العدد 912 مجلة ميكي أكتوبر 1978
العدد 912 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 12 أكتوبر 1978م
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
سيتم الاضافة قريباً
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
اسطوره من اسبانيا
الامير و اذنا الحمار!
كان فى قديم الزمان ملك اسبانى عظيم، لكنه حزين لانه لم يرزق باطفال، وعندما اشتد به اليأس ذهب الى الغابه ليقابل الجنيات الثلاث، وحكى لهن عن أمنيته أن يرزق بطفل، تاثرت الجنيات ووعدن الملك بأن يكون له ولى للعهد بعد مرور سنه كامله ويوم واحد..
كان أن.. ولدت الملكه أميرا جميلا بعد سنه ويوم بالتمام والكمال.. وبعد ان استغرق الجميع فى نوم سعيد، اقبلت الجنيات الثلاث، لتقدم كل واحده هديتها لللأمير الصغير وكانت الهدايا هى أمنيات ثلاث الاولى قالت : " اتمنى ان تكون أجمل أمير فى العالم كله!"
والثانيه قالت:" ستكون ايضا حكيما. وشريفا. و امينا "
ولكن الجنيه الثالثه قالت:" ستكون لك أذنا حمار حتى لا يتملكك الغرور!"
واختفت الجنيات الثلاث.. وكبر الأمير وأصبح كلما ازداد جمالا، وحكما ازداد حكمة وامانة كلما ازدادت اذناه طولا حتى أصبحت كأذنى الحمار تماما.. وفزع الملك والملكه.. لم يحدث أن سمعا عن أمير له اذنا حمار، والكارثه كيف يصبح مثل هذا الأمير ملكا لأسبانيا اذا اكتشف الامر..
وقرر الملك والملكه اخفاء الأمير والبسا الأمير غطاء للرأس ليغطى اذنيه تماما، وهكذا تم أخفاء الامر ولم يعرفه احد من رجال القصر ولم يشك احد فى اى شئ، وكان الجميع يعتقدون ان أميرهم أجمل وأحكم أمير فى العالم ، ويتمنون اليوم الذى سيتولى فيه الحكم ويصبح ملكا عليهم ..
وكبر الأمير بسرعه، وبدات المتاعب لأن الأمير لما كان صغيرا كان يمكن ترك شعره مسترسلا كالبنت أما الأن وقد صار شابا، فلابد من الأستعانه بحلاق ليحلق له ذقنه وشعره كالرجال.. وظل الملك يفكر فى هذه المشكله.. وما الحل؟! أين سيجد الحلاق الذى يقوم بالمهمه المطلوبه منه ويحفظ السر فى نفس الوقت ..
وأخيرا قرر الملك استدعاء رئيس الحلاقين بالمدينه.. ولما امتثل بين يديه.. قال له المللك – هناك شرف كبير فى انتظارك، لقد قررت تعيينك الحلاق الخاص لأبنى الوحيد، ولى العهد.. سيكون عملك حلاقه ذقنه، وتصفيف شعره، مهمه سهله، أذا عملت باخلاص ستصبح رجلا غنيا، أما اذا تكلمت واعلنت السر الذى سوف تراه، فلن استعمل معك اى رحمه وساقطع رقبتك.
لم يصدق الحلاق ان له مثل هذا الحظ واقسم وهو فرح جدا انه لا يمكن ان يفشى اى سر وعاش فى القصر الملكى، ولم يكن ينقصه شئ، كان اسعد الناس فى العالم، ولكن ليس لوقت طويل، وبمرور الوقت، اصبح الحلاق شاحب الوجه ومرت سنه واصبح الحلاق المسكين فى لون الأموات، كان السر يقلقه، وما رأه لا يستطيع ان يقوله لأى انسان واصبح الحلاق فى منتهى الضعف حتى لم تعد يقوى على الامساك بالمقص فى يده او حتى المشط، ذهب الى الغابه لزياره حكيم عجوز، وسأله قل لى ايها الحكيم، ماذا افعل، لقد تعبت من كتم هذا السر فى قلبى، ولكن اذا افشيت السر وتكلمت بما اعرف اكون اخليت بوعدى، وأفقد رأسى واذا استمريت فى الكتمان أشعر انى سأموت لأنى لم اعد استطيع حمل هذا السر وحدى.
