العدد 942 مجلة ميكي مايو 1979
العدد 942 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 10 مايو 1979م
مع العدد هدية :
بوستر للمناسبات السعيدة
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
سيتم الاضافة قريباً
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
الملك صانع الحصير
زمان، زمان، في إحدى البلاد، عاش ملك شاب، رياضي الجسم، ممشوق القوام، حكيم، يقرأ كتب الفلسفة وعلم النفس، ويهوى رياضة الصيد. وكان الملك ينتهز أوقات فراغه ليركب حصانه، ويخرج إلى الغابات الصغيرة ليمارس هوايته، يتبعه بعض الصيادين وكلاب الصيد والصقور.
ذات يوم، بينما الملك يسابق الريح من فوق حصانه، شاهد غزالة ذات جمال خلاب ورشاقة أعجب الملك بالغزالة، وقرر أن يصطادها حية لتعيش في حدائقه آمنة مطمئنة.
استمرت المطاردة وقت طويلاً حتى خرجت الغزالة من الغابة، فجأة وأمام كوخ صغير اختفت الغزالة بقدرة قادر.
نظر الملك حوله فلم يجد مكاناً يمكن أن تختبئ فيه الغزالة غير ذلك الكوخ. فاقترب منه، واتجه إلى الباب يريد أن يسأل سكان الكوخ عن الغزالة.
وجد الملك نفسه فجأة يقف أمام فتاة رائعة الجمال، رشيقة القوام، تشع عيناها ببريق الذكاء. لم يكد يراها حتى أخذه جمالها، وسحره بريق الذكاء في عينيها فنسي حكاية الغابة والصيد وكل شيء آخر. أخذ الملك يحدق في الفتاة مذهولاً، ثم قال: من أنت أيتها الفاتنة؟
ردت الفتاة بثقة: أنا ابنة حارس الغابة!
لم يكتف الملك بهذا الرد • سألها: ما اسمك يا جميلة؟
قالت الفتاة: اسمي ست الحسن!
قال الملك: يا ست الحسن، إني أتقدم إليك، طالباً منك الزواج بي، فهل تقبلين؟
نظرت ست الحسن إلى الملك نظرة فاحصة، ثم سألته: أولاً يجب أن تعرفني بنفسك .
دهش الملك، وقال: ألا تعرفينني . أنا ملك هذه البلاد!
تساءلت ست الحسن: وما هي صناعتك أيها الملك؟
قال الملك ودهشته تزداد: صناعتي ماذا تقصدين؟ أنا الملك، أحكم البلد، وليست بي حاجة إلى تعلم أي صنعة!
ردت ست الحسن: لن أتزوج رجلاً ليست له صنعة. إذا كنت تريد أن تتزوجني فيجب أن تكون لك صنعة.
وهكذا عاد الملك إلى عاصمة بلاده مقهوراً حزيناً. جمع أمهر الصناع قال لهم: أريد أن أتعلم صنعة، أي صنعة، في أقصر وقت ممكن.
هز الصناع رؤوسهم وقالوا: في أقصر وقت يا مولانا، لا يمكن، لا توجد صناعة يمكن أن يتعلمها المرء في أقل من ثلاث سنوات.
شعر الملك بحزن شديد وقال: مستحيل .
في تلك اللحظة تقدم من الملك رجل عجوز، قال: أنا أستطيع أن أعلمك صناعتي خلال هذه الفترة.
سأله الملك: وما صناعتك أيها الرجل العجوز؟
قال الرجل: إني أصنع الحصير، وهي ليست صناعة فقط بل هي فن جميل.
وهكذا بدأ الملك يتعلم صناعة الحصير. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، فهو لم يتعود على استعمال أصابعه بمثل تلك الدقة. لكنه بالمثابرة والصبر استطاع أن يكتسب مهارة فائقة خلال ثلاثة شهور.
