العدد 889 مجلة ميكي مايو 1978
نقرأ في هذا العدد /
ثلاث قصص كاملة
العدد + الهدية 80 مليماً
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
راعيه الاغنام والامير الذئب
كانت الراعيه الصغيره تراقب قطيع أغنام وهى تمرح وتلعب او ترعى وفجـأءه سمعت عواء وانينا يـأتى من الغابه المجاورة، دهشت وتسألت،" ترى من يكون".. وتملكها الخوف، أستجمعت شجاعتها ومشت الى الغابه، تبحث عن مصدر هذا الأنين.. وهناك وجدت ذئبا كبيرا، قد دخلت فى قدمه شوكه كبيرة، تؤلمه، خافت الراعية ولكن تملكتها الرأفه به، فأنحنت وشدت الشوكة فأخذ الذئب يلعق يدها بلسانه، تعبيرا عن امتنانه، ثم جرى بعيدا، وعادت الراعية الطيبه، لقطيع اغنامها، ولكن لدهشتها لم تجد له أثرا، خافت الراعية ان تعود الى المزرعه فكرت ان تهرب الى الغابه طبعا. ولخوفها ان تهاجمها الحيوانات المفترسة تسلقت شجرة ضخمة، وأخذت من أحد فروعها فراشا وفى منتصف الليل رأت نورا يسطع فجاة ويقترب، حتى توقف تحت شجرتها، فسطع كالشمس، ثم أختفى لتجد أمامها شابا جميلا قال" لا تخافى أيتها الراعية الجميلة، أنا امير أسبانى لكن اصابتنى لعنه ساحر شرير، حولتنى لذئب، الذئب الذى ساعدته برقتك ، طبعا لم يعجب هذا الساحر، فأخذ منك قطيع الأغنام، هل بأمكانك مساعدتى لأتخلص من لعنته الشريرة؟
قالت بكل سرور.. ولكن كيف؟
قال الأمير_ الساحر الشرير لن يرضيه الا رداء منسوجا من خصلات شعر أميرة حقيقية، أذا أستطعت أن تأتى بهذا الرداء سيفرح الساحر الشرير، وستزول اللعنه عنى، وعندئذ أكون سعيدا أذا قبلتنى زوجا لك.
ردت الراعية: سأجد لك رداء منسوجا من ضفائرأميرة، حتى لو بحثت عنه فى العالم كله ومع تسلل ضوء الفجر، خرجت الراعيه من الغابه، وبدأت رحلتها حتى وصلت الى مدينه الأميرات، جرت فى الشوارع وهى تصيح_ مساء الخير يا أميرات من منكن تحتاج لوصيفه؟ من تطلب وصيفة؟ وأطلت أميرة جميلة، شعرها ذهبى جميل تلمس أطرافه الأرض، وقالت: تعالى يا فتاتى أنا أحتاج لمن يمشط لى شعرى، وفى المساء بدأت الراعية تمشط شعرالأميرة الجميلة، الذهبى الطويل، وهى تفكر فى الأمير الذئب، فسقطت الدموع من عينيها.. دهشت الأميرة وسألتها_ لماذا تبكى؟ قالت_ أبكى لأنى أفكر فى أمير جميل تعيس.. وحكت الراعية للأميرة ما كان من حكاية الأمير الذئب والساحر الشرير ثم قالت للأميرة: لو تسمحى لى ، أن أقص ضفيرة من ضفائرك لنسجت رداء للأمير وأنقذت حياته، فردت الأميرة سأسمح لك بشرط، ان أصبح عروسا للأمير عندما يزول السحر عنه..
صدمت الراعية المسكينه، ولكن ماذا تفعل وافقت، وقالت للأميرة:
حسنا قد قبلت شروطك، ـهم شئ ان يتحرر الأمير من اللعنه. وأخرجت المقص وقصت ضفيرة، وأخذت الشعر تنسجه، وعندما أنتهت أصبح لديها رداء ذهبى جميل، طوته بعناية، وأسرعت عائدة الى الغابة وقابلت الأمير الذئب، أعطته الرداء، وجرى الأمير بسرعه ليقدمه للساحر.. ولكنه عاد اليها مطرق الرأس، وقال بحزن_ اشكرك لأنك حاولت مساعدتى، لكن لقد رفض الساحر أن يقبل الرداء، لأنه قصير جدا..