اطرق الحكيم قليلا ثم قال : اذا كان السر من الصعب جدا احتماله، ابحث عن مكان مهجور ثم أحفر حفره فى الارض ثم افض بسرك لها سيزول الحمل عنك، والارض لا يمكنها افشاء السر..
قال الحلاق: انك على حق ايها الحكيم اشكرك على نصيحتك.. سانفذها حالا..
وأسرع الحلاق وترك الغابه الى الحقول، حتى وجد بقعه خاليه فى واد بعيد، فحفر حفره عميق .. وهمس لها بالسر الذى كتمه طويلا.. وما ان تكلم حتى شعر بحمل كبير ينزاح من على قلبه، وبسرعه شعر بالراحه والسعاده، فردم الحفره وهو يدندن بكلمات اغنيه يحبها_ ثم عاد الى القصر وهو مازال يغنى، وعندما جلس ليتناول طعامه، وجد له مذاقا لذيذا ، لم يحسه منذ وقت طويل.
لكن للاسف، لا يستطيع المرء ان يدفن سره فى الارض ، ففى نفس المكان الذى باح فيه الحلاق بسره، نبتت اعواد كثيره من الغاب، وكبرت، وكان الصبيه ورعاه الاغنام، عندما يمرون بها فى طريقهم الى المراعى، يقطعون بعضا منها، لعمل ناى يعزفون عليه، ولكن ما ان بداوا العزف على الناى، حتى سمعوا أغنيه غريبه تقول: أميرنا الصغير.. له أذآن الحمير"!
وذاعت الأغنيه، وأنتشر الخبر كما تنتشر النار فى الحطب، وفى اليوم الثالث، وصلت الأنباء الى القصر، وسمعها الملك نفسه تملك الفزع الملكه وامر الملك ان يحضروا الرعاه الى القصر، ولما جاءوا طلب منهم ان يعزفوا الناى، وحاول كل راع جهده ان يعزف أى نغم مرح على الناى، ولكن بلا فائده، وبدلا من الأنغام كانت تخرج من الناى كلمات الأغنيه الغريبه: " أميرنا الصغي .. له أذآن الحمير"! واخذ الملك الناى بعصبيه وحاول ان يعزف عليه بنفسه لكن النتيجه كانت واحده، وسمع مره اخرى نفس الـغنيه:" أميرنا الصغير.. له أذآن الحمير "
وفكر الملك وهو فى شده الغضب ، أن الوحيد الذى يمكنه افشاء السر هو حلاق الأمير.
فطلب أن يأتوا له به وان يحضروا معه الجلاد، حتى يقطع رتبته جزاء خيانته .
ودخل الحلاق المسكين محاطا بالحراس من أحد الأبواب، ومن الباب الثانى دخل الجلاد يحمل سيفه الكبير، ولكن قبل ان ينفذ حكم الاعدام، قام الأمير الأسبانى من مقعده، ورفع غطاء راسه وصاح _ انتظر ايها الجلاد ،لماذا نعاقب الحلاق، لمجرد انه قال الحق، أننا لا نريد اخفاء السر اكثر من هذا يجب ان يعرف الجميع ان اأامير له أذنا حمار فعلا، ولكن ارجو ان اكون ملكا صالحا بالرغم منها.
وهكذا انقذ الحلاق، وفى نفس اللحظه اختفت فجأءه أذنا الأمير فقد تأكدت الجنيه ان قلب الأمير لم يتحجر بالغرور.
تقديم : سهير شفيق
--------------------------
انتقل الي العدد التالي : العدد
العودة الي العدد السابق : العدد

إرسال تعليق
0 تعليقات