيو 1979

العدد 948 من مجلة سوبر ميكي الصادر بتاريخ : 21 يونيه 1979م

مع العدد هدية :
كوتشينة الثلاثة تكسب 

مجلة ميكي تقدم الخميس القادم هدية مسلية للاجازة الصيفية " سلالم البطابيط "
و الحلقة الثالثة من مسابقة : ميكي مخبر سري


العدد بصيغة CBR & PDF


بندق مع الثعبان غلاف سوبر ميكي كامل مميز جميل جدا


سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 

صفحات سوبر رياضة - البالون الطائر
اعرف نفسك : هل عندك حب استطلاع ؟
كنز في ثقب الابرة 
اجازة متعبة
تعلوب و السمعة السيئة
مسابقة ميكي الكبرى
سرقة التصميمات 
كوكا تحب الزهور
رائحة الافكار
ثمن الصمت
بندق يستعمل رأسه



سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


رائحة الافكار


بقلم الدكتور عبدالرحمن نور الدين .

كانت الطائرة تمر فوق الجبال العالية. انها منطقة ما في جبال الألب. ليس بالطائرة غير راكب واحد اخذ «يدندن» ويغني، ان الرحلة قاربت على الانتهاء وسيصل إلى المطار حاملاً الرسائل التي يريد توصيلها الى شركته الكبيرة و بعدها يمكنه الاستمتاع بإجازة قصيرة على الساحل .
فجأة أخذت أصوات غريبة تصدر من المحرك الأيمن . نظر برعب فإذا بالمحرك يتوقف تماما بينما كان المحرك الآخر يتحشرج في تزايد ، أرسل رسالة استغاثة الى أقرب مطار فردوا عليه مطمئنين،
ولكنه عاد يؤكد لهم أنه مضطر الى الهبوط : « سأبحث عن مكان مناسب في هذه المنطقة الوعرة من الجبال .. الحمدلله يوجد واد أخضر فسيح يمكنني الهبوط  فيه .. إنه يقع في وسط مجموعة جبال في خط عرض حوالي 38 درجة وخط  طول حوالي ١٩ درجة وبميل ٤ درجات ... الخ . ولن أستطيع الاتصال بكم بعد ذلك .
ثم دار بالطائرة المعطلة دورة قصيرة واتجه للهبوط في المكان الذي حدده وقبل أن تصل عجلات الطائرة الى الأرض ارتطمت بإحدى الأشجار وهوت محترقة . سارع بمغادرة مقعده وهو في حالة شبه غيبوبة واندفع مترنحاً للابتعاد عن الطائرة ..
وبعد ان سار مائة متر حدث الانفجار بالطائرة فالقاه على الارض فاقد الوعي .
أفاق ببطء ونظر حوله بحواس لم يعد إليها الوعي الكامل انه بمكان جميل اخضر، تحيط  به أشجار قصيرة لا يزيد ارتفاعها على المترين وفي مكان قريب جدول ماء بينما إحاطت الجبال بالمكان من كل جانب عازلة اياه تماما عن المناطق المحيطة له . و قد حولته الى واد خصيب متسع جميل ولكنه معزول تماما عن بقية العالم . حاول الجلوس متألما ولكنه اطمأن الى عدم وجود إصابات جسيمة في جسمه . بينما كان حطام الطائرة المحترقة يربض على مسافة ليست بعيدة . سمع صوت حركة فنظر . سنجاب صغير جميل ، أخضر اللون . ولكنه عجيب المنظر !! ليست له آذان ولا عيون !! رأسه خال تماما منه! توقف السنجاب فجأة وتلفت حواليه في قلق وبدون انذار ظهر ذئب كبير له أنياب مفزعة ولكنه ايضا ليست لديه عيون او آذان .
تسمر السنجاب في مكانه بينما اخذ الذئب يدور حوله دون أن يصل الى مكانه .
فجأة ارتعد السنجاب فاذا بالذئب ، وفي لمح البصر، يقفز ناحيته وفي لحظات كان قد ابتلعه . اخذ الرجل ينظر في رعب وفجأة اتجه الذئب برأسه ناحيته وزمجر ثم اندفع ناحيته . . ولكن الخوف و الهلع ورد الفعل لصدمة السقوط من الطائره اثر على اعصاب الرجل فأغمى عليه . .
أفاق بعد فترة . وكانت الشمس حينئذ تميل للغروب . . تحسس جسمه . ليست به أية إصابات . . نظر حوله لم يجد الذئب أو أي حيوان آخر . ترى ماذا حدث لقد فقد وعيه والذئب مقبل للقضاء عليه . .