صاحت الراعية مشجعة_ لا تيأس يا أميرى، أنا عندى فكرة.. وداعا والى اللقاء..
وأسرعت الى مدينه الأميرات، وكانت الأميرة فى انتظارها، وما ان رأتها حتى صاحت_ أسرعى لتمشطى شعرى وبدأت الراعية تمشط شعر الأميرة، وهى تفكر فى الأمير الذئب فتنهدت بحسرة، فسألتها الأميرة_ لماذا كل هذا الحزن؟ قالت_ أفكر فى الامير الذئب يا أميرتى، وحكت لها الراعية كيف أن الرداء كان قصيرا جدا ولم يرض الساحر، ولذلك_ رفض ان يزيل لعنته عن الأمير، لكن لو أعطيتنى ضفيرتك الثانيه أستطيع أن أطول له الرداء وأنقذ الامير.
قالت الأميرة_ هى لك، ولكن لا تنسى شرطى، يجب أن يتزوجنى الامير بعد ذلك.
وفكرت الراعية بحزن: لقد وعدت الاميرة ان الأمير سيتزوجها بمجرد زوال السحر عنه.. وبسرعه قصت الضفيرة الثانية، وأخذت تنسج الشعر الذهبى، لتطول الرداء القصير، وعندما أنتهت طوته بعناية، وأسرعت لتقابل الأمير فى الغابة، وهناك أعطت الثوب للأمير، الذى شكرها، وأسرع يقدمه للساحر الشرير.. حتى عاد الامير، على وجهه أبتسامة حلوة لأن الثوب حاز رضا الساحر.. ولكن كان هناك طلبا أخر فقد مد الامير يده للراعية بسيف الساحر وهو يقول_ عليك الأن أن تقطعى رأس الذئب هذه، حتى تزول اللعنة..
ارتعدت الراعية الصغيرة، وقالت_ ارجوك انا لا استطيع لا تطلب منى مثل هذا. أطرق الأمير رأسه بحزن شديد وقال_ اذن لا أمل أن أعود أميرا كما كنت، سأظل ذئبا الى الأبد..
سمعت الراعية هذا الكلام، واستجمعت شجاعتها لتمسك السيف الثقيل بكلتا يديها، وبضربة واحدة قوية فصلت رأس الذئب.. فقفز الأمير الجميل من جلد الذئب، وهو يقول بفرح_ ستكونين أميرة أسبانيه وستصبحين زوجتى. فقالت الراعية الصغيرة: للأسف لن استطيع أن أتزوجك يا أميرى العزيز، لأنى وعدت بك أخرى.. وحكت للأمير ما كان بينها وبين الأميرة الجميلة، وكيف وعدتها أن يصبح الأمير زوجا لها.
رد الأمير بحزن: مادمت وعدت بأسمى فيجب أن أحترم وعدى. وسارا معا وهما فى شدة الحزن، حتى وصلا الى البيت وكانت الأميرة منتظرة، ما أن رأتهما حتى صاحت، أسرعى يا فتاتى أسرعى، ودعينى أرى الأمير الجميل. وما أن دخل اللأمير الى حجرة الاميرة، حتى صاحت بفرح_ يا الله لقد أعدت لى أخى الغائب، لقد بحثت عنه عدة سنوات طويلة.
وأنتهت الحكاية كما فى الأساطير، ضحت الأميرة الجميلة بشعرها لتنقذ اخاها، والأمير أصبح حرا ليتزوج الراعية التى أحبها وأما الراعية فكانت أسعد الجميع لأن قلبها الطيب وحبها للأخرين جعلها تتزوج أميرا جميلا..

إرسال تعليق
0 تعليقات