العدد 860 مجلة ميكي اكتوبر 1977
العدد 860 من مجلة ميكي الصادر بتاريخ : 13 أكتوبر 1977م
العدد بصيغة CBR & PDF
القصص الواردة في هذا العدد :
سيتم الاضافة قريباً
اقرأ اون لاين من صفحات العدد :
من مغامرات ألف ليلة و ليلة
السندباد البحري في الجزيرة العجيبة
قالت شهرزاد بصوت ضاحك : اعتقد الناس جميعا يا مولاى ، أن سندباد سيهجر البحر بعد ما حدث له من متاعب .. ولكن ذلك لم يكن ظنا حقيقيا ، فمجرد أن سمع "سندباد" أن كبار التجار قد جمعوا بضائعهم واستعدوا للابحار ، حتى شعر برغبته في الدخول في هذه المنافسة ، وما أن ارتفع القمر في السماء واكتمل ، حتى كان " السندباد " على ظهر مركب ضخمة تعبر بهم المياه ...
ولكن .. كما يقولون .. تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد هبت عاصفة عاتية ، لم ترحم السفينة العظيمة ، وتلاعبت بها كورقة في مهب الرياح حتى حطمتها تماما .. وتشبت الركاب والبحارة ببقاياها ، حتى سمعوا القائد بصيح ..
- لقد نجونا .. الأرض .. الارض .
وجدوا أنفسهم في جزيرة غير معروفة .. ما أن لمسوها بأقدامهم حتى حدثت لهم كارثة أكبر .. فقد كان سكانها من البدائيين اكلة لحوم البشر .. في لحظات وبدون أى كلمة ربطوا الجميع فى حبل واحد كالقطيع .. وقادوهم الى ملك الجزيرة. ..
أمر الملك لهم بالطعام .. فأتوا اليهم فورا بأطباق بها طعام غریب ، وانقض عليه الجميع يأكلون منه .. اما سندباد ، فقد تذوقه بطرف لسانه ، ثم بصقه مرة أخرى .. ولم يأكل شيئا، و راقب زملائه .. و كانوا قد ألتهموا أطباقهم ثم غيرها .. و غيرها .. وبدت عليهم أعراض الجنون و هم يأكلون بشراهه غريبة حتي أنهم حطموا أطباقهم و أكلوها .. و هنا ضحك الملك ، و قال : من الآن اذهبوا بهم إلي المواعي .. ليأكلوا مع الماشية ..
و من اليوم التالي ، تحققت مخاوف السندباد ، فقد تحول زملاؤه جميعاً إلي مجموعة من الماشية ، تاكل الحشائش في المرعي .. أما هو فكان يتظاهر بمشاركتهم الاكل ، و لكنه لم يتحدث إليهم ، فقد أصبحوا مجانين تماما ..
و ظل سندباد يتحين فرصة للهرب ، حتي حدث يوماً أن نام الحارس . فغافله السندباد و احتفي وراء مجموعة من الأشجار . وجد ممراً بين الأعشاب فأخذ يجرى ويجرى ويجرى .. حتى اطمان إلى أن أحدا من أكلة البشر لا يتبعه ، فاستراح قليلا ثم واصل الجرى الجرى على غير هدى .. حتى ظهر نور الصباح ، فاذا به يجد مجموعة من الفلاحين يزرعون الأرض ، فعرف أنهم من البشر العاديين ، فاقترب منهم ، وقص عليهم قصته ... تعجب الفلاحون الطيبون من حكاية السندباد ، واصطحبوه إلى ملكهم الذي استمع هو أيضا بدهشة شديدة الى الحكاية ، ثم قرر أن يعيش السندباد في قصره ، وان يعمل مستشاراً له وذات يوم لاحظ السندباد أن الملك والأهالي يركبون الخيل بدون سرج .. فقال الملك سأصنع لك سرجا جميلا تركب عليه فرسك
و بدا "سندباد" البحرى في صنع سرج جميل ، وذهب إلى الحداد فجعله يصنع له القطع الحديدية المطلوبة لصناعة السرج وايضا النجار ، ثم كساه بالجلد الذهبي وزينه، ثم فاجأ به الملك ، الذي وضعه على الحصان ، وعندما ركبه شعر بسعادة لا توصف .. وبسرعة تعلم الأهالي صناعة السروج وفرحوا بها ، أما الملك فقد كافأ السندباد بأن زوجه ابنته الأميرة الجميلة .
وبرغم ذلك ، كان الحنين يشتد بالسندباد للعودة الى بلاده.. وازدادت وحشته وحنينه ، عندما مرضت الأميرة بعد سنة من زواجها ، ثم ماتت ..
وحزن الملك على ابنته حزنا شديدا، ثم طلب السندباد ، واخبره بأغرب طلب في الحياة .. قال له أن من تقاليد البلاد ان يدفن الزوج من زوجته اذا ماتت قبله اما اذا مات هو : فان الزوجة تدفن مع زوجها ..
ذهل السندباد البحري ، وحاول الرفض .. وقال انه ليس من أهل البلاد ، ولكن أحدا لم يستمع اليه .. وفي اليوم المشهود .. حملوا السندباد و ساروا به وراء زوجته التي وضعوا معها أجمل وأعلى الجواهر واللآلئ .. ثم انزلوها في قبر عميق بين الصخور ، وانزلوا السندباد وراءها، ومعه الخبز والماء .. ثم أغلقوا فتحة القبر بصخرة ضخمه ..
ووجد السندياد نفسه في القبر المظلم العميق ، وحيدا .. لا يرى حتي أصبعه في الظلام .. و الوحدة .. و الموتي .. فأخذ يأكل قليلاً ، و يشرب أقل ، حتي لا ينفذ منه الطعام و الماء .. و لم يدر بمرور الوقت حوله .. فقد كان الظلام شديداً لا يفرق فيه بين الليل و النهار .. و ليم يستطيع أن يفعل شيئاً إلا أن يصلي و يدعو الله ان ينقذه .
و لكن حسن الحظ السندباد لا يتخلي عنه . فعندما اشتدت الازمة ، حتى اعتقد أنه سيموت بدون شك ، اذا بزلزال يهز الارض هزا ، وشعر بالصخور، تنداعى من حوله .. فاغمي عليه .. وعندما افاق ، رأى شعاعا من النور يتسلل من بين الصخور، واسرع يزحف على قدميه وساقيه حتى وصل الفتحة التي صنعها الزلزال ، وكانت تتسع لخروجه الى الحياة .. واغمض عينيه حتى لا يؤثر فيها الضوء ثم عاد وفتحها مرة أخرى. وكان أول ما راه مرکب تسير امامه في الخليج .. وركع لله شاكرا ، فقد انقده الله هذه المرة أيضا
وأسرع الى القبر ، فجمع كل ما يستطيع جمعه من المجوهرات واللآلىء .. ثم عاد الى الشاطي. كانت المركب قد وصلت .. ومد له البحارة الحبال .. وفي لحظات كان على ظهر السفينة ، يقص قصته العجيبة .. وهو لا يكاد يصدق انه قد نجا ..
و قالت شهرزاد .. وعاد السندباد الى البصرة يا مولاى .. ولكنه لم يكن قد تاب من البحر
ومغامرات البحر .. ولكن لذلك حديث آخر ، في ليلة أخرى..
تقديم : رجاء عبد الله
--------------------------
انتقل الي العدد التالي : العدد
العودة الي العدد السابق : العدد

إرسال تعليق
0 تعليقات