العدد 930 مجلة ميكي فبراير 1979

العدد 930 من مجلة سوبر ميكي الصادر بتاريخ : 15 فبراير 1979م


مع العدد هدية //
سباق الحواجز

العدد بصيغة CBR & PDF




سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 


سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


الشهادة الكبيرة

عاطف سعودي

كثيراً ما فكر " حسان " في ترك المدرسة و الخلاص من واجباتها و دروسها المرهقة .
ماله هو و القيام من النوم مبكرا في عز البرد ليذهب إليها.
ماله هو و الجلوس إلي مكتبه حتي نصف الليل .. كل ليلة .
ماله هو و مسائل مدرس الحساب التي لا تنتهي كخلفة الأرانب.
ماله هو و خرائط مدرس الخغرافيا التي تصور له القارات و البلاد و المحيطات.
ماله هو و سيزوستريس و تحتمس و آمون الذين تركوا الدنيا منذ عشرات القرون.
هكذا كان يفكر حسان في بعض الأحيان . لكن كيف سيقوم بتنفيذ ذلك الأمر . هل سيصحو ذات صباح ليبقي في البيت بينما يري كل التلاميذ ذاهبون إلي المدرسة في غبطة و نشاط . ماذا سيقول لأمه و أبيه . هل سيدعي المرض .. طيب إلي متي سيستمر ذلك .. هل سيواجه أبويه بما يفكر فيه . طيب ما هي الحجة التي سوف يستند إليها كمبرر لما يطلب . هل هناك تقصير منهما في حقه .. أبدا أبدا .. هل هناك تحقير من أساتذته لشأنه .. أبدا أبدا .. إلي من يلجأ ليقف في صفه و يؤيده فيما يفكر فيه إلي شقيقه الأكبر .. غير معقول .. انه طبيب ناجح لم يكتف بما حصله من العلم بل يقوم بتحضير رسالته في طب المناطق الحارة .. إلي شقيقته أبله ثناء .. أبله ثناء مهندسة كهرباء .. لا تطيق سيرة الكسل و لا تحب الكسلاء .. يا ناس ألا يوجد في هذا البيت جاهل أو أحد يقدر ما أعاني منه .. آه حليمه – داده حليمه – ست جاهله .. و جاهزة .. لا تعرف الالف من كوز الذره .. بس ما فيش غيرها.
قفز حسان من مكانه و هو فرحان لانه تذكر داده حليمه .. سيعرض عليها فكرته .. و بالطبع لن تفهمه و ستبارك أعذاره و ستكون واسطته لدي أمه .. و عندما تنجح داده حليمه في إقناع أمه .. ستقوم أمه بطبيعة الحال بإقناع والده و ينتهي كل الإشكال ..
- داده حليمه .. تعالي يا داده حليمه .. يا عاقله يا حكيمه ..
- عاوز أعرض عليك موضوع هام جدا .. و مستعجل خالص ..
- و أنا كمان عاوزاك في حاجه و النبي يا سي حسان .
- خير يا داده .. أنا تحت أمرك يا أحسن داده في الدنيا .
- انا استلمت جواب من البوسطجي دلوقت و عاوزاك و النبي تقراه لي ..
يا سلام أقرأه لك و بس .. ده أنا ح أقرأه لك تلات مرات .. بس كده .. فين الجواب ده ؟
دست داده حليمه يدها في صدرها و استخرجت الخطاب .. و قرأ حسان :
" عزيزتي الوالده العزيزة ماما حليمه .. تحياتي لك و قبلاتي و أرجو الوسطجي دولوقت و عازاك ان تكوني في صحه جيدة .. أعرفك يا أمي بأني حصلت علي درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة الاسكندرية و بتقدير جيد جداً و أستعد الآن لجمع المراجع التي سأحضر بها للدكتوراه إن شاء الله . أما من ناحية معهد الموسيقي فقد قمت بعزف مقطوعة الإختبار بنجاح باهر علي البيانو . و أعطاني السيد مدير المعهد شهادة تقدير لبراعتي في العزف . كل ما أطلبه منك الآن يا أمي أن ترسلي نقود " المرشد " علي حسب ما حددته لك في خطابي السابق . و ختاماً ألف مبروك لك يا امي لانك كنت دائما وراء نجاحي في بعثة المتفوقين . ابنك الحبيب عبد الله سعيد 
انطلقت من فم داده حليمه زعروده طولها نصف دقيقة . حضر ال حسان كلهم و لما عرفوا بالخبر السعيد هنأوا الأم السعيده و انهالت تبرعاتهم لداده حليمه التي كانت ترفع يدها إلي السماء و ترتعش شفتاها بالدعاء . 
و لما ساد الهدوء في البيت مرة اخري اقترب حسان من داده حليمه :
- لما اكن اعرف ان لك ابناً مجتهداً إلي هذا الحد يا داده.
- عقبال ما أشوفك زيه يا سي حسان .. و تنول الشهاده الكبيرة يا رب 
لكن قوليلي يا داده
- نعم يا سيدي 
مين هو المرشد اللي عبد الله ابنك بيطلب فلوس علشانه 
يكون مرجع من المراجع ياداده
- لا ياابني
كتاب يا داداه؟
- لا يا حسان لا مرجع و لا كتاب . د المدرس اللي بيقرأ لإبني الكتب بتاعته .. و يكتب كل اللي عاوزه .
و تنهدت الأم و استطردت تقول لحسان :
علشان عبد الله – بعيد عنك كفيف البصر ياابني
سادت فترة الصمت بين داده حليمه و حسان تذكرت بعدها السيدة ان "حسان" كان قد طلب منها شيئاً هاماً فقالت له:
- كنت عاوزني في إيه يا سي حسان .. لا مؤاخذه يابني الجواب بتاع عبدالله نساني اللي كنت طالبه مني .. خير . ان شاء الله خير 
لا.. لا مفيش حاجة أبداً يا داده دأنا كنت عاوزك تحضري لي ساندويتش المدرسة بسرعة أيوة بسرعة أحسن أتأخرت علي المدرسة خالص !!