شكر الملك الرجل العجوز، وأجزل له العطاء ثم خرج متجهاً إلى كوخ ست الحسن.
قال لنفسه: ها أنا ذا . لقد أمضيت الوقت في تعلم صنعة فنيه نبيلة .
قالت: وما هي؟
قال لها: إني أنسج الحصير الجميل .
قالت ست الحسن: حسن، يمكنك الآن أن تنسج الحصير وأنا أبيعه في المدينة!
ضحك الملك وقال: إني تعلمت هذه الصنعة من أجلك، لكني ملك، أعيش في قصر، أحكم بين الناس بالعدل، ولا أحتاج إلى كسب تقود عن هذا الطريق، فأنا غني .
قالت ست الحسن: حسن . أنت اليوم ملك غني، ونحن لا نعرف المستقبل .
وهكذا ذهبت ست الحسن لتعيش مع الملك في قصره، وأقيمت الأفراح لمدة أسبوع كامل. وصارت هي ملكة البلاد مرات أيام طويلة سعيدة. ثم ذات يوم جاء الملك إلى الملكة يقول: إني ذاهب إلى الصيد! يومان أو ثلاثة ثم أعود .
وذهب الملك، غاب يومان . وثلاثة . وأربعة . وانتظرت ست الحسن لكن غيابه طال .
وحقيقه ما حدث أنه في الغابة أخذ الملك يصطاد طوال النهار الاول . وفي الليل لجأ إلى فندق صغير لينام فيه . كان ذلك الفندق وكراً لعصابة لصوص، وكان الملك يرتدي ثياب صياد فلم يعرفوه . سأله رئيسهم، قال: من أنت وماذا تفعل في هذه البقاع؟
رد الملك: إني مجرد صياد فقير . ضللت الطريق .
قال اللص: هل لك عائلة تدفع فدية عنك؟
رد الملك: إني وحيد لا عائلة لي . إني مجرد صياد فقير .
قال اللص: إذن، لا بد أن نقتلك حتى لا تكون عالة علينا .
لم يخف الملك، ولم يتوسل إلى اللص، قال: الموت حق، لكن إذا غيرت رأيك فقد تجدني مفيداً لكم . إني أستطيع أن أصنع حصيراً جميلاً ليس له مثيل، وأنت تستطيع أن تبيع ذلك الحصير للملكة نفسها، وسوف تعطيك في الواحدة ما لا يقل عن مائة جنيه .
فرح اللص الجشع بكلام الملك . قال: إذن فلنبدأ الآن في صناعة حصيرة جميلة، وسوف أرقبك جيداً .
طلب الملك من اللصوص إحضار بعض الخوص من الغابة، وبعض النباتات الملونة، وبدأ يصنع الحصير . أخذ يدردش مع اللصوص، سألهم: هل تعرفون القراءة والكتابة .
ضحك اللصوص من سؤال الملك، قال رئيسهم: وما أهمية الكتابة والقراءة ؟
لم يفصح الملك عن سبب سؤاله، لكنه استمر يصنع الحصير، يضيف هنا لوناً وهنا آخر، تتبدل الألوان فتبدو فيها حروف وكلمات وخريطة تبين الطريق إلى وكر اللصوص .
انتهى الملك من صناعة حصيرة فاخرة تزدان بالمناظر الطبيعية والزهور . فرح الصوص بها كثيراً، وحملها رئيسهم إلى قصر الملك بالمدينة وهو متنكر في شكل تاجر، وهناك قال للملكة:
سمعت أن مولاتي تحب الصناعات الفنية، وإن لدي قطعة من الحصير لابد أن تنال إعجابك . وسوف أبيعها لك بمائة جنيه
ردت الملكة بحزن قالت: ارني اياها أولاً .
وفرد اللص الحصيرة أمام الملكة التي فهمت الرسالة .
قالت الملكة تخاطب اللص: فعلاً إنها حصيرة ثمينة جداً . سأعطيك ما تطلبه. وسوف أشتري منك أي حصير تصنعه .
