العدد 864 مجلة ميكي نوفمبر 1977
العدد 864 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 10 نوفمبر 1977م
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
ميكي و بندق في مغامرة في باريس !
تعلوب و التعلب المكار في امسك حرامي السمك !
من الادب العالمي - عقلة الصباع
بطوط و الاولاد في بطوط يحل ازمة الغذاء !
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
من الأدب العالمي
عقلة الصباع
تأليف : هانزكريستيان أندرسون
تقديم : رجاء عبد الله
منذ زمن بعيد .. بعيد ، كانت سيدة بسيطة وحيدة تعيش في الغابة ، وتتمنى أن يكون لها ابنة ، فذهبت الى الساحرة التي اعطتها حبة صغيرة ،وطلبت منها أن تزرعها في حديقتها.. وفي الصباح وجدت شجرة ورد جميلة ، بها زهرة واحدة رة واحدة لم تتفتح بعد ، وقفت تتأمل جمالها ، و إذا بها تتفتح اوراقها لتجد بينها طفلة صغيرة جميلة ، ساحرة الحسن والجمال ، فرحت بها المرأة الطيبة و أسمتها عقلة الصباع ..
صنعت لها سريرا من قوقعة لونها بمبى ، ونامت وسط مراتب من ورق الورد الأحمر وغطتها بورق الزهور البنفسجية.
وفي ليلة من الليالي .. كانت عقلة الصباع مستغرقة في النوم عندما راتها ضفدعة قبيحه ، أعجبت بها، فاختطفتها لتزوجها من ابنها الضفدع القبيح ..
وعندما رأها الضفدع : صرخ من الفرح ، فقد كانت فاتنة الجمال ، ولكن أمه أمرته بالصمت حتى لا تستيقظ عقلة الصباع ، وتهرب .. ولذلك دخلت بها إلى قلب البحر ..
وعندما استيقظت في الصباح ، وجدت نفسها على ورقة شجر وسط البحر ، فاخدت تبكي بمرارة فلم تكن تعرف اين هي، ولا كيف انت الى هذا المكان !
وقالت لها الضفدع العجوار ، لا تبك فانا أعد لك بينا لتتزوجي ابني وتعيشي معه فيه ... فزاد بكاء عقلة الصباع .. وسمعت الأسماك كلام الصفدع، وتشاورت فيما بينها، ثم قررت أن عقلة الصباع اجمل من ان تتزوج الضفدع .. فسحبت الأسماك ورقة الشجر التي تحملها ، وتركتها الاسماك ترحل في البحر بعيدا
وسارت بها ورقة الشجر.
عبر بلاد وقرى ومزارع .. وبينما كانت تلعب مع فراشة جميلة ، اذا " خنفسه" شريرة تنقض عليها وتحملها بين انيابها وتطير بها وسط الأشجار !
و تجمعت حولها الخنافس ، لم يعجبها شكل عقلة الصباع ... قالت أنها لا تملك الا ساقين اثنتين فقط ، وتركتها فوق شجرة ورد..
ومر الصيف والخريف ، وأتى الشتاء .. وشعرت " عقلة الصباع " بالبرد ، نظرت حولها فوجدت منزلا صغيرا ، طرقت الباب ، ففتحت لها فأرة طيبة، رحبت بها، وقالت لها يمكنك أن تعيشي معي : اذا كنت تستطيعين مساعدتي في أعمال المنزل ، و تقصين على قصصاً جميلة
وذات يوم قالت الفأرة ، أن لنا جارا صديقا سيزورنا اليوم، انه غني يلبس فرواً اسود وله منزل كبير ولكنه أعمي ، ارجو ان تغني له أغنية حلوة ...
واتي الجار ، كان فأراً كبيراً ضخماً ، وعندما غنت له عقلة الصباع اغنية ، أعجب بها بمجرد أن سمع صوتها .. وقال لها ارجو ان تزورينى فى منزلى وسمح لها أن تستعمل الممر الذي صنعه بين المنزلين، قال لها ستجدين عصفوراً ميتاً، لن يعني بعد الآن فلا تخافي منه .. كل الطيور تموت في الشتاء ...
وكانت عقلة الصباع تحب العصافير ، وتحب غناءها ، ففكرت ماذا تفعل في العصفور الميت تحت الأرض . . فكرت كثيرا ، ثم جمعت بعض القش و ورق الزهور ومضت في الممر حتى عثرت على العصفور وانحنت تغطيه بما احضرته ، ولكن عندما لمسته ، شعرت بقلبه ينبض ، كان لا يزال حيا
خافت عقلة الصباع في أول الأمر ، فقد كان العصفور . أكبر منها ، ولكنها استجمعت شجاعتها ، واخدت تحضر له الطعام و الغطاء ، حتى انقضى الشتاء .. وقال لها العصفور هيا طيري معي بعيداً عن هنا .. و لكنها رفضت فقط كانت تحب الفأرة الطيبة ، فودعها العصفور وداعاً حاراً .. و تركها و طار بعيداً
ذات يوم . قالت لها الفأرة استعدي ، ستتزوجين جارنا الأعمي و تعيشين معه في منزله الكبير ..
بكت عقلة الصباع ، فقد كانت تحب الشمس والهواء، فخرجت للمرة الأخيرة تودع الشمس، وقالت لها انقلى تحياتي الى صديقي العصفور ..
في نفس اللحظة وجدته أمامها وقال لها ، انني ذاهب الى بلاد دافئة ، هيا فوق ظهري ، لنطير بعيدا ...
وبعيدا.. بعيدا .. طارا فوق السحاب .
ووصلا الى بلاد الشمس المشرقة ، وبين اطلال قصر من الرخام الجميل، أشار العصفور الى بيته ، ونزلا بين الزهور ... أجمل أزهار وأنها في حياتها ، وبلطف ورقة ، وضعها فوق زهرة بيضاء..
ولكن .. أعظم مفاجاة كانت في انتظارها .. فقد وجدت أمير الزهور في استقبالها، ولم يكن يزيد في الحجم عنها وجميل تماما مثلها ...
ورفع التاج الذهبي من فوق راسه ، وقال لها هل تقبلين الزواج منى لتصبحى ملكة الزهور
وطبعا وافقت .. واطلق عليها الناس اسم " وردة " ، فقد كان اجمل كثيرا من اسم عقلة الصباع!
--------------------------
انتقل الي العدد التالي : العدد 865
العودة الي العدد السابق : العدد 863

إرسال تعليق
0 تعليقات