-*-*-*-*-*-*-*-*-


سر الخزائن الحديدية!

ان خزانة العم دهب لها سر ، رقم يمكن الحصول عليه بجمع الأرقام الموجودة في ازرار و اذا استطعت إيجاد هذا الرقم امكنك فتح الخزانه ! لقد اعتقد العم دهب أن هذا الرقم سري و لا يمكن إيجاده لكنه مخطئ .. و الآن فلنحاول إيجاده معاً !!
تقوم بإختيار أي زر يعجبك ثم تديره ( علي الرسم تقوم بشطبه ) عند ذلك تصبح كل الأرقام الموجودة في نفس الصف أفقيا و رأسيا بلا تأثير ! و بذلك نشطب رقم واحد و يمكنك أن تشطب معه في نفس الوقت 6 أرقام ثم تعود لتدير ( لتشطب ) زرا آخر و تشطب معه كل الأرقام الباقية في الصفين الأفقي و الرأسي اللذين كان يوجد بهما الزر ..
لم يبق لديك الان إلا أربعة أزرار مغلقة ( لم تشطب ) عليك ان تعيد نفس العملية مع واحد منها ثم تشطب الأرقام الباقية  في الصفوف الأفقية و الرأسية و الآن لم يبق إلا زر واحد لم تلمسه قم بإضافة قيمته إلي الثلاثة الآخرين وضع مجموعة علي المؤشر فتفتح الخزانه .. اما هو هذا المجموع ! حاول ! ستجد نفسك مندهشاً بعد عدة محاولات لان المجموع يكون دائماً 34 ! و يمكنك أن تبدأ من جديد مستخدماً أي زر ! و تختار زرين آخرين كما تشاء .. إن هذا الرقم المربع هو ما يسميه علماء الرياضة بالمربع المسحور ، انه مجموعة أرقام تعطي دائماً نفس النتيجة اذا عولجت بنفس العملية الحسابية في ثلاثة إتجاهات .