وما أن تذكر الذئب حتى سمع زمجرة . . نظر حوله هالعاً . . كان الذئب قد عاد ومعه ثلاثة آخرون من أترابه! ! الجمه الرعب وقال في نفسه ترى ماذا سيقول أولاده بعد موته . . انها ميتة غير كريمة ان يأكله «الذئاب» .. 
ما أن وصل الى هذه الكلمة حتى سمع الزمجرة وقد زادت . . وإذا بالذئاب الأربعة قد أحاطت به في دائرة و قد كشرت عن أنيابها استعداداً للهجوم .
أخذ يفكر بسرعة . . هذه الحيوانات ليس لها آذان ولا عيون ، اذن فانها تعرف مكانه بقراء أفكاره!! أخذ يفكر في اشياء آخرى . . أولاده منزله ، عمله . . توقفت الذئاب في حيرة عن الهجوم وأخذت تلف وتدور حوله في شك .
لابد لهذه الذئاب من طريقة لخداعها . . ما أن فكر فيها حتى عادت تزمجر وتتجه ناحيته .. 
اقتربت منه في خطوره واستعدت للانقضاض عليه . . 
وفي يأس وفي اللحظة الأخيرة قال في نفسه : أنا حية رقطاء ظهرى ملتو وأسناني خطيرة وسامة وأخذ يتخيل نفسه في شكل الحية . .
توقفت الذئاب فجأة في رعب وأخذت تبتعد عنه في حذر ثم استدارت وولت الأدبار ! ! !
اصابه الإعياء  فنام وهو يفكر اين تُرى طائرة الإنقاذ وهل ستصل إليه في الوقت المناسب . . .
صحا من نومه وقد أشرقت الشمس كان سليما معافى لم تهاجمه الذئاب طوال الليل . . .
فجأة سمع الزمجرة من خلف الأشجار . .  يا للغباء  لقد تذكر الذئاب وفي الحال وصلت أفكاره إليها كان المكان يزخر بما لا يقل عن خمسين ذئباً! ! نظر حوله في يأس أنه مقضي عليه لا محالة . . أحاطت به الذئاب من كل جانب وتقدمت للانقضاض .
تذكر فجأة الخدعة التي سبق استعمالها ولكـن عقله لم يستجب . كـان أقرب الذئاب إليه يكاد يلامس
قدميه . نظر ناحيته في رعب ثم قال في نفسه آه لو كان معي عود ثقاب . . أن الذئاب تخاف النار . ما أن ذكر في نفسه كلمة النار حتى
توقفت الذئاب تماماً مترددة مزمجرة ولكنها غير مستعدة للهجوم . النار . النار . ظل يردد الكلمة ثم أخذ يتخيل نفسه وقد تحول للهيب نار حامية اشتعلت في العشب وأخذت تمتد في ضراوة الى الأشجار المحيطة . . كان رد الفعل عجيباً . . استدارت الذئاب هالعة و فرت هاربة في جميع الإتجاهات . .
صاحت الطيور مذعورة واندفعت حيوانات عديدة في رعب هاربة في الاتجـاهـات المضادة .
ضحك في نفسه لقد جاء الوقت الذي «يهاجم» فيه. . تخيل انه لهب مستعر يندفع في الاتجاهات المحيطة . . ازداد فرار الحيوانات حتى أصبح وحيداً في المكان . .
أجهده التفكير وأنهك قواه المجهود المضني فأرخى جسده وراح في سبات عميق ..
أفاق على صوت محرك طائرة . . فتح عينيه فاذا به يرقد على مقعد الطائرة الخلفي . 
كان أحد رؤسائه يجلس بجواره ما أن رآه وقد أفاق حتى حياه مبتسماً :
لقد وجدنـاك في الوقت المناسب و الحمد لله ...
كانت النار تحيط بك من كل جانب . . نار عاتية جبارة ولولا وصولنا في اللحظة الأخيرة ، لقضت على المكان . . ولكن قل لي .. ان ما يحيرني ولا أفهم له معنى هو لماذا لم تمتد النار الى مكانك وتركتك سالماً ؟؟
نظر الى رئيسه لحظة ثم ابتسم في نفسه ، ولم يرد ولكنه كان يفكر . . ترى هل عدوى قراءة الأفكار تشمل كل من يفد الى المكان حتى الرجال ؟؟


--------------------------


انتقل الي العدد التالي العدد 949

العودة الي العدد السابق : العدد 947

إرسال تعليق

0 تعليقات