العدد 881 مجلة ميكي مارس 1978

العدد 881 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 9 مارس 1978م


العدد بصيغة CBR & PDF




سيتم اضافة رابط PDF للعدد قريبا



القصص الواردة في هذا العدد : 

الأميرة و الأقزام السبعة - ج2
الجندي و الراقصة
روبابيكيا ! 
السيف القديم 
صفحات بريد القراء


سيتم الاضافة قريباً



اقرأ اون لاين من صفحات العدد : 


عروس البحر 
في أعماق البحر ، في قصر من المرمر و المرجان ، كان يعيش ملك البحار و له ست بنات فاتنات ..
يقضين الوقت و هن يرقصن مع الأسماك و يلعبن وسط الامواج .. و في المساء تقص عليهن جدتهن القصص و الأساطير حتي يغلبهن النوم 
و كانت أصغر البنات تحب قصص أبناء البر ، و قصص الشمس و الزهور و الناس ..
و تطلبها من جدتها كل ليلة ، و قالت جدتها .. عندما تبلغين سن الخامسة عشرة ، يمكنك أن تخرجي فوق الأمواج و تراقبين السفن و ما عليها من البشر ..
و ظلت عروس البحر تنتظر سن الخامسة عشرة بلهفة ، حتي كانت ليلة من الليالي سبحت فيها إلي سطح البحر ، و هناك رأت سفينة جميلة ، و علي ظهرها أمير فاتن الحسن .. أخذت تراقبه و هي سعيدة ، و فجأة انقلب البحر و اجتاحته عاصفة شديدة ، فتحطم الشراع و تمزقت السفينة ، و سقط الأمير وسط الأمواج .. أسرعت إليه عروس البحر ، و كان قد فقد وعيه ، فرفعت رأسه فوق الماء ، و أخذت تسبح به حتي اقتربت من الشاطئ ، فأخرجته إليه ، و جعلت وجهه في إتجاه الشمس و ظلت تراقبه ، حتي رأت فتاه تقترب منه، فأطمأنت عروس البحر و عادت إلي الأعماق و مضت مدة طويلة ، و عروس البحر لا تستطيع أن تنسي الأمير الجميل ، حتي أصبحت حزينة ، تريد أن تراه ..
و أسرعت شقيقاتها بالبحث عنه ، حتي عرفن مكانه ، انه يعيش في قصر ضخم من الحجر الأصفر ، و له سلالم جميلة من المرمر الأبيض ..
و أسرعت عروس البحر تقضي كل أيامها أمام القصر ، تراقب الأمير ..
و سألت عروس البحر جدتها .. هل يمكن أن يعيش الإنسان في البحر !
و قالت جدتها : لا .. اننا نعيش 300 سنة ، ثم نتحول زبد فوق الأمواج أما الإنسان فإنه يعيش قليلاً ، و لكن روحه خالدة لا تموت ..
و تمنت عروس البحر لو ان لها روحا خالدة لتعيش مع الأمير .. و عذبتها هذه الفكرة حتي انها لم تعد تستمتع بحفلات قصر أبيها ..
و أخيراً قررت ان تقوم بمحاولة .. ذهبت إلي الساحرة العجوز ، في بيتها المظلم الكئيب .. وما ان رأتها الساحرة حتي قالت لها ، أنا أعرف ما تريدين ، إنك تريدين التخلص من ذيلك ، و ان يكون لك ساقان مثل البشر ، انا يمكنني ان احقق امنيتك ، بشرط أن أخذ منك أجمل ما فيك ، أن أخذ صوتك الجميل ..
ووافقت عروس البحر في الحال ، فلم تكن تفكر إلا في الوصول إلي الأمير ..
قالت الساحرة : حسناً ، الآن سأعطيك شراباً ، اشربيه في المساء و عندما تستيقظين في الصباح ، سأكون أنا قد أخذت صوتك ، و أصبح لك ساقات ، و ستجدين نفسك فوق سلالم قصر الامير ..
و فعلاً وجدت نفسها في الصباح ،و قد أصبح لها ساقان جميلان ، و لكنها كانت تشعر بألم في رجليها ، و لم تستطيع ان تنطق لتشكو من الألم .. و كانت لسعادتها العظيمة جالسة علي سلالم القصر و الأمير نفسه أمامها ..
وقف الأمير مذهولاً أمام جمالها ، و كم شعر بالأسف و الحزن عندما اكتشف انها خرساء .. و أخذها معه إلي قصره ، و لم يتركها أبداً ، و كان يأخذها في كل مكان يذهب إليه ، و لكنه كان يعاملها علي إنها طفلة صغيرة ، و لم يفكر أبداً في الزواج منها ، بل أنه أعلن عن يوم زواجه القريب .. بل و اختارها لتحمل ذيل طرحة العروس .
وقفت عروس البحر أمام البحر حزينة، و كانت شقيقاتها تقوم بزيارتها كل يوم و أخبرتهن أنها لا تستطيع أن تقول للأمير أنها هي التي أنقذته من الموت لأنها لا تنطق و كان الحزن يملأ قلبها .. فقد تذكرت أن الساحره قد أخبرتها أنها ستتحول إلي زبد البحر يوم يتزوج الامير ، و لن تكون روحاً خالدة إلا إذا تزوجها ، و بكت من الحزن طويلاً طويلاً ..