فرح اللص بالنقود، وعاد إلى زملائه حيث قرر الجميع الإبقاء على حياة الملك، يصنع الحصير ويأخذون هم النقود .
قال رئيس العصابة للملك: هيا ابدأ في صنع حصيرة جديدة ولتجعلها أجمل من الأولى .
فجأة وجد اللصوص أنفسهم وسط فيلق كامل من جيش الملكة . قبضوا على اللصوص وأطلقوا سراح الملك. وسرعان ما عاد الملك على رأس جيشه إلى زوجته و قصره . احتضنها وقال لها: شكراً لك يا ست الحسن، فقد أنقذت حياتي .
ضحكت ست الحسن بفرح وقالت: أنا لم أفعل شيئاً، إنما أنت الذي أنقذت نفسك . أنقذتك صناعة الحصير التي كانت في البداية تبدو لك تافهة . وهي الآن سبب إنقاذك .
قال الملك: كنت أعرف أنك فتاة جميلة، لكني اليوم أرى أنك أيضاً ذكية وحكيمة .
وعاش الملك والملكة في سعادة بعد ذلك . لكن الملك كان دائماً ينتهز أوقات فراغه كي يتمرن على صناعة الحصير، حتى امتلأ بها قصره .
(الملك صانع الحصير)
(تقديم: مديحه كامل)
قصة: الجرة ومريض الوهم!!
جاء رجل "لابن سينا"، واشتكى له أن هناك جرة فوق رأسه إذا وضعها على الأرض عادت مرة أخرى لرأسه، ولم ير "ابن سينا" شيئاً، فطلب منه الحضور في اليوم التالي وجهز جرة ورباطاً لعين الرجل المريض بالوهم، ورجلين قويين، وفي اليوم التالي حضر الرجل فربط "ابن سينا" عينيه وطلب من الرجلين أن يهزوه هزاً عنيفاً . وفي أثناء هزهم للرجل رمى "ابن سينا" جرة على الأرض فتهشمت ثم أشار للرجلين أن يتوقفا ونزع الرباط من على عينيه . وأراه الجرة المهشمة . فشكره الرجل وقال إنه لم يعد يشعر بأن الجرة فوق رأسه .
عبقرية طبيب!
جاء رجل "لابن سينا" وقال إن ابنه يتصور نفسه بقرة، ولا يأكل سوى البرسيم وينام في الحظيرة فطمأنه "ابن سينا"، وتنكر في شكل جزار وأخذ سكيناً وذهب لمنزل الرجل واستدعى ابنه . وقال له: هل أنت بقرة؟ فأجاب الولد: نعم أنا بقرة انظر إلى قروني وأخذ يقلد صوت البقرة . فقال "ابن سينا": كنت أظنك بقرة سمينة ولهذا لن أذبحك الآن وسأنتظر ثلاثة أيام ثم آتي وأذبحك . فذعر الغلام وصاح: لست بقرة أنا إنسان مثلكم
أقوال مأثورة!!
إذا خدعت مرة فاسخط على الذي خدعك وإذا خدعت مرة أخرى فاسخط على المزمن الذي لم يعلمك وإذا خدعت مرة ثالثة فاسخط على نفسك .
( مثل إنجليزي )
إذا فاتك الخير فأدركه . . وإن أدركك الشر فاسبقه .
( أبو بكر الصديق )
انتفعت بأعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي . فإن أعدائي كانوا يعيرونني بالخطأ و يتهمونني به، وأصدقائي يزينون لي الخطأ ويشجعونني عليه .
( الإسكندر )
تقبل الهزيمة كأنها شيء تحبه والنصر كأنه شيء ألفته .
( جمال الدين الأفغاني )
--------------------------
انتقل الي العدد التالي : العدد 943
العودة الي العدد السابق : العدد 941

إرسال تعليق
0 تعليقات