التطهير

التطهير مثله مثل التعقيم جزء من الوسائل الواجب اتباعها للصحة العامة ، و يمكن قتل الميكروبات بوسائل كثيرة : بإستخدام الحرارة أو استخدام الأبخرة التي تقضي علي كل حياة ميكروبية ، أو الأشعة فوق البنفسجية أو الإشعاع الذري أو المواد المطهرة الخ .
ان تطهير الجروح لازم .. و اذا كان الكحول قوي المفعول و مؤلم بعض الشيئ عند إستخدامه ، فإن ماء الأوكسجين و الميركيروكروم مفيدان أيضاً و لا يتسبب عنهما ألم .




البسترة

ان المأكولات المحفوظة في العلب أو في أوان أخري ،عبارة عن مأكولات مطهوة و قد رفعت درجة حرارتها حتي الغليان لقتل الميكوربات التي يمكن ان تضر بطعمها . و بإستخدام الحرارة يمكن القضاء علي الميكروبات و الخمائر الموجودة في اللبن حتي بدون الوصول إلي درجة الغليان وبغير تغييير الطعم . و يتم ذلك بالتسخين إلي درجة حرارة تتراوح بين 50 إلي 60 درجة مئوية لقتل الميكروبات الضارة . و بذلك يمكن اطالة عمر المواد المطلوب حفظها . و يمكن حفظ اللبن المبستر مدة طويلة في زجاجة محكمة .