و في ليلة الفرح ، إستطاعت بصعوبة أن تتعرف علي شقيقاتها وسط البحر ، فقد فقدن شعورهن الجميلة ، أخذتها الساحرة مقابل سكين حاد ..
و قالت لها شقيقاتها : أسرعي ، اغرسي هذا السكين في قلب الأمير ، وعندما تنزف دماؤه اتركيها تسقط فوق قدميك ، عندئذ تعودين مثلنا عروس البحر مرة أخري 
و لكنها رفضت ، و ألقت بالسكين في البحر ، كيف يمكنها أن تقتل الأمير الذي أحبته كل هذا الحب ..
و في المساء .. عندما كانت ساعة الفرح تقترب ، وقفت بجانب السفينة تنتظر أن تتحول إلي زبد البحر حدث شيئ غريب ، وجدت نفسها تطير في الهواء ، تحملها أجسام غير مرئية ، تغني لها بأعذب الأصوات ..
سمعت الأصوات تقوم : " نحن بنات الهواء ، إننا لا نملك أرواحاً خالدة ، و لكن إذا قدمنا أعمالاطيبة ، فقد نحصل عليها ، و انت أيتها الاميرة المسكينة التي أحبته حبا عظيما حتي رفضت أن تؤذي حبيبك و تضحي بحياتك ، أصبحت الآن واحدة منا ، و ربما بعد ثلاثمائة عام تحصلين علي روح خالدة ..
و رفعت عروس البحر الصغيرة يديها إلي الشمس شاكرة ، فقد أصبحت سعيدة الآن :
تقديم : رجاء عبد الله 
الجندي و الراقصة
كانوا خمسة و عشرين جندياً من الصفيح ، كلهم مثل بعضهم نفس الملابس ، و نفس الخوذات علي رءوسهم ، البنادق خلف ظهورهم .. ما عدا الجندي الأخير ، فقد كانت له ساق واحدة ، لان الصفيح الذي صنعوه من لم يكفِ لصنع الساق الثانية ..
و لكن الجندي لم يكن يهتم بذلك ، لأنه كان سعيداً جداً 
فعلي أبواب القلعة اللعبة .. تقف راقصة رشيقة علي ساق واحدة مثله فقال لنفسه انها تصلح زوجه لي .. و كان ينظر إليها ليلا و نهارا..
لم يعجب ذلك الأراجوز ، فطلب من الجندي ان يمتنع عن النظر إلي الراقصة ، و لكن الجندي لم يعبأ بكلام الأراجوز .
و شعر الأراجوز بالغضب الشديد ، فربما كان يريد هو الزواج من الراقصة ، و علي كل حال ، فعندما حضر الأولاد في الصباح و لم يجدوا الجندي ذا الساق الواحدة و الحقيقة انه كان فوق قاعدة النافذة ، و عندما فتحت قذفته الرياح إلي أسفل ، و سقط سقطة أليمه ، فقد وجد نفسه مغروساً في الطين ، و رأسه إلي أسفل  و قدمه الوحيدة إلي أعلي ، و لكنه لم يبك ، فلم يكن البكاء جديراً بالجندي ..
و أمطرت السماء و دفعته المياه أمامها ، حتي وجده ولدان فقيران ... فالتقطاه .
و قال الأول : ان له ساقا واحدة ..
و قال الثاني : لا يهم ، تعال نضعه في مركب ورقية .. و صنعا مركباً من ورق الجرائد ، وقف فيه الجندي صامداً .. و سارت المركب وسط المياه ، وشعر بالدوار و لكنه لم يصرخ ، حتي عندما دفعته المياه داخل انبوبه واسعه قذفت به إلي النهر .
و شعر بالخوف الشديد ، و لكنه وقف مرفوع الرأس لم ينطق حتي عندما ابتلعته سمكة ضخمه ، فقد أخذ يفكر في محبوبته الراقصة و هو يتعلق في بندقيته ثم حدث شيئ عجيب . فقد شعر بشيئ يلمع ، ثم وجد نفسه في المطبخ ، و الخادمة تمسكه بيدها و هي تشعر بالدهشة الشديدة ، فقد اشترت السمكة لتعدها للطعام .. و أسرعت إلي غرفة اللعب ، لتعرض علي الأولاد الجندي الذي عثرت عليه في بطن السمكة .. و هناك وجد نفسه في بيت مرة أخري ..
و ما أعظم سعادته ، ها هو يقف في مكانه مرة أخري ، أمامه القلعة الجميلة ، علي أبوابها راقصته المحبوبة ، و خيل إليه أنا تنظر إليه فرحة بعودته ، و كادت دموع من الصفيح تنحدر من عينيه ، لولا أن ذلك لا يليق برجل جندي !
و لكن ، اقتربت الفتاه صاحبة اللعب ، أمسكت الجندي ، و ألقت به في نيران المدفأة قائلة إنه بساق واحدة ، و رائحته كلها سمك .
وقف الجندي منتصباً وسط النيران .. ينظر بحزن إلي الراقصة .. و فجأة اندفعت ريح قوية من الباب ، أطاحت بالراقصة .. فسقطت هي الأخري في النار ..
وقف الاثنان أخيرا وسط النيران سعيدان معاً حتي النهاية !
تقديم : رجاء عبد الله 


--------------------------


انتقل الي العدد التالي : العدد 882

العودة الي العدد السابق : العدد 880




إرسال تعليق

0 تعليقات