-----------------

مرجان .. صديق الأسماك

لكل انسان احلام و امنيات غريبة ، فالبعض يتمني لو كان عصفوراً يجوب الأفق مرفرفاً بجناحين مغردا ، و انا اتمني ان اكون قطاً رشيقاً ، جميلاً ، لكن أن يتمني الإنسان لو كان سمكة فهذا شيئ غريب حقاً 
و قد كان الولد " مرجان " يتمني لو كان سمكة .. كان " مرجان " ابناً لأحد الصيادين الذين يعيشون علي شاطئ البحر ، كان يقضي يومه في المدرسة ، و بمجرد ان يدق الجرس يجري إلي البحر يحيي أصدقائه من الأسماك ، و القواقع و يظل هناك حتي يأتي المساء ، و كانت الأسماك كلها تحبه ، فكم أنقذها من شباك أبيه ، فقد كان يعيدها إلي البحر بمجرد أن يدير الأب ظهره و ظلت الاسماك تحفظ له الجميل .
كانت والدة مرجان تقول عنه أنه كالأسماك ، لكن ذلك لم يكن يرضيه فقد كان يحلم أن يكون سمكة حقيقية تقضي الليل و النهار في السباحة و اللعب مع الأسماك الأخري و لا يضطر إلي الذهاب للمدرسة ، أو حل مسائل الحساب أو عمل الواجب أو ارتداء الحذاء كل صباح ..
و في أحد الأيام قرر " مرجان " أن يصبح سمكة حقيقية ، فذهب إلي الحوت الأزرق الكبير ، ملك البحار العظيم و قال له : 
- يا ملك الملوك ؛ هل تأذن لي أن أصبح فرداً في مملكتك ؟. 
و احتال الحوت ، فلم يكن الحوت ذكياً بقدر كبر حجمه و سأل السردينة التي تصاحبه في كل مكان ..
فقالت السردينة الماكرة ..
- عليك أن تطلب منه يا مولاي أن يكون له زعانف و قشور مثل كل الأسماك ..
و أعاد الحوت الجملة بصوته الضخم ..
- حتي تكون سمكة يجب أن يكون لك زعانف و قشور لامعه مثل كل الأسماك ..
شعر مرجان بالحيره ، فلم يكن يعرف من أين يأتي بهذا الطلب الغريب .. و سرعان منا تجمعت كل أسماك التونه و البلطي و البياض و المرجان التي أنقذها من الموت من قبل و قررت جميعاً أن ترد له الجميل .
نزعت كل سمكة زعنفة من زعانفها و بعضاً من القشور اللامعه التي تغطي أجسامها الرشيقة و قدمتها لمرجان ..
و لم يعد لدي الحوت العظيم ملك البحار سبب لرفض طلب مرجان بأن يصبح سمكة ، و بالفعل دخل مرجان مملكة البحار ، لكنه كان يبدو غريباً في زيه الجديد المكون من قشور من ألوان و أحجام مختلفة و زعانف قصيرة طويلة و مدببة .
و قضي مرجان يومه يسبح مع الأسماك و يتعرف علي الأصداف و يسابق الأمواج ..
و جاء الليل ، و شعر الأب بالقلق و شعرت الأم بالخوف و تردد سؤال حار : تري أين ذهب مرجان !
و أشارت الأم بأن يذهبا إلي البحر فلا أحد يحب الماء مثل مرجان .. و علي الشاطئ أخذ الأب الحنون ينادي ابنه :
- مرجان ! مرجان ! و لان مرجان كان ولدا طيبا حنونا ، محبا لامه و أبيه ، فقد لبي النداء ..
- نعم يا أبي ..
و لم يعرف الأب من أين يأتي الصوت .
- مرجان ! مرجان ! 
- أنا هنا يا أبي ! انظر جيدا بين الأمواج !
و نظر الأب ، لكنه لم يتعرف علي الفتي إلا بصعوبة ، كانت هناك سمكة لها نفس وجه مرجان ، و عينيه الطيبتين بلون البندق ، لكن كل جسمها كان مغطي بقشور من ألوان و أحجام مختلفة ..
- عد يا بني ! نحن بحاجة إليك ! 
- لا يا أبي أنا سعيد في البحار 
- عد و سوف أحضر لك ثوباً جديداً .
نظر مرجان إلي ثوبه الملون اللامع ، و أحس أنه يفضله علي كل أثواب الدنيا ..
- لا يا أبي .. إني أفضل ثوبي السمكي ..
- عد يا بني ..  وسوف أحضر لك كيساً ضخماً من البلي !!
و تذكر مرجان الأصداف و الشعب المرجانية و صخور الأعماق الملونة ..
و أشارت عليه الأم بفكرة فقد كانت هي الوحيدة التي تعرف ماذا يحب مرجان ..
و عاد صوت الأب يرتفع من جديد ..
- عد يا بني .. و أعدك بألا أصيد الأسماك أبداً .. و أن أبحث لنفسي عن عمل آخر ..
و فكر مرجان طويلاً ، انه يحب حياة البحر ، لكنه يحب أكثر أن يعيش أصدقاؤه من الأسماك في أمن و طمأنينة ..
و تردد قليلاً .. ثم اختار سلامة أصحابه ..
- حسناً .. سأعود يا أبي فقد أمهلني بعض الوقت أودع الأصدقاء .
و ذهب مرجان للحوت العظيم يشكره و يستأذن منه في الذهاب .
- كما تريد يا مرجان !!!
و سلم عليه الحوت بزعنفته الضخمه ..
و طاف مرجان بالبحار للمرة الأخيرة ، و أعاد القشور الملونة لإصحابها و شكرهم علي كل ما فعلوه من أجله ..
و في صباح اليوم التالي كان مرجان يرتدي ملابسه إستعدادا للذهاب إلي المدرسة ..
و من هذا اليوم لم يعد والد مرجان يصطاد الأسماك و يبيعها و انما بدأ يعمل في تأجير و قيادة قوارب النزهة للسياح و الأولاد الذين يأتون إلي الشاطئ 
و كثيرا ما كان مرجان يقود بعض هذه القوارب و ساعتها كانت أسماك البلطي و التونه و البياض تتجمع حول قاربه لتحكي له أخبار البحر العظيم .. 


--------------------------


انتقل الي العدد التالي : العدد 931

العودة الي العدد السابق : العدد 929


إرسال تعليق

0 تعليقات